الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠٢٠
كلنا نتذكر مؤتمرات القمة العربية والتي كان فيها القذافي مهرجها بامتياز من خطاباته في تلك المرحلة والتي كنا نعتقد أنها صادقة ومعبرة عن شعوب المنطقة رغم أن القذافي وسياساته تدل بشكل واضح على تناقضات شخصيته فلقد كان له رؤية غريبة عجيبة لحل المشكلة الفلسطينية وفي نفس الوقت ما سببه من مآسي لبعض الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في ليبيا في تلك الفترة ورميهم على الحدود مع مصر وأن الحل لهم هو بالعودة إلى بلادهم فلسطين، وللأسف أن القيادات العربية في تلك المرحلة كانت تجامل القذافي بنياته الصادقة في محاولة لإظهار التماسك العربي الرسمي في تلك الظروف ولكن القذافي حقيقة لم يكن بذلك الرئيس أو الشخصية الأرجوزية البهلوانية البلهاء بل إنه كان يخطط ويخدم مصالح ضد الوحدة العربية التي كان يدعي أنه وريثها الشرعي من الحقبة الناصرية، رجل أهدر قدرات بلاده وشعبه في أفكار بلهاء حاول أن يكون هو محور تلك السياسات فقد ادعى أنه كفر بالعروبة وبأفكار الوحدة مع بعض الدول…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠٢٠
هناك من بدأ استغلال أزمة «كورونا» لتحقيق مكتسبات، مثل: عدم دفع مستحقات إيجارية، أو المطالبة بتسهيلات معينة، رغم أن القطاع الذي يعمل به لم يتأثر بدرجة كبيرة. هذا ما بدا واضحاً في الآونة الأخيرة، لكن في المقابل هناك من تضرر فعلياً، وبدرجة كبيرة جداً من هذه الأزمة، وكثير منهم اضطروا إلى إيقاف النشاط نهائياً خلال فترة ثلاثة أشهر تقريباً، هؤلاء يحتاجون اليوم إلى دعم وتسهيلات حكومية مباشرة وسريعة حتى يستطيعوا الوقوف مجدداً بعد أن أصابهم فيروس كورونا المستجد بضربات شبه قاضية! ولعل معظم المحال الصغيرة يمكن تصنيفها ضمن الفئة الثانية، فئة الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس، وتقييد الحركة، خصوصاً أن معظمها كانت خلال السنتين الماضيتين وقبل ظهور الفيروس في «ووهان» تصارع من أجل البقاء، وليس من أجل تحقيق ربح، وكانت تعمل ليل نهار من أجل المحافظة فقط على أعمالها في مستوياتها الدنيا، إلا أن ظهور الفيروس كان مثل تلك القشة التي قصمت ظهر البعير! وهؤلاء، أصحاب هذه المحال، لايزالون يعانون،…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠٢٠
هناك فرق شاسع بين من يود الانتقاد لمجرد الانتقاد، وبين من ينتقد لأجل التطوير والتحسين. في أحد اللقاءات الإعلامية قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، للدكتور سليمان الهتلان: "لا تتردد في نقدي ونقد أي قصور تراه في أداء حكومتي ". نحن على يقين تام بأن هناك الكثير من جوانب القصور في الحياة، ولن يكون شيء مكتمل في هذه الحياة، لذلك وبكل تأكيد سيكون هناك قصور في الأداء، ومن واجب الفرد الذي يعيش في المجتمع الانتقاد بما يراه للتحسين من الأداء والتطوير من الأسلوب والانتقال من المراكز الأخيرة للمراكز الأولى. الانتقاد عبارة عن حركة صحية للجميع، سواء كان الفرد أو المؤسسات وحتى المجتمعات. يجب علينا العمل يداً بيد لتطوير المجتمع الذي نعيش فيه، ولكن للأسف الشديد هناك بعض الأشخاص جعلوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، وينتقدونهم لأنهم انتقدوا بعض الأمور الخاطئة التي رأوها أمام أعينهم ولم ينقلها لهم أحد، أو سمعوا إحدى الشائعات. إذا أردنا الانتقاد يجب علينا أن…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠
علَّمتنا السنوات الماضية حجمَ المأساة التي تنتظر أهالي الخرائط التي تتصدَّع وتتحوَّل ملعباً للشهيات الإقليمية والإرادات الدولية. والحقيقة أنَّنا لم نتوقع، رغم معرفتنا بهذه الخرائط، أنْ تتَّصفَ بهذا القدر من الهشاشة، وأنْ تتسرَّبَ إليها الرياح سريعاً مهددة بإعادة تشكيلها بمعزل عن إرادات أبنائها. تدفعك المشاهد أحياناً إلى أسئلة غير جائزة أصلاً وبينها: هل يؤدي سقوط المستبد إلى سقوط الخريطة معه؟ وهل الخيط الأمني الصارم هو ما يحفظ وحدة البلدان المتعددة لأنَّه يمنع لهجاتها وألسنتها من التعبير عن نفسها؟ وهل سلامة الخرائط مرهونة بوجود رجل صارم وجيش لا يرحم، أكثر مما هي مرهونة بقرار قديم بالتعايش بين مَن حشرتهم صدف التاريخ والجغرافيا في بقعة معينة لا يسهل ترتيب الطلاق في حدودها؟ قبل عقد من الزمن كان زائر سوريا يشعر أنَّها دولة قوية. وكان شائعاً قبل ذلك القول إنَّ حافظ الأسد يُعدّ مفاوضاً بارعاً لأسباب عدة، في طليعتها أنَّه لم يسمح للخارج بامتلاك أوراق في الداخل السوري. وكان الزائر يخرج بانطباع أنَّ…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠
مؤشر مقلق للغاية، ذلك الذي كشف عنه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، بانخفاض سنّ تعاطي المخدرات من 16 عاماً إلى 12 عاماً، وهي سن أقرب إلى مرحلة الطفولة، من مرحلة المراهقة، فهؤلاء يمكن اعتبارهم أطفالاً، لأنهم في المرحلة الابتدائية ربما، وهذا مؤشر خطير ومقلق ومخيف في آنٍ واحد، ومن يدمن المخدرات في مثل هذه السن المبكرة جداً، لن يتمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي، بل ربما يفقدها سريعاً، إذا لم يجد من يعتني به، ويعود به إلى أمل الحياة الطبيعية! جميع المختصين يؤكدون أهمية دور الأُسر الرقابي على الأبناء، ومنعهم من مخالطة أصدقاء السوء، إضافة إلى ضرورة وضع ضوابط وقواعد لخروج الأبناء وعودتهم إلى المنزل، ووضع خطط وبرامج لشغل أوقات فراغهم في ما ينفعهم، ولا أحد يعارض أو ينكر أهمية دور الأسرة في معالجة أو منع انتشار هذه الظاهرة المقلقة، لكن حتى لا نظلم أحداً، فالأسرة أيضاً أول وأكثر المتضررين من إدمان الأبناء، وعلى أفرادها يقع همّ ثقيل جداً، همّ…
الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠٢٠
لعل القرار الصادر من قبل معظم الحكومات بفتح الاقتصاد تدريجيا ثم فتحه بالكامل لاحقا لم يأتِ من فراغ بل لحاجة ملحة وهو أن لا يتوقف رتم الحياة عند حدود فايروس أوقف الكرة الأرضية برمتها. ومع خطورة هذه الجائحة لاحظنا أن الكوكب بأكمله تغيرت به معالمه فتوقفت كل أنشطة الحياة دون استثناء عدا أولائك الجنود اصحاب الرداء الأبيض الذين اخذوا على عاتقهم أكبر مسؤلية لحماية البشرية. ومع كل التحذيرات والارشادات لكيفية التعامل مع هذا الوباء الا أننا نقف محتارين من سلوك بعض البشر في ذلك الاندفاع للخروج والاختلاط والعودة الى الفوضى السابقة. تختلف ثقافات الشعوب من شعب لآخر في مدى استيعابها لمسؤولياتها وإلى فرض نظام جديد من التكيف السلوكي تجاه مثل هذه الجوائح.. فالشعب الياباني والألماني مثلا لديهم التزام صارم بتطبيق تعاليم وزارات الصحة ولذلك تجد ان نسب الاصابات تكاد تكون مقبولة وان عجلة الجائحة بدأت تبطيء شيئا فشيئا. على النقيض تماما هناك شعوب تسعى الى الانتحار والأخذ بنفسها وغيرها للهاوية…
الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠
دخلت انا وصاحبي الى محل الملابس الرجالية الجاهزة (الغتر والعقل والأشمغة والطواقي والملابس الداخلية) وأبتدر رفيقي سائلا صاحب المحل: عندك سرول سنة؟! رد البياع نعم عندي ثم التفت يسألني: وانت وش بغيت؟ قلت مداعبا: عندك سروال شيعة؟! عندها ارتفع صوت صاحبي مقهقها حتى استلقى من شدة الضحك على "الربقه"؟!. انتهى الأمر بالدفع والشراء ثم غادرنا المحل لكن كلمة "سروال الشيعة" سارت تتخابط وتتلاطم في ذهني هي وسروال السنة وقام هذا الصراع الذهني يستدرج الأسئلة تلو الأخرى. هل عندما يدخل القطيفي أو الإحسائي في حاجته للملابس الداخلية ينص في طلبه على كلمة سروال السنة ثم قلت في نفسي ربما أن للشيعة سروالا مذهبيا كما هو الحال مع سروال أهل السنة والجماعة؟ وهل يكون مثلا (سروال الرضا) تعبيرا عن الراحة أو لعلهم يسمونه (آية الأستار سروالي) لكن هل تجد في وصف سروال السنة أي نفس طائفي؟ أم أن الحاجة هي التي اقتصت وصفه كذلك لتمييزه عن القصير الذي يرتفع فوق الركبة بما…
الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠
الحديث اليوم ليس تطوراً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو أمنياً أو ثقافياً محلياً أو إقليمياً أو دولين، بل عن مواطن من دولة الإمارات العربية المتحدة ساهم منذ عام 1994 في مئات من تلك الأحداث الاستراتيجية والتي كان لها أبلغ الأثر في تبوأ دولة الإمارات مرتبة القيادة والتميز عربيا ودوليا. هو معالي الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ومؤسس المركز، والذي قال عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أثناء حفل تكريم الشخصيات التي ساهمت في نهضة الدولة ومنحهم سموه «جائزة رئيس الدولة التقديرية»: «إن دولة الإمارات تعتز بعطاءات أبنائها وتكنّ كل التقدير لأي جهد وطني يبذل لتطور مسيرتنا الخيرة والتي كان لها أكبر الأثر في أن تتبوأ الإمارات مكانة متقدمة على الصعيدين الإقليمي والعالمي». قد لا يكفي الحديث هنا حول مسيرة السويدي، ولكن يكفينا القول إنه ومن خلال بصمة تاريخية وحجر أساس راسخ وضعهما، تمكن مركز الإمارات للدراسات…
الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠
هناك أسباب أدت إلى انتشار وانفجار ظاهرة التغريدات المسيئة، والمملوءة بالسبّ والقذف والتشهير والتحقير، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وهي دون شك تعتبر ظاهرة مقلقة. ولعل أبرز أسباب انتشار هذه الظاهرة، عزوف كثير من المتضررين عن اللجوء إلى القضاء لردّ اعتبارهم، وذلك لانشغالهم أحياناً، وترفعهم أحياناً، بل واليأس أحياناً أخرى من هذا الجو السلبي المسيء، على اعتبار أنه أصبح بيئة سيئة لا يمكن إصلاحها، إضافة إلى طول الفترة المحتملة لردّ الاعتبار ومعاقبة المسيء، بدءاً من فتح البلاغ إلى صدور الأحكام، ما يتيح للمسيئين مضاعفة تهجمهم عن طريق حسابات كثيرة معظمها وهمية، بهدف تشتيت القضية، وتضخيم الأعداد، بشكل يُصعّب مهمة تعقبهم! عزوف هؤلاء المتضررين عن اللجوء إلى القضاء، هو سبب مباشر في تمادي عدد من المغردين في إساءاتهم وتطاولهم اليومي، خصوصاً أولئك الذين يتخفون تحت أسماء مستعارة، وحسابات وهمية، ويعتقدون أنهم بعيدون عن المساءلة القانونية، لذلك لابد من تشجيع المتضررين على فتح بلاغات ضد كل مسيء على مواقع التواصل، لأن هذا…
الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠
مواقف الإمارات التاريخية الداعمة لمصر، ظلّت على الدوام تنبع من نهج أصيل وبوصلة صائبة بأن مصر بثقلها العربي الكبير هي ركيزة للأمن القومي الجماعي، واستقرارها هو استقرار للمنطقة، وقوتها قوة للعرب جميعاً. وتضامن الإمارات ووقوفها اليوم إلى جانب مصر، في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا الشقيقة، لا يخرج عن هذا النهج في الوقوف مع قضايا الأمة، ونصرة استقرار شعوبها، ووضع حدّ للصراعات التي أنهكتها، وتواصل قوى إقليمية تغذيتها لتحقيق أطماعها. تأييد الدولة لما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأول، بشأن ليبيا، جاء منسجماً مع التأييد الكبير التي حظيت به الكلمة عربياً، وهو ثبات أصيل مع ما يضمن الأمن القومي العربي، ويحافظ على استقرار مصر في وجه أي تهديدات إرهابية تأتيها من ميليشيات المرتزقة المدعومة من الخارج، وهو كذلك وقوف مع المستقبل الآمن للشعب الليبي الشقيق بوقف التدخل الأجنبي في بلاده، ووقف أي دعم خارجي لقوى التطرف فيها، وحصوله…
الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠
أبوح لكم بسرّ، كنت قد كتبت مقالة بها بعض القلق، وخلاصتها الدعوة لإعادة الزخم القوي لنشاط الرباعية العربية، بعد غفوات من النعاس، حسبما كنت أظنُّ، رباعية القاهرة - الرياض - أبوظبي - المنامة، هذه الرباعية التي كانت إلى وقت قريب، هي سفينة النجاة وبارجة الهجوم والدفاع ضد أطماع الغزاة، تركاً وفرساً، ومن يخدمهم، أو يخشاهم، أو يرجوهم، من بني جلدتنا. كتبت ما كتبت، ثم غيَّرت قليلاً ما كتبت، بعدما ألقى الرئيس المصري، من على الحدود الغربية لمصر، على مشارف ليبيا، بين أحضان الجيش المصري، «الإنذار الأخير» بالرد على غزوة العصمنلي إردوغان، التي صمت عليها الغرب صمتاً مريباً، أقصد صمت العمل لا صمت اللسان، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صراحة: إن سرت والجُفرة خط أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري، وقال أصرح من ذلك، إنَّ مصر تملك الشرعية الدولية والأخلاقية والسياسية للتدخل العسكري بليبيا، والجيش المصري العظيم جاهز لذلك. موقف ساطع لا ريب فيه، وكانت مواقف السعودية والإمارات والبحرين مثل برودة…
الأحد ٢١ يونيو ٢٠٢٠
تقدم الأمريكي من أصل إيطالي (سامي جرافانو) الملقب بالجاموس، سراً إلى (إف بي آي) وهي المباحث الأمريكية أواخر الثمانينات الماضية، طالباً تخفيف عقوبته عند محاكمته مقابل شهادته في المحكمة ضد رئيسه في عائلة (غامبينو) المافوية الأكبر والأشد سطوة في نيويورك. فعل ذلك لأنه أدرك أن رئيسه (جون غتي) متهور ومغرور ويستميت في حب السلطة إلى حد الجنون ولن يصمد كثيراً أمام الأدلة وقد يبادر باغتياله لأي سبب كما يفعلون دائماً. الولاء لدى رؤساء عائلات المافيا الخمسة في أمريكا وقتها كان للمال فقط وقتل أي شخص قد يؤدي إلى كشفهم وإدانتهم. وصول هذه العصابات إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن الماضي وتحديداً إلى نيويورك هرباً من (موسوليني) والتوسع في ما بعد لعدد من المدن الأمريكية يشبه إلى حد بعيد وصول الخميني وزمرته إلى إيران مطلع الثمانينات الماضية انتقاماً من الشاه ثم محاولة التوسع في ما بعد لمناطق خارجية. أيديولوجيا المافيا لم تكن المساهمة في تنمية الوطن الجديد الذي استقبلهم بل كانت…