آراء

ليست مجرد «كاميرات»

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤

خرج من بيته، متوجهاً لسيارته، في طريقه لعمله وهو في قمة النشاط والتفاؤل والإيجابية، ولكنه تسمر أمام باب سيارته وقد فوجئ بكسر المرآة الجانبية لها مع وجود «شحفات» بارزة على امتداد ذات باب السائق، تجمع بعض الجيران والمارة في تلك الساعة من الصباح والناس كل متوجه لمقصده. أشار عليه بعضهم بطلب مساعدة حارس المبنى، لعل كاميرات المراقبة صورت من قام بتلك الفعلة المزعجة ولم يكلف نفسه عناء التوقف أو ترك رقم هاتفه للتواصل معه. ولكن الحارس صدمه عندما أبلغه بأن الكاميرات خارج الخدمة وأن الشركة التي تدير العقار لم تصلحها بعد. وهكذا قيدت المسألة ضد مجهول ليحال الأمر إلى «ساعد» وشهادتها التي تكلف 500 درهم. في مواقف كهذه تبرز الأهمية الفائقة لكاميرات المراقبة التي كان بعضهم يعتقد أنها ستكون مقيدة لحركته، قبل أن يدرك الجميع الدور الحيوي الكبير الذي تؤديه في خدمة الإنسان والمجتمع وتعزيز أمنه وسلامته واستقراره. لذلك توسعت مختلف الجهات والهيئات والمؤسسات، حتى الأفراد، في استخدامها. وقد أسهم…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

شكاوى المسافرين العرب

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤

* اليوم تكثر شكاوى المسافرين العرب، خاصة العائلات الكبيرة في أسفارها صيفاً باتجاه الدول العربية أو دول أوروبا، ولسان حالهم يقول: أين السفر زمان من الآن؟! أقل الشكاوى تأتي من الأشخاص المسافرين إلى أميركا، فأميركا ما زالت على أسعارها الرخيصة والخيارات المختلفة، ما عدا مدن العلاجات ومراجعة المستشفيات التي يسيطر عليها مهاجرون عرب وهنود، ميزة السفر إلى أميركا تلك البساطة في الأشياء، يمكن أن تستهلك «جينز وتي شيرت» طوال ثلاثة أيام، ولن يسأل عنك أحد، يمكن أن يكون أكلك في مطاعم الـ«جنك فود»، ولن ينكر عليك أحد، وتسكن في «موتيل» بدلاً من «هوتيل» ولا أحد عنك «ناشد يا ابن راشد»، الشعب الأميركي في الغالب ودودون، ومبتسمون، وروح الفكاهة مسيطرة عليهم، وهي مدخل لتعارف كل الغرباء، ومدنها سرعان ما تألفها، وتقود سيارتك فيها، ولا تصرف إلا ما تريد، ولا تقول إن أحداً سيضحك عليك أو يغشك. * المسافرون إلى الدول العربية، ما زالت المشكلات القديمة والشكاوى القديمة تتجدد وتتكرر مع غلاء…

علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

لا مكان للخونة في هذا الوطن

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤

كان لقائي بالشيخ زايد رائعاً.. كان يأتي إلى متجرنا مرة كل شهر.. لم تكن هناك مبانٍ كبيرة غير القصر ومتجرنا.. كان يأتي إلى متجرنا.. وكنا نقدم له كرسياً جميلاً.. كان مغرماً بجهاز اسمه «فيو ماستر».. يوضع في الجهاز قرص دائري صغير.. يتم تدوير القرص فتظهر صورٌ مختلفة.. كان يقول: أرني صوراً.. وكنت أعرض له صوراً من أمريكا وسويسرا وغيرهما.. كان يقول: سيحدث هذا في الإمارات بإذن الله.. قال هذا وهو يشاهد أبراج أمريكا. (حسناً يا شيخ.. إنني أثق بك.. لكنني شخصياً لا أعتقد ذلك) هذا ما كنت أقوله، لكن هذا كله حدث خلال ستين عاماً فقط! لا أستطيع أن أصدق أنني أرى كل هذه المباني قائمة أمام عيني. هذا هو ما قاله الشيخ زايد إنه سيحدث. أنقل هذا الحديث بتصرف عما قاله رجل الأعمال «موهان جاشنمال» صاحب متاجر «جاشنمال» المعروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي، وهو يتحدث إلى أحد برامج البودكاست بلغة إنجليزية كان يخلطها ببعض الكلمات…

ترامب «يتنمر» وكامالا تتقدم

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤

يبدو أن الأشهر الثلاثة القادمة ستكون الأضواء فيها مركزة على هفوات دونالد ترامب، فقد خلت له الساحة، ولم يعد بايدن منافساً له، رحل بكل مآخذه، وتخلص من لسان خصمه الطويل، وجاءت «سيدة» لا تتوه إذا وقفت على منصة، ولا تسلم على خيال، ولا تستبدل أسماء من يقفون معها، ولا تدخل في مهاترات شخصية للحط من مكانة من يواجهها وكرامته. ومن الواضح أن كامالا هاريس مرشحة الديمقراطيين تعلمت جيداً من دروس انتخابات 2020، ومن الجدل الذي دار في الأوساط السياسية الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، وقررت أن تترك ساحة السخرية والاستهزاء للمرشح الجمهوري، والذي أثبت أنه سعيد بهذا التخصص، فهو متفرد فيه، ويستحق عليه أفضل الدرجات. ولكنه وللأسف الشديد لم ينتبه، فهو يلعب حالياً على أسلوب تطبع به، يمنحه درجات في الاتجاه السلبي وليس الإيجابي، حيث يخسر ولا يربح، ويحرق نقاطه التي منحته فارقاً هائلاً في آخر أيام بايدن، وفي أقل من أسبوع أصبح متخلفاً في كل استطلاعات الرأي، تجاوزته كامالا هاريس…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

حين يتلبسك شخص هلامي

الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠٢٤

هذه قصة حدثت وستحدث في الحياة، كأن تكون تحمل اسماً ذا هيبة، وزدت عليه من وقارك وحشمتك وسيرتك العطرة مهابة، وفجأة يظهر لك في الحي أو القرية أو المنصات الرقمية شخص شبه هلامي، وبدون ملامح، ويشتغل في التجارة الحرة، ويبدأ يضارب عليك في كل مجال من مجالات الحياة حتى يخلط الناس بينك وبينه، بالرغم من أنكما لا تعرفان بعضكما بعضاً، ذاك بالتأكيد من موجعات الأمور، ومن المحزنات أن تلقى واحداً يحمل اسماً مثل اسمك أو متخذه اسماً فنياً للشهرة أو هو قناع لا تعرف من خلفه، ويظل يسجل على ظهرك سيئات الدنيا، وعقاب الآخرة، واضعاً مقابل اسمك الموقر الذي فيه خير ما حُمّد وعُبّد، وكله تقوى وورع صورة لشخص معضّل، شغل كمال أجسام، ورفع حديد وأثقال، وأنت ما يخصك بالموضوع، وَيَا دوب صحتك على قد حالك، وتشكو من نقص فيتامينات ضرورية باستمرار، ولا قد زرت صالة «جيم» أو حملت ثقلاً أكثر من هَمّ تدريس الأولاد، وَيَا ليتهم فالحين في الرياضيات…

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

هل التنمية ممكنة في هذه المنطقة؟

الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠٢٤

هل يمكن السير في طريق التنمية والاقتصاد والتعليم والسياحة والبحث العلمي، وغير ذلك من البرامج السلمية، دون الانشغال بالسياسة والأمن والحرب ومكافحة الإرهاب وعالم الجريمة المرتبط به (مخدرات، تجارة أسلحة، غسيل أموال)... هل يمكن ذلك؟ إذا أصغينا للأخبار الآتية من إيران والعراق وسوريا ولبنان وغزّة والسودان والصومال واليمن، أتحدث عن محيطنا الإقليمي، فلن نجد إلا أخبار الحرب أو الاستعداد للحرب والصواريخ والعبوات الناسفة والاغتيالات والميليشيات وأنصار المهدي وأنصار الإسلام وأنصار القدس وأنصار الله؟ ستقول: مالك أغفلتَ إسرائيل من القائمة، أليست هي الأخرى مشعلة الحروب، منفّذة الاغتيالات، مرسلة الطائرات الفتاكة، وموقدة النار؟ نعم، هي كذلك، وأكثر، لكن هل أثّر ذلك على موقعها في الأبحاث العلمية والتعليم والتطور التقني والاقتصاد؟! قارن دولة حجمها أضعاف إسرائيل، وسكانها كذلك، بل إمكاناتها الجغرافية والاقتصادية، أعني إيران، لا هي التي سقت اقتصادها وتعاهدته بالتنمية، ولا هي التي حاربت فأحسنت الحرب، بنجاعة وحسم. دعك من يمن الحوثي وحشد العراقي، وقسّام غزّة، وحزب لبنان، وقوة رضوانه الباسلة! الاختبار…

غسان شربل
غسان شربل
رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط

حافة الحرب الواسعة وفخ نتنياهو

الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠٢٤

يخشى بنيامين نتنياهو نهاية الحرب. ستكون هناك لجان تحقيق وأسئلة كثيرة عن المسؤوليات والإخفاقات. المسألة بالنسبة إليه تكاد تكون قصة حياة أو موت. لكن لا يمكن اختصار المسألة في تمسك نتنياهو بمكتبه للاحتماء من المحاسبة. صحيح أن توقيع رئيس الوزراء لا بد منه في أي عملية اغتيال لعدو من الصف الأول يمكن أن ترتب انعكاسات أمنية وسياسية، لكن الصحيح أيضاً أن المؤسسة العسكرية والأمنية هي التي تضع لائحة الخيارات على طاولة رئيس الوزراء ليفاضل بينها. أغلب الظن أن الاغتيالين الأخيرين في بيروت وطهران عبَّرا عن رغبة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في استعادة القدرة على الردع التي تعرضت لاهتزاز عميق بعد انطلاق عملية «طوفان الأقصى». معركة الصورة كانت دائماً مهمة بالنسبة إلى إسرائيل. تعتقد أن شعور الأعداء بالثمن الباهظ الذي يمكن أن يترتب على هجماتهم قد يدفعهم إلى صرف النظر عن تنفيذها. للتوقيت في الحروب أهمية استثنائية. جاء الاغتيالان بعد وقوف نتنياهو وللمرة الرابعة أمام الكونغرس الذي صفَّق له طويلاً رغم الغيابات…

محمد الجوكر
محمد الجوكر
مستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي

رأس الحربة!

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠٢٤

بعد هذه السنوات من مسيرة الرياضة الخليجية الأولمبية بدول المنطقة، أصبح للجان الخليجية في منطقتنا مكانة كبيرة عالمياً. وعقدت قيادات العمل الأولمبي بالمنطقة جلسة ودية مثمرة في باريس ستعود بالنفع على رياضتنا الخليجية قريباً حيث تعتبر دولنا اليوم هي «رأس الحربة» في قيادة الرياضة عالمياً من حيث التنظيم والاهتمام والرعاية، ومستقبلاً حتماً ستأتي النتائج المرجوة داخل الصالات المغلقة والميادين. الدورات الأولمبية هي الحدث الأبرز والأكبر رياضياً، فمن هنا أجدد أن تقوم اللجان الأولمبية بدول الخليج العربية وبالأخص لجنتنا الأولمبية الوطنية بمزيد من الجهد فأمامها العديد من التطلعات والطموحات بعد نهاية الدورة الحالية التي تنتهي مع نهاية أولمبياد باريس 2024 وإيماني العميق بمدى أهمية العمل الأولمبي المرتبط بأهمية الإيمان بالرياضة ورسالتها السامية والدعم والمساندة لكل مشاريعها وخطواتها، ولتكن بداية المرحلة الجديدة الانتقال إلى مبنى اللجنة الأولمبية بالقصيص الذي تم الانتهاء منه منذ سنوات والى الآن لم تنتقل إليه الهيئات الرياضة التي خصص لها ولا ندري سبباً واحداً مقنعاً حتى يومنا هذا…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

أيها الغرب: إنها امرأة!

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠٢٤

أصبح اسم الملاكمة الجزائرية إيمان خليف مثيراً للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وفي أروقة عالم الرياضة الأيام الماضية، بعد فوزها على الملاكمة الإيطالية، إثر لكمة قوية وجهتها لها لم تحتمل الاستمرار بعدها في المباراة، فانسحبت منها باكية بعد مرور 46 ثانية فقط! الضجة التي أثارتها الملاكمة الإيطالية ضد زميلتها تتلخص في تأكيدها أن اللكمة ليست لكمة امرأة، لذلك فهي تطالب بالعدالة! حيث لا يحق للملاكمة الجزائرية من وجهة نظر الإعلام الغربي المشاركة في مباريات النساء، لأنها في الأصل رجل متحول جنسياً، جاء هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة بناء على القدرات الجسدية الخارجية للاعبة، والذي نفته اللجان الرياضية الرسمية في أولمبياد باريس، موضحة أن الأمر يعود لزيادة في إفراز هرمون التستوستيرون لدى اللاعبة! الغرب الذي منذ عدة سنوات يفرض علينا أجندته المتعلقة بالشذوذ الجنسي، وحرية التحول الجندري وحقوق المتحولين، التي أولها الزواج والعمل والحقوق السياسية، يمارس تنمره البشع على اللاعبة، مرتكزاً على ادعاءات لا أساس لها من الصحة،…

مركز «مديم»

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠٢٤

حرص سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، على متابعة مبادرة «مديم» منذ نشأتها فكرة مروراً باعتمادها وإطلاقها رسمياً في أبريل من العام الجاري 2024 وحتى إطلاق مركز مِديم لإعداد الأسرة مؤخراً يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة ورهاناتها الطموحة على دور المبادرة في الارتقاء بالأسرة الإماراتية ودعم أهداف استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة وبناء أسر مستقرة ومتماسكة. وخلال زيارة سموه المركز الجديد واطلاعه على أبرز محاور المبادرة وخدمات ومرافق المركز، أكد سموه أهميتها في دعم رحلة بناء الأسرة الإماراتية، ودور المركز كذلك في «تعزيز الترابط الأسري باتباع القيم الإماراتية الأصيلة، وتثقيف وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، عبر الدورات التثقيفية والبرامج التوعوية والإرشادية والمبادرات المجتمعية، التي تُشجِّع الشباب على التمسُّك بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة في تنظيم حفلات الزواج». كما أكَّد سموه ضرورة تزويد الشباب المقبلين على الزواج وحديثي الزواج والأسر، بالمعارف والمهارات الاجتماعية والصحية والنفسية والتربوية التي يحتاجون إليها…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

معارك الآيديولوجيا الدموية في الشرق الأوسط

السبت ٠٣ أغسطس ٢٠٢٤

يحتدم الصراع في الشرق الأوسط، حتى أصبحت منطقتنا مثل «الطماطم الفاسدة»، لا أحد يريد الاقتراب منها، عناوين الأخبار غير المريحة تُظهر ذلك، مثل «احتمال اجتياح لبنان»، أو «قتل أطفال في مجدل شمس»، أو «مذبحة رفح»، أو «اغتصاب سودانيات في الخرطوم»، وما شابه ذلك في سوريا والعراق واليمن وليبيا، طبعاً في فلسطين، والأخيرة هي بؤرة التوتر في الشرق الأوسط. على الأقل في نصف القرن الماضي كانت الصراعات في الشرق الأوسط «آيديولوجية»، سواء كانت قومية أو إسلاموية أو يسارية، كل فريق في تلك الآيديولوجيا يعتقد دون أي شكوك أن «أفكاره على حق مطلق، والآخرين على خطأ مطلق»، يقول شعار «اليونيسكو» المُعلن على باب المبنى الرئيسي «لما كانت الحروب تُولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام»، وهو قول دقيق، نتيجة خبرة إنسانية طويلة. عكفت في الأسابيع الماضية على قراءة كتاب يقول عنوانه «صبح الشام»، والعنوان الفرعي «مذكرات الدكتور حسين أمير موسوي»، الذي توفاه الله مع الرئيس الإيراني في مايو…

حفلة الرطب.. احتفاء بالنخلة

الخميس ٠١ أغسطس ٢٠٢٤

على مستوى الإمارات بدءاً من ليوا ومروراً بالذيد ولا نهاية لهذا العرس التاريخي احتفالاً بالرطب واحتفاء وبالنخلة هو ذلك العقل الباطن الذي يظل النبراس الذي أضاء، وهو الفأس الذي شق باطن التراب بحثاً عن درة الماء والتراب وروح الحياة للإنسان الإماراتي. الاستقبال الحار لميلاد الرطب في الإمارات، إنما هو مصافحة للأصفر الفاقع الأحمر القاني هو سيرورة العناق بين أيدي العشاق والمعشوقة نخلة الأحلام الزاهية. منذ فجر التاريخ، اتخذت النخلة مقعدها المخملي في أفئدة هذا الشعب، وسكنت في الأرواح شغفاً ولهفاً، وصارت القامة والهامة وقيامة الحشر العاطفي ولقمة المساء والصباح لإنسان وجد نفسه في قلب الصحراء يقطف ثمرات العذوبة، ويتسرب في ضمير النخلة كما هي الجداول التي أغدقت الجذوع بترياق النمو وسموق الأغصان وبسوق الأعناق. في بلادنا للنخلة فصول ارتواء ومواسم ذائقة، في بلادنا لعناقيد الأصفر والأحمر أنامل تداعب شغاف الأفئدة ورموش تظل المشاعر برهافة المعنى، وترسم صورة لغابات تسامت وارتقت وتعالت واعتلت حبال الأعطاف حتى صارت في الجوهر نقطة الارتكاز…