علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الثلاثاء ٢٧ يونيو ٢٠٢٣
قبل سبعة أعوام من الآن، في مثل هذه الأيام المباركة، يوم الاثنين العاشر من شهر ذي الحجة عام 1437 هجرية، الموافق للحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2016 ميلادية، كتبت في هذا المكان مقالاً تحت عنوان «أمة تنتحر». كان المقال عن حال الأمة الذي وصفه وقتها الشيخ عبد الله بن بيه، أحد أكبر علماء الأمة المعاصرين، بأنه كارثي. ويوم الاثنين التاسع من شهر ذي الحجة عام 1439 هجرية، الموافق للعشرين من شهر أغسطس عام 2018 ميلادية، كتبت مقالاً في هذا المكان تحت عنوان «أمة تختنق». كان المقال عن حال الأمة أيضاً. قلت فيه إننا أمة تختنق بأفكار الظلاميين المارقين، الذين يدعون إلى العنف والقتل وإبادة الجنس البشري، ويدّعون أنهم وحدهم من يمثل الأمة، وكأنهم هم من تلقى الوحي من السماء، أو من كُلِّف بأداء الرسالة وهداية البشر. ويوم الاثنين التاسع من شهر ذي الحجة عام 1442 هجرية، الموافق للتاسع عشر من شهر يوليو عام 2021 ميلادية، كتبت في هذا المكان…
الثلاثاء ٢٧ يونيو ٢٠٢٣
- ثمة هيبة للمكان تحتويك، والأصوات الملبية تطّهر الجسد لتجعله بخفة الروح، في حين تظلل الرؤوس الحاسرة سحابة الرحمن من حر أو برد هذا اليوم، فالحج عرفة، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعرفة أو عرفات، هو الملتقى، منذ تعارف أبونا آدم مع أمنا حواء. - عرفات مكان يحجم أفئدة الملايين، سواء من شد منهم الرحال لتأدية الفريضة أم الذين يحتفلون بهذه المناسبة، في أرجاء المعمورة صياماً وقياماً. - نتأمل ملايين الوجوه الخاشعة، نقرأ في محياهم، آيات التضرع، والابتهال، والتلبية، نعاين في تلك الوجوه، العزم والإيمان، والتقرب إلى الله عز وجل بالفرائض والنوافل، نلمس، كم هي قريبة تلك المسافات البعيدة، وكم هي زاهية ألوان البشر وآمال البشرية، وكم هي عميقة تلك القلوب بإيمانها ومحبتها، وكم هي ساكنة مطمئنة تلك النفوس في يوم عرفة المشهود. - رحابة المكان، من رحابة الإيمان في الصدور، وعظمة الملتقى، من عظمة الخالق المدبر، وقوة الإرادة من قوة الطاعة في السعي والازدلاف، والطواف، والاستعداد…
السبت ٢٤ يونيو ٢٠٢٣
تعد المخدرات من الظواهر السلبية التي تؤثر في تطور وازدهار المجتمع واستدامة موارده، وعاملاً رئيسياً من عوامل تأخره، فإدمانها ملهاة تؤدي بصاحبها، ومن يجالسه، إلى التهلكة. وقد حرصت دولة الإمارات على سَن القوانين والتشريعات والسياسات الوطنية اللازمة لحماية المجتمع من آفة المخدرات والإدمان التي تضر بالعقل والجسم، وتهز التماسك الأسري، وتؤثر في جودة الحياة التي كفلتها قيادتنا الرشيدة للجميع، من دون تمييز. ولعل الشباب هم أبرز فئة مستهدفة من قبل المجرمين مروّجي هذه السموم، فقد حرصوا جاهدين على معرفة القنوات والبرامج الأكثر استخداماً والمفضلة لديهم بهدف توظيفها للترويج والبيع، ومواصلة خططهم التسويقية لتدمير عقول الشباب، قادة المستقبل. ويشير التقرير الصادر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات إلى التزايد الملحوظ في تعاطي المخدرات، وارتباطه باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لدى فئة الشباب وطلبة المدارس، وقد ساهمت طرق الدفع الذكية كالعملات الرقمية والمحافظ الإلكترونية في الانتشار غير المشروع. ومؤخراً، أطلق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية،…
الخميس ٢٢ يونيو ٢٠٢٣
وسط احتفاء العالم بيوم الأب العالمي، حرص قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تهنئة كل الآباء في الإمارات والعالم، وتقدير أدوارهم وعطاءاتهم وإسهاماتهم وتفانيهم في بناء الأسرة والمجتمع والوطن، واستحضر نموذج وسيرة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي -كما قال سموه- «كرس حياته كأب لعائلة ووطن، ونذر نفسه بسخاء في سبيل سعادة أبناء وطنه، أصل كل ما نحن فيه بدأ على يديه». تغريدة سموه أمس والتي تفاعل معها بقوة المتابعون من داخل الدولة وخارجها، حملت كل معاني التقدير والوفاء للأب، وما يمثله من حضور في قلب ووجدان كل إماراتي وإماراتية، بل وكل إنسان امتدت له ولبلاده الأيادي البيضاء للشيخ زايد الذي كان يولي الأسرة جل الرعاية والاهتمام، والحرص البالغ على توفير كل الدعم للأب والأم لبناء أسرة إماراتية مستقرة تنعم بما حباها الله من خيرات بلادها، وما صنعته الدولة لأجلها برؤاه الثاقبة ونظرته الاستباقية…
الأحد ١٨ يونيو ٢٠٢٣
صناع الأمل هم أولئك الذين يقبلون وجه الغيمة، ويصافحون كف الوردة، كي يغسل العالم وجهه بالعذوبة، ويعطر معطفه بالشذا. صناع الأمل هم أغنية الصباح التي تتشح بها الطفولة وتطوق أعناق الكهولة، وتملأ الحياة بهجة، وسروراً. صناع الأمل هم الشركاء في صناعة شجرة الحياة الثرية، هم من يصوغون قلائد الابتسامة، على ثغور، ونحور. قيادتنا الرشيدة، سعت منذ البدء إلى بناء جسور المودة مع هذه القناديل، وعملت على ترتيب العلاقة الحميمية بين من يقدم على الخير ومن يستحقه، ودأبت على سبك هذه العلاقة على أسس إنسانية، حيث لا حياة تدوم من دون تعاضد أهل الخير، وتضامنهم مع احتياجات من ليس لديهم من وسيلة غير هذا النهر الخبر المتدفق من علو الهامات الخيرة، إلى سفوح الرمال المكتنزة بالعوز. قيادتنا الرشيدة منذ البدء، وهي تشذب شجرة الحياة من الضغائن، والشحناء، وتهذب مشاعر الناس على أسس من القيم الرضية، والشيم السخية، ومشاعر تنبثق من الصدور كأنها الجداول. واليوم وبعد مرور أربع دورات لـ «صناع الأمل»،…
الخميس ١٥ يونيو ٢٠٢٣
لفتة حضارية وإنسانية ليست بالجديدة على قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسموه يستقبل في برزته الأسبوعية بقصر البحر المهندس العراقي سنان الأوسي المقيم في دولة الإمارات، مشيداً بمبادرته الطيبة تجاه مجتمعه، حيث قام وبجهد شخصي بزراعة الأشجار والاعتناء بها في أحد شوارع إمارة أبوظبي «تعبيراً عن محبته ومسؤوليته تجاه المجتمع وتشجيعاً على استدامة الموارد». جهد قال فيه سموه: «نقدر مثل هذه المبادرات الخيرة التي تستحق الثناء والتكريم»، مشيراً إلى «أن كل من يقيم على أرض الإمارات هو شريك في مسيرة تنميتها». لفتة إنسانية وحضارية تجسد دروساً يومية يقدمها سموه لتقدير من حولنا ممن يحرصون على رد ولو جزء يسير من الدين الكبير الذي يطوق أعناقنا جميعاً تجاه هذا الوطن الغالي، لفتات من روح الاتحاد وروح قيم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس فينا حب الخير وحب الآخرين، وأنه «ما جزاء الإحسان إلا الإحسان»، ومن…
الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: كنت أظن أن سورية هي الدولة الوحيدة التي تقطع فيها النت أثناء إمتحانات الشهادة الثانوية، في محاولة للحد من الغش عبر الهواتف النقالة والسماعات المخفية، فتعطل البلاد لساعات نتيجة لذلك، لكن يبدو أن أكثر من بلد عربي يعتمد الطريقة ذاتها، إذ تناقلت وسائل الإعلام أن الجزائر قررت معاقبة الطلاب الغشاشين بالسجن على اعتبار أن قطع النت يؤدي لتعطيل الأعمال، ولا أعلم إذا كانت الأردن ستتبع الطريق نفسه. لا يعتبر الغش في مجتمعاتنا أمراً مستهجناً، لا بل أنه قد يكون مدعاة تندر وإعجاب ب "الفلهوة"، وفي أفضل الأحوال قد يكون غير محبب، لكنه لا يرقى لدرجة الكره، فما بالكم بالتحريم؟ فالحرام في أعرافنا يختص غالباً بالمرأة وشؤونها، لبست، خرجت، تعطرت، توضأت مع طلاء الأظافر، نمصت، عملت، طلبت الطلاق، زنت، قائمة لا تنتهي، أما الشؤون الأخرى فمعظمها تتفاوت من حيث درجة الاستهجان، ولا بد أن تجد لها طريقاً لفتوى من هنا أو هناك. والمفارقة أن شعوباً لا ترفع…
الأحد ١١ يونيو ٢٠٢٣
“تشرفت الليلة بتلبية دعوة معالي الشيخ عبدالله بن بيه للعشاء في منزله العامر بأبوظبي، حيث تتألق في حضوره أحاديث الحكمة والفلسفة والوعي والإنسانية. من يقرأ فكر الشيخ بن بيه ويتأمل في مواقفه على مدى مسيرته العلمية الطويلة، سيدرك أن هذا العالم المجدد قدم ويقدم خدمة جليلة لكل مسلم حريص أن يكون دينه دين سلم وتعايش ومصالحة مع العصر”.. التغريدة للكاتب د. سليمان الهتلان، علقَ عليها الباحث د. توفيق السيف، بقوله “صدقت حفظك الله. الشيخ بن بيه من أعلام المدرسة الفقهية في هذا الزمان”. الإشادة برئيس “منتدى أبوظبي للسلم” هذه، تدفع للسؤال، عن ما هي الصفات التي جعلت الشيخ عبدالله بن بيه، محل اتفاقٍ بين الهتلان والسيف، خصوصاً أنهما من الكتابِ الذين ينتقدون خطاب التيارات الدينية السائدة في الوطن العربي، ولهما آراء حول مدنية الدولة ودور الدين في الشأن العام. ربما أهم ما يميز بن بيه، هو قدرته على اجتراح خطاب عام مبني على المقاصد الكبرى، لا بالطريقة التقليدية القديمة التي…
السبت ١٠ يونيو ٢٠٢٣
رسخ سيدي صاحب السُّموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة التنمية والتطوير، مستلهماً القيم الأصيلة السامية التي أرساها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسار على نهجها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، فها هو اليوم يحمل شعلة البناء، واضعاً نصب عينيه رفعة البلاد وشعبها، وتحقيق أماني أبنائها. تعيش دولة الإمارات انبثاق عهدٍ من العملِ الجاد، والرؤيةِ الملهمة، المستندة إلى مبادئ متجذّرة، وطموحٍ يعانق الفضاء، واهتمام ببناء الإنسان باعتباره عماد التنمية ومسيرتها، والنهضة وروحها، والعنصر الأساس في بناء مجتمع خلّاق، مثابر، طموح، ومبتكر. كل هذه القيم والمبادئ يمكن لأبناء الوطن وللمقيمين على أرض الإمارات المباركة تلمُّسَها، فالقيادةُ تسير وفق رؤيةٍ نوعيةٍ ترنو للمستقبل. وما شعار عام الاستدامة «اليومُ للغد» إلاّ نموذج لفكرِ سموِّهِ ولخطّةِ العملِ الوطنية الشاملة، ولفكرِ قيادةِ دولة الاتحاد، فمِنْ نِعم الله جلَّ جلاله على دولتنا أن حظيت بقيادةٍ متفانيةٍ تعملُ للوطن ولمواطنيه، تضع نصبَ أعيُنِها…
الإثنين ٠٥ يونيو ٢٠٢٣
أتساءل من أين خرج علينا هذا المؤثر؟ الحقيقة أنه موجود منذ عقود لكن باختراع «السوشيال ميديا » تطور وأصبح يطل علينا بنفسه وقتما شاء من حساباته في فيديوهات يصورها شخصياً أو يستأجر من يصورها له. ولم يعد مضطراً لانتظار أن يختاره أحد من شركات الإعلانات والتسويق بل هو من يفرض نفسه فرضاً عليها. المؤثر هو ذلك الكاوبوي على الأغلفة الخلفية لمجلات الرجال يروج لشركة سجائر أو هو مايكل جي فوكس في ذروة شهرته في الثمانينات بدعاية دايت بيبسي الشهيرة وخلفته سيندي كراوفورد مع الشركة نفسها في بداية التسعينات. أو شخصيات كيلوجز كورن فليكس الكرتونية الشهيرة. وقد يكون طفلاً في دعاية إحدى شركات الحليب وشاباً راقصاً في دعاية صابون شهيرة بثت في كل أرجاء العالم العربي. هؤلاء كلهم مؤثرون. ولديك مؤثرون ومؤثرات يرتدون أفضل ماركات الملابس ويرقصون في شوارع العواصم العالمية، العرب منهم لا يستطيعون حتى نطق اسم الشركة التي تدفع لهم بشكل صحيح. سُموا مؤثرين لأنهم يستطيعون التأثير في قرارات…
الإثنين ٠٥ يونيو ٢٠٢٣
تشارك الإمارات العالم، اليوم، احتفاءه بيوم البيئة العالمي، والذي يقام هذا العام تحت شعار «الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية»، وقد قطعت الدولة أشواطاً بعيدة في مجال حماية البيئة وصون الكوكب الذي نعيش عليه من خلال تشريعات ومبادرات وجهود كبيرة، وهي تستعد لاستضافة أكبر مؤتمر في العالم يُعنى بالعمل المناخي أواخر العام الجاري، وهو مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف «كوب 28» اعترافاً وتقديراً من المجتمع الدولي بالدور الكبير الذي تقوم به الإمارات وإسهاماتها الكبرى لحماية البيئة ومساعدة المجتمعات على مواجهة تداعيات التغير المناخي. عشية اليوم العالمي للبيئة، كان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، يطلق حملة وطنية للتوعية بمبادرات ومشاريع الاستدامة في الدولة. وعبر الموقع الإلكتروني للحملة، يطلع المرء على فصول من المبادرات وقصص النجاح الإماراتية في مجال الاستدامة، «تعكس القيم الراسخة للحفاظ على البيئة،…
الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: هل سمعتم بعبيد المنزل وعبيد الحقل؟ ميّز مالكوم إكس الثائر بين هذين النوعين من العبيد، الإثنان مملوكان للسيد، الأول مرفّه بالمقارنة مع الثاني، يعيش في بيت السيد ويسهر على راحته ويأكل ممتناً من فتات مائدته، لا يطمح لما هو أكثر من ذلك، ولا يرى بنفسه ما يستحق الأفضل، وتراه يدافع بكل ما أوتي من قوة عن ذاك الوضع ويسوق التبريرات والأدلة التي تساعده في المحافظة على هدوء حظيرته. بينما يكابد الثاني في العمل ولا يكاد يحصل قوت يومه وينام في العراء لكنه يحلم بحريته ويسعى إليها. رغم أن العبودية ألغيت في العالم، إلا أن هذا المثال يبدو منطبقاً على كل من عانى ظلماً ما عبر العصور، هناك دائماً سيد وعبد منزل وعبد حقل. وإذا كانت فكرتيّ تحرير العبيد وتحرر المرأة مرتبطتان نوعاً ما، كمعيار على مدى تقدم الإنسانية، فإن معظم النساء في مجتمعاتنا ما زلن برأيي ضمن عبيد المنزل. وإذ يحمل الرجل جزءاً كبيراً من المسؤولية…