الخميس ١٧ مارس ٢٠٢٢
في الأزمات تظهر أهمية الدول وحجم تأثيرها، وعلى مدى الأزمات العالمية الأخيرة، وهي من الأزمات الأكثر حرجاً في تاريخ البشرية، خصوصاً الجائحة ونشوب الحرب على حدود أوروبا، أظهرت الإمارات ثقلاً وازناً على محاور بالغة الأهمية في الحفاظ على الاستقرار والسلم العالميين، سواء على المستويات الاقتصادية أو السياسية أو حتى الصحية. الحراك الواسع الذي تقوده الإمارات حالياً في ما يتعلق بمختلف مسارات وتبعات الأزمة الأوكرانية، يشير إلى الثقة العالية والأهمية الكبيرة التي تعطيها دول العالم للإمارات وقيادتها، وهو ما يجسده توافد قادة الدول الكبرى واتصالاتهم المتواصلة مع محمد بن زايد، لبحث تطورات هذه الأزمة وآثارها، والتي جاء آخرها زيارة رئيس وزراء بريطانيا، أمس، إلى الدولة، واتصال رئيس وزراء اليابان أول من أمس، وزيارة مستشار النمسا واتصالي رئيسي ألمانيا وبيلاروسيا الأسبوع الماضي، والمشاورات الهاتفية مع رئيسي روسيا وأوكرانيا، وغيرهما من قادة الدول مع بداية الأزمة. رسالة الإمارات كانت واضحة ومباشرة في هذا الحراك، وفي جهودها المستمرة خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي، عبر تأكيدها المتواصل على الأهمية القصوى لتغليب الحوار والتفاوض والتفاهم في سبيل إيجاد حلول سلمية للأزمة، بما يحفظ استقرار منطقة النزاع ككل والأمن والسلم العالميين، كما يتضح من خلال هذه الرسالة والدعوات المستمرة ما تعطيه الإمارات من أولوية لضرورة النظر إلى التداعيات الإنسانية للأزمة، وأهمية تكثيف الجهود الدولية لدعم الأوضاع الإنسانية…
الإثنين ١٤ مارس ٢٠٢٢
الاستراتيجية الناجحة في تعزيز الاقتصاد الإبداعي التي سرعت دبي تحقيق أهدافها، تظهر اليوم نتائج مبهرة على أرض الواقع بتوسع مضاعف للمشهد الثقافي والفني والإبداعي بكل مجالاته، وأهم ما يميز هذا التوسع، أن مؤشراته لا تدل على طفرة عابرة، وإنما نقلة راسخة تدفعها الرعاية والمتابعة المباشرة من قيادة دبي إلى مستويات أكبر، برؤية محفزة لهذا القطاع، وإدراك كامل لحجم فرصه الذهبية وعظيم أثره على الاقتصاد الوطني ككل. قد لا تكون الدورة التاريخية لمعرض «آرت دبي» الذي اختتم فعاليته، أمس، سوى مثال واحد على حراك إبداعي عالمي لم يعد ينقطع أبداً في دبي، ولكنه مثال جدير بالإشارة لما يعكسه من مكانة متفردة حوّلت دبي إلى قبلة لنخبة الفنانين والمبدعين عالمياً، فقد استضافت هذه الدورة 100 صالة عرض بمشاركة 44 دولة، كما يبرهن نجاحها الكبير على أن دبي تمضي بموازاة جاذبيتها العالمية لهذه النخب الإبداعية، نحو زيادة التفاعل الاجتماعي والسياحي مع القطاع الإبداعي، ما يضاعف من قيمته وثماره الحضارية والاقتصادية. مثلت زيارة محمد بن راشد للمعرض، دلالة واضحة على أن الإبداع بات ركيزة أساسية في رؤية دبي، وأنها تؤسس بانفتاحها الثقافي لتحول أكبر في جميع حقول الإبداع، ولا يغيب أن دبي تسرع الخطى في هذا المجال وفق استراتيجية مدروسة لتكون عاصمة الاقتصاد الإبداعي في العالم، ضمن رؤية التطوير الشامل التي تسير نحو تحقيق…
الإثنين ٠٧ مارس ٢٠٢٢
التقدم غير المسبوق الذي حققته الإمارات في منظومتها الحصينة ضد كل أشكال الجريمة المالية، جاء بشهادة دولية من مجموعة العمل المالي «فاتف»، وهذا النجاح، جاء نتيجة حتمية لجدية العمل والالتزام الاستثنائي، استناداً لعوامل كثيرة، تدخل ضمن رؤية الإمارات الاستراتيجية، وإن كان أهمها، إيمان الدولة بترابط النظام المالي العالمي، والتزامها بحماية هذا النظام من أي مهددات، فإن تعزيز الإمارات لأمن منظومتها المالية الرصينة، يصب أيضاً في هدف بالغ الأهمية، ضمن استراتيجية الارتقاء بمكانة الدولة، كمركز محوري عالمياً، في الاقتصاد والتجارة والمال. ما يعنيه ذلك بوضوح، أن دوافع الإمارات في تسريع إجراءاتها لتقوية منظومتها في مواجهة ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، تأتي من أولوية وطنية استراتيجية في المقام الأول، تتمثل في جعل الدولة واحدة من أقوى الاقتصادات، وأكثرها احتراماً في العالم، الأمر الذي قطعت فيه الدولة أشواطاً فارقة، ويظهر عبر الثقة التي لا تضاهى ببيئتها الاقتصادية، من جميع أوساط ومجتمعات الاقتصاد والأعمال العالمية، وما نراه من إجراءات متواصلة، يبرهن على أهمية هذا الملف، خصوصاً في ظل العمل ضمن استراتيجية وطنية قوية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تشرف على تنفيذها لجنة عليا، برئاسة عبد الله بن زايد شخصياً، وتعمل كل المؤسسات ذات العلاقة، بتكامل وتنسيق تام، لإنجاح كل بنودها. عقوبات ومصادرات غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالدولة في العام الماضي، تجاوزت 3.8…
الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢
أن يكون المواطن أولاً وثانياً وثالثاً، أمر بات من الواضح للجميع مدى ترجمته بواقع يلمسه أبناء الإمارات في كل المشاريع والسياسات والخدمات الحكومية، ولكن حكومة الإمارات، برؤية قيادتها الشاملة، تنظر إلى أبعد من ذلك وتعمل بأجندة واعدة لازدهار ورفاه المواطن والارتقاء بجودة حياته إلى مستويات غير مسبوقة ومن جميع النواحي. تأكيد محمد بن راشد أن «المواطن سيبقى أولوية.. سكناً.. وتنميةً.. وتعليماً.. وفرصاً وظيفية واقتصادية»، وأن «المواطن هو بوصلة الحكومة»، يجسد نهجاً متصاعداً في تمكين المواطنين، تصادق عليه قرارات فاعلة اعتمدها مجلس الوزراء أمس، برئاسة سموه، وكلها قرارات من شأنها أن تحقق نقلات قياسية في ملفات حيوية، وتوجه البوصلة نحو إحداث تأثيرات إيجابية بالغة في حياة المواطنين مباشرة، وبشكل شامل في مجالات عدة، وفي جميع مناطق الدولة. إسكان المواطنين يبقى على الدوام في صدارة الأولويات على أجندة الحكومة، واعتماد المجلس ميزانية ضخمة لقروض إسكان برنامج الشيخ زايد بكلفة تبلغ 12 مليار درهم خلال السنوات المقبلة، ينتقل بهذا الملف إلى مرحلة إنجاز مهمة، خصوصاً أنه يأتي ضمن سياسة جديدة للقروض، وآليات تضمن تغطية كافة الطلبات المتوقعة للأعوام المقبلة، وبما يحقق الهدف الذي تنشده الحكومة بتقليص فترة انتظار الطلبات، وهذا يظهر الجدية الكاملة في هذا الملف عبر قرارات فاعلة متواصلة تضعها الحكومة موضع التنفيذ الفوري لتسريع إحداث فارق يلمسه المواطنون في هذا الشأن.…
الإثنين ٢٨ فبراير ٢٠٢٢
البشائر تتوالى في وطن التفاؤل والمثابرة والإرادة القوية، تزفها قيادة طوّعت بفكرها الاستباقي، وإدارتها الاستثنائية، ورؤيتها الشاملة، الأزمات لتحولها إلى فرص ذهبية ثمينة، وإلى محركات لمضاعفة التنمية والنمو الاقتصادي، والمضي بخطوات واسعة نحو تحقيق الأولويات الاقتصادية للدولة. البشرى التي أبهج بها محمد بن راشد القلوب أمس، بتأكيده أن «انطلاقتنا بعد كوفيد قوية.. ونمونا الاقتصادي تصاعدي.. وابتعادنا عن الاعتماد على النفط يصل لمرحلة الاستدامة»، تستند إلى أرقام قياسية تفوق كل التوقعات، وتتفوق عالمياً في اقتصاد وطني أثبت أقصى درجات المرونة والكفاءة، فأن تتجاوز قفزة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات العام الماضي 27 % عن 2020، و11 % عن 2019، مؤشر في غاية الأهمية يدلل على أن الدولة لم تكتفِ فقط في ترك الجائحة خلفها، والابتعاد عن كل تبعاتها وآثارها السلبية، بل رسخت لآفاق ومسارات أوسع من النمو لاقتصادها المتنوع الذي ينهض على ركائز وأعمدة صلبة. تحقيق التجارة الخارجية غير النفطية نحو 1.9 تريليون درهم في 2021، ونمو الصادرات الوطنية على وجه الخصوص بنسبة 33 % إلى 354 ملياراً، وكذلك النتائج الإيجابية الشاملة للتجارة في كل أنشطتها سواء الاستيراد أو التصدير أو إعادة التصدير، وفي كل إمارات الدولة، برهان واضح على أن نجاح السياسات والخطط الاستراتيجية للدولة، التي أرست سريعاً معالم اقتصاد جديد بمنهجيات شاملة ومتكاملة، وكفاءة أعلى، وتنوع أوسع، لضمان استدامة…
الأربعاء ٢٣ فبراير ٢٠٢٢
بإرادة لا نظير ولا منافس لها، تكفل الإمارات لنفسها موقعاً متقدماً بين القوى المؤثرة التي تقود تقدم الحضارة البشرية، وبعزيمة صلبة تواصل دبي ترسيخ تفوقها، وريادتها كحاضنة دولية أولى لرسم وصناعة مستقبل العالم، فافتتاح محمد بن راشد، أمس، «متحف المستقبل»، أجمل مبنى على وجه الأرض، هو عنوان لتاريخ مميز جديد في مكانة الإمارات ودبي، والدور العالمي الذي تلعبه في جمع الطاقات الفكرية والإبداعية من كل مكان، وهو كذلك منعطف له ما بعده على مستوى تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في الدولة، والقائمة على المعرفة. «متحف المستقبل»، الصرح الحضاري والأعجوبة المعمارية الأكثر جمالاً وإبداعاً في تصميمه وهندسته وبنائه، يجسد تماماً فكر محمد بن راشد في التجديد واستباق المتغيرات ويترجم رؤيته في قيادة حراك معرفي عالمي يحدث أثراً عميقاً على المستوى الإنساني في كل ما تنبئ به تطورات المستقبل، فهذا الصرح كما يصفه سموه: «رسالة أمل.. وأداة تغيير.. ومنصة علمية عالمية.. وآلية مؤسسية متكاملة لاستشراف مستقبل أفضل لنا جميعاً». وهذا الصرح العظيم، الذي سيحتضن عقول العالم، يمثل نهجاً خلاقاً جديداً تبادر من خلاله قيادة دبي لتحويل استشراف المستقبل إلى عمل مؤسسي منظم، وتجعل من المتحف مركزاً ومنصة لمجتمع مترابط من كل أقطاب المعرفة والعلوم في العالم، بشراكات بناءة تحدث تغييراً حقيقياً في مستقبل المعرفة، وقد انطلقت المبادرات التي سيقودها هذا الصرح قبل…
الأربعاء ١٦ فبراير ٢٠٢٢
بالفعل «تغيير صغير.. له تأثير كبير»، كما أكد حمدان بن محمد لدى إطلاقه مبادرة «دبي تبادر» للاستدامة، وهذا ما تبرهن عليه الحقائق، فتبني تغييرات بسيطة على سلوكياتنا اليومية، وليكن هذه المرة تجاه قوارير عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وهو ما تشجع عليه المبادرة، قادر على إحداث فارق مذهل في حماية البيئة والحفاظ على مواردنا الطبيعية ومواجهة التحدي المناخي، خصوصاً أن الأرقام تظهر أن استهلاك القوارير البلاستيكية يصل إلى نحو 4 مليارات قارورة على مستوى الدولة سنوياً، بينما تحتاج القارورة الواحدة إلى نحو 400 عام كي تتحلل، وهو ما يشكل أحد أكبر التحديات البيئية على مستوى العالم. المبادرة المبتكرة والنوعية، بأهدافها المهمة، تضاف إلى مبادرات دبي الكبرى والمستمرة في الملف البيئي الذي تضعه الإمارة والدولة عموماً على رأس الأولويات، كونه من التحديات العالمية الملحة، وباتت بما أنجزته فيه وما تتخذه من خطوات واسعة في معالجته، نموذجاً رائداً وملهماً، فهذه المبادرة تنطلق من قلب استراتيجية دبي للاستدامة التي تستهدف التحول إلى تنمية صديقة للبيئة، وتحقيق الحياد المناخي، كما تأتي بعد اعتماد المجلس التنفيذي لسياسة الحد من الأكياس أحادية الاستخدام، لتؤكد جدية المساعي وشموليتها وإصرارها على إحداث تغييرات واسعة في أسلوب الحياة اليومي للسكان، بما يصنع أثراً كبيراً في الارتقاء بجودة الحياة وجعل دبي مدينة صحية ومستدامة والأفضل عالمياً للعيش. رهان دبي…
الثلاثاء ١٥ فبراير ٢٠٢٢
ما تمثله الخطوات الواسعة نحو الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وتركيا، والتي جاءت بنتائج كبيرة وملموسة في أول يوم لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، تعطي دفعة قوية لمسارات التنمية في البلدين، فحجم ونوع هذه النتائج ظهر بوضوح من خلال توقيع 13 اتفاقية في مجالات محورية غاية في الأهمية لاقتصاد البلدين من بينها البيان المشترك لبدء المفاوضات حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة. المضي في العلاقات بهذه الخطوات السريعة يشير إلى إرادة الإمارات السياسية الواضحة في تعزيز هذه الشراكة ومضاعفتها، والتي تستند إلى نهج ورؤية ثابتين أساسهما تقديم مصلحة شعوب المنطقة، كما يشير إلى ذلك محمد بن زايد، مؤكداً وجود مشتركات عديدة بين الجانبين العربي والتركي، ومرحباً بكل خطوة على طريق التعاون والتفاهم والسلام في المنطقة، وهذا النهج الذي تنقل فيه الإمارات المنطقة إلى مرحلة جديدة من التقاربات وعلاقات الشراكة والتعاون، يفتح آفاقاً واسعة ويبني ركائز قوية لمسارات تنموية من شأن آثارها الإيجابية أن تعم الجميع. وهذه النتائج المبهرة التي شهدتها زيارة أردوغان، تستكمل دعائم التعاون المهمة التي أسست لها زيارة محمد بن زايد إلى تركيا، إذ أعلنت الإمارات خلالها عن صندوق بـ 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات الاستراتيجية في تركيا، وتم أيضاً التوقيع على 10 اتفاقيات في مجالات حيوية، لتمثل مخرجات الزيارتين معاً نقلة نوعية في العلاقات، خصوصاً مع…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
تعطي قيادة دبي أهمية كبيرة لمشاركة الجميع في التحولات التنموية المقبلة، وهذه المشاركة كانت على الدوام نهجاً ثابتاً رسخته القيادة وراهنت عليه، وأثبت نجاحه بمساهمات فاعلة عبر مختلف مراحل النهضة، ولكن قيادة دبي بفكرها الخلاق، عودتنا على تحويل المجتمع بكل أفراده إلى منتدى وطني جامع لطرح القضايا والأولويات الوطنية ووضع الحلول لها، واستمراراً في تعظيم الدور الفاعل لهذا النهج فهي لا تتوقف عن ابتكار الأدوات والآليات التي تعزز من التواصل مع الناس والتعرف إلى مقترحاتهم واحتياجاتهم، وتحفيز مشاركاتهم في رسم الخطط والسياسات والارتقاء بالخدمات. إصدار محمد بن راشد مرسوم مجالس الأحياء السكنية في دبي، وما نص عليه المرسوم من تفعيل لأدوار هذه المجالس، يلفت بشكل خاص إلى الأولوية التي تعطيها دبي للمواطنين والارتقاء بجودة حياتهم ضمن أجندتها وكل ما تقره من خطط ومشاريع، وأنها تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال الناس أنفسهم، والاستماع إلى صوتهم، وتلمس احتياجاتهم وتطلعاتهم عن قرب بتواصل مباشر وآليات تضمن الوصول إلى الجميع، فعبر استضافة الأهالي في هذه المجالس واستطلاع آرائهم وتشجيعهم على طرح اقتراحاتهم وعلى المشاركة المجتمعية، تكفل هذه الآليات تزويد صناع القرار وراسمي السياسات ومقدمي الخدمات بالاحتياجات الحقيقية ووضع خطط تخدم التوجهات بشكل أسهل وأسرع. وأكثر من ذلك، فإن لهذه المجالس أدواراً غير محدودة في النهوض بالتنمية المجتمعية الموازية للتنمية الاقتصادية المتصاعدة في الإمارة،…
الأربعاء ٠٥ يناير ٢٠٢٢
يقفز محمد بن راشد بعالمنا العربي وشبابه، إلى مراحل كنا نظن أنها بعيدة، لتأتي مبادرات سموه الضخمة والنابعة من فكر متفرد تاريخياً، كغيث ينهمر على الأرض الميتة من بعد قنوط، فيحيي في النفوس شعلة الأمل بقدرتنا على استعادة أمجادنا الحضارية والمعرفية والعلمية، التي كنا أهلاً لها، ونرفع رؤوسنا عالياً اليوم لنقول بملء أفواهنا إننا سنظل أهلاً لها بوجود قيادة كهذه، تستثمر ذكرى توليها الحكم، لا لتحتفي، وإنما لتحدث نقلة شاملة لتاريخ المنطقة بأسرها. إطلاق محمد بن راشد مبادرة «نوابغ العرب»، التي يقصر عنها الوصف بأنها فتح حضاري غير مسبوق للعرب، واختيار سموه الرابع من يناير، ذكرى توليه الحكم، لهذا الأمر، رسالة واضحة وملهمة لما يجب أن تنهض به القيادة الحقة من أمانة تجاه أمتها، وتمكينها من السير في الطريق الصحيح لسيادتها وريادتها وتفوقها. هذه المبادرة التي تقود الإمارات من خلالها حراكاً عربياً علمياً واسعاً، ليست الأولى، ونؤمن بأنها ستكون خطوة لمبادرات أكبر، فمبادرات سموه النوعية والمبكرة في هذا الشأن بدأت تؤتي ثماراً واقعية وفاعلة نشهدها في واقع كل المجالات، ما بات يعطي دلائل واضحة على حجم ونوع وملامح المشروع الحضاري الضخم والشامل الذي يبادر ويثابر محمد بن راشد على تحقيقه ويسخر له كل الدعم والإمكانات والموارد، لصناعة نهضة حقيقية للأمة على أسس وأعمدة متينة يدرك سموه بفكره الثاقب ركائزها، لذلك…
الإثنين ٠٣ يناير ٢٠٢٢
تكشف الموازنة العامة لحكومة دبي للأعوام 2022 – 2024، التي اعتمدها محمد بن راشد، أمس، عزم دبي القوي على تنفيذ كامل أجندتها بكل محاورها التنموية، بما يحفز النمو المتصاعد لاقتصادها، ويرسخ مكانتها أرضاً للفرص والابتكار والاستثمار العالمي. موازنة السنوات الثلاث التي يبلغ إجمالي نفقاتها 181 مليار درهم، وموازنة 2022، التي تبلغ 59.9 ملياراً، توجه رسالة تحفيز بالغة القوة لمختلف قطاعات الأعمال، وهو ما شدد عليه حمدان بن محمد في تجديده العزم على المضي قدماً في قيادة جهود التعافي الاقتصادي العالمي وتطوير العمل الحكومي وريادة الأعمال وتحفيزها، خصوصاً أن الموازنة من خلال اعتماداتها تنسجم مع الأولويات القصوى والأهداف الأسمى لدبي في مواصلة تقديم المحفزات المؤثرة للاقتصاد، لضمان استمرار الازدهار والرفاه للإنسان الذي تضعه قيادة دبي الأولوية الأولى لجميع سياساتها. فالعناية الكبيرة التي تعطيها الموازنة لقطاع الإسكان، وكذلك للخدمات الاجتماعية عموماً، تشير إلى ما توليه حكومة دبي من اهتمام خاص بالمواطنين والمزيد من تمكينهم والعمل على استقرارهم، وهو ما تم ترجمته بتخصيص 30 % من إجمالي الإنفاق الحكومي على قطاع التنمية الاجتماعية. وما يميز موازنة الأعوام الثلاثة المقبلة أيضاً تركيزها على زيادة معدلات النمو الاقتصادي عبر تفعيل منظومة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودعم القطاع الخاص ليقود معدلات النمو، وهو ما تقدم له الموازنة محفزات على أكثر من مستوى، أولها محافظة حكومة…
الأربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠٢١
تقديم دفعة إيجابية قوية لرؤية قائمة على تعزيز فاعلية الشباب في مستقبل الإعلام الوطني بات أمراً ملحاً، لما يمثله الإعلام من شريك كامل في مسيرة التنمية بكل قطاعاتها، وصاحب دور محوري في نشر قيم الأمل والعمل والتحفيز على الإنجاز، ونقل تجربة ونجاحات الإمارات والتعريف بإنجازاتها إقليمياً وعالمياً، لذلك فإن تفعيل هذا الدور الشبابي بأدوات مبتكرة أصبح ضرورة لا بد من المسارعة إليها في ظل ما تفرضه تطورات المستقبل. مجلس شباب «البيان»، الذي أعلنت الصحيفة عن إطلاقه أمس، وبما يعكسه من نموذج لتطوير قطاع الصحافة ضمن نهج يستند على تمكين الدماء الجديدة، ويفسح المجال لقدراتهم ومبادراتهم وابتكاراتهم، يجسد سعياً حثيثاً من إدارة الصحيفة لمواكبة التطورات على أكثر من مستوى، وفي مقدمتها تحقيق تطلعات القيادة في الاستثمار بالشباب وطاقاتهم، والتناغم مع تبني الإمارات نموذج المجالس الشبابية لتطبيقه على مستوى الوزارات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك ضمان السير بخطى منسجمة مع التطورات المتسارعة التي تفرض تحديات مستمرة في الإعلام عموماً والصحافة على وجه الخصوص، في الشكل والمحتوى والتقنيات. الإدراك العميق للمرحلة التاريخية التي تنتقل فيها الإمارات إلى تحولات نوعية جديدة في مسيرتها التنموية، وما يتطلبه ذلك من تفعيل استراتيجيات تطويرية لجميع القطاعات، ومنها قطاع الإعلام، يفرض على مؤسسات هذا القطاع تحديداً منح العناصر الشابة دوراً أكبر ضمن هذه المسيرة عبر خلق تواصل دائم…