محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٢٩ مايو ٢٠٢١
في العمل السياسي هناك نتائج غير متوقعة أو مرتبطة بالحدث مباشرةً، طبعاً لم يقدم السيد دونالد ترمب خدمة للقضية الفلسطينية مباشرةً، ولكن في القراءة السياسية قدمها بشكل غير مباشر؛ لقد اتخذ سياسات داخلية بالغة التطرف نحو اليمين الأبيض البروتستانتي تفاعلاً مع نمو الخوف الأبيض من الملونين في الولايات المتحدة، وهذا الخوف تاريخي، ففي مرحلة سابقة (قبل الحرب العالمية الثانية) مُنع دخول أي «ملوّن أسود أو أصفر لاجئ إلى الولايات المتحدة» من أجل إبقاء اللون الأبيض سائداً. كررها السيد ترمب ضد بعض الديانات والشعوب، وفقط في مراحل احتياج الاقتصاد الأميركي إلى يد عاملة سُمح بالهجرة المؤقتة، وعلى مر العقود تكونت أقليات عرقية ودينية وألوان من البشر ونَمَت في صُلب المجتمع الأميركي ولكن في الغالب مهضومة الحقوق، ربما صيحة ترمب هي الأخيرة قبل أن تتحول الأغلبية الأميركية إلى التلون. تلك السياسات في السنوات الأربع من فترة ترمب جعلت من كل ألوان الطيف الأميركي تتكاتف وتندفع لانتخاب ثاني رئيس كاثوليكي هو جو بايدن،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢٩ مايو ٢٠٢١
الوقوف على حافة الجبل دون أن تسقط، ودون أن تصاب بالدوار، دون أن يختل توازن جسدك وتهوي، دون أن ترتجف رجلاك لأن الخوف قد أغرق دمك ودماغك، تلك ليست مجرد مهارة أو موهبة، تلك واحدة من الأسرار التي يمتلكها البعض، أو تختصهم الطبيعة بها لأسباب مجهولة، وقد اكتشفوها هم في أنفسهم فقاموا بتطويرها وصقلها حتى غدت مهارتهم وصفتهم الأولى. تأملوا لاعبي السيرك، والذين يسيرون على حبل مشدود بين بناءين، والذين يتسلقون ناطحات السحاب الزجاجية، كل هؤلاء يتراوحون في المسافة بين المغامرة والجنون، بين المقامرة والمجازفة محسوبة العواقب، إلا أن الذين يتمكنون من البقاء في منتصف الطريق دون أن يعودوا للخلف أو يفقدوا بوصلة الوصول ليسوا أناساً عاديين أو من الممكن الاستهانة بهم أو بذكائهم! في دبي لا يمكنك أن تفتقد شيئاً، لا يمكنك أن تدعي أن هناك ما هو أفضل مما تمتلكه هذه المدينة، لا يمكن لأجنبي أو عربي أو غريب أو قريب أن يقول إنها تصادر حريته أو يضطر…
الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١
أحالت وزارة التجارة ٩ أشخاص للجهات المختصة بوزارة الداخلية بسبب قيامهم بجمع تبرعات مالية لحفر آبار خارج المملكة، والنظام في السعودية حصر التبرعات الخيرية للخارج بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك لمنع وصول أي أموال يتم جمعها تحت ستار الأعمال الخيرية إلى المنظمات والجماعات الإرهابية ! للوهلة الأولى يبدو هذا حد من نشاط بعض الأفراد الذين عرفوا بتسخير جزء من أوقاتهم للأعمال الخيرية في جمع التبرعات الخيرية وتمويل حفر الآبار وفتح المدارس وتبني الأيتام وبناء المساجد في الخارج، لكنه في الحقيقة يوجه العمل الخيري الفردي نحو المؤسساتية، فالأفراد المجتهدون في العمل الخيري يمكنهم العمل من خلال مئات المؤسسات الخيرية المرخصة التي تصب جميع تبرعاتها للخارج من خلال قناة واحدة تتمثل في مركز الملك سلمان تضمن قانونية وشرعية استفادة مستحقيها منها ! كما أن العمل المؤسسي يضمن استدامة النشاط، بينما ينقطع عمل الفرد بمرضه أو وفاته، ولأن مضار وشبهات جمع الأموال تفوق فوائد العمل الفردي فإن المصلحة العامة حتمت حصر…
الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١
يقول المثل الإنجليزي: «العادات القديمة تموت في صعوبة». الطريقة التي يعامل بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تشبه إلى حد بعيد معاملتهم أيام الحقبة السوفياتية. ومعظم دول أوروبا الشرقية تخلّت عن الأساليب القديمة، إلا نظام رئيس بيلاروسيا (روسيا البيضاء)، فما زال متمسكاً بأسلوب القمع المطلق، ولكنه تجاوز جميع أنداده ومنافسيه عندما أمر في 23 مايو (أيار) الحالي بهبوط طائرة آيرلندية مدنية إرغاماً في مطار عاصمته مينسك، لكي يعتقل أحد ركابها؛ المدوّن المعارض رومان بروتاسيفيتش ورفيقته. احتجت أوروبا. وزادت العقوبات على المنظومة الحاكمة في بيلاروسيا. ومنعت طائراتها من استخدام أجواء روسيا البيضاء بعد اليوم. وماذا بعد؟ مجموعة استنكارات من رؤساء الجوار وبلاد البلطيق. ومجموعة مواقف مماثلة لتلك التي صدرت يوم اعتقل المعارض الروسي أليكسي نافالني لحظة عودته إلى موسكو. المهم في كل ذلك أنه لا يحق للرئيس ألكسندر لوكاشينكو أن يدعي الريادة في هذا السلوك الأخلاقي: إجبار طائرة مدنية، مسافرة من بلد إلى آخر، على الهبوط في عاصمته تحت التهديد بالقصف، وإرسال…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١
كثيراً ما نسمع بطالب مجتهد يستذكر دروسه وينصهر في المراجعة والحفظ ونحوها، ثم تكون درجاته في الاختبار دون المستوى المطلوب، والحال نفسه في بيئة العمل، حيث تجد موظفاً يتميز بالحيوية والحضور والجد والاجتهاد والانتظام، ويسعى لتطوير نفسه ومتعاون مع زملائه، وعندما يكلّف بتنفيذ مشروع ما أو توكل له قصة ما، يندفع نحوها بحماس، ولكن المخرجات تكون متواضعة أو دون المطلوب، وهنا يحضر سؤال بديهي، عن الأسباب لمثل هذه الحالة من الفشل إن صحت الكلمة، أو تدني النتائج أو كونها دون المستوى، رغم ما عرف عن ذلك التلميذ من الجد والاجتهاد أو ما عرف عن هذا الموظف من الحيوية والنشاط. ولعل الكلمة السحرية في هذا السياق هي: عدم التركيز. في الحقيقة إن عدم التركيز، يقود لنتائج سلبية رغم أن جميع المؤشرات تدل على النجاح وتحقيق الأهداف، لكن عدم تركيزنا يفقدنا هذه الحيوية والأهمية. ومن تعاريف التركيز العامة، أنه توجيه للعقل نحو الأهداف المطلوب تحقيق نتائج إيجابية فيها، وبالتالي منحه الاهتمام والتنبه…
الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١
وأنت تجوب منصات معرض الكتاب الدولي في أبوظبي تشعر بمدى قوة الإمارات ونجاعة تعاطيها مع الظروف العصيبة، ونجاحها الفائق في التعامل مع الأحداث الجسام، وكيف ترتب مشاعر الناس بكل حكمة، وفطنة، وحيوية، وشفافية، وقدرة على تحقيق الأهداف السامية من دون وجل أو توتر، أو ارتباك، لأن وراء كل حدث مهم يكمن رجال أشداء تدربوا على مواجهة الظروف، وتمرسوا على تذليل كل ما يحيق وكل ما يعيق، بطاقة إيجابية، وعندما ترى الابتسامة مرسومة على وجوه الشباب من بني الوطن، فتياناً وفتيات، توقن أن وراء هذه الإشراقات ثقة بالقدرات، وثبات يشير إلى علاقة وطيدة بناها هؤلاء الناس مع الأحداث، ومع المشاريع الكبرى التي تتم على أرض الواقع، تشعر بأن الإيمان بالإمكانيات هو ما يزرع هذه الجذور الراسخة وهو ما يبني هذه النيات الرائدة في تأكيد النبوغ، وبلاغة التعاطي مع كل ظرف من الظروف. فالاحترازات المتخذة في معرض الكتاب، والسبل الراجحة التي يتم العمل بها مع زوار معرض الكتاب، وفرق العمل المنظمة لكل…
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١
في مخطط الخريف العربي كانت مصر الهدف الإستراتيجي والجائزة الكبرى للمشروع، ولذلك واجهت أشد وأشرس وأقبح أساليب الضغط من إدارة الرئيس أوباما وزمرته لإسقاطها سياسياً واقتصادياً حين قاومت ونجحت في تحييد الخطر الذي لم تواجه مثيلاً له في تأريخها الحديث، ولمعرفة المملكة بما تعنيه وتمثله مصر للأمة العربية، ولعمق وقوة الأواصر بين البلدين، وظّفت المملكة كل أدواتها السياسية ووقفت موقفاً قوياً حاسماً أمام المجتمع الدولي كي لا تتضرر مصر بأي شكل من الأشكال، وقدمت لها كل أنواع الدعم كي تستعيد توازنها وتعود إلى موقعها الطبيعي. وها هي تعود أقوى وأكبر تأثيراً بممارسة دورها الريادي في معادلات المنطقة. في أحداث غزة الأخيرة لم يكن أمام إدارة الرئيس بايدن إلا الاستعانة بمصر التي تعرف بخبرتها الطويلة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي كيف تدير أوراق أزماته، تحركت الدبلوماسية المصرية العريقة بسرعة وبراعة لتهندس إطفاء النار والدمار الذي لحق بغزة، ثم لتثبيت الهدنة، وإعادة الإعمار، والأهم من ذلك الاختراق الذي حدث في جمود مسار الحل…
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١
يختبر الإنسان نفسه في المواقف التي تتطلب الحكمة والسيطرة على الانفعالات وحالة الغضب، كما يختبر الإنسان نفسه في الانضباط والقدرة على مقاومة المغريات وقول (لا)، وهو يود أن يقول (نعم). عندما تغيب الحكمة ويسيطر الغضب، يتشاجر شخصان مثلا منافسة على موقف للسيارة ينتهي بقتل أحدهما.!، ويدخل شخص إلى السجن لأنه اختار تطبيق القانون بنفسه بدلا من المحاكم. يقال إن الصبر هو رفيق الحكمة، هناك من يخالف القانون لأنه غير قادر على ممارسة الصبر مثل من يتجاوز إشارة المرور الحمراء لأنه تأخر على العمل.! فيتسبب بوقوع حادث يضر به ويضر الآخرين. أليس الأفضل أن يتأخر خمس دقائق عن العمل من البقاء في المستشفى لمدة شهر؟ أليست الإنتاجية هي معيار تقييم الأداء وليس الحضور والانصراف؟ الحكمة في مواقف كثيرة تتطلب الإرادة. عندما تغيب الحكمة تضعف الإرادة، ويستسلم الإنسان لممارسات خاطئة أو غير أخلاقية، يستسلم للغضب أو العناد أو التكبر أو التنمر أو العنف الأسري أو الفساد الإداري أو العنصرية أو خيانة الوطن،…
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١
في الوقت الذي خرجت فيه قيادات «حماس» من مقارها المريحة خارج غزة بحثاً عن أموال إعادة الإعمار، يبدو أن الجميع الآن قرر أن يكون التعامل مع الرئيس محمود عباس، وليس «حماس»، وهذا الأفضل. هذا ما أعلنه، مثلاً، الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض أعلن فيه إيفاد بايدن وزير خارجيته إلى المنطقة. وفي البيان أن الوزير أنتوني بلينكن «سيلتقي قادة إسرائيل لبحث التزامنا الراسخ بأمن إسرائيل. وسيواصل مساعي إدارتنا لبناء العلاقات ودعم الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية بعد سنوات من الإهمال». وأضاف بايدن أن بلينكن سيبحث «الجهد الدولي لضمان وصول مساعدات فورية لغزة بطريقة تفيد الشعب هناك وليس (حماس)، وتقليص خطر تفجر صراع آخر في الأشهر المقبلة». وهذا يعني أن الرئيس عباس قد فاز، الآن، بانتخابات صواريخ غزة، وليس «حماس» التي كانت تتوقع أن إشعال الحرب سيمنحها حق العودة للمشهد، بعد تأجيل الانتخابات الفلسطينية، مثلها مثل نتنياهو حيث كانا ينطلقان من مصالح ضيقة. الآن يُفترض أن الكرة في ملعب…
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١
إنشاء منظومة صحية قوية ورعايتها بالتطوير الدائم لتكون مواكبة لكل المستجدات العلمية العالمية، وجد اهتماماً مبكراً جداً من قيادة الإمارات، التي وضعتها في صدارة الأولويات الوطنية، واستثمرت في تأسيس بنية تحتية تقف عليها دعائم صلبة مكّنت هذا القطاع من تقديم نموذج رائد في تحصين مجتمع الدولة، ليس فقط في وقت الجائحة، وإنما في كل الأوقات. بل إن هذه المنظومة، التي تتكامل فيها الصروح العلمية والبحثية المتطورة، مع صروح الاستشفاء والعلاج، تقدم اليوم أدلة على مكانة عالمية وصلت إليها الإمارات بقطاعها الطبي في مختلف مجالاته، وما ذلك إلا بدعم من الفكر القيادي الذي يدرك تماماً أن الأمن الطبي للمجتمع جزء مهم من الأمن الشامل، لما يمثله من ركيزة لحفظ الحياة وجودتها ودرع لضمان استمرار مسيرة التنمية بكل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية. الشهادة الأولى على حجم الرعاية التي تعطيها الإمارات لضمان صحة وسلامة سكانها، تأتي من منظمة الصحة العالمية التي أظهرت إحصاءاتها، عن أن الدولة، أجرت وحدها ما يزيد على 48.8 مليون مسحة…
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١
أعجَب من أمة العرب تناقش اليوم، بشدة وبحماسة، غياب الكتاب الورقي، وحضور الكتاب الرقمي، وتأثير ذلك على أجيالنا، ونحن أمة لا تقرأ، لا الورقي ولا الرقمي، وتخوض في مسائل تخطاها الإنسان في الغرب، ورضي بتلك المقاربة بين الرقمي والورقي، حتى تتغير بفعل قرار من الأجيال المقبلة. لكن رغم تلك النظرة الواقعية لواقعنا العربي، دعونا هذه المرة ننظر بمنظور أخضر صديق للبيئة، ونحاول أن لا نسقط ذواتنا على مجريات حياتية في يوم المواطن العربي، ونقول إن كل ما يصاحب أمورنا قابل للتفسير الإيجابي، وقابل لأنْ نحيّد كل ما يضرها أو يعيق تطورها لصالح الإنسان والمجتمع، وأن ثمَّة أشياء جميلة في هذه الحياة، يمكنها أن تدفع بالعربي إلى الأمام. مشروع الترجمة الضخم الذي تتبناه هيئة أبوظبي للثقافة، يمكن أن يجسّر الهوّة السحيقة بين قرّاء العربية، وقرّاء اللغات العالمية الأخرى، ويمكن أن يصنع جيلاً متواصلاً مع الآخرين، ومع مشاريعهم الفكرية الإنسانية والعلمية، ويمكن أن يضيف للمكتبة العربية الكثير، ويمكن أن يضعنا على خريطة…
الثلاثاء ٢٥ مايو ٢٠٢١
إن الأمم القوية هي التي تفتخر بماضيها وتاريخها وثقافتها وتراثها الشعبي وحضارتها، وتقوم كثير من الدول على إحياء تراثها وثقافتها والاعتزاز بهما، وتعلم الأجيال عن حياة الأجداد، وتصرف الملايين من الأموال من أجل إقامة المتاحف والمعارض من أجل حفظ التاريخ، وهو الأصل في قاعدة الانتماء والعزة، وفي المقابل تضيع تلك الأمم التي تتنكر لماضيها وموروثها الشعبي، وتجري وتلهث وراء تقليد الدول والتي تعتقد أن ذلك يمنحها الرقي والتقدم فتهمل الماضي بكل ما فيه من عراقة، ولا يزيدها ذلك إلا ضياعاً للهوية وتحتار الأجيال الجديدة إلى من تنتمي ولا تتعرف على التاريخ وعلى ثقافتها ومن هنا تضيع الجذور وتتفكك الروابط بين أبناء الوطن الواحد. إن قيادة المملكة العربية السعودية منذ عهد التأسيس على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ومروراً بالملوك جميعهم - طيب الله ثراهم - وحتى العهد الزاهر عهد الوالد القائد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب…