الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست : يسمي الإنسان ما يعجز عن وضع تفسير معقول له "معجزة"، وفي بداية الأنسنة كانت ظواهر الطبيعة معجزات، فالشمس والقمر والرعد والبرق والمطر كلها ظواهر لم يكن بمقدورالإنسان وضع تفسير معقول لها، فاتخذ من بعضها آلهة أحياناً، ثم تدرج في الوعي شيئاً فشيئاً، وتزامن الأمر مع إرسال الله لأنبيائه ومرسليه ليصححوا المسار ويشذبوا المعتقدات، وكان لا بد أن يؤيدهم الله بما يبهر ويمنحهم مصداقية أمام أقوامهم، ولم تكن هذه البينات إلا من ضمن قوانين الطبيعة حتى لو شكلت قفزة زمنية فيها، فاستطاع إبراهيم تحمل النار التي ألقاه بها قومه، فكانت برداً وسلاماً عليه، وتمكن موسى من تقديمعرض من البينات الحسية من العصا واليد والجراد والقمل والضفادع وغيرها، ثم شق البحر بعصاه فأغرق فرعون، وأحياالمسيح الموتى وشفاالأكمه والأبرص، وكل هذه معجزات مادية سبق فيها عالم المحسوس عالم المعقول. وإذ تدرجت الإنسانية في الوعي تناقصت المعجزات تدريجياً، حيث أصبحت المحسوسات لها تفسير على أرض الواقع، ويمكن للعقل أن…
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩
مع حملة الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس بدأت تتكشف المزيد من فضائح وفظائع النظام القطري وحليفه التركي، فجأة أصيب نظام الحمدين بلوثة عقلية أدت إلى هيستيريا كلامية وأصابت خليفة الإخونج صدمة أربكت توازنه وأخلت بقدرته على تمثيل الهدوء والثقة. من يصدق أن تميم عرّاب الثورات والانقلابات والفوضى يصرح بقوله إن الشعوب لا تفضل الثورات المفاجئة وإنما الإصلاحات التدريجية، كل هذا بسبب ما يحدث في ليبيا من حملة تطهير تستهدف العصابات الإرهابية التي يرعاها نظامه عبر الجسر التركي الذي يثابر على تقديم الدعم اللوجستي والخبرة في إدارة التنظيمات المارقة. لقد تم ضبط وثائق دامغة وتسجيلات مصورة لضباط قطريين قاموا بتدريب الإرهابيين وتسليحهم قبل بداية حملة الجيش الأخيرة، بل إن هذه الحقائق معروفة منذ فترة طويلة لكثير من الدول والمهتمين بما يحدث في المنطقة، ومعروف كل الخراب الذي ينفذه الثنائي القطري التركي، الذي وجد في ليبيا منطقة رخوة وبيئة مناسبة لإعادة تموضع تنظيم الإخوان وأجنحته العسكرية بعد سقوطهم في مصر، وأضافت…
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩
الدعوات الدبلوماسية للدول والمنظمات الدولية لتغليب الحل السياسي في ليبيا لم تكن كافية لإيقاف عملية "طوفان الكرامة" التي يقودها المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة، حيث لا تزال تلك الدعوات تحمل أجندات ومصالح ومواقف متناقضة في التعبير عنها، والأخطر أنها لا تريد أن تبقى على الحياد في أي مجهود سياسي أو عسكري يقرره الليبيون أنفسهم. ليبيا منذ سقوط نظام القذافي وهي مختطفة من ميليشيات مسلحة مؤدلجة تحمل في داخلها مصالح دول إقليمية في المنطقة، وتتقاطع معها في إعادة ترميم أجندات الداخل الليبي نحو بناء خارطة طريق فكرية وليست وطنية، وبالتالي تحولت الدولة إلى مشروع تغذيه جماعات خارج سياق المصلحة الوطنية، وتمررها على حكومة الوفاق التي لا تزال ضعيفة ومترددة، ومرتبكة في حسم الموقف من تلك الجماعات منذ أن تسلمت زمام المبادرة بعد محادثات الصخيرات في ديسمبر 2015. الليبيون يدركون تماماً أن القائد حفتر يخوض معركته مع الميليشيات المسلحة في طرابلس التي خرجت من رحم "القاعدة" و"داعش" وتنظيم "الإخوان"،…
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩
ليس مفاجئاً أن الليبيين يتطلعون إلى نهاية كابوس الاقتتال والفوضى الذي دام ثماني سنوات، ويتمنون دولة موحدة بحكومة مركزية واحدة وجيش واحد. هذا الحلم يبدو أقرب إلى الواقع اليوم لأول مرة مع تقدم الجيش الوطني الليبي السريع، الذي وصل إلى طرابلس، العاصمة وقلعة الميليشيات وحرر عدداً من الأطراف. وليس الليبيون فقط من يريد نهاية كابوس الحرب، والتخلص من الميليشيات، وإقامة سلطة مركزية واحدة، بل هي رغبة العالم، وتحديداً معظم القوى الإقليمية والدولية. ومع أن كل الحكومات دعت إلى الحل السلمي ووقف العمليات العسكرية، إلا أن معظمها فعلياً لا يمانع من حل عسكري حاسم بقيادة قائد الجيش خليفة حفتر. لغة البيانات السياسية التي صدرت عن باريس، وواشنطن، وموسكو، والقاهرة لم تلجأ إلى التهديد بالعقوبات، بل اعتمدت لغة تحث على الحل السياسي، الذي تعرف أنه غير قابل للتحقيق في ظل توازن القوى السابق، قبل وصول طلائع قوات الجيش إلى طرابلس. فالمفاوضات كانت ستفشل طالما أن الميليشيات مصرة على الاحتفاظ بسلاحها وبترولها ومناطق…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٩
يحتاج الكاتب دائماً إلى أن يبقى ممتلئاً بالمعلومات وبالشغف والتجدّد، لكي يستمر متدفقاً ومتصلاً ومتواصلاً مع نبض الحياة، ومع الواقع الذي يكتب منه والناس الذين يكتب لهم، إنه يشبه الماء في علاقته مع الكل ومع المفردات حوله: إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ.الكاتب المتصل الذي لا يَمِلُ ولا يُمَل هو ذلك الكاتب شديد الانسياق وراء المعرفة والفضول والمختلف، المولع بالقراءة، وبالسفر والتجوال والمسكون بالأسئلة، فالكاتب الخالي من الأسئلة خالٍ في حقيقته من كل شيء: من الإيمان بما يقول، من الاستعداد للذهاب حتى آخر الشوط مع قناعاته، فإذا تحدث أو كتب فإنه لا يقول شيئاً!! إن أي كاتب حقيقي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد كي يتحقق شرطه ككاتب كما يتحقق شرطه كإنسان، لذلك فهو بحاجة دائمة إلى «كتب التاريخ والفلسفة والشعر، إلى قراءة الروايات، ومشاهدة الأفلام، إلى السفر والعلاقات المتدفقة، إلى زيارة متاحف الفنون، الذهاب إلى الأوبرا، وأحياناً للالتحاق بأحد فصول اليوغا أو تعلم لغة جديدة والاستماع للموسيقى..».…
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٩
لا تفرق إشارة المرور في أي مكان في العالم بين الذاهبين إلى المسجد أو الذاهبين إلى الكنيسة، إنما يجمعهم الامتثال لها بصفتها أداة تنظيمية لمرفق عام هو الطريق الذي يستخدمه الجميع وفق القانون الذي ينظم ذلك الاستخدام. هذا مثال رغم بساطته إلا أنه يمثل مدخلا لقراءة الفرضية التالية: لا يمكن للدولة الوطنية أن تنشأ وتستمر وتزدهر دون مسحة مدنية، وللجدل فإن التعريف الذي أنطلق منه في فهم المدنية هو ما يلي: ألا تتحكم فئة انطلاقا من معتقداتها الخاصة ببقية الفئات وتحملهم عليها، فالسيادة ليست للعقائد الخاصة وإنما للقانون والنظام الذي يساوي بين الجميع. لا القبيلة ولا الجماعة ولا أي كيان أيديولوجي يمكن له الامتثال لذلك النموذج القائم على النظام والقانون لأنها كيانات تنطلق من أيديولوجياتها بصفتها مبرر الانتماء لذلك الكيان وبالتالي فهي في خصومة مستمرة مع من يختلفون عنها وكل الحروب والصراعات التي عرفها العالم كانت تحمل بعدا أيديولوجيا ظل يمثل وقودها الفعلي. في لحظة تاريخية وتحول حضاري كبير وصلت…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٩
مع إعلان استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تتحرك الأزمة الجزائرية إلى احتمال حدوث انفراج، ولكنه احتمال لأن الطريق إلى الحل النهائي ما زالت ضبابية على الأقل. بعض المحللين الجزائريين فيما يكتبون حول الحراك الحاصل في الجزائر أن هذا الحراك يمثل «الموجة الثانية من الربيع العربي»، والتي قد تستفيد من أخطاء الربيع الأول، وقد يكون ذلك صحيحاً وقد يكون مبالغاً فيه. ما يحدث في الجزائر لافت للنظر ونتائجه الأخيرة سوف تقرر الكثير، ليس لمستقبل الجزائر، بل ربما لمستقبل منطقة الشمال الأفريقي العربي برمتها. ليس بالأمر السهل توقع أي طريق سوف يسلكها الحراك، فهو في جزء منه يشابه حراك الربيع الذي اجتاح المنطقة العربية في العقد الثاني من القرن الحالي، وفي جزء منه مختلف. المتشابه كثير، أولاً الحراك لم يكن وليد يومه، بل بدأت جذوره ربما في العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة الذي استطاع في البداية أن يُضمد جراح الجزائر بعد عشرية سوداء (هي في الحقيقة حمراء من كثرة ما أريق فيها…
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٩
منذ بدء أزمة مقتل خاشقجي والاستهداف الإعلامي للسعودية بلغ حداً لم يبلغه سابقاً. ستة أشهر مرت ومعها عشرات الآلاف من الأخبار والتقارير والتحليلات والمقالات والمقابلات، جزء منها تكرار لسابقه، وآخر يعتمد على مصادر مجهولة، ومئات المقالات التحريضية وقصص مكذوبة لا تصدق. كانت حملة شرسة لم يسبق لها مثيل، الهدف الأساسي منها هو الإساءة للمملكة وقيادتها بشكل واضح، الموضوعية قليلاً ما تحضر، والتجني سيد الموقف، التحليل يصبح معلومة، والتكهنات تتحول خبراً، حتى اختلط الحابل بالنابل وتغيرت النظرة عن الإعلام الذي كان ينظر له بكثير من الاحترام، إلى إعلام ضربت مصداقيته من الداخل، ولعل أول من كشف ذلك، وتردد العالم في تصديقه، الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي خاصم الإعلام الأميركي، وشهدت العلاقة بينه وبين عدد من وسائل الإعلام الأميركية توتراً، واتهم في عدد من المناسبات بعضها بالكذب، حتى إنه هنأ خصومه وما وصفه بـ«إعلام الأخبار الكاذبة» بمناسبة قدوم 2019، غير أن ترمب للأسف أثبت أنه صادق ولم يبالغ في خصومته لذلك الإعلام.…
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٩
يُنسب للرئيس حسني مبارك بعد تنحيته أنه قال إنه ما كان ينوي أن يجدد لنفسه الرئاسة التي كان قد بقي عليها ستة أشهر تقريباً في عام 2011. ومثله نُسِب للرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة هو أيضاً أنه قال إنه ما كان ينوي الترشح للرئاسة الخامسة. لا أستبعد أن الرئيسين كانا يفكران في الخروج قبل الساعة الأخيرة، لكن المشكلة أنه لا أحد يعرف معنى نهاية الوقت حتى يغادر. وفي العالم العربي الخروج من الحمام أصعب من دخوله، وأخطر كثيراً. ووقع اللوم في الحالتين، مبارك وبوتفليقة، على كاهل أفراد عائلتيهما، بأنهم كانوا يخططون لنقل السلطة داخل البيت؛ لابنه في حالة مبارك، ولأخيه بالنسبة لبوتفليقة، حتى هبّ الشارع وتدخل الجيش الخائف على كيان النظام، واختتمت حياة الاثنين بشكل مأساوي لا يليق بهما. لا ندري عن صحة هذه الوقائع، إنما كلا الرئيسين السابقين كان مقبلاً على الانتخابات الرئاسية، والاثنان في وضع صحي سيئ لا يؤهلهما للاستمرار. وكان معلوماً تدخل أفراد العائلة، وعلى كل…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٩
حديث سريع دار بيني وبين طالب عربي محترم، يدرس في عامه الثالث بإحدى الجامعات البريطانية العريقة، قال لي أنا أتابع مقالاتك وأتمنى أن تطرح موضوعاً قد يعتبره البعض غير مهم، لكن من وجهة نظري، وبناء على التجربة العملية، فإن الموضوع في غاية الأهمية، وقد لا يدرك أهميته سوى من مروا بالتجربة مثلي أنا وأقراني، قال لي إن هناك عدداً كبيراً من الطلاب العرب المتفوقين يدرسون في الخارج، لكنّ عدداً بسيطاً منهم لديه هوايات حقيقية، هوايات يمكن أن تعود عليه بالنفع، لذلك فالأغلبية عندما يكون لديهم وقت فراغ إما يقضونه في النوم أو التسوق أو الجلوس مع الأصدقاء، وقد يجرّ ذلك الفراغ البعض إلى طرق لا رجعة منها، فالبعض يتجه لتجربة أشياء جديدة عليه لم تكن متاحة في وطنه، بحكم مساحة الحرية الكبيرة في الغرب. قال لي صديقي الشاب إننا في الدول العربية لا نهتم بالهوايات وتنميتها، وأغلب المدارس لا توجد بها الإمكانات اللازمة، وحتى لو اهتمت المدرسة فلا توجد الإمكانات…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٩
ما أصعب أن تكون صحافياً عربياً. وأن تكون القمم العربية بين اهتماماتك. وأن تطاردها من عاصمة إلى أخرى. وأن تقرأ بين سطور العناقات والكراهيات وتحاول العودة بشيء. وتفيد التجربة أنك تسأل عن معلومات وتحصل غالباً على تمنيات. على رغم معرفة المتحدثين أنك لست وافداً طازجاً في تغطية المواعيد العربية. وأشق من تغطية المجريات الكتابة عن القمة نفسها. عن جديدها وتأثيرها ووقعها في المنطقة والعالم. ويرتكب الصحافي خطأ فادحاً إن طرح أسئلة من قماشة هل وضع العالم العربي اليوم أفضل مما كان عليه قبل سنة؟ وهل وضعه اليوم أفضل مما كان عليه قبل عقد؟ ومن الحكمة تفادي الذكريات فهي مؤلمة وتفادي الأرقام فهي مفجعة. كنت أستعد لكتابة هذا المقال حين قرأت خبراً وافداً من ليبيا القريبة والمشتعلة. حصل مواطن ليبي على الخيمة الشهيرة للعقيد معمر القذافي ويتلقى العروض لشرائها ويطالب بالمزيد. وتذكرت أنني سمعت من أفراد الحلقة الضيقة حول القذافي، بمن فيهم مدير المراسم الحاضر دائماً نوري المسماري، أخباراً كثيرة ومذهلة…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٩
في 19 مايو (أيار) 2017 وقبل ساعات قليلة من هبوط طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارته التي قام بها للسعودية آنذاك، أطلق الحوثيون صاروخاً من نوع «بركان 2» باتجاه الرياض، حينها علقت صحيفة «كيهان» الإيرانية، المقربة جداً من «الحرس الثوري» والمرشد الأعلى علي خامنئي على الهجوم مستخدمة عنوان «الهجوم الصاروخي لـ(أنصار الله) على الرياض. الهدف التالي: دبي». وخلال أربع سنوات فقط بلغ عدد الصواريخ المطلقة من قبل الحوثيين على السعودية منذ بداية العمليات العسكرية في اليمن أكثر من 220 صاروخاً باليستياً، بينما فاق عدد المقذوفات 70 ألف مقذوف، وهو ما استدعى وزير الخارجية الأميركي للتعبير بصراحة عن انزعاجه من الدعوات المتكررة من قبل كونغرس بلاده لإيقاف التعاون المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة التي تقود تحالفاً ضد انقلاب الحوثي في اليمن، عندما قال خلال جلسة استماع في مجلس النواب التابع للكونغرس الأميركي: «من حق المملكة أن تدافع عن نفسها وشعبها كما هو الحال لنا لو حصل وسقط صاروخ في دنفر…