نموذج الحكومة المدفوعة بالتعلم

آراء

يستعرض مقال اليوم نموذج الحكومة المدفوعة بالتعلم، والذي تم تطويره بناء على خبرة عملية تزيد على 26 عاماً، بالإضافة إلى دراسة بحثية استغرقت أكثر من خمس سنوات، تمت فيها مراجعة أكثر من 3000 وثيقة، بالإضافة إلى إجراء 74 مقابلة، وأكثر من 800 ساعة من الملاحظة المباشرة، هذا بخلاف عمليات التقييم لعشرات الدوائر الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والفلبين والمملكة المتحدة. تم بناء النسخة الخاصة بالقطاع الحكومي استناداً إلى نموذج المؤسسات المدفوعة بالتعلم، والذي اشتركت في إعداده وتطويره مع البروفيسور جيف جولد، أحد الخبراء الدوليين في التعلم المؤسسي واستشراف المستقبل. وقد تم نشر النموذج في كتاب من 360 صفحة، متاح باللغة الإنجليزية، وجار ترجمته إلى العربية.

نموذج الحكومة المدفوعة بالتعلم يتكون أيضاً من سبع مراحل، ولا يقتصر على الموقف التعلمي فحسب، بل يبدأ من قبل البداية، ويتناول الأمور اللوجستية كاملة. خطوات النموذج هي: تحديد مسؤولية التعلم (أي مالك العملية)، تأهيل فريق العمل، اختيار آليات التعلم، استخلاص الحلول المناسبة، إعداد واعتماد الأوستراكا، التطبيق، تقييم التطبيق. في المرحلة الأولى، تحديد مسؤولية التعلم، يتم اختيار الشخص المنوط بعملية التعلم وإعداده، وكذلك إعداد فريق العمل الذي يطلق عليه سفراء التعلم، ويقترح هنا أن يكون الشخص المسؤول عن التعلم في درجة وظيفية عالية، والمسمى الوظيفي الأفضل والأكثر فعالية هو «الرئيس التنفيذي للتعلم» Chief Learning Officer (CLO).

في المرحلة الثانية، يتم تدريب فريق من مختلف الإدارات والأقسام على آليات وطرق التعلم المؤسسي والحكومي، وهذه الخطوة بمثابة الإعداد الدائم لاستمرارية عمليات وأنشطة التعلم، أي أن هذا المسمى الوظيفي يجب أن يظل قائماً، ويتم إدراجه في الهيكل التنظيمي للدائرة. المرحلة الثالثة، وهي اختيار آليات التعلم، وهناك مجموعة كبيرة من الآليات، مثل المقارنات المعيارية، المراجعات اللاحقة، تحدي الأفكار، مقهى التعلم، مسرعات التعلم، ولابد هنا من اختيار الآلية المناسبة من حيث الوقت، حيث توجد آليات تصلح للطوارئ والأزمات، والتي لا تحتاج أكثر من ساعتين للوصول للحل المناسب.

المرحلة الرابعة، هي لاستخلاص الحل أو حزمة الحلول التي تتناسب مع سياق العمل، وتأخذ في الاعتبار التجارب السابقة، وكل الاعتبارات المتعلقة بالثقافة المؤسسية وتحليل ذوي العلاقة (المعنيين)، والاعتبارات المالية والتقنية والبشرية. أما المرحلة الخامسة فهي إعداد واعتماد «الأوستراكا» و«الأوستراكا» باللغة المصرية القديمة عبارة عن رقاقة من الحجر أو الفخار كانت تستخدم للتوثيق أو لإعداد نموذج مصغر للوحات قبل تنفيذها، وفي هذه المرحلة يتم إعداد وثيقة رقمية، قد تكون عرضاً تقديمياً أو بوستراً أو ملفاً في أي صورة جاهزة للاعتماد من قبل متخذ القرار، يقوم بتقديمه الرئيس التنفيذي للتعلم. وفي الختام تأتي مرحلتا التطبيق والتقييم، ونظراً لأهمية التقييم، فلابد أن يقترن دائماً بالتطبيق، أي لابد ألا يتوقف العمل عند الانتهاء من التطبيق أو التنفيذ، بل يتبعه التقييم للوقوف على مدى جدوى الحلول المطبقة، وما إذا كانت هناك حاجة للتدخل حتى لا تهدر الموارد، لقد تمت تجربة النموذج بالفعل، وربما في المستقبل القريب يتم استعراض بعض الحالات العملية التي اكتملت.

المصدر: الامارات اليوم