محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣
حرب غزة ليست الوحيدة التي تحيطنا، هناك حرب أخرى، هي الحرب الإعلامية، وهي ربما أشد ضراوة من الأولى، حيث تتدنى فيها (جودة المعلومات إلى الحضيض)، وتختلط الصحيحة بكم ضخم من المعلومات المزورة، التي تشيطن الآخر، وتظهره بمظهر المعتدي، بل والتزوير، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي. من أدوات تلك الحرب (المفاهيم)، فعند استخدام مفهوم (إرهابي) و/ أو (داعشي)، تتجه الأنظار إلى السلبي للجماعة الموصوفة، وعندما تستخدم مفاهيم مثل (الدفاع عن الوطن) أو (الحقوق الإنسانية)، تتجه الأنظار إلى تفكير إيجابي ومتعاطف. لفتني أن الجانب الإسرائيلي أكثر استعداداً لاستخدام (الحرب الإعلامية) على الجمهور العربي، خلال أولاً أشخاص يتكلمون العربية بطلاقة نسبية، كما أنهم يستخدمون التقنية في الصور وغيرها من أجل نقل وجهة نظرهم. على الجانب الآخر، تابعت المتحدث باسم الناطق لحماس باللغة الإنجليزية، فوجدته شحيحاً في التعبير، غير قادر على أن يوصل وجهة نظره إلى المشاهد، ربما هناك خطأ في الاختيار، ينم عن غفلة لأهمية الإعلام ومخاطبة الآخرين، ليس لدي معلومات ما إذا…
الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣
ترجمة: هتلان ميديا في 24 سبتمبر 2003، توفي إدوارد سعيد، المفكر والناقد البارز في مجال دراسات ما بعد حقبة الاستعمار، في مدينة نيويورك الأمريكية عن عمر ناهز 67 عاماً بعد سنوات من إصابته بسرطان الدم الليمفاوي، ورثاه الناس من جميع أنحاء العالم. الآن، أحد طلاب إدوارد سعيد السابقين لنيل درجة الدكتوراه، تيموثي برينان، والذي أصبح في ما بعد صديقاً مقرباً لسعيد بينما كان الاثنان يُدَّرسان الأدب المقارن في جامعة كولومبيا، نشر سيرة ذاتية لأستاذه بعنوان "أماكن العقل: حياة إدوارد سعيد"، عرفنا من خلالها أن الباحث الفلسطيني المعروف كان لديه سر يخفيه عن العالم الخارجي. كتب برينان: "مراراً وتكراراً، عندما أجريت مقابلات مع الأشخاص الذين عرفوه طوال حياتهم، قالوا إنهم لا يعرفون شيئًا عن هذا الأمر". إذن ماذا كان "هذا الأمر"؟ أولاً، دعونا نعود للوراء قليلاً. تحدي الوضع الراهن كتب برينان أنه منذ بداية حياته المهنية، كان سعيد يرفض الشعر والروايات كأداة ذات مصداقية "لأولئك الذين لديهم الدافع لإحداث تغيير سياسي"،…
الإثنين ١٦ أكتوبر ٢٠٢٣
- أشياء تصدمنا في الحياة.. أن نجد المدعين يعيبون علينا أن نتضامن بالأفعال، ولا نتظاهر بالأقوال، ولا نتجمهر للمظهر، نقدم ما في اليد، تاركين العاضين على الأصابع، نلجم اللسان، تاركين من يهوون الرغاء في العراء، لأن من يبتغي الخير والعون، لا يعدم وسائله. - أشياء تصدمنا في الحياة.. أن نجد إنساناً بيننا لا يحمد على ما نحن فيه، فالخير مبتغى، والسلم والأمن مطلب، والنعمة يسند بقاءها الثناء، ولو قارن هذا على ما عليه ذاك لوصل لتلك الوصية الخالدة، القناعة، لأنها سكن النفس، وطمأنينة القلب. - أشياء تصدمنا في الحياة.. أن البعض لا يبالي بسواد الوجه، مستعد لأن تتقاطر دموعه، ولا يخجل من نفسه، من أجل شيء من أمور الحياة، لو صبر على دنياه، وجالد عمره، ونأى بنفسه، لأتى إليه صاغراً دون تلك المهانة، ذُل الرجال. - أشياء تصدمنا في الحياة.. أن يتقاتل أبناء البطن الواحد على شيء عابر، فلا أبقوا للود حبلاً، ولا قدسوا كرامة ذلك البطن الذي حملهم وهناً…
الإثنين ١٦ أكتوبر ٢٠٢٣
في إطار رؤى قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأهمية وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتنافسيته العالمية وجذب الاستثمارات الدولية، تحتضن أبوظبي اليوم فعاليات منتدى الاستثمار العالمي الذي ينظمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد». رؤى تحظى بمتابعة دؤوبة ودائمة من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسموه يرعى ويشهد العديد من المؤتمرات والملتقيات والفعاليات التي تجسد ما يمثل الاقتصاد من أولوية ورعاية واهتمام من لدن قيادتنا الرشيدة، باعتباره من أهم مفاتيح تحقيق النمو والتقدم والازدهار الاقتصادي المستدام. يشهد ملتقى الاستثمار العالمي الذي ينطلق اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» ويستمر حتى العشرين من أكتوبر الجاري - ويُنظم بدعم وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي الشريك الرئيسي، مشاركة أكثر من 7000 من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار وقادة الأعمال والمعنيين في مجال الاستثمار، حيث يتيح لهم الملتقى الفرصة للتعرف على…
السبت ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣
إنجازات وطنية ملموسة يحظى بها القطاع الاقتصادي في دولة الإمارات، بدءاً من البيئة التشريعية الداعمة للاستثمار، والدعم الحكومي الذي يهدف إلى تعزيز مكانتها كشريك عالمي ومركز اقتصادي جاذب ومؤثر، والفرص التي توفرها للمستثمرين والمبدعين، والتفوق الرقمي والتقني والعلمي، وصولاً إلى الأجندة السنوية الحافلة باستضافة أهم الفعاليات والمناسبات الدولية التي تسهم في التواصل الحضاري وتحقيق التنمية البشرية المستدامة. والمهتم بالملف الاقتصادي يدرك تماماً الجهود الجبارة التي تقوم بها الدولة لترسيخ مكانتها كمركز جذب للاستثمارات الأجنبية، والتشجيع على النمو الاقتصادي والتبادل التجاري ومضاعفة التجارة غير النفطية من خلال شراكات اقتصادية محلية وعربية ودولية تسهم في جودة حياة الشعوب، وتحقيق عائد أفضل وقيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطني. ولنتفوق في إبراز النموذج الإماراتي للاقتصاد التنموي المستدام، من المهم تدريب وتمكين كفاءات وطنية متخصصة تدير الإعلام الاقتصادي، ليقوم بدوره في توعية أفراد المجتمع والمستثمرين بالقوانين والتشريعات والحوافز الجاذبة لرؤوس الأموال، والداعمة لتوسيع أنشطة الشركات الوطنية، وإبراز جهود الدولة في تحقيق التعاون الدولي الهادف إلى ترسيخ…
الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠٢٣
إن العواصف الشمسية والكوارث الطبيعة تتزايد، ولكن ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي من شائعات بانهيار الإنترنت بناءً على تحذيرات من وكالة «ناسا» الأميركية بشأن إغلاق الإنترنت العالمي لمدة أشهر بسبب عاصفة شمسية كبيرة هو غير صحيح ولم تصدر الوكالة أي تحذيرات بشأن نهاية العالم على الإنترنت، وتفاقمت المخاوف عبر الإنترنت أيضاً من خلال الأبحاث التي تمت مراجعتها من قبل بعض الباحثين في وقت سابق من هذا العام، والتي أظهرت أن الشمس قد تصل إلى ذروة نشاطها الحالي في عام 2024، أي قبل عام مما كان متوقعاً سابقاً. من جانب آخر لا يوجد دليل يدعم الشائعات المنتشرة بأن العاصفة الشمسية الكبرى التالية ستتسبب في انقطاع الإنترنت، وفي الوقت نفسه، تعد تأثيرات العواصف الشمسية الكبرى على الشبكات الكهربائية وأنظمة الاتصالات موثقة جيداً، لذلك من الجيد أن نكون حذرين ونقوم بمراقبة وتقييم مستمريْن لنظام الشمس والأرض ونظام الغلاف الشمسي، وإجراء المزيد من الدراسات للإدلاء ببيانات أكثر دقة فيما يتعلق بقوة العواصف الشمسية،…
الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠٢٣
الآن وبعد ثورة التكنولوجيا العارمة، طفت على السطح الإبداعي فقاعات ما يطلق عليه الأدب الرقمي، هذا الغث صار حرفة من لا حرفة له، وأصبح كل مدع يلهج باسم الأدب، وانتشرت مواقع إلكترونية تخوض الغبار، وتقفز على السطح وكأنها الطفح الجلدي، ويمارس أربابها لعبة الفن الهابط بخيلاء وتمرد على الحقيقة، وتمريغ وجه الأدب في غبار أشبه برفسات الجياد الجامحة وغير المروضة، كل ذلك يحدث تحت ذرائع وحجج واهية، تبدو في الحياة كأنها الفراس المهزومة، وخرفان تنطع الغيمة. اليوم أصبح الأدب في مأزق المتزحلقين على رمال متحركة، أصبح الأدب في أزمة مشوبة بهواجس من جعلوا الأدب مطايا عمياء تذهب بملكات الإبداع إلى مزالق خطرة، ومفعمة بسموم الذين لا يعبأون بمصير الإرث الأدبي الذي أسس بنيانه عمالقة الأدب، وجهابذة اللغة الأم. اليوم أصبحت مسؤولية الجهات الثقافية جسيمة، والالتزام الأخلاقي يفرض على هذه الدور النهوض بأدوار وطنية حماية للغة، ودرءاً لخطر الاقتحامات العشوائية، والتي لا تحرم المحرم، ولا تبريء الجسد الأدبي من خفقات ربما…
الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠٢٣
خلال رحلتنا في الحياة تمر علينا نعم كثيرة لا يدركها أي كان، إذ يتعامل الناس مع وجود بعضها كأمر حتمي وطبيعي، بل إن بعضنا لا يلحظها رغم أن كل ما هو موجود يترتب عليها أساساً وقد تختفي بسبب غياب تلك النعمة بين ليلة وضحاها، كنعمة الأمن. في سلم أولويات الحاجات الإنسانية تأتي الحاجة للأمن في المرتبة الثانية تسبقها الحاجة للبقاء، أي أن حاجتنا لنبقى أحياء تتبعها مباشرة أن تكون حياتنا هذه آمنة. ويعني المفهوم الإنساني للأمن تلك القدرة على العيش في محيط يضمن فيه الفرد سلامته الجسدية من العنف والاعتداء، وسلامة ممتلكاته من السرقة والتخريب، وأمن محيطه بما يضمن أمنه النفسي. المثير فعلاً أنه في سلم الاحتياجات الإنسانية -خصوصاً الذي وضعه «ماسلو» ويعتمد على التراتبية في بناء الحاجات- كل الحاجات تعتمد على توافر عنصر الأمن والأمان، سواء الحاجات السابقة لها أو اللاحقة، على سبيل المثال من أول الحاجات الفسيولوجية التي توفر عنصر البقاء للإنسان هي الحاجة للغذاء، ولكن كيف للإنسان…
الثلاثاء ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
تركز كثير من المؤسسات على أهمية الولاء المؤسسي، أي ولاء الموظف للمؤسسة أو صاحب العمل، ولكن البعض يسيء فهم الولاء المؤسسي، معتقداً أنه التغني بحبه للمؤسسة، أو قضاء ساعات أطول في العمل، أو تفضيل مصلحة العمل على أولاده وأسرته، وما إلى ذلك من صور المبالغة. لن تستفيد المؤسسة إذا احترق الموظف في العمل، أو لم يتمتع بإجازاته الاعتيادية أو وقته الخاص، فيمكن للموظف أن يفيد مؤسسته بطرق كثيرة بخلاف العمل خارج مواعيد العمل الرسمية، أو مجاملة الإدارة وإظهار الحب المفرط للمؤسسة. إن مفهوم ولاء الموظفين يجب أن يتم استبداله بالاحترافية، وهو نهج أكثر حداثة ونضوجاً للعلاقة بين المؤسسة أو صاحب العمل والموظف، حيث تركز الاحترافية على التزام الموظف دوره. ومن الأسباب الداعمة للتحول نحو الاحترافية بدلاً من الولاء المؤسسي أولاً: الطبيعة المتغيرة للعمل، في الماضي كان الموظفون غالباً ما يظلون في شركة واحدة طوال حياتهم المهنية، ولكن اليوم يفضل الموظفون الوظائف التي توفر فرص التعلم والنمو، ومن الطبيعي أن يغيروا…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الثلاثاء ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
يقول يون فوسه، الكاتب والمسرحي الذي تمكن من اقتناص جائزة نوبل هذا العام عن مجمل أعماله المسرحية والشعرية: «أكتب بلغة لا يتكلمها سوى خمسمائة ألف شخص، وهي لغة أقليّة مكروهة؛ لأنها إجبارية في المدرسة، بالنسبة إليَّ، إنها صوت جدتي وأمي، إنها لغة نظيفة جداً، مثابرة، ولم تتأثر بالدعاية ولا بلغة الأعمال». لقد بقي هذا الكاتب، ولعقود طويلة مجهولاً بالنسبة لقراء العربية، فلم تترجم له سوى روايتين أو ثلاث ربما، وحتى هذه الروايات لم تحظَ بمقرؤية جيدة بسبب ذائقتها المختلفة. لقد بقي (فوسه) محتفظاً بانتمائه لتلك اللغة التي يصفها بأنها برغم أنها مكروهة فهي «صوت جدته وأمه» ومع ذلك فقد ترجمت أعماله لـ 40 لغة حول العالم، ما يذكرنا بنجيب محفوظ الذي حمل هوية الحارة المصرية إلى العالم عبر لغته الخاصة. يعيدنا (فوسه) إلى سؤال الهوية في الأدب وطريقة التلقي لدى القارئ وخاصة القارئ غير المعني بهذه اللغة وما تعبر عنه، لقد كان الرجل حريصاً على أن يكتب بلغته، التي هي…
الثلاثاء ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
الهجمة شرسة، علينا أن نعترف بذلك، تجمعت فئات مختلفة، وغير منحرفة، للدفاع عن الشواذ المنحرفين، وهي فئات تحسب على الطبقات العليا في المجتمعات الغربية، تلك التي كانت تسمى بالمخملية، أثرياء وأصحاب مناصب تنفيذية عليا، وملاك مؤسسات وشركات تتلاعب بالمليارات، تحالفوا مع بعضهم بعضاً، وقرروا شن حرب عالمية ضد الأخلاق، والظاهر أمامنا أنهم يحققون انتصارات يومية، فهؤلاء مجتمعون استحدثوا «لوبيات ضغط»، وهي قوية، بل قوية جداً، جعلت أهل السياسة يخشونهم، وأهل الرياضة، وأهل الفن، كل مشاهير العالم أصبحوا يخشون سطوتهم، ويخافون على رزقهم، حتى رجال الإعلام، حيدوا غالبيتهم، ومن خرج عن السرب أجلسوه في بيته، يحرقون أكثر النجوم تألقاً، ويحولونه إلى شخص منبوذ. ومع كل ذلك، هناك أصوات ما زالت تسمع العالم صداها، وترفع علامة «قف» في وجه المندفعين خلف مكاسبهم الشخصية، فهم يرون الأخلاق تدمر من أجل تصويت انتخابي من بعض السياسيين، ومن أجل تمديد ولاية رئيس اتحاد رياضي دولي، أو من أجل حصول ممثل أو ممثلة على أدوار في…
الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٣
مرت علينا أوقات جميلة ومسلية ومفيدة ومتجددة، تلك التي كانت قبل بدء ساعات الدوام الحقيقي، كانت تعد بالدقائق في حساب ساعات أيدينا، ولكنها كانت طويلة وممتدة حسب فائدتها وغنائها بإثراء شخصياتنا، وتجديد ذاكرتنا ونشاطنا اليومي، هي الأوقات الصباحية التي نقتنص فيها الأحاديث المختلفة مع فنجان القهوة أو كأس الشاي بالحليب، ياه.. كم أحن لها الآن، وأتذكر كم كانت ممتعة في أماكن مختلفة، ومع أصدقاء وزملاء مختلفين، بعضهم تركناه في مكاتب الوظيفة، بعضهم تركنا مع تقلبات الأمكنة والوظائف، والبعض الآخر شطت به الحياة في مختلف دروبها، ولم يبق -إنْ تذكروا- إلا تلك اللحظات الصباحية التي كان يجمعنا فيها فنجان القهوة وكأس الشاي بالحليب. في تلك اللحظات التي قد تمتد لساعة من اليقظة الحقيقية، كانت تجنح بِنَا السياسة والثقافة وأحداث الحياة، وكرة القدم، وتعليقات كثيرة على الجيل الطالع، وحنين حقيقي لزمننا الذي نعده الأنقى، يمكن أن نطرح فيها كتاباً جديداً أو كتاباً قديماً منسياً، في بعض أماكن العمل، وحين يكون المقابل غير…