تهاوي الأسهم الصينية يطيح البورصات العالمية

أخبار

لندن (رويترز)

دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية أمس، مع هبوط الأسهم الصينية بنحو تسعة في المئة. وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة، وهو ما سبب ذعراً للمستثمرين.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بحوالي ثلاثة في المئة. وتتأهب الأسهم الأميركية لخسائر مماثلة، بعدما تراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في ثلاث سنوات في ظل مخاطر بخروج الهبوط الذي تشهده الأسهم الصينية منذ ثلاثة أشهر عن نطاق السيطرة.

وشهد النفط مزيداً من الخسائر وهبط أربعة في المئة، بينما ارتفعت الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأميركية والسندات الألمانية والين واليورو في ظل مخاوف واسعة النطاق من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين ونشوب حرب عملات.
وقال ديدييه دوريه رئيس أنشطة الاستثمار في ايه. بي. ان أمرو: «إنه رعب على نطاق واسع بفعل الصين. ستستمر التقلبات حتى نرى بيانات أفضل أو إجراء قوي في السياسة النقدي من خلال تيسير نقدي فعال».

وكان كثير من المتعاملين يأملون أن تأتي مثل تلك الإجراءات الداعمة، ومن بينها خفض أسعار الفائدة من الصين في مطلع الأسبوع بعدما هبطت سوقها الرئيسية للأسهم 11% الأسبوع الماضي.

ومع بزوغ شكوك قوية الآن حول احتمالات رفع أسعار الفائدة الأميركية هذا العام تراجع الدولار مقابل عملات رئيسية. وهبط الدولار الأسترالي لأدنى مستوياته في ست سنوات. وتراجعت أيضاً عملات أسواق ناشئة عديدة، بينما دفع الهروب إلى الملاذات الآمنة اليورو لأعلى مستوى له في ستة أشهر ونصف الشهر.

وقال تاكاكو ماسيا، رئيس البحوث لدى شينسي بنك في طوكيو، «تبدو الأمور الآن مثل الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينيات. يبيع المضاربون أصولا تبدو الأكثر تأثراً».

ومع الضربة الجديدة التي تلقتها أسواق السلع الأولية تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف لأدنى مستوياتها في ستة أعوام ونصف العام، حيث أدى القلق بشأن تخمة المعروض العالمي إلى تنامي المخاوف من ضعف محتمل في الطلب من الصين المتعطشة عادة للموارد الطبيعية.
وانخفض الخام الأميركي في أحدث تحرك 3.6% إلى أقل قليلاً من 39 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام برنت 3.7% إلى 43.74 دولار ليهبط للمرة الأولى دون مستوياته المنخفضة التي سجلها في يناير الماضي.

وتراجع النحاس الذي ينظر إليه كمؤشر على الطلب الصناعي العالمي 2.5%، وسجلت العقود الآجلة للنحاس للتسليم بعد ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن أدنى مستوياتها في ست سنوات عند 4920 دولاراً للطن. وهبط النيكل ستة في المئة إلى 9570 دولاراً للطن، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 2009.

وشكل هبوط الأسهم الصينية بنحو تسعة في المئة أسوأ أداء لها منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009. وبدد جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام والتي بلغت في يونيو أكثر من 50%.

وأدى الهبوط الأخير إلى تنامي خيبة الأمل نظراً لأن بكين لم تعلن سياسة الدعم المتوقعة في مطلع الأسبوع، وتراجعت جميع العقود الآجلة على المؤشرات بالحد الأقصى اليومي عشرة في المئة، وهو ما يشير إلى أن الأيام القادمة ستكون أشد قتامة.

وهبط مؤشر «إم. إس. سي. آي» الأوسع نطاقاً لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي خارج اليابان 5.1%، مسجلاً أدنى مستوياته في ثلاث سنوات. وأغلق مؤشر نيكي 225 للأسهم اليابانية منخفضاً 4.6%، بينما سجلت الأسهم الأسترالية والإندونيسية أدنى مستوياتها في عامين.

وقال إيجي كينوشي، رئيس التحليل الفني لدى ديوا للأوراق المالية في طوكيو، «ربما تضطر الصين إلى إجراء مزيد من الخفض في قيمة اليوان إذا تعثر اقتصادها وأدى تعامل أسواق الأسهم مع آفاق ضعف اليوان إلى تضخيم الأثر السلبي لتباطؤ الاقتصاد الصيني».

وهناك دلائل جديدة على امتداد الأزمة إلى الأسواق المتقدمة. فقد هبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الذي يضم عدداً كبيراً من شركات النفط والتعدين العالمية لليوم العاشر على التوالي، مسجلاً أسوأ أداء له منذ 2003.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي في أحدث تحرك 3.7% إلى 1382.15 نقطة ليفقد نحو 300 مليار يورو (344.61 مليار دولار) من قيمته وتصل خسائره إلى ما يزيد على تريليون يورو منذ بداية الشهر.

وتشير العقود الآجلة للأسهم الأميركية أيضاً إلى خسائر كبيرة للأسواق الرئيسية في وول ستريت مع توقعات بأن تحقق مؤشرات داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع انخفاضاً.

المصدر: رويترز – الاتحاد