«حكماء المسلمين»: قرارات مصيرية بشأن القدس في سبتمبر المقبل

أخبار

أكد مجلس حكماء المسلمين أنه سيبحث قرارات مصيرية بشأن القدس المحتلة، التي تمثل قضية المسلمين الأولى، خلال مؤتمر الأزهر العالمي عن القدس، المقرر عقده في شهر سبتمبر المقبل، وحذّر من مساع إقليمية لاستغلال أحداث المسجد الأقصى لدعوة الحجاج إلى الاحتجاج والتظاهر خلال أداء المناسك، معتبراً «هذه الدعوات تحمل في طياتها أهدافاً طائفية مغرضة لإفساد موسم الحج».

وتفصيلاً، عقد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، جلسة طارئة في أبوظبي، أمس، بحث خلالها ما وصفها بـ«الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك والشعب الفلسطيني الأعزل، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لتهويد القدس، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، والمساعي الخبيثة لفرض السيطرة الصهيونية عليه».

وأعرب المجلس عن استيائه الشديد واستياء المسلمين والأحرار كافة في جميع أنحاء العالم، مما سماه «الإرهاب الصهيوني بحق المسجد الأقصى المبارك والمواطنين الفلسطينيين والقيادات الدينية للمسجد الأقصى المبارك»، مشدداً على رفضه القاطع للانتهاكات الإسرائيلية التي أصبحت تهدد السلم العالمي.

ودعا المجلس قادة الدول الإسلامية والعربية وكل الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات ومواقف صارمة لوقف الإرهاب الإسرائيلي، ومنع تكرار أية إجراءات استفزازية من قبل كيان الاحتلال بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم للمسجد الأقصى المبارك.

وأشار المجتمعون إلى أن ما يحدث من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته «هو إرهاب حقيقي تجرمه كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية»، محذرين من أن استمرار هذا الإرهاب يقوّض فرص التحدث عن السلام، ويشعل فتيل حرباً دينية قد تقضي على المنطقة بأسرها، وهو ما يستدعي تعامل المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية بحيادية مع هذه القضية، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ووجه المجلس التحية لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله وكفاحه وحكمته في تعامله مع الانتهاكات الصهيونية، وإصراره على ضرورة تراجع كيان الاحتلال عن كل الإجراءات الاستفزازية التي حاول الاحتلال فرضها، مؤكداً أن بسالة الشعب الفلسطيني ووحدته وتكاتفه برجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه ومرابطيه، خصوصاً المقدسيين، كانت ولاتزال نموذجاً في الإصرار والعزيمة والتحدي وعدم التنازل عن حقهم في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، دون قيد أو شرط، وإفشال مخططات الاحتلال للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

وأعلن مجلس حكماء المسلمين عن مشاركته للأزهر الشريف في عقد مؤتمر الأزهر العالمي عن القدس المقرر في شهر سبتمبر المقبل، داعياً المؤسسات والمنظمات والهيئات المعنية كافة إلى المشاركة في هذا المؤتمر المهم، ومؤكداً أن المؤتمر سيبحث قرارات مصيرية بشأن القدس، التي تمثل قضية المسلمين الأولى.

ودعا المجلس كل المؤسسات الدينية إلى تنفيذ برامج توعوية للتعريف بمكانة المسجد الأقصى المبارك وآليات نصرته، كما دعا المؤسسات التعليمية في العالمين العربي والإسلامي إلى تدريس تاريخ المسجد الأقصى ومكانة القدس الشريف في الإسلام.

وطالب الأمة العربية والإسلامية بالعمل على توحيد الجهود لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، محذراً في الوقت ذاته من دعوات إقليمية تسعى لاستغلال أحداث القدس للدعوة للاحتجاج والتظاهر خلال موسم الحج.

وشدد المجلس على أن «هذه الدعوات تحمل في طياتها أهدافاً طائفية مغرضة لإفساد موسم الحج»، موضحاً أن نصرة الأقصى ليست بالتظاهر أو الاحتجاج خلال موسم الحج، بل بدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإرهاب الصهيوني.

وأفاد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور على راشد النعيمي، خلال مؤتمر صحافي عُقد عقب الجلسة الطارئة لمجلس حكماء المسلمين، بأن قرار مشاركة المجلس في المؤتمر العالمي الذي سيعقده الأزهر لدعم القدس في سبتمبر المقبل، هدفه التأكيد على أن قضية القدس تهم أطرافاً عدة، مسيحيين ومسلمين، ومن ثم يجب أن تتضافر جميع الجهود لنصرتها، بدلاً من الاكتفاء بجهة واحدة منفردة لبحث هذا الملف.

ورداً على سؤال حول أهم التوصيات التي خرجت بها الجلسة الطارئة، قال النعيمي «مجلس حكماء المسلمين لم يرد أن يقفز إلى توصيات أو نتائج، لكن أراد التأكيد على أهمية قضية القدس الشريف، والتأكيد على أن جميع الأطراف يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الملف، ولذلك قررنا المشاركة في مؤتمر الأزهر الشريف».

وحول دعوات التظاهر والاحتجاج خلال موسم الحج، أكد النعيمي أن هذه الدعوات تهدف إلى تطويع الشعائر الدينية إلى أجندات خاصة بالبعض، بينما الحج موسم للعبادة والتجرد من كل شيء، ولا يجب تسييسه. وقال: «لن نقبل بأي محاولة لتسييس أو تطويع العبادة وفق أجندات خاصة، فدعم الأقصى لا يكون من خلال التظاهر، بل من خلال تضافر الجهود، وتحمل الأطراف لمسؤولياتها، وتوعية الأجيال بأهمية القضية».

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول موقف المجلس من بعض المطالبات الإقليمية بتدويل الإشراف على الحج، قال النعيمي «المجلس يرفض مثل هذه الدعوات المغرضة جملة وتفصيلاً، ولا يجب تسييس الشعائر الدينية».

المصدر: الإمارات اليوم