ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

الصداع السياسي

آراء

يتعرض الزعماء السياسيون لصداع يومي، وإنْ اجتهد المقربون، وحاول المساعدون امتصاص حبوب المسكنات عنهم، ليخففوا من وجع رؤوسهم، إلا أن هذا الصداع قد يتحول لمزمن، بعض من هذه الصداعات يزول الزعيم السياسي، ولا تزول، بل يورّثها للبلد، من صداعات الزعماء السياسيين:

ظهور مجلة في بريطانيا قدمت جائزة لمن يكتب قصيدة هجاء في «رجب أردوغان»؛ لأنه يطالب بمحاكمة فنان ألماني «بومرمان» نظم فيه قصيدة هجاء، تحمل إسقاطات جنسية، ملف السب والقذف بحق «أردوغان» منذ أصبح رئيساً فقط، حمل نحو ألفي قضية مختلفة، أي خلال العامين المنصرمين، بمعدل قضيتين ونصف كل يوم، وهي تكفي لأن تسبب له صداعاً مزمناً!

أما «الرئيس» اليمني المخلوع، الذي يصرّ أن يبقى رئيساً لليمن وللحزب وللوحدة، وللتحالف الجديد مع الحوثيين، الذي يتوسد 60 مليار دولار، أي ما يساوي الناتج المحلي الإجمالي اليمني السنوي – خلال سنوات حكمه الطويلة – جمعها من مساعدات، ودعم، وخيرات اليمن، فيبدو أن صداعه لن ينتهي؛ لأن البلدان والبنوك صكت في وجهه، وفي وجه أمواله، حيث جمدت، وصودرت، وأكلت منها الحرب الضروس!

رئيسة البرازيل «ديلما روسيف» تبدو أنها تعاني الأمرّين جراء مشكلات، وصداعات وتصدعات في البرازيل لم تنته في حكم من قبلها، ولا حكمها، ولا حكم من بعدها، فهل تفضل أن تنهي صداعها اليومي، وتقرّ بهزيمة سياسية، أم تقاوم وتتحمل أوجاعها حتى انتخابات 2018؟

أما «كاسترو» المناضل العجوز، الذي بلغ التسعين، قضاها في ساحات الوغى، ولم يقترب من باب أي كنيسة، حتى اضطرت «البابوية» في الفاتيكان على فصله من المذهب الكاثوليكي عام 1962 لارتداده عن الكاثوليكية، ولذلك دام هذا الانفصال والقطيعة بين كوبا والفاتيكان حتى أعلن البابا: أن المسيحية تؤيد الاشتراكية، بعدها دخل «البابا» كوبا «كاسترو»، وأصبح صديقاً، اليوم «كاسترو» أمام السؤال السرمدي «إلى أين»؟ وظهر جليّاً في خطابه الأخير الودائعي للجماهير الكوبية، والذي لم يستمر إلا دقائق، بعد أن كان يأخذ الساعات الطوال، كان حديثه منصبّاً على الموت، وأنه ينتظر دوره مثل الجميع!

وحدها.. الملكة «إليزابيث» الثانية، ملكة المملكة المتحدة، وأيرلندا الشمالية، ورئيسة الكومنولث، التي بعيدة عن الصداع السياسي، فقد احتفلت بعيدها التسعين الألماسي، وأكلت من كعكة عيد ميلادها المكونة من ثلاث طبقات، والتي حضرّتها امرأة مسلمة من بنجلاديش بنكهة البرتقال، صداع الملكة عابر، وثانوي مثل: بحثها في الإنترنت من خلال الـ«فيسبوك» عن موظف لحساباتها المالية، براتب جيد، وبامتيازات غير محدودة!

المصدر: الإتحاد