ولي ولي العهد يدفع علاقات الرياض وواشنطن إلى آفاق أرحب

أخبار

على مدى ستة أيام نجح ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في إعطاء دفعة قوية للعلاقات السعودية – الأمريكية، وإيضاح وجهة نظر الرياض، والدول الخليجية والعربية والإسلامية، تجاه كثير من القضايا والتحديات والأزمات التي تواجهها المنطقة، كما أسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وشرح آفاق وأبعاد الفرص الاستثمارية التي تتيحها رؤية المملكة 2030، وأول برامجها التنفيذية (التحول الوطني)، وذلك من خلال لقاءاته المتعددة بالمسؤوليين في الإدارة الأمريكية.

رؤية 2030

وتوج ولي ولي العهد زيارته التاريخية للولايات المتحدة، بلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استقبله في المكتب البيضاوي، يوم أمس الأول (الجمعة)، حيث استعرض الأمير محمد بن سلمان جهود المملكة لاستشراف مستقبل أفضل وآمن لاقتصادها عبر «رؤية 2030» التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصادرات النفطية كمصدر رئيسي للدخل الوطني. وقدر أوباما عاليا تمسك الأمير الشاب بإجراء إصلاحات اقتصادية في بلاده، مشيرا إلى «دعم أمريكي حازم» لبرامج ابن سلمان.

أزمات المنطقة

كما ناقش الطرفان خلال اللقاء الذي اتسم بالصراحة وعلى مدى ساعة كاملة، سبل دعم العراقيين في قتالهم ضد «داعش» وأهمية تحقيق انتقال سياسي في سورية، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في اليمن.

وقال البيت الأبيض إن أوباما والأمير محمد بن سلمان ناقشا خطوات لدعم العراقيين «بما في ذلك زيادة دعم الدول الخليجية للاحتياجات العاجلة لأغراض الإغاثة الإنسانية وإعادة الاستقرار».

وأشار إلى إن أوباما رحب بالتزام السعودية بتسوية سياسية للصراع في اليمن، ورحب كذلك بدعم دول مجلس التعاون الخليجي لتلبية الاحتياجات الإنسانية وعمليات إعادة الإعمار في اليمن.

وفي الشأن السوري، قال البيت الأبيض إن أوباما والأمير محمد بن سلمان بحثا أهمية دعم انتقال سياسي «لا يكون الأسد جزءا منه».

واتفقا على دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، إلى جانب بحثهما «الدور البارز الذي يمكن للمملكة لعبه في مجال مكافحة التطرف».

البداية مع كيري

وكان ولي ولي العهد قد استهل زيارته التاريخية التي صحبه فيها عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين، تأكيدا على أهميتها، يوم الاثنين بلقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وذلك في العاصمة واشنطن.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات السعودية – الأمريكية وسبل تعزيزها، وبحث أهم القضايا المشتركة ومستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها ما يجري في اليمن وسورية والعراق، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة. فيما دعا كيري الأمير محمد بن سلمان لحضور وجبة إفطار أقامها في منزله.

مجلسا الشيوخ والنواب

والتقى ولي ولي العهد الأربعاء برئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين، وبحث معه التعاون بين البلدين في عدد من المجالات المشتركة، والمسائل ذات الاهتمام المشترك.

كما عقد اجتماعات ثنائية موسعة مع رؤساء وأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب في مختلف اللجان (لجنة العلاقات الخارجية، لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ)، تم خلالها تبادل الآراء حول سبل تطوير التعاون بين البلدين في عدد من الجوانب السياسية والأمنية.

بلد حليف لنا

وفي اليوم التالي (الخميس) التقى ولي ولي العهد، وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في مبنى «البنتاغون».

وأكد الأمير محمد بن سلمان أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم دور مهم جدا لمجابهة المخاطر التي قد تؤثر على العالم بشكل عام «ونحن نعمل بجد لمجابهة هذه المشاكل».

وقال «أنا اليوم في بلد حليف لنا، في وقت حساس جدا، في منطقة نحن نعيش فيها اليوم مخاطر كثيرة جدا، سواء من عدم استقرار بعض الدول، أو التدخل في شؤون بعض الدول، أو الإرهاب».

رؤية المملكة 2030

وفي الشأن الاقتصادي، وعلى صعيد شرح أبعاد رؤية المملكة 2030 والفرص الاستثمارية الواعدة التي تتيحه مستقبلا، التقى الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس الماضي، مع الفريق الاقتصادي للرئيس الأمريكي باراك أوباما وضم مدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأمريكي جيف زينست، ووزير الخزانة جاك لو، ووزيرة التجارة بيني بريتزكر، ووزير الطاقة إيرنست مونيز، بحضور الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي ولي العهد وعدد من المستشارين في البيت الأبيض.

وجرى خلال الاجتماع استعراض أفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك والمستمر بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبرامجها الاقتصادية الطموحة بما فيها برنامج التحول الوطني. وتم التأكيد على مواصلة تنسيق الجهود بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

وقال البيت الأبيض في بيان بعد الاجتماع: «رحب المسؤولون الأمريكيون بتعهد السعودية بالإصلاح الاقتصادي وأكدوا على رغبة الولايات المتحدة بأن تكون شريكا أساسيا في مساعدة الرياض على تطبيق برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي”.

كما اجتمع الأمير محمد بن سلمان في مقر إقامته بواشنطن مع رئيس الغرفة التجارية الأمريكية توماس دونهيو. وجرى خلال الاجتماع استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بالمجال التجاري والاستثماري بين البلدين، وبحث مواصلة تنميتها.

المصدر: عكاظ