آراء

هي هويتنا

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٣

يقال إن اللغة الحية لا تموت، فما بالكم بلغة القرآن، خاتم الرسالات السماوية إلى البشر؟! هي محفوظة بين دفتي كتابنا المنزل من رب العالمين، هي لغة تسري كما يسري الدم في العروق، لغة ينطق بها كل من آمن بالإسلام ديناً ومحمد رسولاً، عليه أفضل الصلاة والسلام، من ينطقون بها، ومن لا ينطقون، حفرت في قلوبهم، ويرددونها في صلواتهم، وأول ما يتذكرون في فرحهم وحزنهم، «بسم الله» تسبق كل فعل من أفعالهم، و«السلام عليكم» إشارة الأمان منهم إلى كل من يصادفهم. هي العربية، لغتنا، ولغة مليار ونصف المليار من البشر، تسمعها إذا ذهبت إلى مدينة أو قرية، في سفح جبل أو على شاطئ، وسط أرياف أوروبا وأستراليا وفي غابات الأمازون، وفي شوارع باريس ولندن ونيويورك، وتراها بكلماتها العذبة تردد في أقصى الشرق، في جاكرتا وكوالالمبور وبانكوك ومانيلا، وفي وسط آسيا، وفي كل تلك المنطقة حتى موسكو وبكين، وتسمع كلماتها وعباراتها في سواحل إفريقيا الشرقية والغربية، وفي أعماقها، في أوغندا والكونغو والسنغال…

إماراتي

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٣

مبادرة إماراتي التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، النائب الأول لرئيس مجلس دبي، رئيس اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، هي معطف الدفء والأمان والطمأنينة، وسعادة الإنسان هي نخلة العطاء وغافة الأحلام الزاهية، وهي المعطى الحضاري الذي تسعى دبي بذله من أجل إنسان يمشي على سجادة الحرير، ويمضي في دروب أشجارها، عناقيدها من أهداب الشمس، وأوراقها من صفحات القمر، وجذرها من وعي قيادة آمنت بأن الحياة جسر للوصول، وليس مكاناً للتوقف. في هذه المبادرة، يبدو المستقبل خيطاً من ضوء كواكب لا تطفئ وميضها، وسحابات لا تكف عن النث، ونجمات لا يجف ريقها وهي تسترسل في العزف على قيثارة الفرح. في هذه المبادرة، إنما دبي تسير بخطوات أرضها من مخمل الطموحات المجللة بإرادة قيادة لها في الاستثنائية السبق، ولها في الفرادة قصيدة شاعر، يغزل أبيات الطموح من خيط المستحيل، ويسرج خيل الجمال ليصبح الزمن ميدان فوز، ومضمار نجاحات لا تخفف وطئها،…

كان حلما

الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠٢٣

ربط مناطق ومدن الدولة من الأحلام المبكرة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتعزيز أركان الدولة الاتحادية الوليدة، وتحقيق تواصل وترابط أبناء الوطن الواحد بعد عقود من العزلة والتباعد، فكان الاستثمار الكبير والضخم لإقامة بنية تحتية متطورة وطرق عالمية المواصفات وضعت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر أفضل شبكات الطرق. كان الآباء والأجداد إلى ما قبل 60 عاماً خلت يستذكرون بمرارة أهوال الرحلة من منطقة لمنطقة حيث المسافة بين العين وأبوظبي مثلاً تستغرق ما لا يقل عن تسعة أيام بالإبل، وكان القوم يتجمعون ضمن قافلة ليأمنوا على أنفسهم مخاطر الطريق في ذلك الزمن العصيب، وحتى عندما دخلت عربات «البدفورد» كانت بحار الرمال في تلك الفيافي والسيوح من مشاق الارتحال. وقس على ذلك التنقل بين بقية المناطق. أول طريق مسفلتة بين دبي وأبوظبي كانت من مسار واحد للاتجاهين أقيمت قبل قيام الدولة على نفقة دولة الكويت الشقيقة التي شاركنا شعبها الشقيق مؤخراً احتفالاته بيومه الوطني الـ62…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

مهن المستقبل

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣

يبدو التساؤل عن المهن والوظائف في المستقبل فكرة جديرة بالبحث، فالكل يريد أن يعرف نوعية الوظائف التي سيقبل عليها الشباب، وستحتاج إليها الحكومات، وتلك التي ستتلاشى ولن يعود لها أية أهمية، لكن هل ستتلاشى وظائف لطالما عمل بها الناس فعلاً؟ نعم سيحدث ذلك حين لن يكون الإنسان في حاجة إليها، فكل وظيفة ظهرت كانت إما وظيفة مهمة في حد ذاتها نتيجة ما تقدمه من خدمة، فظهورها جاء تلبية لحاجة الناس والمجتمع والحياة. وإما أن تكون وظائف طفيلية استهلاكية ليس لها مردود حقيقي على حياة الناس، ولا أثر لها في مسيرة البشرية والحضارة، لكنها ظهرت تلبية لاهتمامات جديدة ظهرت في الحياة وبين الناس، أو استجابة لظواهر طارئة لا أكثر. من هنا تساءلت جريدة الديلي ميل البريطانية في عددها بتاريخ 26 يناير الماضي عن مهن المستقبل.. فما يريد العالم أن يفعله من أجل لقمة العيش؟ فعلى خريطة العالم وزعت الدول، ورصدت حسب إحصاءات مختلفة تمت متابعتها على مدى 12 شهراً، لتظهر في…

آيدكس ونافدكس 2023

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣

آيدكس الدولي، ونافدكس البحري، جناحا النسر يحلقان باسم الإمارات، ويرفعان حلم اللحظة إلى حيث تكمن حقيقة النبلاء في صناعة المستقبل، وفي صياغة واقع إنساني محصن بمنجزات ذات ماركة وطنية لا تشبه إلا نفسها، ولا ينافسها إلا هي. هذا هو الطموح الإماراتي، وهذه هي رغبة القيادة، في وضع الإمارات في المكانة التي لا تضارعها فيها دولة ولا قوة، قوة الإرادة هي القوة العظمى التي تتكئ عليها الإمارات، وهي الطائرة النفاثة التي تقلها من الأرض إلى السماء، بغية الوصول، والوصول هنا ليس له نقطة توقف، ولا محطة سوى محطة اللانهائي. في المعرضين تختال الجملة التعريفية بهذا المهرجان العالمي، والذي يحتفي بالمكان والإنسان على حد سواء، احتفاء يملأ القلب حبوراً، ويكسو النفس سروراً، فالإمارات اليوم تبدو في العالم باقة ورد حولها تدور الفراشات بحثاً عن عطر زكي، ونبشاً عن جمال يطرب الروح، وينعش القلب. من يتابع ما يحدث في آيدكس ونافدكس، يرى ما يراه الحالم في زهو الحياة عندما تعزز بإرادة المخلصين، وعزيمة…

مشروع دولة الإمارات الشجاع في استئناف الحضارة

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣

 شهد العالم في فبراير 2019 الحدث التاريخي الأكبر المتمثل في توقيع وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية وإعلان مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، وقبيل هذا الحدث بيوم أهدى قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية «ميدالية تذكارية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تحمل على الوجه الأول منها صورة لقاء بين القديس فرنسيس والسلطان الكامل الأيوبي قبل 800 عام، وتحكي الميدالية قصة زيارة القديس فرانسيس إلى مصر وجلوسه في حضرة السلطان، ليبدأ الاثنان شق طريق الحوار، ويصبحا بعدها مثالاً لشجاعة الكبار، ويرسما الطريق للمستقبل. وبعد قرون مضت على هذا اللقاء وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها عالمنا، كان لا بد من مبادرة شجاعة تستأنف ما بدأه السلطان والقديس، فكانت أبوظبي التي ارتقت بمفهوم الأخوة، وحررت الأديان من تهمة الكراهية والعداء والتباغض، من خلال وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، ثم شاء الله تعالى بعدها أن يختبر العالم بجائحة «كوفيد- 19»، فكانت دولة الإمارات مجدداً هي الأفعال قبل الأقوال، وهي المترجمة الحقيقة لما في…

إلى ابنتي التي لم أنجبها!

الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠٢٣

خاص لـ هات بوست: أكتب لك هذه السطور وأنا على متن الطائرة، على إرتفاع لا يقل عن 30 ألف قدم عن الأرض، الأرض التي طويتها ذهابًا وأيابا في مطاردة النجاح وال career وبعدتني عنك حتى صار من المستحيل أن تكوني لي . في هذا الوقت من العمر، وأمك في قمة مجدها الصغير، المجد النظيف الذي بنيته بالكد، والالتزام والانضباط الذي وضعته لي رتبة ذاتية ومسيرة حياتية، تذكرتك.. وتذكرت أن كان لي يوما حلما أن تكوني نسخة من قلبي لا من عقلي.. فعقلي كان دوما يحب الجبال العالية، ويحترف قطع الدروب الوعرة، عقل محموم بالجنون .. وددت يا بنيتي، أن أخبرك أن لا تمنحي زمام طُهر قلبك لأي إنسان على وجه البسيطة، وأن تحبي بذات الوقت بكافة نقاء روحك، لكن موضوع الزمام والخيط المربوط بالكف إنسيه تماما . سينظر لك الناس بعمق عقلهم، فهناك من عقله لا يتجاوز 4 ملمتر في العمق ويصطدم بلون بشرتك ومساحيق تجميلك ويتوقف طويلا عند علامات…

د. يوسف الشريف
د. يوسف الشريف
كاتب ومستشار قانوني إماراتي

شكراً رجال القمة

الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠٢٣

مع اختتام فعاليات القمة العالمية للحكومات التي احتضنتها إمارة دبي بنجاح، كان لابد لنا من أن نرفع الأقلام ونسطُر أجمل عبارات الشكر لفريق العمل الذي راعى جميع التفاصيل لإنجاح هذا الحدث الهام، والذي أصبح منارةً وملتقى للقادة لاستشراف المستقبل وتبادل الأفكار. ولأن الصورة التي شاهدناها في كل مكان داخل القمة كانت جميلة وأنيقة، وجب علينا أن نفتح الستار لنكشف أنه كان وراء هذا النجاح عشرات من الرجال والنساء ممن بقوا في الظل ليتابعوا أداء مهامهم وأعمالهم باحترافية عالية كي يخرجوا لنا الحدث بهذه الصورة العالمية. من حقنا أن نفتخر بأن لدينا الكوادر الفنية والتنظيمية القادرة على تنظيم مثل هذه الأحداث العالمية، وليس هذا فقط بل نفتخر بأن فرقنا التنظيمية كانت وستظل على أعلى مستوى من الجاهزية سواء في ترتيبات ما قبل وأثناء وحتى ما بعد القمة، من اختيار المواضيع المناسبة للأحداث العالمية وربطها بمسيرة دولتنا وتطلعاتها ودورها الريادي في تحفيز المجتمعات والسلام في ما بينها، وصولاً للاهتمام بأدق التفاصيل من…

الأسرة في الإمارات

السبت ١٨ فبراير ٢٠٢٣

هكذا تألق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وهو يعتلي منصة القمة العالمية للحكومات، وبأسلوب التناغم مع الحدث، وبلغة سهلة طيعة استطاع سموه أن يبث الصدح، ويملأ القاعة بصمت الناصتين باهتمام بالغ لما شدا به من كلمات لامست وجدان الحاضرين، وقوله إن الأسرة الإماراتية تلقى الأولوية في سياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو القول الفصل في تلك المحاضرة، لأنها حشدت جل مشاعر الحب والعرفان لقائد نذر نفسه في سبيل إسعاد أهله، وبنيه، ونحن في كل صباح، تشرق علينا مشاريع في خدمة الوطن، ومنجزات تصنع الفرحة في ضمير الناس أجمعين، سواء مواطنين أو مقيمين. وهذا هو الترياق الذي يجعل الإمارات تتفوق على الكثير من دول العالم المتقدمة، وتحقق نجاحات متتالية في هذا المضمار، وذاك، لأنها تقاد بقلب أحن من الغيمة على الأشجار، قيادة تعمل وتسهر على بناء الصلة الحميمة بينها وأناسها، وهذا ما يجعل الأمان…

القدر بين الرحمة والانتقام

السبت ١٨ فبراير ٢٠٢٣

خاص لـ هات بوست: يحدث أن يجرب السوريون أشكالاً مختلفة من الموت، مرضاً اختناقاً غرقاً برداً جوعاً قتلاً قصفاً سجناً تعذيباً، حتى تندرنا بأنه لم يعد ينقصنا سوى زلزالاً كي نجربه، وكان أن استجاب القدر. وكما يحدث في الحالات المشابهة، حين صحونا من هول الصدمة وجدنا أنفسنا أمام كارثة، تتكشف فصولها تباعاً يوماً بعد يوم، في تركيا وسوريا معاً، أسر بأكملها قضت نحبها، أمهات ثكالى، أبناء يبحثون بين الركام عن أشلاء آباءهم، والأنكى من ذلك كله أطفال يتامى دونما معيل، ومن نجا بات مشرداً بلا مسكن يأوي إليه، وغالباً هو لم يلبث أن وجد مأوى بعد سنوات اللجوء والنزوح والتشرد حتى فقده من جديد، إضافة للاحتياجات اليومية من طعام وشراب ولباس في ظل برد قارس. وما إن وقعت الواقعة حتى بدأت التحليلات، فرأى الغالبية العظمى من شيوخ "المسلمين" أن السبب هو كثرة الذنوب والمعاصي، مما أدى إلى غضب الله، ومن كان منهم أقل رأفة بالعباد وجد أنه ابتلاء من الله…

مصر والخليج.. علاقة لا تهزها الأقلام!

الخميس ١٦ فبراير ٢٠٢٣

«ما تسمحوش للأقلام والأفكار ومواقع التواصل المغرضة أن تؤثر على الأخوّة اللي بيننا».هذه الجملة قالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع، وفي جلسة حوارية على هامش أعمال اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات في دبي، حيث عقدت القمة هذه السنة تحت شعار «استشراف مستقبل الحكومات»، وجمعت تحت مظلتها نخبةً من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم.. وكل ذلك لأهداف تنموية واقتصادية وبغية تبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في تعزيز التنمية والازدهار حول العالَم. العلاقات المصرية الخليجية علاقات متينة ومتجذرة وذات طابع فريد ومتميز، ولها أبعاد ثقافية وديموغرافية واقتصادية وثيقة تجعل منها عُمْقاً استراتيجياً أساسياً لكل الأطراف، حيث تشكل كلٌّ من مصر ودول مجلس التعاون الخليجي مراكز قوى أساسية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، مراكز ذات أهمية استراتيجية تتكئ عليها المنطقة العربية قاطبةً. فقد لعبت كلٌّ من مصر والخليج أدواراً…

الإمارات منارة وقيثارة

الخميس ١٦ فبراير ٢٠٢٣

نتابع ما يحدث كما شعرنا بما قاساه أناس أقرب إلى القلب من شريانه إلى الوريد. تابعنا ونحن نمتلئ بالفخر، لبلد أنعم الله عليه بقيادة وجدت نفسها في قلب الحدث العالمي وكأنها النجم في أحشاء السماء، وكأنها الضوء في بطن الظلام، ما إن رفع الحدث الجلل رأسه وأطل على رؤوس البسطاء والناس الذين ما زالوا في بطن العراء، يسومهم البرد القارس سوء عذاب، واليوم وهم في لظى الكارثة الأفظع في تاريخ المنطقة يواجهون زلزالاً هز المنازل، وأخشاب الفقر، والقتر، ورفع من منسوب غضبه، على الذين ما صحوا من كارثة التشرد، حتى باغتتهم الأرض وهي ترج أديمها رجاً، وتهز أديمها هزاً، ورغم المأساة إلا أننا عندما نتأمل المشهد، نرى الإمارات وهي تحمل على عاتقها مسؤولية إنسانية جسيمة، ولكن بفرح الأفذاذ سارت القوافل محملة بود الأشقاء، مفعمة بنعيم العشاق الذين ما تنام أعينهم وفي العالم فقير يئن، ويتيم يشكو فقد الأبوين، وأرملة الضعف والهوان، وثكلى تصرخ يا ولدي أين تنام أنت هذه الليلة،…