السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠
في العالم 193 بلداً، تشكل المجتمع الدولي في الأمم المتحدة، بينها 163 دولة كلها معترفة بإسرائيل. يكفي أن تقرأ هذه الأرقام لتعرف أن ما حدث أول من أمس ليس قضية خطيرة رغم كل ما سمعتموه. علاقات الإمارات بإسرائيل جاءت بعد 27 عاماً من اتفاق أوسلو، وبعد 40 عاماً من وصول سعد مرتضى، أول سفير مصري إلى تل أبيب، وبعد 24 سنة من تعيين أول مسؤول إسرائيلي في قطر، ورفع العلم الإسرائيلي على مبنى الملحقية في الدوحة. تاريخ العلاقات العربية العبرية الدبلوماسية، والتجارية، والرياضية مزدهر ولم يتوقف قط. وبالتالي، فإن حفلة الهجوم والانتقادات التي شنتها قطر، مع بعض رموز السلطة الفلسطينية، تعكس الخلاف في العلاقات البينية بين الدول العربية، ولا علاقة لها البتة بالخطوة الدبلوماسية مع إسرائيل. مع هذا، لا بد من توضيح جانبين مهمين غالباً ننساهما في كل مرة يثار موضوع العلاقات مع إسرائيل: الأول، أنه ليس من حق أي طرف عربي، فرداً كان أو دولة، أن يفرض على الفلسطينيين…
السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست : انتهيت مؤخراً من قراءة موضوع في مجلة علمية يتحدث عن مملكة النحل، وهي مجتمع صغير في حجمه لكنه كبير في إنجازه ومبدع في تنظيمه، وملهم في حال تأمله، وما العسل الذي ينتجه النحل إلا دليلاً على ذلك. يتكون النحل في مجتمعه من فئات على رأسهم ملكة النحل، وهي مميزة عن بقية النحل بحجمها الكبير وتتمثل وظيفتها في إنتاج البويضات فهي الوحيدة في المملكة القابلة للتخصيب والتناسل. أما الذكور في مملكة النحل فنستطيع أن نقول بأنهم يعانون من البطالة للأسف، فهم لا يملكون من المؤهلات إلا قدرتهم على تلقيح الملكة، حيث يتنافس الذكور على تلقيحها، وواحد منهم فقط يستطيع ذلك وهو بالطبع أقواهم، ولكن حياته تنتهي بعد هذا الدور البطولي. أما أكثر ما شدني في هذه المملكة هي الفئة الأخيرة فئة النحلات العاملات، وكوني أنثى قد يراني البعض متعصبة لهن ضد ذكور النحل لكن دعوني أكمل ولكم الحكم. النحلات العاملات يمكن أن نشبههن بالفئات الكادحة في…
الخميس ١٣ أغسطس ٢٠٢٠
تشهد الساحة القانونية في المملكة خلال هذه الفترة نشاطا ملحوظا للنيابة العامة، يهدف بالأساس إلى تغيير المفاهيم المغلوطة وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى البعض، ووضع حد لكثير من الذرائع الواهية والحجج غير المقنعة التي يحتمي بها كثيرون لتبرير أخطائهم ومحاولة التنصل من مسؤولياتهم. هذا النشاط الكبير غير مستغرب من هذا الجهاز الهام الذي حقق الكثير من الإنجازات منذ إعادة هيكلته قبل سنوات قلائل، ليسهم في ترقية وتعزيز النظام القضائي الذي يشهد بين كل فترة وأخرى إصلاحات كبيرة، لحفظ الحقوق وردّ المظالم وتحقيق العدالة. خلال الأسبوعين الماضيين تصدت النيابة العامة عبر بيانات رسمية لكثير من المستهترين الذين لا زالوا غير قادرين على استيعاب أو إدراك المتغيرات التي تعيشها المملكة في عهد سلمان الحزم والعزم، دون أن يستوعبوا أنه لم يعد هناك مجال للتغاضي عن تجاوزاتهم التي عانت منها بلادنا الكثير. من أكثر القضايا التي توليها النيابة أهمية قصوى التصدي لمحاولات بعض الذين أصيبوا بعمى البصيرة وتمكّن منهم شيطان التعصب، فانطلقوا يحاولون إثارة…
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠
انفجار ميناء بيروت دفع بقوة مطلب إنهاء هيمنة الإيرانيين على لبنان، بنزع سلاح «حزب الله»، ولن يمكن تحقيق هذا الهدف بدون ضغوط إقليمية ودولية. ولأنه لا أحد يريد خوض حرب أخرى، فالعقوبات على الحزب ومحاصرته تبدو السبيل الوحيد، وإن كان من غير المستبعد أن تلجأ إيران إلى إشعال فتيل المواجهة في لبنان ومحيطها، مثل افتعالها أسباب حرب عام 2006 مع إسرائيل. خوض الصراعات الإقليمية ليس خياراً في المنطقة بوجود قوى متنمرة، مثل إيران وتركيا. حتى حكومات الدول الكبرى لا تبتعد طويلاً، مهما وعدت وحاولت، كما حاول الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب. إيران، أدركت مبكراً أهمية التمدد والنفوذ الإقليمي، فتسللت تدريجياً، عبر سوريا، إلى بيروت، ثم بغداد وصنعاء. استخدمت لبنان في استراتيجية التوازن الإقليمي مع إسرائيل، وفرض وجودها في بقية المنطقة. السوريون سبقوا الإيرانيين بعقد، دخلوا بيروت على ظهر دبابات «الردع العربية»، القوة التي شكلتها الجامعة العربية لوقف الحرب الأهلية. فكانت حصان طروادة للاستيلاء على لبنان. استولت سوريا على السلطة، وفتحت…
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠
تحتاج بعض تعليقات المثقفين والأكاديميين العرب التي رافقت عملية تفجير مرفأ بيروت خلال الأسبوع الماضي، إلى الوقوف أمامها والتمعن فيها وتصويبها إن احتاج الأمر لذلك، وبشكل خاص فيما يتعلق بالمفاهيم المطروحة خلال تلك التعليقات من قبيل مفهوم الدولة الوطنية خاصة لدى تلك الدول التي تعاني من التشتت والتفكك منذ أن ظهر ما يعرف بالولاءات الطائفية العابرة للحدود خاصة تلك التي لها علاقة بـ “إيران” التي تجيد لعبة التدمير وإضعاف الدول الوطنية التي عانت منها مجتمعاتنا المتسامحة والمتعايشة على مدى قرون مضت وهي لا تفوت فرصة لنشر أجندة تدميرية وزرع الأدوات اللازمة عندما تجد منفذاً لأي دولة. إن أكثر ما يقلقنا مع كل كارثة تصيب إحدى الدول العربية هو ظهور أصوات عربية يُفترض أن لها ثقلها الأكاديمي في الشارع العربي نتيجة لمكانتها الثقافية المفترضة ولما تتمتع به من وجود مساحة كبيرة لحرية التعبير ولها علاقتها مع عدد من المؤسسات الثقافية العالمية مما يتيح لها القدرة على التأثير وتشكيل الرأي العام العربي…
الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠٢٠
خاص لـ (هات بوست) شخص روتيني يقدس الروتين والنظام ، فاذا لم يستيقظ في نفس التوقيت كل يوم يُحِس كانه فقد دقيقة قيّمة من حياته، دقيقة لربما عادت اليه بفائدة ما. يكره العشوائية، يرى أن العشوائيين اشخاص لا فائدة مرجوة منهم، فقط وحدهم الروتينيين من لهم حق العيش والنضال في هذه الحياة. تجده يبسط اوراقه على مكتبة، ويناظر كل من يدخل القسم ويخرج، عيناه تطير على كل شاردة وواردة، يقتنص اي فرصه تعطيه مجالا للنقد الجارح، فهو يسمي نقده نقد بناء. نقده يستهدف الموظفين الجدد، و خاصة الخريجين الجدد، بهدف تقديم نصائح ذهبية من شخص موجود منذ زمن الديناصورات ولن يتزحزح من كرسيه حتى يتقاعد او ان يؤخذه الموت، الا ان الامنية الثانية لا تشغله في الفترة الاخيرة، لأنه على يقين بانه سيبقى لوقت التقاعد، وسيتم تكريمه على جهوده المبذولة، فهو في نظر نفسه الاجدر بلقب الموظف المثالي في قسمه، و لأنه فاز بلقب موظف الشهر عدة مرات، فهو يرى…
الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠٢٠
كشفت الانفجارات التي دمرت بيروت وجه الدولة القبيح -- والحقيقي -- للعالم. تطاير أيّ وهمٍ عن دولةٍ فعّالة، تماماً مثلما تناثرت شظايا زجاج آلاف النوافذ المهشمة. وتبين للعالم بأسره ما كان يعلمه البعض منا ممن لم يخدعه الكلام عن الانتصارات الإلهية، والعهود القوية، بأن لبنان لطالما عانى الفشل المؤسساتي المزمن. والحقيقة المؤلمة هي أنّه في مثل هذه الدول الفاشلة لا أحد يتوقع محاسبة المسؤولين عن هذا الفعل الإجرامي، فقد توقّفت المساءلة في لبنان منذ زمنٍ طويلٍ. ولذلك، لم يكن إعراب العديد من اللبنانيين عن رغبتهم، على هامش زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون التضامنية، في إعادة الانتداب الفرنسي مفاجئًا. حيث إن مبادئ الحرية والمساواة والأخوّة الفرنسية ليست سوى حلمٍ بعيد المنال لكل لبنانيّ نزيه على وجه الأرض. فمَن مِن اللبنانيين لا يريد التخلّص من قمع سلاح "حزب الله" واستيلائه على البلاد بأسرها؟ إلى متى سيبقى لبنان ناديًا خاصاً للأثرياء؟ حيث لا يستطيع سوى الأثرياء تحمّل تكاليف ليس الكماليات، وإنما متطلبات الحياة الأساسية،…
الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠٢٠
محاطون بضجيج الأحداث التي لا تتوقف، ومعظم أسوئها من نصيب منطقتنا العربية. ولا نكاد نصحو حتى نتألم من فراق أحبة وأصدقاء رسموا وشماً في صدورنا وتركوا لنتأمله بقية حياتنا. السعودية اليوم، ممثلة بوزارة الدفاع، تنعى رجلاً من رجالاتها الأبطال، رجلاً عشق السماء والتحليق فيها، عاش ومات محلقاً في سماوات النجاح والإنجازات الوطنية. مساعد وزير الدفاع الأستاذ محمد عبد الله العايش، رحل صباح أمس تاركاً خلفه إرثاً ثميناً لا يُقدر بثمن، وهو الصيت الحسن والذكر الطيب، وتاريخ مشرّف من إنجازات ومهام عسكرية ودبلوماسية وسياسية. منذ كان ضابطاً برتبة ملازم في القوات الجوية السعودية، كان العايش متميزاً بذكائه الحاد، وبصيرته البعيدة. اجتهد وكافح بكل ما أوتي حتى آخر سنتين من عمره، فكان من الطبيعي أن يترك بصمة لا تُنسى في مواقع قيادية مهمة، بدأت من تحليقه بأول طائرة F15 تدخل الخدمة في السعودية، مستعرضاً الطائرة أمام الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله. وكان من رجالات الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي…
السبت ٠٨ أغسطس ٢٠٢٠
لم تكن هذه زيارة خاصة، ولا رسمية، في عالم العلاقات الدبلوماسية وبروتوكولاتها. كانت غارة ودِّية قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مبلغاً الدولة المضيفة بموعد وصوله، من دون أن يطلب إذنها، أو ينتظر تحديد موعد. في اليوم الثالث للانفجار، وصل الرئيس الفرنسي إلى بيروت، ومرّ بالناس قبل أن يلتقي المسؤولين. وتوفيراً للوقت التقى الرؤساء الثلاثة، في القصر الجمهوري، وهو مشهد يذكّر بيوم كان وزير الخارجية السوري يأتي إلى لبنان، فيجتمع له الرؤساء بصرف النظر عن القواعد والأصول، والمراتب الرسمية. لا وقت للبروتوكول في زيارة ماكرون. جاء معزياً بضحايا أسوأ انفجار في تاريخ لبنان، ومحذراً السلطة السياسية بأن لبنان على حافة النهاية كدولة قائمة. خاطب ماكرون اللبنانيين بعاطفة جيّاشة على الطريقة الفرنسية، وخاطب السلطة السياسية بغضب. وأبلغ أهلها أن لبنان هو أيضاً مسؤولية الأسرة الدولية، وعضو بارز في النظام الدولي. وهو لا يتحدث بصفته رئيساً للدولة التي أعلنت كيان لبنان ومنحته الدستور والاستقلال، وإنما من موقع فرنسا القيادي في أوروبا والغرب.…
السبت ٠٨ أغسطس ٢٠٢٠
التضامن والتعاطف الإماراتي رسمياً وشعبياً، وكذلك العربي والدولي الكبير مع لبنان في الكارثة الرهيبة التي ألمّت به مؤخراً، يعبر عن مكانة هذا البلد الشقيق الجميل، وإسهامه الحضاري الأجمل في مختلف المجالات والميادين. كانت الإمارات كعادتها دائماً السبّاقة في مد يد العون في هذا الظرف العصيب، كما بادرت كل الدول والهيئات المحبة للبنان، وسارعت لتقديم يد العون والمساعدة في هذا الظرف المأساوي جراء تفجيرات مستودعات مرفأ بيروت، هذا المرفأ الذي لطالما كان شاهداً على عبور الحضارات المتعاقبة في بلاد الأرز والجمال، لكنه كان يوم الثلاثاء الحزين نقطة انطلاق شرارات مشاهد مؤلمة هزت القلوب والمشاعر، وهي تنزف دماً ودموعاً، وتنثر الخراب والدمار، مناظر أبكت الجميع لهول الواقعة. عجزت الكلمات، وتجمدت الدموع في العيون الزائعة إثر الفاجعة في بلد تعاقبت عليه الأهوال من كل الاتجاهات، دفع خلال السنوات القليلة الماضية ثمناً باهظاً لجماله وقدره، ومكانته في القلوب. جاءت الكارثة المؤلمة لتعمق معاناة أهلنا في لبنان، وليتسابق كل الخيرين من أجل التخفيف عنه، والوقوف…
الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست : فبراير ١٩٩٠ كانت أول زيارة لي للإمارات العربية المتحدة. لم اتفاجأ بمستوى المباني والشوارع . فهذا شعوري اينما حللت ببلد عربي يزيد وينقص مستوى التنمية بمستويات متقاربة. المباني لم تكن تلك الملفتة للانظار سوى مبنى واحد وبعض البنايات العادية. الشارقة كانت ايضا لا تختلف عن دبي فشوارعها ومقاهيها تشعرك بالبيوت التي رسمها مسلسل درب الزلق . ثلاثون عاما لاحقة لهذا التاريخ لتعلن الامارات قيادة وشعبا غزو الفضاء واستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية وقبلها خططت الامارات لتكون وجهة سياحية واقتصادية خليجية وعربية وعالمية. ثلاثون عاما في عمررالدول هي عمر قصير جدا لأن تنقل دولة في اطراف الخليج الى دولة عصرية ذات ملامح عالمية تنافس اكبر دول العالم، إن الوجه الجديد للامارات لم يكن محض صدفة أو اعتباطا بل كان نتاج اخلاص في العمل والجد والمثابرة وقطع دابر يد الفساد والأدلجة منذ تواريخ مبكرة. كعربي شعرت بكثير من الغبطة والأمل والفخر واعادة روح الاصرار للنهوض بأمتنا العربية…
الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠٢٠
لقد بات مشهد الجدل والخلافات والاستنكار بين الأبناء والآباء عرضا يتكرر بكثرة فى العديد من الأسر والبيوت المصرية والعربية فى الأجيال المعاصرة، مناوشات مستمرة تندلع كل يوم، معارك ظاهرة أو مستترة لا يصيب اليأس طرفيها أو الرغبة فى الانسحاب، وغالبا ما يكون الصراع حول الحفاظ على قدر من النفوذ والحضور الدائم فى حياة الأولاد من جهة الوالدين، وانتزاع الحرية من الآباء والتخفف من قيودهم ورؤاهم فى كل شأن من جهة الأبناء. هذا الصراع الذى تختلف أسبابه وطرق التعبير عنه بحسب طبقات المجتمع يتسبب فى شيوع حالة من التباعد والرفض المتبادل بين الطرفين للحد الذى يصل إلى التجاوزات اللفظية فى الحوار، أو قد يصل إلى رفض الحوار من الأساس وبقاء العلاقات هشة. يريد الآباء ممارسة سلطتهم عبر مقولات يطلقها معظمنا من قبيل: لماذا تتناسى وجودى وتصر على مخالفة رأيى، لماذا تتحدث إلى على هذا النحو غير اللائق؟ أنا السبب فى وجودك بهذا العالم، وأنا من قمت بتربيتك وتعليمك، لماذا لا تستمع…