هدى ابراهيم الخميس
هدى ابراهيم الخميس
مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون

محمد بن زايد معلم وصانع سلام

آراء

في ظلّ الظروف الاستثنائية لجائحة «كوفيد- 19»، بعثت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلون هم» فينا اطمئناناً وأماناً استثنائياً، وكأننا نختصر بهذه الكلمات، ما يزيد عن العام على الجائحة التي أنهكت العالم وأتعبت كبريات الدول وأعظمها، بل بهذه الكلمات نستقرئ بُعداً أعمق في ما عمل سموّه على ترسيخه من مبادئ الخير والعطاء والتواصل والتفاهم في أحلك ظروف التنازع والصراع، فكان لمواقفه ورؤيته فعلُ الترياق لكل الأمراض والأوبئة الصحية والفكرية على حد سواء، ومنها الفكر المتطرف والكراهية التي دفعت منطقتنا، منذ عقود طويلة، ثمناً باهظاً لها، من حاضر أبنائها ومستقبل شبابها الطموح وثروات شعوبها، ومقدّرات دولها.

ورث سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عن المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، مبادئ الحكمة والرحمة وقيم التسامح والأخوة الإنسانية، نراه مقداماً في اقتحام الأزمات بحلول ناجعة، ومبادرات غير مسبوقة، تبعث ابتسامته فينا فرح القلوب وثقة النفوس، في كل مكانٍ يتواجد فيه، ففي شخصه تجتمع مكامن القوة الإماراتية وقيمها، بقيادته ورؤيته الصائبة البعيدة المدى، التي جمعت صانعي القرار العالمي وقادة الدول في محطات بناء علاقات استراتيجية عميقة ومصالح مشتركة لصالح الدول المعنية والإنسانية جمعاء.

إنه رجل الإنسانية الأول الذي علّمنا وألهمنا، معه أدركنا قيمة التسامح سبيلاً لبناء جسور حوار وتواصل، وعلى يديه تتلمذنا في مدرسة الأخوة الإنسانية التي أسس لها بحزم وصبر وإقدام، فكان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي بالتزامن مع اللقاء التاريخي لقطبي العالمين الإسلامي والمسيحي الإمام الأكبر أحمد الطيب، والبابا فرنسيس، ثم إعلان الأمم المتحدة يوم 4 فبراير من كل عام، يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، وصولاً إلى توقيع اتفاق السلام الإبراهيمي الذي أنهى عقوداً من الصراع، وألهم قادةً ودولاً، بأهمية الحوار في سبيل استقرار المنطقة، وحرصاً على المصلحة المشتركة لشعوبها، وكان بناء البيت الإبراهيمي في عاصمة الإمارات، لتكون منارة التسامح ومنصة حوار الأديان، بتوجيهات من سموّه.

وإنّ حصوله على جائزة رجل الدولة الباحث إضافةٌ تثري سجل إنجازاته الإنسانية، تجسيداً لاعتراف دولي مرموق، وتقدير عالٍ، من مؤسسة بحثية رائدة في الدراسات والسياسات، بدوره القيادي في صنع السلام لمنطقتنا والعالم، وجهده الكبير في تمكين ثقافة الحوار والتعايش والتلاقي ونبذ التطرف والتنازع والخلاف، وعزمه وتصميمه على جعل الإمارات منبراً عالمياً لمحبي السلام والعاملين على صناعته.

في كل ذلك، وفي غيره الكثير مما لا تتسع له السطور والصحف، يتضح الدور الحقيقي لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رجل الدولة، صانع السلام، المعلم الفاتح لدروب المعرفة والتفوق والإنجاز، القدوة والملهم لشعوب العالم.

المصدر: الاتحاد