آراء

آراء

ضياع الملكية الفكرية في قنوات الأطفال

الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٢

تبدو ظاهرة السطو على حقوق الملكية الفكرية واضحة في بعض قنوات الأطفال العربية، حيث تصبح الأغنيات بألحانها وتوزيعها الموسيقي مستباحة لأصحاب تلك القنوات باسم "الطفولة"، وصار إطلاق قناة سهلا جدا، إذ يكفي أحدهم أن يجمع أفراد أسرته وجيرانه وأصدقاءه من شلة الجامعة من ذوي الأصوات الجميلة، والكل يصحب أطفاله معه، فيصير الجميع "أبطال" شاشات الأطفال. أما المادة الإعلامية التي تعتمد عليها قنوات الأطفال تلك فهي الأغنيات، إذ إن صناعة مواد احترافية تعليمية تأخذ وقتا وتكلف كثيرا من المال، أما الأغنيات فإنتاجها سهل وبـ"بلاش" بطريقتهم، إذ يبحث القائم على القناة في الأغاني الجاهزة – بما فيها القديمة - ويسرق الألحان مثل أغنية "عالمايا" للسوري ذياب مشهور، ويكلف من يكتب كلمات تناسب اللحن مثل "عالمايا عالمايا.. هوا بلادي هوايا"، والغريب أنهم من دون خجل يضعون عليها كلمات فلان وتوزيع فلان، وهي موزعة أصلا يوم غناها مطربها الأصلي، وكل ما يفعلونه هو أنهم يشغلون شريط الأغنية الأصلي ويخفون صوت المطرب بالتقنيات الحديثة، ما يعني أن التكاليف صارت مجانية بالكامل... ولا تختلف عنها سرقتهم لأغنية "من شرد لي الغزالة" للبناني طوني حنا التي صارت كلماتها لديهم "يا وطنا يا أغلى منا.. حبك في قلبي عنواني"... ولأن طريقة الكتابة أساسها التلزيق ينتقل الحديث من الجمع للمفرد في الأغنية.. ولم تسلم من عبث تلك القنوات أغاني…

آراء

عنصرية بعض المسؤولين!

الأحد ٠١ يوليو ٢٠١٢

من مساوئ بقاء المرء طويلاً في مركزه الوظيفي أنه -مع الوقت- يصدق أن وظيفته حق لا ينازعه فيه أي أحد وأن المؤسسة التي يعمل بها ملك خاص لا يجادله فيه أي قريب أو بعيد. ولهذا يتعامل هذا النوع من المسؤولين مع أي نقد يوجه للمؤسسة التي يعملون بها كما لو كان نقداً للشخص لا لعمله أو أداء مؤسسته. لدينا مسؤولون يطيلون البقاء في مناصبهم فيتحولون مع الزمن إلى «كومة من الغرور» «فيشخصنون» أي نقد يوجه لأدائهم. وفي العالم العربي «موظفون» يمارسون «استبداداً» لا يقل خطورة عن استبداد الأنظمة الديكتاتورية. هل تتخيل -مثلاً- وكيل وزارة خدمية ينزعج من كلمة نقد عابرة في مقال أو مقابلة فيتحول هذا الانزعاج إلى موقف «شخصي» يقود إلى الانتقام من صاحب النقد بأي طريقة؟ أعرف مسؤولاً ظل يبحث عن أي معاملة لمن تجرأ وانتقد وزارته لعله يصفي حساباته مع صاحب النقد. ولما لم يجد أي معاملة لصاحب النقد ظل يبحث عن أي «معاملة» لقريب أو صديق لمن كتب ينتقد أداء وزارته! هل عقلية كهذه جديرة بتحمل أي مسؤولية؟ أليست هذه العقلية هي من تضاعف الغضب الشعبي تجاه أداء المؤسسات التنفيذية في العالم العربي؟ وأعرف -مثلما تعرفون- مسؤولين لا يستحون وهم يقحمون عنصريتهم البغيضة في عملهم فلا يخافون ربهم ولا يراعون ثقة من عينهم وهم يعقدون معاملات…

آراء

الإعلامي و«المنشفة»!

السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢

مهنياً، أرفض دائماً فكرة الجمع بين صفتيَّ الإعلامي والناشط. أرفض دوماً فكرة أن يخلط الإعلامي بين النقيضين: العمل الإعلامي الذي يفترض الحيادية (قدر المستطاع) والانخراط في عمل ذي بُعد حركي سياسي. لا يمكنك أن تكون إعلامياً وفي ذات الوقت ناشطاً سياسياً. وكونك إعلامياً، فلديك منابرك للتعبير عن رأيك إن كنت مضطراً للتعبير عن موقفك الشخصي تجاه قضية سياسية أو شأن عام. في المحاضرات التي أدعى لإلقائها على طلاب الإعلام أنبه دائماً لأهمية عدم الخلط بين القناعات الخاصة والتغطية الإعلامية. ومرة اجتمعت بفريق تحرير في مؤسسة إعلامية فقلت للفريق: دعوا مواقفكم الشخصية تجاه الأحداث الساخنة في منطقتكم خارج هذا المبنى. من أسوأ ممارساتنا في الوسط الإعلامي العربي أن فينا من يخلط بين وظائف ومواقف الناشط السياسي ووظيفة الإعلامي. ولهذا لا تستغرب وجود بعض الإعلاميين الذين تتأثر تغطيتهم للأحداث برغباتهم وآمالهم وتوجهاتهم ومواقفهم الشخصية. وهنا نفرق بين التغطية الصحفية والمقال الذي يعبر فيه كاتبه عن رأيه وقراءته الخاصة للأحداث. وتلك من أبجديات المبادئ المهنية في العمل الإعلامي. لكنها -في الغالب- مفقودة لدينا. كثيراً ما أُسأل لماذا لا «أتبنى» القضية الفلانية لأهميتها عند قطاع ما من المجتمع. ويكون ردي دائماً إن وظيفتي كإعلامي تفترض ألا «أتبنى» أي قضية. والفارق كبير بين أن تكتب عن قضية ما أو تتبناها. وهنا واحدة من الفوارق في…

آراء

مخاضات الديموقراطية

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢

تؤكد انتخابات مصر الأخيرة أنه برغم هبوط الديموقراطية على العرب ذات زمن "ربيعي" من غير تدريج إلا أنهم يصرون على توشيحها بخصوصيتهم التي كم تحدثوا عنها. وأثبتت تلك الانتخابات بالإضافة إلى ما يقال عن وجود ديموقراطيات عربية أخرى كالتي في العراق وغيرها، أن العرب لم يألفوا بعد مسألة الاختيار الحر لأن ثقافته لم ترسخ لديهم نتيجة سيطرة أنظمة طوال عقود على عدد من الدول التي لم يكن للمواطن لديها رأي في اختيار أي شيء، بما في ذلك الشأن الثقافي والإبداعي الذي يفترض أن أصحابه على درجة عالية من الوعي تجعلهم قادرين على اختيار من يديرون المراكز الثقافية لكن هؤلاء يأتون دائما بالتعيين من قبل "الحزب القائد"، حتى المجالس التنفيذية لاتحاد الكتاب العرب التي يتم انتخاب أعضائها كما في سورية وغيرها، يأتي "الحزب القائد" ليعين رئيس الاتحاد من غير اكتراث لعدد الأصوات أو لإجراء انتخابات بين الفائزين لاختيار رئيسهم. ولنا أن نتخيل بقية الانتخابات الصورية في الأماكن الأخرى إذا كانت تلك هي الديموقراطية المفروضة على النخب الثقافية! تلك العقليات أفرزت ديموقراطية "أنا أو الفوضى" التي لمسناها في انتخابات مصر الرئاسية الأخيرة، من خلال إعلان كل من المرشحين واحدا تلو الآخرعن فوزه قبل أن تصدر النتائج، وهذا الأمر لا يخطر على بال أي مرشح أن يقوم به في دولة مشبعة بالديموقراطية، لأنه…

آراء

التغيير وسنن الحياة

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢

لا أفهم كيف يستغرب بعضنا من مجريات الأحداث في منطقتنا. كانت أغلب الدلائل تشير الى أن تغييرا كبيرا سيحدث في المنطقة. جاء العسكر إلى السلطة (وجيء ببعضهم) على ظهر الدبابة. ولم يبنوا دولة مؤسسات أو تنمية حقيقية. تراكمت الأخطاء -وما صاحبها من ظلم- مثل كرة الثلج. زاد الاستبداد حتى أكل أصحابه. وفي ظل التحولات الكبرى في تقنيات الاتصال والتواصل مع العالم كان لابد للإنسان -في بلدان الربيع العربي- من أن يتفاعل مع معطيات عصره فينتصر لنفسه. ولذلك يكون التغيير المقنن، المتماشي مع إيقاع عصره، أسلم للأوطان وأرحم للشعوب. والأمثلة كثيرة. فهل احتاجت تركيا إلى «ربيع تركي» حتى تتحرر من قبضة العسكر؟ ثمة دوماً قوى تقاوم التغيير وربما تحاربه. وكثيرون حولنا ينطلقون في رفضهم للتغيير من منطلقات طيبة وبريئة. فالخوف من المجهول يشكل أحياناً عقبة في وجه أي جديد. في المقابل، يخطئ من ينسى أن التغيير من سنن الحياة. فلكل عصر ظروفه ولكل جيل طريقة تفكيره. لكن المجتمعات التي تؤسس مؤسسات حقيقية توازن بين قيمها الأساسية وبين متغيرات عصرها تكون صاحبة اليد العليا في مسيرة التغيير. إنها تساير التغيير، وربما تسابقه، بدلاً من أن تصادمه أو تعاديه. ولديها أدواتها وآلياتها التي تساير الجديد في الأفكار والمعطيات دون التضحية بالسلم المجتمعي أو الاستقرار السياسي. وتلك أدوات ناجحة لأن المواطن شريك حقيقي في…

آراء

السعودية عام 1986

الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢

في ربيع العام 1986، صدر بيان من الديوان الملكي نشرته جريدة (أم القرى) الرسمية في حينه يبين لعموم المواطنين أزمة وفرة النفط وانخفاض أسعاره التي بدأت مع عقد الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم، والتي أطلق عليها (Oil Glut) أو (التخمة النفطية)، وأن الدولة تتعهد بإكمال كافة المشاريع المعتمدة في ميزانية ذلك العام. كانت أسعار النفط ترتفع بالتدريج من 2.5 دولار للبرميل عشية حرب أكتوبر في عام 1973 ميلادي إلى40 دولاراً عام 1981 مع اشتعال الحرب بين العراق وإيران ثم انخفض إلى أقل من 10 دولارات للبرميل في ربيع 1986. في المقابل، كانت مشاريع التنمية تترافق مع أسعار النفط؛ في شركة (أرامكو) على سبيل المثال، يندر أن تجد شخصاً تم توظيفه في الشركة بعد عام1985، كذلك توقفت الجامعات الحكومية عن ابتعاث الطلاب للخارج، وتم ربط الريال بالسعر الموحد للدولار (3.75 ريال مقابل الدولار الواحد)، وخرج وزير النفط من الوزارة بعد ربع قرن من الخدمة. أزمة عام 1986 لم تكن صدفة أو حدثاً نادراً، فقد تكرر السيناريو نفسه عام 1997 بسبب الأزمة الآسيوية، ومرة ثالثة عام 2008، عندما هبط سعر النفط، خلال 6 شهور فقط، من 150 دولار للبرميل إلى 39 دولاراً. إذن، الانخفاض في سعر النفط يتكرر كل عقد ويؤثر على حياتنا ومشاريع التنمية في بلادنا. قمت بمراجعة كافة الأوامر السامية…

آراء

أبواق… لا تستحي!

الإثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢

كنت أعتقد أن الأبواق الإعلامية اللبنانية والسورية المنافحة عن بشار الأسد وجرائم نظامه ستستحي وتختفي، أو على الأقل ستخجل بعد المذابح والمجازر التي ارتكبتها قوات النظام في المدن والبلدات السورية، وآخرها في الحولة وقبيرة والحفة، لكن كما يقال «صحيح اللي اختشوا ماتوا». كنت أتمنى أن تستيقظ تلك الأبواق الحاقدة على السوريين الأحرار الشرفاء من سباتها أو تصمت، أو تعزف عن الكلام وتنصرف لعلاج نفسياتها وأحقادها بدلاً من تبرير جرائم النظام الفظيعة. لكن يبدو أن هؤلاء المرضى المسمّين زوراً وبهتاناً بـ «إعلاميين» أو «محللين سياسيين» ما زالوا يستمرئون الكذب، ولا يخجلون ولا تتأثر قلوبهم أو إنسانيتهم بتلك المناظر المفزعة والجرائم المروعة، من قتل للأمهات، واغتصاب لبناتهن، ونحر للأطفال، ومن مشاهد الجثث والأشلاء. الأسبوع الماضي، استعرضت فضائية سورية، لقراءة حجم التغيير على وجوه مذيعي تلك القناة «الشبيحة» بعد الجرائم الأخيرة، وشاهدت مذيعة تبتسم وتسأل بوقاً لبنانياً «كذاباً أشر» يستحق العقاب، فقد ظل يبرر جرائم النظام بحجة استعادة الأمن من المسلّحين الإرهابيين. ثم يقرر فجأة أن سورية ستكون قوة عالمية تهيمن مع حلفائها على المنطقة وقارة آسيا، بناء على سيناريوهات يراها هو وحده ولا يراها غيره. ويقول هذا «المعتوه» إن روسيا والصين وإيران وسورية ستصبح قوة مهيمنة على قارة آسيا في مقابل هيمنة أميركا وأوروبا على قارة أفريقيا وبالتراضي بين القوى الكبيرة. لافتاً…

آراء

مع سلمان بن عبدالعزيز

الإثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢

لم تمر أسابيع قليلة على مكالمة طويلة فاجأني بها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في حديث أبوي كريم، حول بعض الأحداث الراهنة. ومن منا في الوسط الإعلامي لا يحمل ذكرى خاصة، من مقابلة أو مكالمة، مع الأمير سلمان؟  قال لي الأمير، من ضمن ما جاء في مكالمته الكريمة، إنه يختلف معي أحياناً لكنه يحترمني. وهذه، وربي، غاية المبتغى عندي، فالاختلاف في الرأي عند الكبار لا يعني مصادرة للرأي الآخر أو اختلاق عداوة مع صاحب الرأي المختلف، كم مرة تمنيت أن أقول لبعض صغار المسؤولين عندنا: أرجوكم: لا تصنعوا مني عدواً لأنني لست كذلك ولا أود أن أكون كذلك، نحن نقول أو نكتب أحياناً ما يزعج أو يستفز البعض. لكن القصد غالباً المصلحة الأكبر، وتلك هي طبيعة الكتابة الناقدة.  والكاتب ليس من «الملائكة» أو منزها عن الخطأ والتقصير. ولهذا يزداد التقدير لرجل دولة كبير مثل سلمان بن عبدالعزيز. وإلا ما الذي يضطره، وهو المزحوم بأعباء مسؤولياته الجسام، أن يهاتف كاتباً ويحاور صاحب رأي لولا أنه يحترم أهل الفكر ويقدر مسؤولية الإعلام وأهميته؟  اليوم وقد تولى الأمير مسؤولية ولاية العهد، وهو الجدير بالمهام الكبرى، فمن المتوقع أن تستمر السياسة الخارجية السعودية في حيويتها خصوصاً في زمن التحديات والمخاطر الكبرى على مستوى المنطقة كلها. ما من مراقب لما يجري في العالم العربي اليوم إلا…

آراء

التسامح أولاً ثم الغفران

الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٢

في جملة رائعة لمارك توين تقول: إن التسامح هو العطر الذي تطرحه زهرة البنفسج على القدم التي حطمتها. في ميزان الحياة عندما تعلو كفة القوة تذكر أن هناك كفة التسامح بعد سبع وعشرين سنة قضاها الرئيس الإفريقي نيلسون مانديلا في سجن جزيرة روبن التاريخية خرج زعيما للحرية والنضال وتوج رئيسا لدولة كان سجينا في أحد سجونها النائية وعندما دخل مكتبه الرئاسي في يومه الأول كرئيس، خير الموظفين وغالبيتهم من البيض ما بين البقاء معه أو الذهاب ولم يمارس أي تصفية حسابات أو تفرقة وهو على رأس السلطة ولم يستأثر بها بل ترك الحكم طواعية بعد فترة زمنية قصيرة. كان الكثير من شعبه يطالبه بالانتقام وهو شعور إنساني طبيعي بعد عقود من الظلم والبطش لكنه فضل التسامح والعفو ليؤسس دولة حديثة وترك الانتقام والثأر لأنه يورث الهدم وما أصعب البناء بعد الهدم. ربما تحتاج جمهوريته إلى أكثر من جيل لترميم آثار التفرقة وجروح العنصرية، لكن لا يوجد هناك مستحيل إذا كانوا يملكون سلاح الإرادة وطلقات التسامح. السعداء الجدد هم المتسامحون “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” آل عمران134. عندما تمر بي هذه الآية كنت أتساءل كيف يستطيع البعض كظم غيظهم وهم في قمة الغيظ ؟ ومن خلال الملاحظة والتجربة وجدت أنه من أصعب أنواع التحكم في المشاعر، ليس سهلا…

آراء

الفن يلهث وراء أصحاب الخطب غير العصماء

الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٢

حين يقول الممثل المصري عمر الشريف إنه ليس خائفاً من الإخوان المسلمين أو مرشحهم للرئاسة محمد مرسي، ويربط المنتج اللبناني محمد ياسين بدء تصوير فيلم "إشاعة واحدة لا تكفي" الذي يقوم الشريف ببطولته بانتهاء الانتخابات المصرية وظهور نتائجها. فذلك يؤكد أن السياسة أخذت مكان الصدارة في المشهد المصري الذي ألفناه صاخبا فنيا لكنه اليوم ما عاد كذلك بعد الثورة التي يبدو أنها لم تنتهِ بعد.. بدليل قرار المحكمة الدستورية العليا منذ أيام الذي قاد كلا من المرشحين الرئاسيين محمد مرسي وأحمد شفيق إلى إلقاء خطب "غير عصماء" كما رأينا وسمعنا عبر الشاشات، خطب في إحداها مرسي ود الجماهير مطلقا الوعود التي تجعل من بلاده جنة لا مثيل لها، وكسّر في الأخرى شفيق قواعد اللغة العربية فجرّ المرفوع والمنصوب والمجرور.. لنكتشف أحد أمرين، فإما أنه لم يعيّن مستشارا لغويا يدربه على اللغة والإلقاء وتلك مشكلة لدى مرشح رئاسي.. أو أن هذا هو مستواه وتلك مصيبة إن استمر تدني المقدرة اللغوية لرئيس محتمل لمصر بكل إرثها اللغوي على هذا المستوى. برغم تلك العثرات وغيرها، ظل الفن يلهث وراء السياسة، وكثير من أخبار أهل الفن صارت مرتبطة بالانتخابات، فالممثل أحمد السقا ينفي ما نسب إليه من دعم أحد المرشَّحَين، لكن أنصار كل منهما يطالبه بتأييد من يدعمونه. أما موقف نيللي كريم من الهجوم…

آراء

الأمير سلمان… والشرق الأوسط الجديد

السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢

«أخطر 48 ساعة في تاريخ مصر» كان هذا مانشيت صحيفة «الأهرام» صباح الثلثاء الماضي، مانشيت مقلق لكل مصري يصطدم به ذلك الصباح، ولكنه مقلق أيضاً للسعوديين الذين انشغلوا في اليوم نفسه وما قبله بإعادة ترتيب مؤسسة الحكم، بعد الوفاة المفاجئة لولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز، ذلك أن أخطر أيام مصر هي أخطر أيام السعودية. صُدم السعوديون بخبر وفاة الأمير نايف، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة، ولكن قوة مؤسسة الحكم في السعودية خففت بسرعة من أثر الصدمة. نترحم في السعودية على موتانا، ولكن لا نبقى هناك طويلاً، نمضي بسرعة، فثمة عمل كثير ينتظرنا. لعل من حكمة القدر أن يتولى منصب ولاية العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي له اهتمام بالسياسة الخارجية، والذي يجري قدر كبير منها حول السعودية، بل إنه متداخل معها ومؤثر فيها ومهدد لأمنها. كثيراً ما قيل إن السياسة الخارجية السعودية بكل مؤسساتها بحاجة إلى مضاعفة الجهد، وإعادة النظر في «قواعد الاشتباك» الموروثة من حقبة «النظام العربي القديم» الذي انهار العام الماضي، ولا يزال ينهار بوتيرة تفاجئنا أحياناً. الذي نريده من الأمير سلمان هو أن يسارع بذلك، فالأحداث من حولنا لا تكاد تتوقف، يكفي مانشيت «الأهرام»: «أخطر 48 ساعة في تاريخ مصر»، فلو حصلت - لا قدّر الله - تلك المواجهة التي لا يتمناها أحد بين الدولة العميقة…

آراء

مجاعة اليمن

الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٢

عشرة ملايين يمني مهددون بالمجاعة. ألا يستحي «جهابذة» السياسة في اليمن من هذه الكارثة؟ ألا يخجل أولئك المحسوبون على النظام السابق، من أقرباء «الزعيم» ومن كان في دائرته، وهم يُخرجون أموالهم -بمئات الملايين- إلى بنوك خارج اليمن وقد أفقروا وطنهم بأنانيتهم وجشعهم وطغيانهم؟ حينما تواصل معي الصديق علي الظفيري يخبرني أن شباباً من الخليج ينظمون حملة أطلق عليها «من أجل اليمن» تساءلت: ألم نحذر طويلاً من الانغماس في ألاعيب السياسة ودهاليزها على حساب التنمية؟ كم مرة كتبنا عن مخاطر الوضع اليمني المتردي -خاصة في جوانب التنمية- على الأمن القومي الخليجي؟ وفوق الواجب الإنسان والأخلاقي تجاه ما يعانيه أهلنا في اليمن، كيف لا نرى مصلحتنا في يمن مستقر آمن ذي اقتصاد متماسك وتنمية مستدامة؟ انشغل اليمنيون -وانشغلنا معهم- بألاعيب الرئيس السابق السياسية حتى ضربت المجاعة قرى اليمن ومدنها. وما يحدث اليوم في اليمن ليس وليد الأمس بل هو نتاج عقود من الإهمال والتجاهل لقضايا التنمية والاقتصاد في اليمن. ولو كنت سياسياً يمنياً لأعلنت فوراً اعتذاري عما يحدث من مجاعة وسوء حال في اليمن، وأعلنت انسحابي من المشهد كي أتفرغ للعمل مع المنظمات الإنسانية التي تحاول الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه في اليمن. لكن هيهات! فأغلب السياسيين في اليمن قد أدمنوا اللعبة وهي عندهم -فعلاً- لعبة تقود لمزيد من المكاسب الشخصية على…