آراء

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

التطبيع فوق المربع 9

السبت ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٠

لطالما كانت الصدف تغير حظوظ ومقادير الأفراد والدول، ويبدو أن هذا ما يحدث للبنان. لبنان يفترض أنه أقل الدول العربية حرصاً على الصراع مع إسرائيل، بحكم تركيبته الاجتماعية، وهشاشة قدراته، ومصالحه الاقتصادية، ولا يوجد سبب مباشر مثل أرض محتلة. مع هذا - عملياً - هو أكثر بلد عربي دفع ثمن الصراع مع إسرائيل. في ثلاث مراحل سلبت منه سيادته، في السبعينات من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، ثم الاحتلال السوري، والعقد الماضي الاستيلاء الإيراني على قراره السيادي. اللبنانيون خارج أسوار الجامعة الأميركية ومقاهي بيروت الغربية أقل اهتماماً بالصراع، بمن فيهم شيعته الذين استقبلوا القوات الإسرائيلية بالأرز والورد عام 1982، ضيقاً من تسلط شبيحة منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك على بلداتهم الجنوبية. والتاريخ أعاد نفسه؛ حيث يتسلط «حزب الله» ثلاثين عاماً إلى اليوم على لبنان. اليوم، لو لم يفاوض لبنان ويقبل بالوساطة الفرنسية فإنه قد يفقد ثروته، وخياره أن يكون مثل دول الخليج الغنية أو مثل غزة الفقيرة. فالمربع 9 البحري؛ حيث يوجد…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

رحلة التغيير

السبت ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٠

«إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب، لا من الرأس، فاجعل قلبك لا عقلك، دليلك الرئيس، واجه، تحدَّ، وتغلب في نهاية المطاف على «النفس» بقلبك؛ لأن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله». جاءت هذه العبارة في كتاب «قواعد العشق الأربعون» للروائية إليف شافاق التي رصدت فيه رحلة التحول الفارقة التي مر بها العالِم والفقيه والشاعر جلال الدين الرومي بعد لقائه بقطب التصوف الباحث عن الله والحقيقة والحب شمس التبريزي، لقد ترك هذا اللقاء في نفس الرومي تأثيراً مزلزلاً نقله من حياته الوادعة إلى حياة أخرى تماماً اكتشف فيها ذاته الأخرى التي ظلت غائبة عنه زمناً. كثيرون مروا بحالة التحول الجذري الذي شمل حياتهم كلها بدءاً بحالتهم الوجدانية وتوجهاتهم وأفكارهم وحتى مهنهم وعلاقاتهم الأسرية وتعاطيهم مع الحياة والدين والصداقة والحب والموت، ما يعني أننا نحتاج أحياناً لما يشبه الزلزال أو العاصفة التي إذا اجتاحت حياتنا لم تتركها كما كانت، لكنها تعيد ترتيبها ووضع نقاط على الحروف الصحيحة. في المقابل وبعيداً عن…

الأوطان بين «التحصين» و«التفخيخ»

السبت ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٠

يتجلى ما ننعم به في منطقتنا الخليجية من استقرار ووحدة وطنية في الكثير من المظاهر والأسس التي حرص على غرسها قادتنا بما أنعم الله به عليهم من حكمة وبصيرة. وقد كنا خلال الأيام القليلة الماضية أمام إحدى أنصع تلك الصور في الانتقال السلس للسلطة، وتولي صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح مقاليد الحكم في دولة الكويت الشقيقة خلفاً للأمير الراحل، أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله. وقبل ذلك في الشقيقة عُمان لدى تولي السلطان هيثم بن طارق الحكم، عقب رحيل المغفور له السلطان قابوس بن سعيد. مظاهر وصور تبرز في مواقف دقيقة ولحظات عصيبة تعبر عن قوة مؤسسات الحكم ورسوخها وسلاسة تداول السلطة لحرص القادة على تحصين أوطانهم بالالتزام بالدستور وأنظمة الحكم المتوارثة عبر مئات السنين لتحقيق استقرار بلدانهم، الغاية الأسمى لكل قائد غيور على بلاده ومواطنيه. بالمقابل نجد تجار الشعارات الجوفاء وأصحاب المغامرات، يعمدون - وفق تعبير الزميل الكاتب هاني مسهور- إلى «تفخيخ الأوطان» بأشكال شتى، ومنها…

تساؤلات حول كيفية مواجهة التضليل والبذاءات

السبت ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٠

شاهدتُ منذ أيام على إحدى القنوات الموجّهة- التى تذاع من «تركيا»- برنامجًا لأحد المضلِّلين الكبار الذى ينتمى للإخوان، كان يعلق على خطاب رئيس جمهورية مصر العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقد تعجبت من الصمت العام والمستمر أمام هذا الزيف والوقاحة، وترْكهما ليستشريا على هذا النحو؟ ألا توجد جهة دولية يُمكنها أن تُنظم وتضبط كل هذا القدر من الكذب والترهات المتكررة، التى تتردد فى برنامج هذا المذيع وغيره من مأجورين وخونة لمصر؟ جهة تفند المحتوى المغلوط المضلِّل الذى يُقدمونه، ترفض دعواتهم المستمرة كل يوم ولحظة لتقويض نظام الحكم بمصر، وتهديد أمن المصريين، لمجرد أن تلك الجماعة الإرهابية ومن يقف وراءها من دُوَل فشلت فى حكم مصر، وأُقصيت عنه. هذا فضلًا على تقييم ورفض هذه السماجة واللزوجة وقدر البذاءات التى ينطقون بها، كل أنصار الإخوان. أتحدث عن جهة دولية تقف فى مواجهة خيانة الحقائق ولَيِّها، رفْض التدنى فى أسلوب الأداء الإعلامى، وانتشارهما بهذا القدْر لخطرهما الذى يتنامى على التشكيك فى كل…

الأمم المتحدة.. عطاء 75 عاماً

الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠

سبعة عقود مضت منذ إنشاء الأمم المتحدة في يونيو 1945، حيث تم التوقيع على الميثاق في مؤتمر في سان فرانسيسكو، بقيادة كل من بريطانيا والصين والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. نهضت الأمم المتحدة من رماد الحرب العالمية الثانية لتحقيق السلام والأمن العالميين كمبدأ رئيسي لها. إذا تعلم العالم أي شيء من الأشهر العشرة الماضية، فسيكون من أهمية (Multilateralism) والترابط العالمي. حيث أظهر لنا وباء فيروس «كورونا» المستجد أن اتباع نهج الانغلاق يؤدي إلى عواقب وخيمة، على سبيل المثال اضطراب في حركة الأفراد والسلع، حيث امتد الضرر ليمس قطاعاتٍ حيةٍ مثل السياحة والتبادل التجاري وسلسلة التوريد. وفقاً لبحث أجراه مركز (Pew) للأبحاث، يعيش 91 % من سكان العالم في بلدان تفرض قيوداً على الركاب القادمين من بلدان أخرى. ومن المتوقع حدوث انخفاض مماثل في التجارة العالمية بنسبة 27% في الربع ال الثلاثة السابقة، وذلك بناءً على مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD). وبينما تغلق كل دولة حدودها لمحاربة الفيروس، يخلق ذلك نهج…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

ملاح البحار الصعبة

الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠

كانت الكويت أول دولة تعلن استقلالها في الخليج العربي وتنهي معاهدة الحماية البريطانية. وكانت أول هدية عربية في استقلالها مطالبة الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم بضمها إلى العراق. كان الامتحان صعباً ومريراً؛ لكن الكويت نجحت في التصرف كدولة، ومضت تبني نفسها وفق أصول الدول الحديثة والكيانات العريقة. كان الشيخ عبد الله السالم رجلاً متنوراً أحاط نفسه برجال متنورين. وكان مدركاً أن أفضل حماية للدولة المستقلة استقرار داخلي وصداقات دولية متينة. في عملية البناء هذه، اختار جابر الأحمد لإرساء الصناعة النفطية، ثروة البلاد، واختار صباح الأحمد، لترسيخ دبلوماسية بارعة تبحر بالبلاد بين بحار العرب ومحيطات العالم. كان صباح الأحمد، لأكثر من أربعة عقود، رجل الظل في الداخل، ورجل الضوء في الخارج، ماهراً في الإدارة وبارعاً في السياسة. وعندما باشر في إنشاء وزارة الخارجية وعملها ومؤسساتها، تصرف وكأنه يخطط لدولة كبرى. وهكذا فعلاً بدت صورة الكويت في الجامعة العربية، وفي الأمم المتحدة، وفي كل مؤسسة دولية أخرى. وبسبب هذه الجدية المطلقة في…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

صباح الأحمد.. مع الخالدين في التاريخ

الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠

من الصعب جداً أن يجد الإنسان كلمات ينعى بها أمير الإنسانية، فقيد دولة الكويت الشقيقة، وفقيد الخليج والعرب والأمة الإسلامية، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فهو لم يكن قائداً وأميراً فحسب، بل كان والداً بقلبه الحنون، وحكيماً بهدوئه وعقله الكبير، ونصيراً لقضايا أمته، وبرداً وسلاماً في كل المواقف الصعبة والمعقدة، لذلك أحبه الجميع، وحزن لفراقه الجميع، ولا يقلّ حزننا هنا في الإمارات، أو في أي دولة خليجية، عن حزن إخواننا وأهلنا في الكويت، فنحن أيضاً نجلّه ونقدره ونحترمه ونحبه، والمصاب برحيله عظيم وجلل. بوفاة الشيخ صباح الأحمد، خسر الخليج والعرب والمسلمون قائداً حكيماً، كرّس حياته لخدمة شعبه وأمته ودينه، وخدمة الإنسانية، ورغم هذه الخسارة العظيمة فإن أعمال الفقيد الراحل، رحمة الله عليه، ستظل حاضرة، ومنجزاته ستظل راسخة في الوجدان، وستبقيه نموذجاً يحتذى في القيادة والبذل والعطاء، وحب الخير والناس جميعاً.. دون تمييز. لم يكن أمير الإنسانية مجرد لقب إعلامي يسبق اسم الفقيد في حله وترحاله، بل كان وصفاً مستحقاً لفعله،…

«أدنوك» شجرة الإمارات وارفة الظل والثمر

الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠

رغم ما يواجهه العالم من ضنك الجائحة البغيضة، ورغم ما حل بالاقتصاد العالمي من تشققات في البنية والبناء، نجد الإمارات تقف شامخة، راسخة، واثقة الخطوات باتجاه مستقبل واعد، وزاهر، ومثمر بالعطاء، بفضل ما يقوم به المخلصون من بني هذا الوطن من جهود صادقة لأجل إبقاء الإمارات دائماً في المقدمة، وفي قمة الهرم الاقتصادي العالمي، وشركة أدنوك الوطنية الذراع والشراع للاقتصاد الإماراتي، إلى جانب مؤسسات كثيرة تقوم على سقي الحديقة الغناء لهذا الوطن، والارتقاء بمنتوجه الاقتصادي، وتنقية ثوبه من كل دنس. أدنوك الوطنية.. تمتد شوقاً وعمقاً، وحدقاً، ونسقاً، لتأسيس علاقة مستدامة مع النهوض والرقي، وتوقع اتفاقيات مع شركات عالمية، وتساهم برفد اقتصاد الإمارات بمادة عضوية تعمل على مد الاقتصاد الجسور بقيم إضافية، تجعله الاقتصاد الأقوى في المنطقة، تجعله الجسد الأكثر صحة وعافية، والعبقرية في هذا الأمر تعود إلى الإيمان بأن العقل كفيل بأن يجعل الجسد صحيحاً، قوياً، على مواجهة الصعاب، وكبح الضعف والضعضعة، والسير قدماً بدولة آمنت قيادتها بأن الإنسان هو…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

كويت القلب.. والذاكرة

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

قبل البدء وقبل أي حديث، نقف بحزن صادق متقدمين بعزائنا الخالص لأهلنا وإخواننا في الكويت، في وفاة الراحل الكبير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي رحل عن دنيانا مساء البارحة، داعين له بالرحمة والمغفرة، وللكويتيين بالصبر، وللكويت بأن يحفظها الله ويديم عليها الأمن والاستقرار. كانت الكويت وستبقى منارة شامخة، واسماً عظيماً يستقر في ذاكرة الإماراتيين، ممثلاً في حمولة من الخير والعطاء والتنوير والمعرفة، وبكل ما له علاقة بالمدارس والدراسة والكتب والمعرفة والعطاء، فالمدرسة الأولى التي ولجنا بواباتها صغاراً بالكاد نحفظ أسماءنا كانت تحت إشراف الكويت، وكانت الكتب تحمل شعار دولة الكويت، كما كانت الدفاتر تتوسط أغلفتها صورة أمير الكويت في تلك الأيام الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمة الله عليه. لقد ظلت الكويت تعطي بلا حدود، وتشرف وتباشر التعليم حتى قام اتحاد الإمارات وتسلم المهمة وأداها كما يجب.. هكذا ارتبطت الكويت في ذاكرة ذلك الجيل: عطاء ما بعده عطاء، ووعي وحرص يعرفهما كل إماراتي وإماراتية، ممن درسوا في مدارس وتطببوا في مشافٍ…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

صباح أمير الإنسانية

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

صباح الكويت اليوم خال من «صباح» ذلك الوجه البشوش الذي كان يستبشر به الكويتيون والعرب، وواحد من أقدم الدبلوماسيين على مستوى العالم، كان الجميع يثق بحكمته، وحنكته السياسية، لا سيما وقد قضى حوالي 40 عاماً وزيراً للخارجية، كان العالم خلالها يضج بالكثير من المشكلات السياسية، والأزمات، وبؤر التوتر، وقد مرت الكويت والمنطقة بقلاقل وزلازل حروب مدمرة، قاد خلالها سياسة الكويت خارجياً، وقد كانت الكويت حينها بحاجة لذلك الدعم الدولي الخارجي، وهنا بدأت رحلاته المكوكية إلى الجهات الأربع من أجل مناصرة الحق الكويتي، واستعادة الشرعية، واستتباب الأمن والاستقرار فيها، كذلك عرفته العواصم العربية في عز أزماتها وتوتراتها خلال سنوات عمله الدبلوماسية، كان عروبياً حتى الصميم، وعميد الساسة العرب، ارتبط بكل أطراف النزاع بتلك العلاقة الحريرية الناعمة، فكان دوره خليجياً وعربياً ودولياً فاعلاً ومؤثراً وناجحاً في معظم الأمور، لذا انتقل بمكانته المحلية من الكويت والخليج والعرب ليصبح تلك الشخصية العالمية والإنسانية. العزاء للكويت وطناً وشعباً، ولكل أسرته الخليجية التي تكنّ له دوام…

النكبة العربية الكبرى

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

حالة مستعصية على الفهم: رفض الحكام العرب رؤية ما يعيشونه اليوم أنه نكبة حقيقية بكل المواصفات، يتم فيها نهبنا وإخراجنا من التاريخ، وتحويلنا إلى كيانات مشردة، ضائعة أو تابعة. أكبر ما حلّ اليوم بالعرب هو تجريدهم من أيّ مبادرة، ومن أي وجود موحّد، كلّ يغني بليلاه، ليسهل الانقضاض عليهم واحداً واحداً كما في ملوك الطوائف لا يختلف العدو في الجوهر، بين ملوك كاثوليك يحملون في أعماقهم حقد ثمانية قرون، وربما أكثر، وكيان صهيوني يحمّل العرب معضلات التاريخ والحاضر. نكبتان تُجسِّدان هذه الحالة: الأولى سقوط الأندلس، وإنشاء محاكم التفتيش المقدس في فترة الطرد والاسترجاع، فكانت الفجيعة الأولى، طرد ثلاثة ملايين من الموريسكيين والمارانيين (المسلمون واليهود)، وجدوا أنفسهم بين يوم وليلة في عراء السواحل، فكان أكبر هولوكوست في التاريخ، دفع إسبانيا الحالية إلى الاعتذار لليهود ومنحهم استرجاع هوية أجدادهم، وهو أمر حضاري طبيعي، لكنهم لم يعتذروا للمهجرين من المسلمين، الموريسكيين، الذين كان أغلبهم قد أصبح مسيحيّاً منذ قانون الملكة إيزابيلا وفرديناند. لنتخيّل…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

وداعاً صباح الأحمد

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

في وقت حرج للإقليم وللكويت يغادر صباح الأحمد هذه الدنيا مصحوباً بحسرة كبيرة من الكويتيين والعرب وغيرهم ممن عرفه كشخص أو عرف الكويت كدولة، فله أثرٌ لم يمحَ. وأي كلمات تكتب في حقّه مهما كانت جزلة ومعبرة، لن تعطيه حقه في سبر متابعة عمل عام محلي وإقليمي وعربي ودولي دام عقوداً طويلة قامت به هذه القامة العالية. شخصياً تعاملت مع هذه الشخصية المتواضعة والحكيمة في أكثر من ملف، فكان الرجل المهاب في ثوب المحب، والمسؤول في ثوب الوالد، والحازم في رجل الدولة. آخر مرة قابلته كان بعد ندوة عقدناها في رحاب المجلس الوطني للثقافة، وكانت عن فضّ النزاعات وأعمال الإغاثة... في اللقاء جرى الحديث عن الماضي وعن الإعلام، ذكرته بالقول: «تذكر سموّك لما سلَّمتني وأنت وزير إعلام مسؤولية مجلة (العربي) أوائل الثمانينات، وقتها قلت لي إنَّ (الإعلام يجرح ويداوي)، قال بعفوية: ذلك أيام الإعلام التقليدي أمَّا اليوم، وهو يضحك (فالإعلام يجرح ويجرح بسبب شيوع وسائل التواصل الاجتماعي)». وكان على حق،…