الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠
ما زالت الصين تكافح، بكل ما أوتيت من موارد وقوى بشرية وعسكرية وتقنية، فيروس كورونا، الذي اجتاح البلاد، وشل الكثير من الأشياء والأيام والمال. الجميع، بالتأكيد، يتابع ما آلت إليه الأوضاع، وإحصائيات الوفيات والمصابين، وعدد الدول المتضررة، واحتياطات المطارات وخطوط الطيران، وغيره العديد من الآثار الجانبية للفيروس.. لكن، ما لفت انتباهي، أو أجده مهما للوقوف، هو نوعية التدابير التي قامت بها الصين، لمواجهة هذه الأزمة، من بعضها: أولاً: أنجزت مشروع بناء مستشفيين في "ستة أيام".. المستشفى الأولى هو "هوشنشان" الذي يبنى على مساحة 269 ألف قدم مربع ويسع ألف سرير، والثاني مستشفى "ليشينشان" على مساحة 323 ألف قدم مربع، ويسع 1300 سرير ومن المقرر أن يفتتح بعد يومين من افتتاح الأول. ثانياً: لجأت القرى والمدن في الصين إلى استخدام طائرات دون طيار، مزودة بمكبرات صوت، للقيام بدوريات في الشوارع وتوبيخ الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة في الأماكن العامة، وسط تفشي فيروس كورونا، حسب وسائل الإعلام الصينية الحكومية.. نشرت كل من…
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠
على أثر الإخفاقات المتتالية لملالي طهران بعد تصفية قاسم سليماني، يمكن رصد التحركات الأولى لاستراتيجياتها التعويضية من خلال تفعيل أذرعها في المنطقة التي استثمرت فيها طويلاً، وتعاني تلك الأذرع كما طهران مصدّرة الثورة من حالة الارتباك والثورات المضادة من الكتل الموالية لها على المستوى الآيديولوجي، حيث تتعاظم الاحتجاجات في المناطق التابعة لسيطرة ميليشياتها الشيعية. هذا السياق يرجّح أن يتم الاستثمار في تأزيم الحالة اليمنية، خصوصاً مع تردي الأوضاع المعيشية وموجات تجنيد الأطفال وزرع الألغام، والدافع الأكبر هو ارتباك المجتمع الدولي على مستوى المؤسسات والدول الفاعلة في الملف اليمني في تصنيف ميليشيا الحوثي كذراع لطهران لا كطرف نزاع سياسي، رغم كل التقارير التي تصدرها تلك المنظمات حول سلوك الميليشيا التدميري. ومع ظهور نجم جديد في «الحرس الثوري» يقابله الآن تلميع لشخصية مقابلة في ميليشيا الحوثي، وهو عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم «أنصار الله» وقائد المنطقة المركزية، الذي يستعير في خطاباته ادعاءات الملالي بالنصر الإلهي، وآخرها ما ذكره عن معركة نهم بأنها…
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠
هدية ربانية ونعمة جديدة وخير على خير، تستديم بها الحياة الكريمة لشعب الإمارات على هذه الأرض، التي وصفها محمد بن راشد وهو يعلن عن كشف حقل جبل علي الجديد للغاز بين دبي وأبوظبي، بأنها أرض مبروكة ومعطاءة بالخير، وستبقى تعمل لتعيش أجيالها القادمة أكرم حياة، لأنه يدرك أن أثر فعل الخير ينعكس خيراً على أهل الإمارات، ويفيض إلى خارجها. هو رافد جديد لموارد الطاقة، ونمو اقتصادنا، واستدامة خطط التنمية بالدولة، كما قال محمد بن زايد، خصوصاً أن الإعلان عن الكشف يواكب انطلاق عام الاستعداد للخمسين سنة القادمة ومئوية الإمارات، لذلك فهو بشرى وفأل خير مع بداية هذا العام ترفع الآمال إلى تحقيق مزيد من الازدهار. بالتأكيد هو حدث استثنائي، فعدا عن كونه دعماً إضافياً للاقتصاد الوطني، بما يعزز تنافسيته ويزيد فرص الاستثمارات المحلية والأجنبية، فهو يحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتلبية الطلب المتزايد عليه في الدولة، ثم تأكيد موقع الإمارات على خارطة منتجي الطاقة في العالم، بما يزيد الاعتمادية العالمية…
الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٠
من الطبيعي جداً أن يصل فيروس كورونا إلى الإمارات، وإلى جميع دول العالم دون استثناء، فهو ينتقل مع البشر، والبشر ينتقلون كل دقيقة وثانية إلى كل دول العالم، لا غرابة في ذلك، ولا خوف من ذلك طالما لدينا القدرة على التعامل احترازياً ووقائياً وواقعياً مع هذا المرض وغيره من الأمراض. لا داعي للذعر، ولا داعي للقلق، فهو ليس الفيروس الأول من نوعه، وبالتأكيد لن يكون الأخير، هي أمراض تتطور، وتتطور معها أساليب الوقاية والعلاج دون شك، ونحن هُنا في الإمارات نثق تماماً بإمكانات وإجراءات الجهات الصحية، ودرجة وعيها واهتمامها، لم تخذلنا هذه الجهات طوال السنوات الماضية، ولن تخذلنا اليوم، بل إنها تثبت قدرتها على احتواء الأزمات مع كل مرة ينزعج فيها العالم من مرض أو فيروس، نثق بهم كل الثقة، ولا نشك أبداً في إجراءاتهم واحتياطاتهم، سواء تلك المُعلنة أو غير المعلنة، فهم على درجة كبيرة من الثقافة والاهتمام والجاهزية، وهم على قناعة تامة بأهمية الشفافية، وتوضيح الحقائق، وإعطاء المعلومات…
الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٠
الإنجاز في مدينة «إكسبو 2020 دبي» على أفضل حال، والإمارات تتهيأ لاستضافة الحدث العالمي البارز في أكتوبر المقبل، فيما القيادة تتابع التفاصيل، تحضيراً لاستقبال 192 دولة، أكدت مشاركتها في المعرض الذي يقام للمرة الأولى في العالم العربي، ويتطلع إلى 25 مليون زائر، تهيئ لهم الدولة سياحة سلسة ومريحة، من حيث الإجراءات والتنظيم، وسهولة الإقامة والنقل، وتنوع المرافق الخدمية، وتطورها. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، افتتحا، الأسبوع الماضي، ساحة الوصل، القلب النابض لموقع «إكسبو 2020 دبي»، على هيئة قبة ضخمة تتوسط بين أبوظبي ودبي، ويزينها شعار الإمارات، في حين يواصل نحو 38 ألف موظف عملهم لإتمام جاهزية الموقع، قبل التجمع المتوقع أن يكون الأكبر عالمياً هذا العام، وما يرافق ذلك من تغطية إعلامية متواصلة لأبرز المحطات والصحف والمواقع ومنصات التواصل الاجتماعي. الحدث يعكس طموح الإمارات، وعملت وزارات وأجهزة سيادية سنوات طويلة لكي ننجح في تقديم ملف مختلف، أهّلنا للفوز على…
الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٠
انتقال العالم إلى العصر الصناعي بدأ، كما هو معروف، في أوروبا التي قادت ثورة صناعية غيّرت وجه الحياة على الأرض، هذه الثورة بدأت تفقد بريقها لصالح الثورة الرقمية التي انتقلت قيادتها من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تقود العالم للولوج في عصر جديد، يختلف تماماً عن العصر الصناعي الذي استنزف إمكاناته - من وجهة نظرنا- في البلدان الصناعية، وفي الولايات المتحدة تحديداً. ربما من الصعب تفسير هذا الطرح بصورة مفصلة، إلا أنه حتى القطاع الصناعي المزدهر ذاته في البلدان الصناعية بات يعتمد أكثر وأكثر على الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، فلو مررنا، على سبيل المثال، على مصنعين متماثلين في الولايات المتحدة وآخر في بلد آسيوي أو أفريقي، فإنه يمكن ملاحظة وجود مائة عامل في الحالة الثانية، مقابل عشرة عمال فقط في الحالة الأولى، حيث تقع بقية دول العالم، بما فيها العملاق الصيني، في حالة وسط بين هاتين الحالتين. والحال، فإن هذا التطور لا يشمل القطاع الصناعي فحسب، وإنما يشمل كافة…
الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٠
تتوالى الأحداث حولنا، باختلاف مضمونها ورسالتها، وباختلاف تأثيرها على الفرد والمجتمع. تنتشر أخبار لإنجازات ومبادرات ونجاحات على مستوى جميع الصعد. وفي الجانب الآخر تنتشر أخبار لنكبات وحروب وفقد وكوارث طبيعية وغير طبيعية. هل فكرت مرة عند سماعك لأي الخبرين ما هو تأثيره النفسي عليك وعلى حالتك النفسية وتأثيره على من حولك؟ هل فكرت بعمق أكبر كم من الطاقة التي تستخدمها في كلتا الحالتين عند سماعك للخبر والأهم عند نشرك له. أجل فلدور الفرد ومسؤوليته تجاه أي شيء يقرأه أو يسمعه ويقوم بإعادة نشره أهميته، هل تساءل كل فرد أن إعادة نشر الخبر سيفيد أم يضر؟ سيُفرح أم يحزن؟ سينشر أماناً أم يزرع خوفاً وشكاً وينشر ذعراً؟ والسؤال الأهم، هل أنا أهل لأن أعيد نشر هذا الخبر أياً كان وهل أحسنت صياغته؟ والسؤال الجوهري هنا هل أنا مسؤول عن هذا النشر أساساً؟ نشر أو إعادة نشر الأخبار والعناوين وخاصة للأحداث الخطيرة أو النكبات والفضائح، يجب أن يكون مدروساً إن كنت ناصحاً…
الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٠
أثبت تاريخ القضية الفلسطينية أن الأمر الواقع هو العدو الأول للفلسطينيين، فكل خطة سلام رفضها الفلسطينيون والعرب تم دفع ثمنها بتقديم المزيد من التنازلات، بدءا من خطة التقسيم وانتهاء بخطة ترمب مرورا بخطة كلينتون ! واللافت أن القرار الفلسطيني كان دائما مرتهنا لضغوط وتحكم أنظمة عربية آذت الفلسطينيين بنفس القدر الذي نالهم من الأذى الإسرائيلي إن لم يكن أشد ! اليوم يجد الفلسطينيون أنفسهم مرة أخرى أمام خطة سلام تقضم المزيد من حقوقهم وتضعهم أمام خيارات أشد مرارة مما سبقها، لكن الرفض هذه المرة لا يعني أن الفاتورة ستكون أقل كلفة من سابقاتها، فالواقع الدولي يضع القضية الفلسطينية اليوم في أشد حالاتها ضعفا وعزلة وتجاهلا، وبالتالي فإن الخيارات الفلسطينية أكثر محدودية ولا تحتمل أي مواقف بعيدة عن الواقعية ! يجب أن يمارس الفلسطينيون مراجعة هادئة لواقع صراعهم مع إسرائيل وعلاقاتهم العربية ليخرجوا بموقف يخدم مصالحهم لا شعارات غيرهم، فجميع الأنظمة التي تاجرت في السابق ومازالت تتاجر بقضيتهم تعيش داخل حدودها…
الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٠
لا بد أن جيف بيزوس يعيش وسط فورة من الزوبعات العاطفية، فـ«النرد» الثري ورجل العائلة التقليدي كان يقول إن غسل الصحون في المطبخ أكثر شيء مثير للاهتمام يقوم به كل ليلة. لكنه تحول إلى شخص آخر بطباع مختلفة. مهتاج لعوب تتصدر صوره الصحف الصفراء. انفصل عن زوجته وارتبط بنجمة تلفزيون ونُشِرت له رسائل غرامية مستعرة شبيهة برسائل المراهقين. كل ذلك يبدو أمراً شخصياً وغير مهم ومكرراً في عالم المشاهير. ولكنه أيضاً يعاني -وهذا الأهم- من فوضى ذهنية جعلته يطلق النار في كل الاتجاهات. لقد قام بإحراج نفسه أمام العالم ليس مرة واحدة ولا مرتين، ولكن ثلاث مرات. فعندما هددته مجلة «ذَا أميريكان إنكوايرر» بنشر صور فاضحة له كتب في مدونته أن خلف القصة مؤامرة دولية بقيادة واشنطن والرياض، رداً على موقف صحيفته «واشنطن بوست» السلبي نحو العاصمتين. بدا هذا تفسيراً متهافتاً لا يقبله العقل، فهذه الحكومات لديها ما هو أهم من سرقة صور بيزوس عارياً مع عشيقته. وبالفعل كانت اتهامات…
الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٠
تونس ــــ خاص لهات بوست تابع العالم بأسره البارحة الإعلان الأمريكي عن "صفقة القرن" التي تلقاه،الشارع العربي،بردود فعل مختلفة منها الشعبي الغاضب على مواقع التواصل الإجتماعي وفي بعض الشوارع،ومنها "المستحسن" على الصعيد الرسمي لما اعتباره بعض المسؤولين العرب مجالا يفتح أمام رؤية جديدة للسلام في الشرق الأوسط وفرصة لفض النزاع المستمر منذ عقود خلت..لكن السؤال الذي يتبادر للذهن في خضم هذه التفاعلات والذي نستحضره بقوة اليوم هو "هل سيقبل الشعب الفلسطيني "صفقة القرن" أم أنه سيفوت الفرصة مثلما فعل مع مشروع تسوية النزاع العربي ـــ الإسرائيلي الذي تقدم به الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة منذ 21 أفريل 1965؟"... خطوة غير مسبوقة 55 سنة مرت على ظهور الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة يخطب بالفلسطينيين في مدينة اريحا بالضفة الغربية مشيدا بصلابتهم وإصرارهم على استعادة الحقوق العربية المنهوبة،وهو يحثهم على عدم الركون الى الخطب الحماسية والعواطف بل صياغة مواقف عملية وواقعية وخطط لمواجهة مغتصبي الحق فضلا عن البحث عن قيادة واعية تتمتع…
الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٠
لم يعد مشهد الاحتجاجات والمظاهرات التي تملتئ بها معظم العواصم العربية باستثناء دول الخليج العربي بالأمر الخارج عن المألوف. فلا تكاد قنوات الإعلام الرسمي وغير الرسمي، ومواقع التواصل الاجتماعي تخلو من نقل حي ومباشر للمصادمات المسلحة بين المتظاهرين وقوات الأمن هنا أو هناك، ليزيد بالمقابل عدد الضحايا المتساقطين تحت قنابل الغاز والهراوات والرصاص الحي دون أن يكون هناك أمل بتحسين ظروف المواطن، وتقديم ما يقنعه بالعودة مرة أخرى لبيته راضياً. جماهير العواصم العربية الثائرة خرجت إلى الشارع بمطالب لا تقع ضمن حدود الترف أو الهامش، بل هي مطالب ملحة ويهدد التلاعب بها حياة الناس ومصيرهم بشكل مباشر، بعد أن أخلت حكوماتها ببنود العقد الاجتماعي، ولم تف بمحددات العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وهو الأمر الذي قاد تلك البلدان اليوم لأن تصبح ميادين مفتوحة أمام سيناريوهات حروب أهلية، وانتشار مليشيات مسلحة أكثر عنفاً وتطرفاً مما هي عليه الآن، وتهدد مستقبل البلاد والعباد بانفلات أمني أكثر بشاعة مما نراه اليوم. وتنبئ بتبني أجندات…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
يتساءل السيد (نعم) عن العاطفة في التربية ومدى تأثيرها في بناء الشخصية، ومتى تصل إلى درجة الدلال؟ هل تحقيق كل رغبات الأطفال هو الدلال الضار؟ متى تكون (لا) هي الجواب المناسب؟ هذه التساؤلات هي مدخل للحديث عن التربية بين البيت والمدرسة، أو التربية بين (نعم) و(لا). التربية التي يعيشها الطفل في المنزل، ثم المدرسة هي التي تشكل بنسبة كبيرة شخصيته وترسم معالم مستقبله. العاطفة عنصر مهم في التربية، وهذا لا يعني أن تكون (نعم) هي الحاضرة في كل الظروف، ليس هذا هو المفهوم التربوي للعاطفة. العاطفة هي الحب والدعم والقرب والقدوة والحوار والإنصات والمشاركة، وقد يتحقق هذا المفهوم أحيانا في كلمة (لا)، هذا المفهوم للعاطفة لا يتعارض مع أهمية بناء شخصية الطفل وتحفيزه على الثقة بالنفس وتنمية التفكير الإيجابي، والتكيف مع الظروف المختلفة وتقبل كلمة (لا). العاطفة لا تعني الدلال، بل هي الحب الذي يشكل البيئة الصحية للنمو والاستقرار النفسي والتفاؤل بالمستقبل، أحيانا تأتي (لا) تعبيرا عن الحب، تمنع طفلك…