هدى ابراهيم الخميس
هدى ابراهيم الخميس
مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون

«الاتحاد».. 53 عاماً من التوثيق والعطاء

آراء

عكست صحيفة «الاتحاد» منذ صدورها في أكتوبر 1969، الكثير من المعاني والرمزية في اسمها ومضمونها، معبرة عن رؤية استشرافية للمغفور له الشيخ زايد، والذي اختار اسمها بنفسه لتحمل على مدار عقود لواء توثيق مسيرة العمل الوطني من النهضة الاقتصادية والعلمية والثقافية خاصة بعد قيام الاتحاد عام 1971، لتشكل منذ ذلك الوقت سجلاً تاريخياً وتوثيقياً وشريكاً فاعلاً في النهضة التنموية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار 53 عاماً من التوثيق لإرث الوطن في مجالات السياسة والثقافة والتراث والفنون ومسيرة النهضة.

تميزت صحيفة «الاتحاد»، خلال هذه السنوات بالفكر المتجدد والواعي بقضايا الوطن والأمة، كما تميزت بالاحترافية والمرونة والسبق الصحفي، الأمر الذي شكّل أحد أهم عوامل قوتها محلياً وإقليمياً، وصولاً إلى يومنا هذا الذي شهدنا فيه تحوّلها من الصحافة المكتوبة إلى الصحافة الرقمية تماشياً مع التسارع الذي أحدثته التكنولوجيا في التوجه نحو استخدام التقنيات في كل مجالات الحياة، حيث انتقلت الصحيفة إلى الفضاء الإلكتروني والتواصل الاجتماعي بكافة قنواته، لتسهم من خلال هذه الخطوات في التعبير عن سياسة الدولة أولاً، ثم عن ثقافة المجتمع الإماراتي إلى العالم عبر محتوى متنوّع يلبي رغبات القراء والمتابعين من مختلف شرائح المجتمع خاصة في ظل بيئة متنوعة ديموغرافيا تجمع أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم.

إنَّ المتتبع للعديد من إصدارات الصحيفة على مدار هذه السنوات، يجد أنها ساهمت ولا تزال بدور كبير في تقديم تجربة ثرية للقراء على اختلاف اهتماماتهم، مقدمةً للصحافة العربية نموذجاً إماراتياً فريداً في مواكبة وتبني القضايا الوطنية والتنموية والاجتماعية والإنسانية والمشاريع والمبادرات المتميزة، مؤرخةً لكل مرحلة بتفاصيلها وإنجازاتها وفق قيم متفردة تعكس المصداقية والأمانة والشفافية والمهنية العالية، خاصة خلال فترة الإعداد والعمل الوطني الحثيث قبيل قيام الاتحاد، لتكون شاهداً على هذا العصر في كل المجالات والقطاعات، وسجلاً يحفظ للأجيال القادمة إنجازات القيادة الرشيدة جيلاً بعد جيل، لتستفيد منها على مر الأزمان والعصور.

نجحت صحيفة «الاتحاد» على مدى عقود في إثبات تفوّق مهني وتميز نوعي في القطاع الإعلامي لتكون اليوم منارة للثقافة والفكر المستنير وإحدى أهم الركائز التي توفر المحتوى والخبرة والمعرفة لإعلاميي الوطن وقارئيه، من خلال دعمها اللامحدود للمبدعين من أبناء الوطن وخاصة الشباب، الأمر الذي أسهم في تعزيز الحراك الثقافي والإبداعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعبّر عن رؤية الصحيفة المتوازنة والمُعمقة انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة، شاهداً على تحقيق الريادة في كافة المجالات والتخصصات، وتوثيق تاريخنا الغني بالإنجازات.

في الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس هذا الصرح الكبير، نجدّد عهد الوفاء لإعلامنا الوطني، شاكرين جهود وتضحيات فريق عمل الاتحاد الذين حملوا رسالة الإمارات إلى العالم، بقيم الإبداع والفكر المتطوّر، مسطّرين بأقلامهم حكايات الإنجاز، ترسيخا لمكانة أبوظبي عاصمةً للثقافة والفنون.

لعطائهم كلّ التقدير والامتنان.

المصدر: الاتحاد