الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠٢٣
رغم أنهم فئة قليلة وباغية، إلا أن لأصواتهم النشاز ضجيج، مهمته سرقة الفرحة، وتضييق الصدر المنشرح، وتعكير صفو الضحكة، هم لا يهمون العقلاء الحكماء والواعون، لكنهم يجرحون سعادة الناس البسطاء والمحبون بصدق، شهادة نجاح وتفوق وتميز أي فعل إماراتي، والذي يحمل علامة «صنع في الإمارات» رغم أنها علامة الجودة، وفخر الصناعة، وسعادة للعرب من المحبين وللأصدقاء من المودين، إلا أنها غدت شوكة في حلق الجاحدين، لماذا أصبحت هذه الجملة تثير عقيرة الآخرين الحاقدين، وتجعلهم ينفثون ما في صدورهم من غل دفين؟ علامة «صنع في الإمارات» جملة لا يحبها المبغضون، ولا أصحاب الأجندات، ولا الفاشلين الذين يجيدون في التآمر، وزرع الضغائن، والفرح بالحرائق في كل مكان. كل نجاح تصنعه الإمارات ويحمل علامتها المنيرة والمتميزة سواء في التفوق الاقتصادي أو الصناعي أو خلق الريادة في الأعمال الإبداعية والخدمات الحضارية وفي الإنشاءات المعمارية، بل حتى في فعل الخير والإحسان للآخر المحتاج أو المبتلي بفعل كوارث طبيعية، في الإمارات هذا التوقيع الذي يحمل مهز…
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣
في شركة تصنيع رخام في الولايات المتحدة، اجتمع المدير التنفيذي مع المدير المالي، وقال له: تبدو الصورة قاتمة، لقد قلّ الطلب على الرخام، بسبب دخول الاقتصاد المحلي فترة ركود، هل نعيد الهيكلة؟ فقال المدير المالي: فلنعد تدوير الموظفين أولاً، قبل تركهم يرحلون. عاد المدير المالي إلى مكتبه، وأخبر سكرتيرته بما دار بينه وبين المدير التنفيذي، وكان يثق بها كثيراً. وأثناء إجازة نهاية الأسبوع، دعيت السكرتيرة إلى حفل عيد ميلاد زميلة لها في الشركة. وهناك اتصل بها مديرها ليخبرها أن المدير التنفيذي قلق، ويفكر في إعادة الهيكلة. فقالت السكرتيرة: ماذا تقول؟ هل ستقلّصون عدد الموظفين؟ سمعتها زميلتها وانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم حتى قبل اتخاذ أي قرار. واضطر المدير التنفيذي إلى عقد اجتماع موسع مع الموظفين، قال لهم فيه: إن ما سمعوه هراء ولن يحدث. وبعد ثلاثة أشهر، أنهت الشركة خدمات 10 موظفين. وعندما غضب الموظفون، قال لهم صاحب القرار في اجتماع: إنه أصلاً قرار مجلس الإدارة، وإنه كان يعلم،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣
لا يجد المروجون والمسوقون والباعة، وسيلة لإقناع الزبائن بمنتجهم وبالتالي ضمان بيعه بيسر وسهولة، أفضل من عبارة (إنه الأكثر طلباً بين زبائننا / أو إنه الأسرع نفاداً، أو قد يفوتك الحصول على المنتج/ أو هناك قوائم تنتظر دورها) ..! إنها ثقافة أو خدعة (البيست سيللر) أو الأفضل مبيعاً، سواء كانت السلعة مغرفة آيس كريم أو عطراً فاخراً أو رواية! وما عليك سوى أن تصدق وتجري لاهثاً قبل أن يفوتك الحصول على نصيبك من الخدعة، أقصد من البضاعة التي غالباً ما تصطف أكواماً في المخازن! حكت لي صديقة من مدة، أنها كانت تستخدم عطراً خلاباً بالفعل، كانت رائحته تضاهي عبق أكثر العطور الفاخرة والغالية، بينما ثمنه لم يكن يتجاوز الـ 50 درهماً فقط، وأظنها قالت لي إنه كان يباع في الجمعية التعاونية أو في الأكشاك التي تنتصب في ممرات المراكز التجارية، لكنه بعد مدة من تهافت الناس على شرائه أخذ ثمنه يزيد وبشكل مفاجئ وصل سعره إلى 500 درهم ثم أصبح…
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣
- من الأشياء المضجرة في حياة الفنانين والأدباء أن يتعكر صفو فجرهم الندي، ويسرق منهم فرح الصبح البكور، هذا الوقت لهم، ولا يتنازلون عن امتلاكه أو القبول بشراكة فيه، حتى الوظيفة العمومية تظل تضيق عليهم؛ لأنها تقتسم معهم صباحهم الحلو، هو لهم بمسمياته الكثيرة، وهو الأقرب لأجنحتهم التي تشبه خفق الطيور، بحثاً عن الهدوء والسكينة والطمأنينة، والبعد عن صغائر الأمور القاتلة، مدركين أن الإنسان يمكنه أن يشرب من الخير، ولا يعرف الأذى، هؤلاء الجميلين يستقبلون فاتحة صباحهم بطقوسهم المختلفة والمختارة، والتي لا تضر أحداً. - واحد يذهب باتجاه الماء والمناشف القطنية الملونة وروائح الصابون والعطور، يشعر أن الصباح غير مكتمل إن غابت رائحة من يعشقها، ويتذكرها حد الوجع، صباح هذا الفنان ملون بالطيب، ويتمناه للكثير. - آخر يحب أن يتدثر بتلك البيجامة القطنية الثقيلة، مستشعراً قرصة البرد على الشرفة، يختلط صباحه بتلك القهوة المُرّة، وعودين من السيجارة، وصوت فيروز قادماً من راديو ما زال بعافية زمان، ويذكره بأيام زمان، يفرح…
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣
لا يترك الحاقدون مدخلاً لغلهم وحقدهم إلا يقذفونه في وجه الحقيقة، الإمارات حقيقة لا تقبل الزيف ولا الحيف ولا تخاريف المزيفين والمدعين، والمفترين، والذين تفيض قلوبهم كيداً ونكداً، هؤلاء عندما لا يجدون ما يقولونه، فإنهم يقولون ما لا يقال، ولا يصدقه عقل إنسان وهبه الله العقل كي يفكر فيه وينصف عباد الله، وليس ليفرح فيه غبار مراحل ما قبل عصور الوعي. الإمارات في السلام منهج، ورؤية وطريق، ولا مجال للمساومات، لا مجال للخداع البصرية، لا مجال للكذب والخيالات المريضة. هؤلاء حفنة من جمرات اللغو، والثرثرة على أطراف مقاهي العبثية، هؤلاء هم الذين يحيق بهم الحقد، ويجعل منهم زبداً لبحار البؤس، والرجس، وسوء الحس، وغي البخس. هؤلاء، يعملون دوماً على التقاط خشاش الأرض ليصنعوا منه أفكارهم، وقناعاتهم، وتصرفاتهم، وتوجهاتهم، وكل ما لا يخطر على بال بشر. هؤلاء يعيشون على حثالة التصورات، والتهيئة، وكل ما تسديه لهم النفس الإمارة من دوافع، مريرة تقف عائقاً أمامهم، فلا يفهموا الحقيقة، ولا يستوعبوا ما يحدث…
الأحد ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣
خلال اليومين الماضيين، كنا أمام مبادرة خيرية وإنسانية نوعية، تجسد حرص الإمارات على الارتقاء بالمجتمعات الهشة، من خلال الاعتناء ببناء الإنسان فيها، وبالذات الشباب وتأهيلهم وتمكينهم علمياً ومهنياً ليسهموا في النهوض بمجتمعاتهم. مبادرة نوعية، تمثلت بإطلاق المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة «تبرع بجهازك» تحت شعار «تبرع لتُعلّم»، والتي تهدف إلى توفير 10 آلاف جهاز إلكتروني مستعمل، يتم تجديدها وإعادة تدويرها بعد جمعها من المتبرعين من الأفراد والمؤسسات، في مبادرة تعليمية وإنسانية وبيئية، تهدف لدعم العملية التعليمية لطلبة المدرسة الرقمية الأقل حظاً حول العالم. مبادرة تجسد توجهات فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والتي تؤكد «أهمية تعزيز تطبيقات وحلول التعليم الرقمي الذي يمثل مستقبل قطاع التعليم، وتنسجم مع رؤى سموه وأهداف المدرسة الرقمية لتوفير فرص التعليم للطلاب الأقل حظاً على مستوى العالم بأعلى المعايير التعليمية، من خلال…
الأحد ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣
شخصية الإنسان لها أبواب كثيرة، بعضها نجعله مشرعاً لكل الناس ولا نبالي، وبعضها نغلقه إلا لمن يحبه القلب، وبعضها الآخر نجعله موارباً لا نعطي سره إلا لمن يأتمنه، فالأسرار للأمهات فصدورهن الوحيدة التي تتسع لكل المشاغبات والترهات والحماقات ومحاسن وأضداد الأبناء.. وكثير من تلك الأسرار يمكن أن تتحملها صدور الأخوات، فهن صنو الأمهات، وحاملات طيب قلوبهن أو كما تقول بعض الشعوب: سرك لا تدفنه إلا في صدر الأم والأخت، هكذا تقضي شريعة المجربين في الحياة، غير أن نقطة الضعف عند الإنسان هل يجب أن نعاملها وكأنها سر لا يشاع على الجميع، بل هو للحظوة، وأصدقاء الطاولة الصغيرة، وأولئك الذين إن دخلوا منزلك بسملوا، ودخلوا بالرجل اليمين، البعض يعتقد أن نقطة الضعف، هي نقاط قوة في الشخصية، ولا يجب على الإنسان أن يخفيها، بل يشيعها للقدوة، والبعض الآخر، يفضل أن تكون ضمن الدائرة الضيقة؛ لأن الكثير يعدها من مثالب الشخصية، لا من محاسنها، لذا عليك أن لا تشير بأصبعك إلى مواضع…
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
من المهم أن يعرف متخذو القرارات في شتى بلدان العالم بماذا تفكر شعوبهم. وإذا ما كان الشباب يمثلون نسبة هائلة من المواطنين، فمن الأجدر أن ندرك طبيعة ما يشغل تفكيرهم. هذا ما حاول كشفه قبل أيام استطلاع سنوي لرأي الشباب العربي، حيث أظهر أن نحو «نصف الشباب العربي في دول شرق المتوسط (بنسبة 53 %)، وما يقارب النصف في شمال أفريقيا (بنسبة 48 %)»، يفكرون جدياً في مغادرة بلدانهم بحثاً عن فرص أفضل، وتحديداً فرص العمل. وتبين أن الغالبية العظمى من الشباب في دول الخليج العربي يفضلون البقاء في أوطانهم في حين أن نحو ثلث الشباب في دول الخليج (27 %) يفكرون ملياً في الهجرة. السؤال الذي أثار فضولي هو إلى أين يريد هؤلاء الهجرة وهم ينعمون في بلدان لا تستقطع ضريبة على الدخول، وترفل بلدانهم بأثواب العز والتطور والخدمات الصحية والتعليمية المتقدمة. كانت الإجابة أن نحو ثلثهم يريدون الهجرة إلى كندا (34 %)، بعدها أمريكا (30 %)، ثم ألمانيا…
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
اضطررت منذ فترة قصيرة للتخلص من بعض الموجودات الباهظة التي كنت أمنّي نفسي بسعادة بالغة قبل امتلاكها. في البداية كان الأمر في غاية الصعوبة وغلبني تأنيب ضمير وشعور بالغ بالهدر الذي كنت أراه أحياناً في سلوكيات الآخرين، ولم يخفف من حالتي تلك إلا أن الموجودات ذهبت لأشخاص أحبهم وأعتقد أنها ستفي بغرض لديهم. ولكن يبدو أن هناك دواعي أخرى كانت ستجعلني أكثر سعادة بقرار التخلص لو كنت قد فكرت فيها كما تعتقد اليابانية «ماري كوندو» في كتابها The Life-Changing Magic of Tidying والمتوافر باسم سحر الترتيب في المكتبات العربية. تشرح «ماري» في كتابها -الذي طُبعت منه ملايين النسخ بلغات العالم- كيف يمكن لترتيب محيطنا المادي أن يخلصنا من الفوضى النفسية قبل المادية، وأن السر يكمن في الطريقة التي نرتب بها أشياءنا، والتي تعتمد أساساً على فكرة «التخلص» بتقدير! فحسب ما واجهته الكاتبة في الميدان العملي، أن أصعب ما يعرقل تقدمنا في عملية الترتيب تلك الرغبة القوية التي تعترينا في التمسك…
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
- لو أن الإنسان ظل ينظر للوراء لما تقدم خطوة نحو الأمام، لو أنه بقي يعالج مشكلاته الصغيرة التي يرميها الناس في طريقه، فلن يتفرغ لمشكلته الكبيرة والأساسية، وهي تحقيق الأحلام، لو أنه أنصت للمعرقلين، وحراس الفشل، وكلامهم الخاوي فلن ينجح في الحياة، لو أنه ظل ينتظر أن يطرق الحظ بابه، ولَم يصنع حظوظه، فلن تفتح له أبواب الأمل، ولا طرق السعادة. - لو أن الإنسان ركن في زاوية ضيقة يجتر ماضيه، ويغني على ليلاه، ويبكي الماء المسكوب منه في غفلة منه، فلن يبصر ربيع هذا العام، ولن ينعم بتلك الألوان التي تضيء الفضاء، فقط لو أنه ظل يحرك ذاك الحجر الذي يسد طريقه بصبر من وصايا الأولين، وعزم مستمد من ذات لا تلين، لكان اليوم خلفه طريق مبهم بالظلمة، وأمامه عشب على مدى البصر. - لو أن الإنسان استسلم لهواجس الفشل، ولتلك الطاقة السلبية التي تحوم حوله، والتي يبثها البعض من حوله، ولَم يندفع بتعقل، ولَم تستهوه غواية المغامرة،…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠٢٣
سوف تشرق الشمس، وفي أهدابها كحل الفرح، وفي قرصها الذهبي يكمن معدن هذا الوطن الجميل، وهذا الموئل الأصيل. اليوم كل مواطن، ناخب ومرشح، جميعهم في الود عشاق، وعلى العهد خطواتهم من ذهب وثبات الجياد الأصيلة، وأغنيات النوق وخباتها النبيلة. اليوم يشرق الوطن على وجوه ملأتها الفرحة ضياءً وكساها التفاؤل بهجة وسروراً. اليوم نعبر الطريق مؤزرين بقلائد من ذهب الأحلام الزاهية، وحلم الوطن يتوهج فيضاً من عطاء، وسخاء، ورخاء المراحل الجزيلة، وفضيلة الناس النبلاء، اليوم يثبت الوطن أن الحياة جسر للوصول، ومكاناً لتلوين اللوحة التشكيلية بأحسن الألوان، وأعذب الصور، لأن الوطن مر من هنا، من هذه القلوب العاشقة من هذه النفوس التي أصبحت أشجاراً وارفة الظلال، أصبحت أزهاراً تعبق قيمنا بأجمل ما تحتاجه الأوطان من شذا، يعطر الشعاب والهضاب. اليوم هو تاريخ انتخاب الحقيقة، واختيار الحب وسيلة وسبباً لصناعة مجد الوطن، اليوم لا مجال لكلمة خذني معك لأصعد، بل خذني معك لنبني معاً ما يحق لنا أن نفعله من أجل نهضة…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠٢٣
عند كل منعطف، وانتقال من نظام دولي إلى آخر، يستعر التنافس بين الأقطاب الكبرى، ويعمل كل منهم، على اكتساب أوراق أكبر، لتعزيز موقعه. ولا تتردد القوى الكبرى عن استثمار النزاعات الطائفية والصراعات الإثنية، وشنّ الحروب بالوكالة ببلدان العالم الثالث، لصالح مشاريعها. في منطقتنا، على سبيل المثال، اتفق الفرنسيون والبريطانيون، على تقاسم المشرق العربي، وسوريا الكبرى، فيما بينهم، بعد إسقاط السلطنة العثمانية. لكن ذلك لم يمنع استمرار التنافس بينهما، بعد الحرب العالمية الثانية. فقد عمل البريطانيون، أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، على فتح قنوات مع الزعماء المحليين. وبالمثل تنافس الفرنسيون والبريطانيون في الهيمنة على قناة السويس. ولا شك أن الثروات ومصادر الطاقة، والممرات والمعابر الاستراتيجية، كانت من أهم عوامل التحريض على التنافس بين هذه القوى. ولم تكن سايكس- بيكو سوى محطة عابرة في هذا التنافس، ذلك أن القوى التي تنافست على المنطقة، باتت في مرحلة الشيخوخة، وتترنح، بعد خسارتها كثيراً من قوتها العسكرية والاقتصادية، بسبب الاستنزاف الهائل الذي عانته أثناء الحرب العالمية…