ضاحي خلفان يدعو إلى أمن عربي مشترك

أخبار

ضاحي خلفان

في ثاني أيام مؤتمر «فكر 13» لمؤسسة الفكر العربي، في قصر المؤتمرات بالصخيرات، في الرباط، ناقش أكاديميون من العالم العربي موضوع العقل العربي ونظرية المؤامرة، ومن الأفكار التي برزت في النقاش أن نظرية المؤامرة مصطلح جديد لم يكن في تراث العالم العربي، وأن نظرية المؤامرة تبرير للإخفاقات الداخلية، ومحاولة تحميلها للآخر.

وفي جلسة نقاش دعا معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، إلى أمن عربي مشترك وتوقّف عند أبرز القضايا التي من شأنها تحقيق الأمن، وهي: القانون، رغيف العيش، التعليم. مؤكداً أنه «إذا أردنا أن نبلور أمناً عربياً منيعاً، توجب علينا أن نحدد العوامل التي أدت إلى انهيار الأمن العربي أساساً».

إذ إن الأمن لا يتحقق من خلال إعداد المزيد من العسكريين وتجنيدهم، أو من خلال نشرهم هنا وهناك، بل في منظومة دوائر ومؤسسات وهيئات وطنية تعمل كلها من أجل رفاهية الناس وسعادتهم.

وعدد معالي ضاحي خلفان الأسباب التي أدت إلى انهيار الأمن في الوطن العربي، ومنها التدخل الأجنبي وفرض أجنداته علينا، وتفشي الفقر في غالبية دولنا العربية، وفقدان التخطيط الاستراتيجي لمؤسساتنا، والاتكالية التي يعاني منها بعض المواطنين، وذلك باعتمادهم الكامل على الحكومة في تأمين معيشتهم من دون أن يبادروا إلى التفكير في حلول للمشكلات أو المشاركة في اقتراح طرق من أجل النمو والنهوض.

لذلك أضحى كل واحد يلقي باللائمة على الآخر، وتُرك التعليم بين أيادي أساتذة يدرسون التطرف والحقد والكراهية ويجرّدون المسلم من إسلامه بفتاوى ظلامية.

وتابع بأن انهيار الأمن في الوطن العربي تجسّد أيضاً حينما تحوّلت مؤتمرات القمم العربية إلى مادة إعلامية يتندّر عليها القريب والبعيد، وحينما أسقطنا مكانة الحكومات والحكّام، وانتفى الاحترام بين الحاكم والمحكوم.

هذا فضلاً عن قيام بعض الدول العربيّة بتجنيد الإعلام من أجل الإساءة إلى دول عربيّة أخرى، بحيث انتفى أيّ شكل من أشكال التعاون العربي، وحلّ الخصام والعداء، وتمّ تناسي الخصم، ناهيك عن إهمال الإنسان، وبقاء التعليم في إطاره القديم، واللجوء إلى الخطابة والشعارات عوضاً عن العمل والبناء حتّى غدونا في أسفل المستويات على صعيد التنافسية العالمية.

وأنهى خلفان كلامه مشدّداً على ضرورة بلورة نظام أمني عربي من شأنه مواجهة التحدّيات التي تشكّل خطراً على الأمّة العربية، ومن أبرزها المخطّط الإسرائيلي في المنطقة.

ونوه جامعيون عرب بأن المستقر هو دول مجلس التعاون الخليجي، لأنها أخذت على عاتقها مهمة التصدي لقوى التطرف. وكشفت نقاشات المؤتمر عن توجه العالم العربي إلى نشر الديمقراطية والطائفية والمذهبية، ما سيؤدي لظهور شرق أوسط جديد على حساب الوطن العربي الكبير، ليظهر قديم ينازع وجديد يصارع.

المصدر: الرباط – البيان والوكالات