فاطمة المزروعي
فاطمة المزروعي
كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009

ليكونوا أذكياء ومبتكرين

آراء

تعددت الدراسات وتنوعت البحوث التي ذهبت إلى أن الإنسان لم يستخدم القدرات العقلية التي يملكها بشكل كامل، وأن عقل الإنسان يملك خصائص ذهنية تمكنه من الإبداع والابتكار أكبر بمراحل عديدة مما هو عليه الحال الآن، وتبعاً لمثل هذه الدراسات، نُشرت الكثير من الكتب التي تتحدث عن العقل البشري، وكيف يمكن تنشيطه أو استغلال هذه القوة وتمكينها وتحريكها بفعالية، فضلاً عن هذا وجدت الأرضية الخصبة للكثير من الآراء التي لا تتجاوز في أفضل الأحوال أن تكون نظريات لم تثبت صحتها ولا حقيقتها العلمية.

لكن الثابت والمتفق عليه أن العقل البشري يكسل ويخفت وهجه، وهو أيضاً يتأثر بالمعلومات التي يتلقاها ويخزنها، بمعنى لا يمكن لإنسان قارئ ومثقف ومطلع ويسعى لتطوير مهاراته وقدراته والتعلم بشكل مستمر ودائم، أن يكون أقل حدة في الذكاء من إنسان كسول لا يقرأ ولا يطلع ولا يبحث عن المعلومات المفيدة ولا المعارف التي يستطيع البناء عليها في مجالات الحياة. وتبعاً لمثل هذا الواقع هناك عدد من العلماء يؤكدون أن التفكير الإبداعي لدى كل إنسان، بمعنى أنها قدرات مشاعة وكل إنسان يملكها ويستطيع توظيفها لخدمته ولحل مشاكله وهمومه، ولكن ما يحدث أن هناك البعض ممن يساعدون عقولهم بالمعلومات اللازمة التي يحتاج لها، فيقوم بوظيفته في الابتكار والإبداع.

وهناك أناس يتجاهلون تطوير معلوماتهم ويركنون للخمول وتعويد عقولهم على السكون والراحة والبطء. أعتقد أن المشكلة الحقيقية تبدأ عندما يقوم الأب أو الأم، بتعويد طفلهم على عدم التفكير، على عدم إيجاد الحلول لما يواجه في الحياة من تحديات وصعوبات، عندما يهب الأب أو الأم لتقديم المساعدة والإرشاد لصغيرهم وعدم ترك المجال ليفكر ويستنتج ويقرر. هنا نكون كمن وضع لبنات الخمول الذهني أو الكسل عن التفكير أو عدم إشغال العقل. الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، عليه مسؤولية بالغة الأهمية في زرع بذور التفكير الإبداعي في عقول الأطفال لينمو عليها، فيكون التفكير الدائم جزءاً من نموهم الجسدي، فيستمر النمو العقلي بنفس الوتيرة، لنجد في نهاية المطاف جيلاً من الأذكياء المبتكرين المبدعين.

المصدر: الرؤية