ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

«هلا بالجمعة.. وين الخميس الونيس»

آراء

في رابع تعديل لنظام العمل والعطلات في الإمارات، تم اعتماد يومي السبت والأحد إجازة رسمية، والجمعة نصف دوام، وتثبيت صلاة الجمعة في تمام الساعة الواحدة والربع طوال العام، التعديل الأول كان عام 1971- 1999 باعتماد الجمعة عطلة رسمية، من 1999 – 2006 إضافة يوم الخميس إلى الجمعة كعطلة أسبوعية، من 2006 – 2021 تم استبدال الخميس، لتكون العطلة الأسبوعية الجمعة والسبت، ولأن الكثير من الناس لا يتذكرون أو لا يحبون أن يتذكروا ما يكرهون، ثارت ثائرة بعضهم باعتبار الجمعة يوماً مقدساً، وهو بمثابة عيد أسبوعي للمسلمين، وهو أفضل الأيام، وكأنه اعتمد منذ صدر الدولة الإسلامية الأولى، غير مدركين أن يوم الجمعة لم يعتمد كإجازة إلا في العصر الحديث من تاريخنا المعاصر، وظل طوال تلك السنين الغابرة يوماً للعمل كبقية الأيام، لكن لنخرج من حالة الجد، ونذهب باتجاه الفرح والضحك واللطف، وبشارة أن تكون إجازة العائلات يومين ونصف في الأسبوع لمزيد من الدفء العائلي، وكبح جماح الركض الأسبوعي، غير أن أول ضحايا هذا التغيير، هو يوم الخميس الونيس الذي كان يشتعل فسفوراً وشراراً، ومأكولات بحرية بعضها يلبط حيّاً، وكثير من الناس كان يضع كل بيضه في سلة واحدة ليوم الخميس، وكأن لا بهجة ولا مرح إلا ليلة خميس طرز بها نور القمر، والحقيقة أني أرى يوم الخميس كان مظلوماً عبر التاريخ، مرات يأكلون نصفه، ومرات كان الناس يسرقونه من دوامهم، ومرات يكون آخر الأسبوع، وحين يرونه متقدماً أرجعوه لمكانه الطبيعي، الحين صار نصف الأسبوع، لا مع الأولين السابقين ولا مع التالين اللاحقين، أما يوم الجمعة بعد ما كان فرداً مفرداً أصبح معه شريك، مرة مع الخميس، ومرة مع السبت، حتى أبعدوه عن الصدارة، وجعلوه نصف يوم، الحين وين بتصير صباحة الجمعة في العين، وزيارة الأرحام، وهذيك الصواني إلا مجبوس وإلا مدفون وإلا مظبي وإلا تنور؟ بعدين معقول يعني يدور المدخن في بيوت العين نهار الأحد، والله لو صار مدخن المعمول شوكلاتة ما دوّروه أهل دار الزين، طيب.. زين «سوق الجمعة» شو بيكون مصيره؟ والباعة يمكن يبَرّزون بغرش العسل، ودباب السمن، والسحناة والجاشع نهار السبت، وبعدين في طقس جميل منذ أيام ما قبل مرحلة النفط، وهو ضرورة الذهاب يوم الجمعة إلى «الجبرة»، و«الجبرة» حلاتها وموعدها منذ زمان صباح الجمعة، بصراحة هالشكل بيتعبون المتقاعدين، متى بيشوفون بعضهم بعضاً؟ ونهار الجمعة في مدننا والله لتستوي خبصة وزحمة وعفسة و«هرنات» وتجاوزات مرورية في شوارعنا، لأن «اللي يبا الصلاة بتفوته»، واحسن لهم يصلون في مكاتبهم ومدارسهم، ويوم يرجعون إلى بيوتهم يقرؤون سورة الكهف، طبعاً إنسَ خذوا زينتكم عند كل مسجد، لا تطيب ولا بخور ولا عطور، وبعدين أصحاب «الدايت» الذين تسمعهم كل أسبوع يقولون لك: بأبدأ الريجيم أو الدايت أو الجم» من أول الأسبوع، ترا أول الأسبوع أصبح من الآن يوم الاثنين.

المصدر: الاتحاد