آراء

الكتابة.. والرأي الآخر

الإثنين ١٦ مايو ٢٠١٦

نقلت وسائل الإعلام البريطانية، في نوفمبر الماضي، حادثة غريبة عن اعتداء كاتب شاب على فتاة شابة، أبدت رأياً سلبياً تجاه كتابه في أحد المواقع، ما حدا به إلى الانتقال من منطقته، والبحث عنها في منطقتها إلى أن وجدها، ليعتدي عليها بقنينة زجاجية كسرها على رأسها، لتُنقل هي إلى المستشفى، وتلقي الشرطة القبض عليه. تُرى هل يعلم هذا الكاتب بأمر الأدباء، الذين ألّف آخرون كتباً تنتقد كتبهم؟ يعاني عدد غير قليل، ممن يدخلون عالم التأليف، حساسية تجاه ردود الأفعال المخيبة لآمالهم، في أن تجد كتاباتهم احتفاء من الجمهور والنقاد ووسائل الإعلام، وقد وصل الأمر بكاتب أعرفه إلى التوقف عن الكتابة بعد نشره كتابه الأول، لأنه وجد نقداً كبيراً ضد كتابه من القراء والنقاد، رغم أن الكتاب طبع أكثر من مرة! ولا يفرّق كثير من الكتّاب بين نوعين من القُرّاء، هما الناقد والقارئ العادي. إذاً.. نحن أمام رأي ناقد ورأي قارئ، وكلاهما مهم لمعرفة رأي المتلقي، إلا أن الخلط يحدث كثيراً بينهما…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

ضرب الإرهاب وحرب التنمية في اليمن المستدام

الإثنين ١٦ مايو ٢٠١٦

التحقيق الصحفي والصور الخاصة التي تنشرها «الاتحاد» اليوم، والتي حصلت عليها من مصادرها الخاصة في اليمن تكشف نجاح التحالف العربي في مصادرة تلك الكمية من الأسلحة التي كانت «القاعدة» تضع يدها عليها، وتكشف حجم الخطر الذي كان يهدد اليمن لو بقيت في حوزة الإرهابيين، وتؤكد من جديد نجاح قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وقوات الشرعية، والمقاومة الشعبية في إنقاذ اليمن من شر مستطير، فتلك الكميات الكبيرة من الأسلحة لو بقيت بين يدي الإرهابيين، لكان يمكن أن تحوّل اليمن إلى سوريا أخرى، أو ليبيا أخرى. مؤسف وصعب جداً الوضع في اليمن، ومخزٍ موقف الانقلابيين الذين فتحوا الباب أمام التنظيمات الإرهابية للدخول إلى المناطق والمدن والعبث بأمن واستقرار اليمن، وإصرار الانقلابيين على مواقفهم ورفضهم إنهاء انقلابهم ورفضهم التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في اليمن ساعد بشكل واضح وفاضح على انتشار «القاعدة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في اليمن ونهب الأسلحة والذخائر التي تقتل الأبرياء من الشعب اليمني. لقد انشغلت الحكومة اليمنية…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

المنشغلون بأنفسهم.. والمشغولون بغيرهم

الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

في خضم جدولك اليومي المزدحم، هل يمكن أن تأخذ موعداً مع نفسك؟ يُنسب إلى أفلاطون أن سقراط الحكيم هو أول من استعمل اقتباس «الانشغال بالذات»، حينما كان أهالي مدينة أثينا القديمة منشغلين بالأمور السياسية والاقتصادية، ولم يكن لهم عين الاهتمام بذواتهم وشؤون معيشتهم، فدعاهم للعودة إلى أنفسهم. ما أراده الفيلسوف الأكبر هو مسألة ترتيب الأولويات في حياتنا، ذلك لأن الكثير من انشغالاتنا في هموم وأمور الحياة المختلفة تحدد تكوين الشخصية، وترسم الاتجاهات المستقبلية والفكرية للفرد، هذا بالإضافة إلى أنها تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيرنا، ومن الطبيعي أن تنهك أرواحنا، إذ عندما نحمل الآخر فوق أكتافنا حينها تتباطأ حركتنا، وتتركز طاقتنا على الانشغال بالأثقال الجاثمة على كواهلنا، فننسى في تلك الزحمة أنفسنا. هناك فرق بين مشاغل الحياة الضرورية، وبين الانشغال بأشياء هامشية، نعطيها أكبر من حجمها وتأخذ الكثير من وقتنا. وكما يقول أهل الفلسفة: «هناك فرق بين الأنا والآخر». لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نستطيع أن نكون بمعزل عن قضايا…

كتاب ابن تيمية المغضوب عليه .. «الجهاد للدفاع فقط»

الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

في كتابه (العصرانيون.. بين مزاعم التجديد وميادين التغريب) وضع محمد حامد الناصر قائمة بأهم الصفات التي تميز العصرانيين «الذين يطوعون تعاليم الدين حتى يكون ملائما ومناسبا لظروف العصر». يقول: «من صفاتهم أنهم يعملون على تشويه التاريخ الإسلامي، والدعوة المبطنة للعلمانية وفصل الدين عن الدولة، ويقصرون الجهاد على الدفاع فقط». هنا يبدو كيف تحولت مسألة فقهية خلافية، (جهاد الدفع، وجهاد الطلب) فأصبحت سمة وعلامة مميزة لطائفة «انهزامية» من المسلمين، من قال بها، فهو «في ركب الساعين إلى تشويه الإسلام، وتطويعه من أجل رغبات الغرب!» لكن هذه الفكرة «الانهزامية/العصرانية» لم تكن وليدة اليوم، ولا صنيعة لممالأة الغرب، بل قال بها وأصلها منذ وقت مبكر أحد أعلام التراث الإسلامي، هو شيخ الإسلام ابن تيمية، في رسالة مهمشة، غير مرحب بها كثيرا، عنوانها: (قاعدة في قتال الكفار ومهادنتهم، وتحريم قتلهم لمجرد كفرهم) أو في عنوان آخر لها (قاعدة في قتال الكفار، هل هو لأجل كفرهم أو دفاع عن الإسلام). أثارت ضجة وغضبا داخل الأوساط…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

هنا المرقبات

الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

تتوقف السعادة على ما تستطيع إعطاءه، لاعلى ما تستطيع الحصول عليه غاندي مركز نموذج دبي قام مشكوراً بعمل دراسة مهمة جداً وبأسلوب تحليلي سهل، ركزت هذه الدراسة على احتياجات وتوقعات المتعاملين في الإمارة. أنصح مخلصاً كلَّ دائرة خَدَمِيّة بأن تدرسها بعين فاحصة لما فيها من أرقام وتوجهات مستقبلية لابدّ من وضعها في عين الاعتبار لمستقبل أكثر سعادة.  خلصت هذه الدراسة إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي: المتعامل اليوم لا يريد مركزاً «تتجمع» فيه المؤسسات، بل يريد مركزاً «تتكامل» فيه الخدمات ! ولتوضيح هذه النقطة (المفهوم) نضرب المثال الحي الآتي: مشروع «تعاضد» في مركز المرقبات التابع لشرطة دبي بالشراكة مع نيابة ومحاكم دبي؛ لنرى كيف كانت الإجراءات قبل تنفيذ المشروع الذي بدأ أولى خطواته في العام 2011 وكيف أصبحت اليوم أكثر سهولة وفي مكان واحد لا تتعدى حدوده 15 متراً. قبل: كان المتعامل يذهب إلى المركز ليفتح بلاغاً قد تستغرق إجراءاته 48 ساعة، لينتقل إلى النيابة للتحقيقات لمدة 14 يوماً، ومن…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

«القاعدة» المتشبهة بالنساء

الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

لن يتوقف الإرهابيون عن سعيهم لنشر الخراب والدمار ما لم يتحرك العالم من خلال جهد موحد لمحاربتهم والقضاء عليهم، فمنذ أن انطلقوا في حربهم ضد الخير والفضيلة، فإنهم لم يتركوا أسلوباً دنيئاً وخبيثاً إلا واستخدموه لتحقيق أهدافهم الشريرة لنشر الرعب والخوف وبث الفتنة، وإزهاق الأرواح. وبعد الانتصار الكبير الذي حققته قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية والتحالف العربي على «القاعدة» قبل أسبوعين تقريباً، والقضاء على أكثر من ثمانمائة من عناصر «القاعدة» في المكلا، كثف الإرهابيون من تحركهم وعملياتهم الانتقامية في مختلف المناطق، وفي حرب هؤلاء الإرهابيين ليس هناك مكان للأخلاق ولا للشرف ولا للعهود والمواثيق، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة، فقد صدم الجميع من الصور التي نشرت لإرهابيين في زي وهيئة وزينة النساء، ليتمكنوا من تنفيذ عمليات إرهابية انتقامية ضد الأبرياء. هذه التنظيمات تستبيح كل محرم ومنكر، ويقبل عناصرها ارتداء أزياء النساء والتنكر في أشكالهن فقط ليحققوا أهدافهم الدنيئة، وليخدعوا الجنود الذين يلاحقونهم، ضاربين بالأخلاق والرجولة عرض الحائط، فبدلاً من أن…

د. حنيف حسن
د. حنيف حسن
رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي منذ العام 2014، وزير سابق، وأكاديمي، وكان مديراً لجامعة زايد.

نعم للصحوة الوطنية

الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

تبدو قصة الإماراتي مبارك المهيري العائد إلى حضن الوطن، بعد رحلة مع التنظيم الإخواني المتطرف، مثيرة بكل المقاييس. فهي تتحدث عن مواطن مغرر به، دخل في حبائل وشباك تنظيم سري بائس، وغرق فيه لعقدين من الزمان، ثم تحول لرافض وكاشف لهذا التنظيم مغادر له. صحوة مبارك «الوطنية» هي الصحوة الحقيقية، بخلاف ما يسمى بـ«الصحوة الإسلامية» المسيّسة و«المخدرة» التي جرفت بآلاف الأفراد وغسلت أدمغتهم، وأدخلتهم في متاهات مرعبة، وشوهت الدين حقيقة وصورة في الشرق والغرب معاً. الصحوة الوطنية ضمير حي يعود للوطن والأهل كما تعود لصحيح الدين، بعيداً عن هذه الغيبة أو المتاهة وجماعات «الصحوة» الخادعة التي راجت في العقود الأخيرة من القرن الماضي في العالمين العربي والإسلامي، ثم انتقلت عدواها إلى العالم بأسره، فكانت مثل السرطان الذي انتشر في جسد الأمة المنهك، وأدت بها إلى شفير الهلاك والانهيار. انتعش سوق تلك «الصحوة»، وراجت بضاعتها الفاسدة بعد هزيمة 1967 وتبخر الحلم العربي، وتراجع مشروعه القومي، حيث انتهى بفشل ذريع في «تحقيق…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

حديث عن الصحافة وجائزتها

السبت ١٤ مايو ٢٠١٦

في دبي مكان لكل إنسان، هذا سرها. ومثل الملايين، عندما انتقلت للسكنى والعمل فيها، وجدتها مرحبة ومتسامحة، عشت فيها عقدا ونيفا. المبدعون، والمغامرون، والمبتدئون، والباحثون عن مساحة لأنفسهم، الشباب والكبار، النساء والرجال، وجدوها مدينة النجاح، لا تشعرك بأنك أجنبي، ولا غريب، أو تعاملك منبوذا. وكعادة هذه المدينة التي تميز نفسها، صارت دارا كبيرة للإعلام والصحافة، الحديث منها والقديم، نجحت رغم شكوكنا في أنها تستطيع أن تفي بوعودها لصعوبة الإعلام وإشكالاته. وفي الأيام الماضية كررت احتفاليتها الإعلامية السنوية، المنتدى والجائزة. ووجدتني شخصية العام الإعلامية، وشرفني الشيخ محمد بن راشد راعي الحفل بالجائزة السنوية. ويجب علي الاعتراف بأن الجائزة لا تخصني وحدي، لأن كل ما حققته كان عملا جماعيا، سواء في المطبوع أو التلفزيوني أو الوثائقي أو الرقمي والتواصلي. والذين عملت معهم عددهم أكبر بكثير من أن تتسع سطور هذه الزاوية لذكرهم، والمعارك التي خضتها بعضهم دفع حياته لها، تغمدهم الله برحمته. لم تكن وظيفة روتينية ولم نكن في منافسة مهنية محترمة.…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

سوريّة والعالم وأخلاق العالم

السبت ١٤ مايو ٢٠١٦

يصعب ألاّ يُرى ألم السوريّين قويّاً ومعبّراً، بل صافعاً للوجوه وفاقئاً للأعين، يتجاوز الوطن السوريّ إلى ديار اللجوء الواسعة ونقاط العبور إليها. ويصعب ألاّ يُرى بشّار الأسد بوصفه الصانع الأوّل لذاك الألم، قتلاً وتهجيراً وإذلالاً، هو الذي لا يجيد من الصناعات إلاّ التفنّن في إيلام مواطنيه. لكنْ يصعب أيضاً ألاّ يُرى ذاك الهزال الذي يسم تجاوب العالم مع ألم السوريّين، المقيمين منهم واللاجئين، ومع المسؤوليّة الأولى عنه. فهو وصمة على جبين إنسانيّتنا عموماً، وعلى جبين أقويائها وقادريها في شكل خاصّ. ومفهوم جدّاً، حيال هذه الدراما الإنسانيّة الإرهب منذ الحرب العالميّة الثانية، أن تسود حالة سوداويّة ومتشائمة في أوساط السوريّين والمتعاطفين معهم في مأساتهم. لكنْ يصعب، في المقابل، ألاّ يُرى من هذه الإنسانيّة المتقاعسة إلا الوصمة التي على جبينها. وهذا فضلاً عن أنّ تحويل السوداويّة إلى موقف قاطع إنّما يعلن انسداد أبواب الكون تماماً في وجوهنا، كما يعلن انسداد أبواب السياسة. وهو قد يعزّز ذاك الخليط الجامع بين الرومنسيّة القوميّة الجريح…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

كيف يفكر العقل الإرهابي؟

السبت ١٤ مايو ٢٠١٦

بعد أكثر من نصف ساعة من الحديث حول الإرهاب وأسبابه وطرق التصدي له، وقفت سيدة من بين الحضور لتسأل: لماذا وصل الأمر بالشباب العربي في بعض الدول إلى أن يفجروا أنفسهم بالأحزمة الناسفة؟ لماذا لم نسمع عن ذلك في الخمسينيات مثلًا؟ ولم تنسَ أن تسأل: هل نحارب الإرهاب أم نبحث في أسباب تورط شبابنا في هذا الطريق المدمر؟ أسئلتها هي أسئلتنا جميعاً، إن أي امرأة عربية بسيطة تجتاز الطريق في إحدى مدن العراق أو سوريا محملة بالأحزان والهموم ومسكونة بضياع الأمان والأحلام، أي امرأة يمكنها أن تطرح هذه الأسئلة الوجودية والمعبرة عن القلق والخوف في الوقت نفسه! أجبتها مباشرة: إنها جريمة الأنظمة التي حكمت تلك الدول والإنسان بالحديد والنار والسجون والمعتقلات وتكميم الأفواه وسرقة الثروات ومصادرة الحريات والحقوق والكرامة، وبدل أن تستخدم الثروة في بناء الإنسان والمكان استخدمتها ضده، حتى جاء اليوم الذي انفجرت فيه الشوارع العربية مطالبة بأبسط حقوقها قبل أن يتم حرف المسار كله وتغيير اتجاه المطالبات لتتحول…

أفلام ليست للعرض

السبت ١٤ مايو ٢٠١٦

منذ أن قطن الحي قبل سنوات، اعتاد أن يوقف سيارته في المكان نفسه.. ولم يتلق يوماً شكوى من أحد، أو حاول أن يشكو أحداً، كما لم يشعر يوماً بأنه بحاجة إلى بناء «كراج» خاص بسيارته.. فالحي الهادئ والجيران الطيبون المتفاهمون، يعطون أماناً مضاعفاً لبقية السكّان. لكن ذات صباح، فور خروجه إلى عمله، فوجئ بأن سيارته غير موجودة في مكانها، اعتقد للوهلة الأولى أنه قد أوقفها في مكان ما في الحي ونسي ذلك، بدأ بالبحث حول منزله ومنازل الجيران دون جدوى، فتيقن أن سيارته قد سرقت.. اتصل بالشرطة، وقام بالتعميم عليها، وجلس يفكر من وكيف ولماذا سرقها؟ اتصل بمديره في العمل وطلب منه إجازة لذلك اليوم، بسبب سوء حالته النفسية.. ظل في البيت ينتظر اتصالاً من الشرطة، أو من صديق يخبره بمكانها.. لكن لا جديد.. أخيراً استجاب للمثل القائل: «إذا كثرت همومك نام لها».. فنام الرجل بعد المغرب مهموماً مغلولاً قليل الحيلة.. في صباح اليوم التالي استيقظ مبكراً ليلحق بعمله، وليتابع…

العود الأبدي

السبت ١٤ مايو ٢٠١٦

التاريخ يُعيد نفسه في عَود أبدي، والحضارات لا تختفي بقدر ما هي تحتجب لتبرز حضارة موازية، قابلة للامتداد والسرد، والتعبير عن نفسها في معطيات قوية ومؤثرة. الحضارة العربية ربما تلاشت في مكانها، لكنها برزت في القرن الواحد والعشرين، في الإمارات، هذا القرن قرن الإمارات وحضارتها الزاهية المزدهرة، ومنجزاتها العملاقة المعبرة عن جهد ثقافي وفلسفي كرّس واقعاً إنسانياً مشهوداً. اليوم في الإمارات نرى هذا الزحف الحضاري، والتنوع الثقافي والإنجاز على مستويات مختلفة، كل ذلك يضع الإمارات في لب المشهد، وقلب الأحداث، ومقلة العقل. الإمارات بفضل حكمة الحكم، وحكم الحكمة، تبدو كوكباً تخرج من ثناياه ضياء التفوق والتميز والفرادة والاستثنائية، فلا يمر شروق شمس، إلا ترسل معها خيوط لإنجاز جديد، وحدث باهر، وفعل مدهش، هذه القوة الفاعلة، المتفاعلة، يتوسط أخذها وعطاءها، فكر إنساني أمسك بألباب المعرفة، وسخرها في خدمة البناء المجتمعي. ليصير الوطن بكامله قدرة فائقة يتوخى الآخر التماثل معها، ويستبصر في نسجيها، فلا يجد غير جباه مرفوعة، وسواعد تتشابك كالبنيان المرصوص…