آراء

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

العين تدمع ثلجاً

الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠٢٤

منذ وقت طويل جداً لم تشهد العين نزول بَرَد بهذه الكثافة، وهذا الوضوح، في صغرنا كان ينزل بين فترة وأخرى، وبشكل متفرق، ولا يحدث ذاك الضرر، لأنه لم يكن هناك شيء نخاف عليه من الضرر إلا الزرع، أما أمهات الضرع، فكانت تشاركنا سكننا وقت الشدة والخطر، بالأمس حين أرسلت لي أختي صور ومشاهد بيتنا في العين، والله ما عرفته، أتحسبته مدخل بيت في أوروبا عشية عيد الميلاد، قصورنا بس نجلس كأطفال مهذبين ونظاف في رياض ومدارس خاصة، ننتظر عمنا «بابا نويل» وهداياه، البَرَد والثلج خربط العين وأجواء البر والمزيون، يعني معقول نحط أغاني «ميحد حمد» القديمة في هذا الجو المتشح بالبياض الذي يحيط بالمكان، ويغري الناس بالدهشة والاكتشاف، لذا خرجت نوادر ومِلَح وتعليقات من الناس الذين خرجهم الجنرال الأبيض من بيوتهم، ومن مزاجهم، ومن طورهم، وكثير منهم لم يعرفوا كيف يتصرفون، فاجتهدوا وارتجلوا، فجأة أصبح الجميع مثل الأطفال يريدون أن يلعبوا بهذا القادم الأبيض، وخرجت ضحكاتهم بريئة وبيضاء؛ أحدهم يقترح…

تأهيل رقمي

الأحد ١١ فبراير ٢٠٢٤

لفتة مهمة حملتها تلك المبادرة من جانب مؤسسة التنمية الأسرية، وهي تنظم ورشة التأهيل الرقمي الخاصة بكبار المواطنين والمقيمين في مركز جبل حفيت المجتمعي بمدينة العين. هدفت الورشة التي تندرج ضمن خدمات وبرامج المؤسسة ومبادراتها إلى إسعاد هذه الفئة المهمة في المجتمع « بناء قدرات كبار المواطنين في مجالات التقنيات الحديثة والعالم الرقمي، لمواكبة التطورات والاندماج المجتمعي الكامل، بالإضافة إلى استثمار طاقاتهم في المشاركات المجتمعية، وغيرها من المشاركات التي تخدم الفرد والوطن، وتعزيز فرص التواصل بين كبار المواطنين وأفراد الأسرة والمجتمع» كما جاء في معرض إعلان المؤسسة عن المبادرة، وفي إطار «التمكين المعرفي والرقمي لكبار المواطنين من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتصفح الإنترنت، والتعامل مع الأنظمة الرقمية لمواكبة المجتمع والأجيال القادمة كوسيلة لمساعدتهم في التواصل مع الأسر والأصدقاء، بالإضافة إلى تسهيل وصولهم وحصولهم على الخدمات الاجتماعية أو الاقتصادية، وغيرها بطريقة سهلة وميسرة، وزيادة الفرص المتاحة التي تدعم اندماجهم في المجتمع». تضمنت الورشة العديد من الموضوعات مثل «عالم الإنترنت، ووسائل التواصل…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

السينما تغزو الصحراء

الأحد ١١ فبراير ٢٠٢٤

ليس أحب ولا أجمل من ثيمة الصحراء وعدسة الكاميرا، سواء أكانت فوتوغرافية أم سينمائية، الصحراء مغرية ومشتهاة، تجذب عشاقها من الولوعين بشغف المغامرة والتصوير، ولطالما كانت الصحراء حاضرة في السينما بسحرها وغموضها وبالمعارك الدائرة على رمالها، وبالكنوز المدفونة بين كثبانها، ومثلما الصحراء حاضرة وبقوة في الأفلام، فهي حاضرة على الدوام في الأدب. ولعل فيلم «الكثيب Dune» في جزئه الأول، والجزء الثاني الذي ستستقبله دور العرض الأسبوع المقبل، والذي صور في صحراء أبوظبي، دليل يوضح كيف يمكن أن تتحول الرمال والكثبان الترابية بألوانها المختلفة إلى حكايات حب وحرب، وأجواء أسطورية لمغامرات غائرة في الماضي، ومخترقة لآفاق المستقبل، الصحراء الكبرى الأفريقية كانت موطن التصوير الأول للصحراء وما يحدث فيها، وشاهدها جمهور العالم، وفي الآونة الأخيرة ظهرت الصحراء في الأردن في الكثير من الأفلام الأميركية وخاصة التي تتحدث عن ما حدث في العراق، ولعل النهضة السينمائية الجديدة، والتي يمكن أن نسميها بالطفرة، لأنها أكبر من القفزة، والتي تجري في المملكة العربية السعودية، سيكون…

صباح الخير أيها المسلم

السبت ١٠ فبراير ٢٠٢٤

خاص لـ هات بوست: ستقول لي تحية الإسلام هي "السلام عليكم"، سأرد عليك هي تحية جميلة بلا شك، لكن كتاب الله يقول لك {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء 86) وإن كنا توارثنا في بلاد الشام "مرحبا" فلا بأس وعليك بقوله {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (النساء 94). ستقول لي: حبذا لو تعلمت أحكام التجويد أولاً، سأقول لك فهم الآيات لا يتطلب تجويدها. فهل تقبل التمعن ببعضها في عجالة، فقد أتاحت لنا مواقع التواصل الاجتماعي الاطلاع على الغث والسمين، والتعليق هنا وهناك، وملاحظة ما يبدر عن الناس من شتم وتهكم وإهانات، تحت راية الغيرة على الإسلام. فإن وجدت صورة لإمرآة تعتبر أنت أن ملابسها غير محتشمة فحبذا لو حفظت لسانك، ولم تنعتها بأقبح الصفات بل تذكر قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور 4) فلا…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

سؤال غائر حد عظم الرقبة

الثلاثاء ٠٦ فبراير ٢٠٢٤

ترانا نحن جيل الستين والسبعين والثمانين ما نتحمل مصلحات الأجيال التي تلتنا، خاصة المولدون سنة ألفين، ونحن في تلك السنة غدينا محامل قديمة، صدورنا تدخن، وهم يأكلون من أطعمة «كارفور»، ويستخدمون قطنة، بالتأكيد هناك بون شاسع بين جيل مجالد من أجل اللقمة، وجيل فطم وفي فمه ملعقة من فضة وذهب، ومهما تحدثنا عن تجسير الهوة بين الأجيال أو تواصل الأجيال، وتلاقح الثقافات، لكن لا اللغة تسعفنا ولا تسعفهم، ولا التصرف منهم يعجبنا، ولا تصرفنا الملتزم يروق لهم، هناك قطيعة واضحة، وتتجلى أكثر ما تتجلى بين جيل الستين وجيل الألفية الثالثة، مثلاً؛ في المجلس أنت «جاب ركبة» رغم أن عظامها تتناقع، وهو «متفرشغ»، وحين تطلب منه أن يصطلب، ويجلس جلسة رجال، يرد عليك بجواب، لا تستطيع أن تقول عنه إنه غير مقنع، خاصة حين يعزف على الوتر الحساس للركبة، وأن تلك الجلسة لا تتناسب وعمرك التقاعدي، وأن دراسة ألمانية شخصت كل أسباب أوجاع المفاصل وتصلبها وهشاشة العظام في دول مجلس التعاون…

يوم الانتصار للقيم الإنسانية

الأحد ٠٤ فبراير ٢٠٢٤

اليوم تحتفي الإمارات مع العالم بيوم من أيام التاريخ صنعته رؤية قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورسخ نهجاً إماراتياً أرساه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون أرض الإمارات وطن الخير والعطاء والأخوة الإنسانية دون تمييز بين البشر بسبب أعراقهم أو ألوانهم أو معتقداتهم. اليوم ثمرة جهد دبلوماسي رفيع قادته الإمارات مع شقيقاتها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وبدعم من 34 دولة، لتعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن الرابع من فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، تخليداً لذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، والتي وقعها فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية لدى زيارته التاريخية للإمارات فبراير 2019، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل…

صناع الأمل

الأحد ٠٤ فبراير ٢٠٢٤

برؤية ثاقبة وحلم يطال عنان السماء، وشفة الغيم بوعي أوسع من المحيط، بطموح أبعد من المدى تقف الإمارات في الخامس والعشرين من فبراير إجلالاً وتقديراً لرجال ونساء نقشوا وظللوا الأرض برموش كحلها الأمل، صنعوا للإنسان مجده ووده وسعده وسده ووعده وعهده، ووضعوا على صدر الدنى أيقونة العيش بلا تعب ولا سغب، كل ذلك يحدث برعاية سامية من فارس الكلمة ومحرض الجياد على الفوز بالكلمة الفصل ساعات النزال في ميادين الحياة، وها هي الثمرات تنضج والأشجار تسمق والأغصان تعلو جذلانة بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتسمو المعاني بين طيات قصيدة الأشواق اليانعة، وترتفع هامات الخيل ويعلو صوت الذين لا صوت لهم إلا بين أحضان دولة علمت العالم كيف يكون المجد مؤزراً بالأحلام الزاهية عندما يكون بين أيد أمينة. في كنف عشاق عرفوا كيف يكون للسلام النفسي مكانة ورزانة عندما يحضر الوعي، وعندما يسود الجمال في النفوس وتخضر…

ماثيو أرنولد وعباس العقاد بين الإبداع والنقد الثقافي

السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤

على الرغم من اختلاف ثقافاتهما والفترات التاريخية التي عاشا فيها، فإنّ عباس العقاد (ت. 1964) وماثيو أرنولد (ت. 1888) يتشاركان في نظرتهما لأهمية الإبداع الأدبي والنقد الثقافي. أظهرت الكتابات الواسعة للناقد والشاعر ماثيو أرنولد، تفرّده في ميداني النقد والأدب. صحيح أن معظم أعماله كانت تتناول قضايا التعليم والسياسة، ولكن قيمته تتجاوز تلك الحقول لتلامس جوانب اللاهوت والاتجاه الديني. كان أرنولد شخصية متعددة المواهب، وكان لاعتراف الجمهور به كناقد يفوق تقديرهم له كشاعر، يستغرقون في قراءة مقالاته دون أن يشعروا بأنها لشاعر، ويطالعون أشعاره ولا يدركون أنها لناقد. من أهم كتبه في النقد: Essays in Criticism (مقالات في النقد) وCulture and Anarchy (الثقافة والفوضى). وفي ما يتعلق بوظيفة النقد في عصره، أعطى أرنولد تعريفاً واسعاً يجسّد الجهد غير المشروط لنشر أفضل الأفكار في العالم. يرى أرنولد دور الناقد في الأساس كإصلاحي يعمل من أجل رفاهية المجتمع بشكل عام، وليس مقتصراً على التحليل الفني للأعمال الأدبية. وفي نقده للحياة والأدب، يُظهر أرنولد…

غزة.. وإصلاح الضمير العالمي

السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤

بعد أيام يكتمل الشهر الرابع على معاناة أهالي قطاع غزة المنكوبة، وما زال العالم غير قادر على فعل شيء لإيقاف هذه الكارثة، بل إن الوضع يتحول يومياً من السيئ إلى الأسوأ، والأغرب أنه وصل الأمر بالسلطات الإسرائيلية إلى المطالبة بإنهاء وإلغاء مهمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» (تم تأسيسها عام 1949) رغم الوضع الكارثي والظروف غير الإنسانية، والوضع الصحي والمعيشي المأساوي لأكثر من 2 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كأنها تريد بهذه المطالبة معاقبة أهل غزة، بل التعجيل بهلاكهم وإبادتهم. بعد الإعلان عن الرواية الإسرائيلية القائلة إنه يوجد 12 شخصاً من موظفي «الأونروا» (تم فصل 9، والتحقيق مستمر بشأن 2، وواحد متوفى) البالغ عددهم 13 ألف موظف قد شاركوا في العمليات، التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، سارعت عدد من الدول الممولة للأونروا بالإعلان عن إيقاف تمويلها، مع علمهم بخطورة هذا القرار على الإنسان الغزاوي، وقد وصف الأمين عام…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

هل هي علاقات حقيقية؟!

الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤

كتب أحد الأصدقاء واصفاً علاقات الصداقة التي تتكون من خلال مواقع التواصل، بأنها ليست سوى محاولة خاوية يؤسّسها الناس عبر الفضاء الإلكتروني لأنهم يعانون من فقر حقيقي في صلاتهم وعلاقاتهم الواقعية، لذلك يستعيضون عن (الملموس بالمحسوس، ويتشبثون بالبديل البعيد) مثل إنسان يؤسس ثروة بالاقتراض لا أكثر! هناك أسئلة كثيرة يمكن طرحها على هذه الظاهرة، فهذه العلاقات الناشئة من التواصل بين ملايين البشر عبر المواقع والتطبيقات قد ترتقي فعلاً لمرتبة الصداقة، والحب، وقد ينتج عنها صداقات وعلاقات وزيجات كذلك، لكن نجاح هذه العلاقات أو فشلها أمر آخر، لا يصح واقعياً وعلمياً تعميم نتيجة واحدة عليها جميعها، فهناك صداقات وعلاقات حقيقية وناضجة كذلك قد تنشأ فعلاً من الممارسات التفاعلية التي تتيحها مواقع التواصل لأعضائها ومتابعيها، كوضع علامات الإعجاب أو كتابة التعليقات والمشاركة بالرأي... إلخ! فعلى حساباتنا جميعاً هناك مترددون ثابتون، نجدهم أول من يبادر بالتفاعل والتعليق، وإذا تغيب يوماً سألوا عنك وتفقدوا سبب غيبتك، فإذا حلت ذكرى يوم ميلادك غمروا صفحتك بالورود…

الفرح ورباعية السعادة

الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤

كلنا ننشد الفرح بإصرار، إنه شعور لا يمكننا أن نخترعه أو أن ندعيه. شعور يعرفه المحب في حضرة محبوبه، واللاعب لحظة انتصاره، والمبدع أمام ما صنعت يداه، إنه إحساس يستولي علينا، إنه قوة تهزنا. ومن أفضل طرق الفرح تقوية الروابط مع الأصدقاء والعائلة، فمن المحتمل أن تكون هذه العلاقات أكثر تجارب الفرح. انعكاس السعادة على الشخص ومحيطه بشكل إيجابي يساعده على الاستمتاع بالحياة، وبناء علاقات سليمة، ويصبح نقطة جذب للمحيطين به. من المعروف أن الفرح ضروري لصحة الفرد وصحة من حوله، فهو يبعد الخوف الذي يزيل شعوره بالأمان، لكن هل يمكن للإنسان أن يجد لحظات الفرح حتى في الأوقات الصعبة؟ كثير من علماء الاجتماع يعتبرون الفرح صناعة، فهو يحتاج إلى مهارة وملكات نفسية واجتماعية يستطيع الإنسان من خلالها تعطيل المساحة السوداء من حياته، فيطمئن إلى المساحة البيضاء من السعادة والتفاؤل، ليعقد الصلح مع الذات ويحقق السلام الداخلي والأسري، ويعتبر هذا أحد مفاهيم الذكاء العاطفي. كذلك لابد من تعويد النفس على…

ليس للإرهاب دين (2)

الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤

بعد أن ازدحمت الأفكار المتناقضة، نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى رصد هذه الظاهرة، وتوفير المؤسسات العلاجية، والتي تقوم بدور الرافد المهم لصناعة الوعي، وبث الروح الشفافة، ونشر فكرة التنوير ليس كمعطف للزينة، وإنما كحاجة وجودية لا غنى عنها. لقد تمادى الإنسان من مختلف الأطياف الدينية، والثقافية، والعرقية، في بث روح الفرقة بين الناس أجمعين، وتحويل الكرة الأرضية إلى كرة نارية تلتهب بجمراتها أجساد الأبرياء، ولا يمكن النجاة من نار هذه الفوضى الفكرية، وعشوائية الطرح، إلا بمعيار الإفصاح عن الخبايا، ومكنون النفس، وقد قالها الفيلسوف الدانمركي سيرين كيركجارد «من لا يحب لا يستطيع الكشف عن نفسه، ومن لا يكشف عن نفسه يعيش أبد الدهر في التعاسة»، وسارتر قال: «الوجود اختيار، وعدم الاختيار عدم الوجود». فالحرية التي يدعيها الآخرون، وتحت أغطية رثة، هي مسؤولية، والتزام أخلاقي، ومن لا يستطيع تحمل هذه المسؤولية يعش أبد الدهر بين حفر العبثية، والانهيارات الثقافية، والعدمية، المريبة. نحتاج إلى عالم شجاع، يستطيع أن…