الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
لم يشهد العالم في مراحل تطوره المختلفة، ما يشهده عصرنا الحالي من تسارع التكنولوجيا الرقمية التي أصبحت علامة مميزة للقرن الواحد والعشرين، وعاملاً مؤثراً في تشكيل وعي وتوجهات جيل العصر الرقمي الذي يشكل أكثر من 50٪ من سكان دولة الإمارات، التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً في استخدام الأفراد للإنترنت بنسبة 98٪. في دولة الإمارات يقضي الفرد نحو 8 ساعات يومياً بين مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، وفي ظل هذا الواقع ومع الجهود المتواصلة لتحسين جودة حياة أفراد المجتمع، يغدو التركيز على تحسين جودة الحياة الرقمية أمراً في غاية الأهمية، ما يتطلب تعزيز السلامة الرقمية التي تمثل العنصر الأساسي لجودة الحياة الرقمية. تقدم تكنولوجي واعد، يحمل انتشاره السريع الكثير من الجوانب الإيجابية لدولة الإمارات، ويعزز ريادتها في قيادة الجهود العالمية لصناعة مستقبل أفضل.. مستقبل يعد بالكثير من الفرص وخاصة لأطفالنا الذين تفتح لهم شبكة الإنترنت آفاق عالم واسع، وتساعدهم على التطور والتفاعل، والتواصل مع معلميهم…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
بعد 12 عاماً من الآن سيصبح في الدولة 610 آلاف شاب مواطن في سنّ العمل، في حين أنه وفق المؤشرات الحالية، فإن التطور السريع في التكنولوجيا، ودخول الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، يجعلان 60% من الوظائف الحالية مهددة بالزوال، ما يعني وجود معضلة حقيقية تحتاج إلى تخطيط دقيق واستراتيجيات فعالة. جهود عدة تبذلها الحكومة الاتحادية، والحكومات المحلية في توظيف المواطنين، ووزير الموارد البشرية والتوطين أعلن، أمس، عن استهداف وزارته خلق 30 ألف فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص وقطاع الأعمال، خلال العام الجاري، مؤكداً أن الوزارة تسعى إلى تحقيق توطين 5% في القطاع الخاص كأحد أهداف الأجندة الوطنية. لكن، ومع ذلك، فالمشكلة كبيرة، وستتفاقم بشكل أكبر مع تطور التكنولوجيا التي ربما تقضي على كثير من هذه الوظائف في القطاع الخاص، لذلك لابد من خارطة طريق واضحة لسوق العمل المستقبلي، ولابد أن نعمل من اليوم على اقتحام مختلف مجالات التكنولوجيا لنحوّلها إلى فرص بدلاً من مخاوف، من خلال التركيز على…
هالة بدريمدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
مَنْ منكم يستيقظ صباحاً، ويحدّق في المرآة، ويفكر في مسمّاه الوظيفي، قائلاً لنفسه: «ها أنا ذا، مدير ذو منصب، وهذا المسمى يجعلني مُهماً في حياة الآخرين، ويفعمني بالإثارة لأداء عملي؟». لم يكن المنصب، أو المُسمّى الوظيفي، قط المحفّز الأول الذي يدفعنا لنستيقظ كل صباح، متجهين إلى أداء مهماتنا بإتقان وولاء، لكنه النجاح وتحقيق الأهداف وشغف العطاء وفريقٌ معطاء وقائدٌ ممتنّ هو ما يدفعنا نحو التطلّع إلى يوم آخر من الإنجازات. كثيرون يعتقدون أن مناصبهم ومسمياتهم الوظيفية المنتفخة هي التي تُكسبهم احترام الآخرين، وتحدد مواقعهم من الإعراب بين السلالم الوظيفية والهياكل التنظيمية، ويسعون كلَّ السعي إلى مضاعفة أعداد الموظفين وميزانياتهم ومسؤولياتهم، دون أن يقيموا أي اعتبار لرؤية أو أهداف، يتمنون تحقيقها بهذه الكتل من الأجسام والأموال. للأسف.. إن ما يدفع البعض إلى هذا التصرّف هو مفهوم #ثقافة_المناصب في مؤسساتنا، التي تحترم #سعادة_المسميات أكثر من تقديرها لذوي الفِكر، فتنتقل عدوى النفوذ والسلطة إلى ذواتهم فيتضخّم فيهم «الأنا». وبالتالي ينحرف صاحب المنصب عن…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
هم لا معاقون، ولا معطوبون، ولا مشلولون، ولا غيرها من تلك الكلمات التي قدر الإنسان في اللغات كلها أن يرتقي بها، ويختار أجملها وأقلها حملاً على النفس الإنسانية، لأن أصحابها جزء منا، ومن حياتنا، وفي حياتنا، والإعاقة لا تعني الحكم بنهاية أمور الحياة، وعدم المشاركة في صنعها، إنهم أصحاب الهمم العالية، والجباه المرفوعة، والنفوس القوية، هم من نسيج المجتمع، وهم أفضل من الأصحاء في مكابدة الحياة وأمورها، لأنهم يحاربون على جبهتين، جبهة هزيمة الإعاقة، وجبهة صنع شيء مختلف في الحياة. وطوال المسيرة الإنسانية، وسير الحضارات، كانوا هنا.. وهناك دائماً، وكانوا متميزين، وكانوا غالباً ما يصنعون الفرق، فظهر منهم عباقرة في شتى العلوم والفنون، أثروا البشرية بعطائهم وبمنجزاتهم، وبروحهم المحبة للحياة، والاندماج فيها، والإعاقة ليست بالضرورة جسدية، فأحياناً نفسية، وعلينا التعامل معها بروح من التضحية والمثابرة والفخر بهم وبأمثالهم. وأتذكر مهندساً إيطالياً علمني درساً لن أنساه قبل أربعة عشر عاماً، يومها كنا نبني مبنى لوسيلة إعلامية صحفية، فاشترط لكي يقوم بالعمل…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
لنتحدث معاً، هذا كل ما نحتاج إليه لحل معضلات كثيرة، وتجاوز مراحل صعبة، وتحقيق إنجازات مشرّفة، فمعظم المشكلات، خصوصاً تلك التي يعانيها الشباب والفتيات في المدارس والجامعات، تتفاقم وتكبر لأننا لم نتحدث معهم عنها، ولم نقترب منهم لنسمعهم وهم يتحدثون عنها، لذلك تحولت إلى مشكلة، والمشكلة تتحول إلى ظاهرة، يصعب أو يطول حلها، مع أنه كان بالإمكان وأدها في مهدها بأسلوب بسيط جداً، وهو تُرك صاحبها يتحدث عنها! حالياً يمرّ التعليم في الإمارات بمرحلة مهمة جداً، عنوانها الرئيس التطوير والتأهيل وتمكين الطلبة من مهارات المستقبل، التي تجعلهم يواكبون التطور التكنولوجي السريع، ولكن في خضم هذه الأمور كلها يجب علينا ألا ننشغل أو نغفل عن بناء شخصية الطلبة والطالبات، وتمكينهم نفسياً وأخلاقياً وتربوياً، قبل أن نحرص على إتقانهم العلوم الفيزيائية والكيميائية وعلوم البرمجة وغيرها من المواد العلمية، فلا فائدة من طالب متمكن في الرياضيات والفيزياء، وضعيف في شخصيته لا يمتلك الجرأة على الكلام، ولا يستطيع إبداء رأيه، أو اتخاذ قرار ولو…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
نضع أيدينا على قلوبنا، خوفاً على الجزائر، فهذا البلد العربي العزيز، بلد المليون شهيد، يُعد ركناً أساسياً في المغرب العربي، وصلته بالأمن القومي العربي صلة لا ينكرها إلا الجهلة. أولئك الذين يريدون الترويج لنسخة ثانية مما يسمى الربيع العربي، يتعامون عامدين عن كلفة النسخة الأولى، ملايين المشردين، والجرحى، والقتلى، فوق تدمير البنى الاجتماعية والاقتصادية، وتفشي الإرهاب، وشيوع الكراهية، ورغم أن دروس النسخة الأولى، واضحة كما الشمس، فإن هناك مَن يريد لهذا الوباء أن يستيقظ مجدداً، وينتقل إلى دول أخرى. حسناً الذي فعلته قيادة الجزائر، من حيث إغلاق الباب في وجه جهات خارج الجزائر، تريد جر هذا البلد العربي، الثري بموارده وتنوعه الاجتماعي وحضارته وتاريخه، إلى فتنة كبرى، وبدلاً من فخرنا بشهداء الجزائر في مقاومة الاستعمار، يُراد استبدال ذلك برؤية أبناء الجزائر يحملون السلاح على بعضهم بعضاً، وبحيث تنزلق الدولة نحو الهاوية، ويخسر الجزائريون استقرارهم، تحت عناوين مزيفة تم استعمالها في دول أخرى. الخطوات التي اتخذتها قيادة الجزائر تدل على حكمة…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
تاريخياً، لم تحل طبيعة المناخ، وقلة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، دون عزم الإمارات على ابتكار الحلول في التنمية الزراعية، وكلنا يعرف أن خصائص التربة، ومكوناتها العضوية كانت تحدياً أساسياً، خاضه الشيخ زايد، رحمه الله، في ستينيات القرن الماضي، حتى انتشر الغطاء الأخضر في بلادنا، وأثبت خطأ كثير من الفرضيات عن استحالة الزراعة المستدامة في رمال الصحراء. كثير من أنواع الزراعات والأشجار والمحاصيل الموسمية، لم تكن تلائم بيئة الإمارات، قبل عقود، وبعضها يرتبط بمواسم مطرية ثابتة، وتربة غنية، وحرارة منخفضة، فكان أن ابتكرت الدولة أكثر من حل، يتلاءم مع خصائص المناخ، وشاهدنا إنتاجاً زراعياً محلياً في أسواقنا، لمحاصيل كان الحديث عنها ضرباً من الخيال، لارتباطها بظروف مناخية، غير موجودة في الإمارات. قفزة تنموية جديدة في هذا القطاع، نحو الاستفادة من التقنيات العلمية الحديثة في الاستدامة الزراعية، مع اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منظومة من الحزم التحفيزية، بنحو مليار درهم، في مسعى لاستقطاب الشركات العالية والمحلية المتخصصة في…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٩
لاحظت أن دعاة الإصلاح في الفكر الإسلامي المعاصر، أعرضوا بغالبيتهم عن الحديث المنسوب للرسول (صلى الله عليه وسلم): «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها». بخلاف رواد المنهج التقليدي الذين احتفوا به، مع أن غالبيتهم تتخذ، من حيث المبدأ على الأقل، موقفاً متشككاً إزاء دعوات التجديد المعاصرة. والحق أن معالجة التقليديين لفكرة التجديد، بعيدة جداً عن جوهرها. فقد صرفوا النقاش، من التجديد كقضية قائمة بذاتها، إلى هوامشها البعيدة، مثل تحديد من يصدق عليه وصف المجدد. كما اهتموا بنوعية علمه، فاستبعدوا حملة العلوم كلها عدا الفقه والحديث. واهتم بعضهم بتوضيح أن انطباق وصف المجدد على شخص بعينه، مشروط بأن يتوفاه الله عند نهاية قرن وبداية قرن جديد. فلو توفي في منتصف القرن - مثلاً - خرج من قائمة المجددين. ومن المتوقع بطبيعة الحال أن يصرف كل أهل مذهب وصف المجدد، إلى علماء مذهبهم دون سواه، كما فعل جلال الدين السيوطي في أرجوزته الشهيرة «تحفة…
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩
كثيرون يعرفون أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لا تتعدى إجازته السنوية أسبوعاً واحداً، غالباً يقضيه في رحلات «القنص» التي يجد فيها راحة للنفس، وصفاء للذهن، ويستذكر فيها ذكريات جميلة، ويحيي بها موروثاً إماراتياً قديماً، ولكنْ قليلون هم الذين يعرفون أنه غالباً يقطع هذه الإجازة بعد أيام قليلة جداً ليعود إلى الدولة، ويمارس مهام عمله الرسمية، ويواصل رحلة البناء والعمل المضني والدؤوب لمستقبل الدولة وأبنائها. وقد وصل ذات يوم إلى مخيم «المقناص»، ولكنه في اليوم التالي قال لمرافقيه: «استمتعوا بوقتكم هنا، وائذنوا لي سأعود إلى الإمارات لإنجاز عمل مهم»، فقال له أحدهم: «العمل لن يتوقف يا طويل العمر، وهذا وقت إجازتك وراحتك، ألا ترتاح قليلاً، فقد أجهدت نفسك كثيراً؟»، صمت الشيخ محمد بن زايد لثوانٍ، ثم أجابه بكلمات قليلة، لكنها ذات معنى غزير، كلمات يجب أن يكتبها التاريخ بحروف من نور وذهب، ويجب أن يحفظها جميع أهل الإمارات، ويعيها جميع شبابها وشاباتها، قال له: «راحتي أجدها عندما…
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٩
الفكرة التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام جمع من القوات المسلحة المصرية بمناسبة يوم الشهيد، أمس (الأحد)، ضرورية وماسّة. الفكرة، حسب نص الرئيس، هي المطالبة بـ«تشكيل لجنة لدراسة الأحداث التي تمت في أعوام 2011 و2012 و2013، لنضعها أمام الشعب والجميع بأمانة وشرف». صحيح أن كتابة التاريخ، خصوصاً بلحظاته المصيرية، تحتاج إلى سنوات مديدة بعد «برودة» الحدث، وتحوله من لحظة سياسية ساخنة إلى حقل علمي موضوعي، فالروائي الروسي العظيم تولستوي، في ملحمته «الحرب والسلام»، احتاج أكثر من نصف قرن حتى يكتب روايته عن حروب نابليون الروسية 1812، وروايته نشرت من 1865 حتى 1869 على دفعات، غير أن عماد الدرس العلمي، والتناول الإبداعي حتى (روايات، وأفلام، ومسلسلات)، هو توفير المادة الوثائقية «الخام». قدّم الرئيس السيسي في هذه الندوة روايته هو لما جرى في تلك السنوات الرهيبات بمصر، بوصفه هو شخصياً صانعاً، من موقعه، للحكاية كلها. رواية الرئيس السيسي، الذي كان مديراً للمخابرات الحربية ثم وزيراً للدفاع حينها، بعهدي…
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٩
«قدر دبي أن تكون محطة بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، وقدر دبي أن تكون مطار العالم وميناءه الرئيسي»، من تلك الكلمات للشيخ محمد بن راشد في وثيقة الخمسين التي أعلنها سموه مؤخراً تواصل دبي سيرها في أداء دوريها الوطني والعالمي والإثبات بالفعل والعمل أننا منطقة حضارة وتجارة. بالأمس أعلنت جمارك دبي عن تجارة دبي الخارجية التي سجلت 1.3 تريليون درهم في 2018، واللافت في الرقم هو معاكسته للأرقام العالمية التي شهدت تباطؤاً بفعل الحروب التجارية وتقلبات أسعار العملات، حيث حافظت دبي على مستوى تجارتها رغم تلك الظروف بما يؤكد مرونتها في تحويل التحديات إلى فرص، وقدرتها على الاستفادة القصوى من كل المزايا التي تدعم توجهاتها، مثل مطارها الذي يربطها مع أكثر من 200 مدينة في العالم، وإدارتها 80 ميناءً حول العالم، إضافة إلى تكامل خدماتها اللوجستية التي تقدم أرقى وأفضل التسهيلات لحركة التجارة وانتقال البضائع بين زوايا العالم الأربع، لتكون دبي حلقة الربط الرئيسة والمنصة الأهم عالمياً في النقل…
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٩
هناك سعي لزيادة حصة المرأة من نسبة الوظائف في القطاعين العام والخاص، وهذا أمر مفهوم في إطار تعويضها عن الفترة السابقة التي حصرت مجالات توظيفها في قطاعات محدودة وجعلت لها حصة الأسد من نسبة البطالة ! لكن حتى لا يتحول التمكين إلى تفضيل على حساب الأهلية وحتى نعزز معايير التنافس العادل على فرص العمل على أسس الكفاءة وليس الجنس، فإن من المهم أن نعزز ثقافة تقاسم المسؤوليات في المجتمع مثلما نرسخ حاليا ثقافة تساوي حقوق وفرص العمل بين الرجل والمرأة ! ففي المجتمعات الغربية غالبا يتقاسم الزوجان مسؤوليات الحياة ويحددان حصة كل منهما من المسؤولية حسب توازع أدوارهما داخل المنزل وخارجه، أما في مجتمعنا فإن الرجل يتحمل حسب الأعراف الاجتماعية مسؤوليات تأسيس منزل الزوجية ونفقات المعيشة الأسرية حتى وإن كانت زوجته تعمل، وهناك بالطبع استثناءات لربات منازل يحملن وحدهن أعباء معيشتهن وتنشئة أبنائهن بسبب تخاذل الزوج والأب عن القيام بهذا الدور، لكن السائد عرفا أن الزوجة وحتى وإن عملت فإن…