السبت ٠٦ فبراير ٢٠٢١
في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية التي أنهكت، وفتتت صخرة الحلم الكوني، تبدو الإمارات كزهرة اللوتس التي خرجت من أحشاء الطين، لتفرد وريقات التألق، ولينتشي العالم بعطر هذه الزهرة، ولونها الخلاب، لأن من زرع هذه الزهرة، كان على وعي تام بأن الحياة جسر للوصول، وليس مكاناً للتوقف، والإنسان كما قال نيتشه: «حبل ممدود بين لا نهايتين»، وهي هكذا الإمارات تمتد في المدى، مداً أزلياً، تطور طاقتها ذاتياً، وبإرادة الأوفياء الذين تكاتفوا، ووقفوا جنباً بجنب، وفي مختلف المؤسسات والوزارات، والدوائر الحكومية، كما وتضافرت الجهود الرسمية الشعبية في عقد فريد واحد، ما أكد أن هذه الأرض هي أرض عناقيد النخل، تسند بعضها بعضاً، لتهب الحياة، أبدية البقاء. هكذا هي الإمارات، وهي في خضم الجائحة الصحية العالمية، تمضي قدماً في تسديد الخطوات، وتثبيت الأقدام على قاعدة راسخة، مضمونها أن نستمر في الحلم، ليبقى الطموح شجرة وارفة الظلال، ويبقى الإنسان هو ذلك الساقي الذي يروي الضمير بعذب المناهل، ولم يجد الإنسان المقيم على هذه الأرض، ما يعسر الحياة، أو يكدر الخاطر، أثناء ما كانت الجائحة في ذروة عنفوانها، لأن الإيمان بأن الإرادة، والتصميم هما طوق النجاة من هذا الوباء العظيم، الأمر الذي جعل التفاؤل طريق الوصول إلى مرافئ العافية، وأن وقفة العشاق بصفاء السريرة، ونقاء القريحة، هو ذلك الأكسير الذي ارتفع بالهامات عالياً، وهو الذي…
الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠٢١
في المدرسة تعلمنا أن أفريقيا سلة غذاء العالم الثالثة بعد كندا وأستراليا، ولكن لأن العالم ينسى دروسه، السابقة ويذهب لممارسة فن الباروك، الصاخب، والسعي قدماً نحو طي الصفحات، وفتح ثغرة واسعة للنسيان، وتجاهل الحقائق، والتغلب على حاجات العقل، باستجداء الفراغ لعله يفيض بشيء من ثمرات العيش. اليوم الإمارات وبفضل حكمة القيادة تبدأ من جديد بتقليب الصفحات، والنبش عن جملة الحياة الحقيقية، والبحث عن الفاصلة التي تضع العبارات الاقتصادية في مكانها الصحيح. تصريحات معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات حول التوجه لبناء علاقات متينة مع دول القارة الأفريقية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لهو الفتح المبهر، وهو اللمسة الحانية على مكمن التطور الاقتصادي، والانتماء إلى عالم يخرج من شرنقة العزلة، إلى باحة مزروعة بخير العالم، ورفاهه، وبذخ صعوبة وكم هي الحاجة ماسة اليوم إلى مثل هذا الوعي الإماراتي الذي يقود العالم إلى تنوير حقيقي في كافة الصعد، وأولها الصعيد الاقتصادي، والذي منه ومن خلاله تنمو شجرة المعرفة، وتكبر حدقة الشمس في عيون الشعوب، وتتسع محيطات الطموحات، وترتفع هامات الصواري الذاهبة إلى أقصى حالات الرقي، وهو ما يحفظ الود مع الطبيعة البكر في القارة السمراء التي تختزن قوت العالم المستقبلي، كما تحتفظ بكمية هائلة من البراءة الاقتصادية، والتي لم تنهش عظامها أنياب الثورة الصناعية المباغتة. تصريحات معاليه…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
لأنها الأكثر أماناً، فالإمارات شجرة على أغصانها ترفرف الأجنحة، بهجة وسروراً، وتصبو إليها الأفئدة، وترنو إليها العيون، وفق طيات ترابها تبدو الدرر كامنة، وفي الثنايا تغفو مناهل الحب، الأمر الذي يجعل الشهادات العالمية تتوالى إشادة وثناء، وإطراء على هذا البلد الذي أصبح قبلة العشاق، ومحور تجلي الخيال، وبريق الطموحات العالية الجودة. التقارير الدولية تقول إن الإمارات اليوم هي الأكثر أماناً بالنسبة للمسافرين، ومن أهم أدوات الأمان في بلادنا هو الحب، هذا الإكسير الذي يضم بشراشفه الحريرية مشاعر الناس أجمعين، ويلفهم بين خيوطه كآنهم إبر النسيج الجميل. اليوم عندما تتابع المشهد في الإمارات، وتمعن النظر بالصورة العملاقة لوطن يتشكل من ومضة حلم، ثم يكبر الحلم ليصير ميلاد نهضة باهرة، وتطور مذهل، وشروق شمس وعي مدهش، وهنا جياد الأمل تسرج إرادتها بقوة الإيمان، والثقة بالقدرات، والعزيمة القوية التي تتأزر بها المرأة والرجل معاً في طريق واحد نحو غايات، ورايات، تحقق الأمنيات، وتهزم كل ما يعرقل، وكل ما يصيب الذهن بالخمول. عندما يأتي الزائر إلى الإمارات، ويقف في شارع المدينة، ويتأمل المشهد، ويرقب ما يحدث، يشعر بأنه أمام لوحة تشكيلية، ذات أبعاد رباعية تشيع الفرح، وتنثر باقات السعادة، وتوسع من رؤية العقل قبل العين، وتضع في المقلتين شعاع وطن أصبح شعلة من نشاط بشري، يقف فيه المواطن والمقيم كتفاً بكتف من أجل غزل…
السبت ٢٣ يناير ٢٠٢١
جزيرة دلما طائر عملاق يحط بأجنحة الترف على بساط بحري يزهو بزرقته. هي قارب بمواصفات طبيعية ترسو عند وجدان البحر، في قلب الظفرة، وتطلق العنان للخيال كي يفيض في الاتجاهات الأربعة، متلامساً مع الغيمة، غائصاً في لجة الماء، منسكباً على الوجود بقائمة من جداول التاريخ الذي تحفظة طيات دفاتر الذاكرة. الظفرة في عهدها الجديد، تزهر في كل يوم بوردة، تلون بها بساتين الحياة، وفي كل يوم تتطرق مخيلة الناس الطيبين إلى منجز جديد يضيف إلى سابقه رونقاً، ونسقاً، ويمنح المواطن والمقيم والزائر فرص التأمل، في مشهد يكاد يكون كأنه دورة الليل والنهار، أو حركة النجوم في باطن السماء، وفي حركة التطور هذه التي تشهدها المنطقة برمتها، تبدو دلما الدرة التي تحظى باللون الأزهى، حيث وجودها في نحر الماء وفي صدر الأرض، يمنحها التألق الأوفر، كما يهبها الماء لمعة الخاطر، وشمعة الجواهر المتدفقة من أعماق البحر. في هذا السكون الشتائي اللبيب، في هذا الطقس المرصع بقطرات الندى الرهيف، في هذا المكان المدفأ بنسائم تهب على الوجنات كأنها رفيف الأجنحة الشفيفة، في هذا الكون الفسيح الذي يطلق عليه الإمارات، تبدو جزيرة دلما بخفقة القلب، ودفقة الحب، تمارس حقها الطبيعي في خلب لب الإنسان، بما تمتاز به من روعة في التصوير، وإبداع في صناعة المدن، ومهارة في صياغة الجملة السياحية، لتصبح هذه الجزيرة…
الأربعاء ١٣ يناير ٢٠٢١
في الأخوة الإنسانية لحظة فيها تتجلى الروح، وتصبح المرآة صافية كعين الطير، هي لحظة تصير فيها (الأنا) جدولاً يصب في عروق الأشجار من دون تمييز، ويصبح العالم غيمة ممطرة. في الأخوة الإنسانية يطيب للحب بأن يكون سحابة تظلل القلوب ويحق له بأن يخيط قماشة الحرير بإبرة الوعي ليذهب في العالم إلى واحات معشوشبة بالانسجام، ونسيان ما قد يحيق بالمشاعر أو يعكر صفوها، أو يختزل مساحتها الخضراء. في الأخوة الإنسانية تجتمع الأديان كما تأتلف الأشجار لتشكل حقلاً حافلاً بالغناء، رافلاً بأجنحة الطير الشفافة، لهذا المعنى فهمت الإمارات الهدف من الذهاب إلى العالم بقلوب كأنها الأنهار، ومشاعر كأنها أجنحة الفراشات، ووعي كأنه السماء الصافية، فهذا هو ديدن الإمارات، وهذا هو ناموسها، وهذا هو قاموسها، وهذا هو فانوسها الذي من خلاله تتهجى أبجدية الأحلام الزاهية، وتتلو للعالم كتاب الأخوة الإنسانية، وترفع النشيد عالياً لأجل صدى يصل إلى الأسماع، لأن الكراهية في القرن الواحد والعشرين بلغت منتهاها، الأمر الذي يتطلب الهبة الإنسانية من دون تردد أو تمهل لأن الأجيال القادمة سوف تسأل الجميع، ماذا فعلت الدول وكل سياسييها ومفكريها ومثقفيها، ورجال دينها بخصوص جائحة الحقد، وأصحاب الأجندات السوداء، وكل من يتبنى فكرة «أنا ومن بعدي الطوفان». الإمارات وعت لهذا الداء في وقت مبكر جداً، ولهذا فهي تستطيع بحكم التجربة، والخبرة في المواجهة، بأن تقود…
الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
العيون التي تنظر إلى ابتسامة الصباح، تجد منازلها عامرة في هذا المكان، تجد أشجارها وارفة، تجد أنهارها عذبة، وبحارها ملونة بزرقة العفوية. الإمارات الأجمل سياحياً، لأن أرضها اكتست بمعدن الذهب كما أفئدة أهلها، كما هي قلوب عشاقها، الإمارات نسجت خيوط المحبة من ثنايا تاريخ كانت خيمته يشد حبالها الناس الطيبون، ويرفع سقفها حب المدنفين بالتعاضد، واليوم تستمر الحكاية، تكتب هكذا بحبر من رضاب، ويراع من نخوة عشاق الحياة. منذ زمن ويوم كانت النخلة بحجم كلف الرابضين عند الجذع والسعفة، منذ ذلك الوقت والإمارات تمضي نحو جدول الماء، وتغسل اليدين من الغبار، وتصافح بلهفة، الضيف القادم من رحلة السفر، منذ ذلك الدهر والإمارات تسرد قصة لقاء الماء والصحراء، وتغرد بصوت يدوزن أوتاره على نغمات تشجي الغريب، وتطرب القريب، والناس مؤمنة بأن الحياة وتر عملاق والإنسان عازف حنون، والقصة تتلى في الصباح لتصبح في المساء أيقونة دروب ومسافات، تمحو الفوارق، وتزيح عن الكاهل الشعاب، والهضاب، وتزيل من الطريق أعقاب خطوات رسمت على الرمل الجاف، أثر أقدام مرت من هنا، وعبرت إلى هناك. الإمارات بعد كل هذا العناء في غضون الطبيعة، وفي ثناياها، وطواياها، تصبح اليوم المقصد، والموئل، لطيور حلقت طويلاً، ولم تحتويها سوى غصون شجرة امتلأت أعشاشاً حتى صارت الشمس لا تنبجس أشعتها إلا من خلال أجنحة أشف من أوراق التوت وأرهف…
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
في بلد يصبح الإنسان محور الجدلية في تطوره، ورقيه، ونهوضه، وصعوده إلى هامات النجوم، وفي قلب الغيمة الممطرة، هذا الديدن، وهو مهماز العطاء الذي يميز الإمارات عن بقية الدول، وعندما يوضع الإنسان، مواطناً أو مقيماً في صميم العلاقات المتساوية والمتوازنة، والمتناغمة، والمنسجمة، ضمن سياق ثقافي، يختزن في أحشائه القناعة بأن وحدة الهدف، تقع في الثنايا، وأن الغاية هي صناعة مجتمع تتعانق في المشاعر كما هي أغصان الشجرة الواحدة، وكما هي أجنحة الطير التي تحلق في السماء لتلون وجه الأرض بزرقة سماوية صافية، نقية، شجية، ثرية، أثيرية، غنية بمعدن الحب، وتمضي في الحياة، كما هي قطرات الندى على وريقات اللوز. هذا هو معنى الحقوق، ولكن تبقى الواجبات هي النهر الذي يغذي أشجار الحقوق ويمنحها خضرتها، وينوعها، ويفوعها، ولدانتها، ونضوجها، وتأثيرها المباشر في البناء، والتطور، والنشوء والارتقاء. على كل من يمشي على عشب هذه الأرض تقع الواجبات، كما يستلهم الحقوق، ولا يمكن لكيان اجتماعي أن يحظى بالنضارة، البريق، الأنيق دون أن تتحد الحقوق والواجبات، وتسير جميعها في طريق واحد وهو تحقيق، الأمن الاجتماعي، وتوفير الأرض الخصبة التي من خلالها تنمو أزهار الحلم، وتترعرع، وتزهو، وتزدهر، وتتفتح وتنثر عبير أكمامها، من دون تمييز، أو تحيز. الذين يعيشون هنا، هم أبناء هذه الأرض، وثقافتهم مزيج من نسيج تاريخي وفرته للجميع قيادة حكيمة، استيقظت فجراً،…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
كل ما أنتجه مرض «كورونا» يدعو إلى المقت والألم، ولكن في طيات هذا الوباء، وفيما تحت ملاءته الساخنة، تعلمنا كم هي بلادنا رائعة وهي تفرش شرشف الحرية أمامنا، وكم كنا نرغد براحة واسعة لا تسعها الدنيا، وكم هي الحرية في بلاد تنعم بكل مقومات الحياة الباذخة، المترفة، الثرية بكل ما تهفو إليه النفس وتتمناه. بلاد تفيض بمعاني الحياة الرائعة، وتطفو على موجة من المدهشات، المذهلات، ما يجعلك تشعر بأنك ضيعت عمراً، والأشياء الجميلة كانت تفلت من بين رموشك، كما تنزلق الأجنحة نحو منخفضات سحيقة. اليوم وأنت في ظل مخاوف «كورونا»، وما يتبعها من احترازات، تحس بأنك خنت حريتك، وأنك بعت عمرك بثمن بخس، عندما انكفأت في مكانك، أو أجلت مواعيد السياحة الداخلية، تشعر أن الحياة في بلدك سلبت منك، وعندما أهملت النظر إلى كل مكان من هذه المساحة الجغرافية المطوقة بقلائد من جمال، وأساور من رونق لا مثيل له إلا هنا في الإمارات، هذه الحرية التي تتوخاها اليوم، تبدو مثل جوهرة معلقة عند شغاف الغيمة، وأنت تنظر، وتنتظر متى تتفتح الأزاهير؟ ومتى تعلن الجائحة عن هزيمتها، وهي قريبة، بإذن الله، ولكن ما يحدث داخلك هي زلزلة العمر، والزمن يطارده، كما هي العلاقة بين الفرائس والمفترسات، أنه عمرك، وأنه زمنك، وأنها الجائحة التي غيرت فيك أشياء، كما سلبت منك أشياء، ولكنك…
الأحد ١٣ ديسمبر ٢٠٢٠
لفترة من الزمن، تمكن المتزمتون من التوغل، في أعماق البحيرة العقلية، وشوهوا الوعي وأطاحوا بعزيمة الإنسانية، وهدموا أعشاش الطير، ورموا في الطريق أحجاراً تعثرت بها أقدام الذين ينوون السفر إلى الأحلام الزاهية. من يقرأ التاريخ يعرف جيداً ما للدين من أهمية في حياة الناس وفي تدبير شؤونهم، الأمر الذي وجد فيه المتزمتون الفرصة في الاحتيال، واحتلال مساحة واسعة من وجدان الناس، وبسط نفوذهم على الإرادة الشعبية، بعدوانية بغيضة، مغلفة بقشرة سميكة من النفاق، والدجل، والجدل العقيم، والصور الهلامية التي كانوا يشيعونها عمن يختلف معهم، أو يقف مسنوداً بعلامة استفهام ضخمة حول ما يسوقه هؤلاء المرابون، والساعون إلى اختطاف الأوطان، والذهاب بها إلى المجهول. نحن نفهم أن الأديان السماوية جلها جاءت نقية طاهرة مثل ماء المطر، ولكن عند نزولها الأرض، وعندما أمسك بها الضمير البشري، أحط بها وأسف، وتعسف، وسفسف، وخسف، وأرجف، لأن الأرض البشرية مليئة بطين (الأنا) مزدحمة بالحثالة، الأمر الذي حول الدين إلى عبد للدنيا، وصار المهاترون سادة يجوبون البقاع، حاملين معهم تجارتهم الفاسدة، مزينة ببهارات تمنع بروز الرائحة النتنة من تلك البضاعة السيئة. اليوم أصبح العالم على بينة مما يفعله هؤلاء، والشواهد على أفعالهم باتت صريحة، وفاقعة اللون ولا حاجة للتأويل، أو التدليل، أو حتى الكثير من الأقاويل، فنحن أمام ظاهرة تسفر عن أخطائها الفادحة، عن طريق الممارسات…
الإثنين ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠
للقمر عيون ترصد جبلته، وتتبع خطواته، وتقف عند رونقه، لتقول للناس أجمعين هنا تكمن حقيقة من يعشق الحياة، ومن يسرد للعالم قصة الوصول إلى المجد، بشواهد وقواعد العقل الذاهب إلى العلا بأجنحة الوعي مسترسلاً الجملة المعرفية من فيض الإرادة وقوة العزيمة، وحب الحياة. عندما تلتقي الأقمار في حياض الوجود تصبح الأرض مخضرة بعشب الرؤية المجللة بالتصميم، والإصرار على اقتحام كل ما هو عال ومجلل بالرفعة، يصبح الإنسان قمراً يزاحم قمراً، وبريقاً يضاهي بريقاً، وخلوداً يوازي خلوداً، ويصبح الإنسان على هذه الأرض الشمس التي تضيء دائرة القمر وتبحث من خلاله عن سر، وسبر، وغور، وأشياء تكمن في المضمون لا يعلمها إلا من أسرج خيول المعرفة، لكي تستقصي، وتمضي في استفتاء العقل، وتحمل على عاتقها مسؤولية مشاغبة النجوم، والاندماج مع الوجود بشغف العشاق، وشعراء القصيدة المجللة بالوجد العفوي، وفطرية البحث عن المكنون في ضمير الأشياء الخالدة، من وطن طموحه لا تحده حدود، وقائد يفيض بالبصيرة، ممتلئ بحب الحياة، كما هو حبه للناس أجمعين، كما هو توقه إلى ولوج اللج، بإرادة لا تكل ولا يتوقف جدولها عن بث العذوبة في قلب الوجود، والذود عن قيم الإنسان، بعزيمة الأوفياء، والناس النبلاء. هكذا يمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهو ينظر إلى السماء، فيرى…
الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
تقبل الإمارات كما ينبجس الفجر، من بين طيات الوجود، ليسفر وجه العالم بلجين وضاء، لا تشوبه شائبة غبار، ولا ضباب، في القمة العالمية لرواد التغيير أدلت الإمارات بدلو الحقيقة، وأعلنت من وازع قلب مطمئن، ونفس تواقة إلى الذهاب في جدول الحياة كما هي السيولة المعبقة بعطر الطبيعة النبيلة. بالأمل تخيط الإمارات قميص النجابة، وبروح صافية تلون الإمارات قماشة الأحلام الزاهية، وبالحب تزف الإمارات خبر الوصول إلى مرفأ التعايش بحيوية، وسلام، ووئام، وانسجام، وبقدرة فائقة على التوهج والاندماج مع الآخر، من دون توجس، أو ريبة، أو حيرة. هكذا تبدو في محيط العالم، طائر يرفرف بجناحين، يفردان ريش التلاقح ما بين الشرق والغرب، ويذهبان بالفكرة كأنها النجمة المضيئة، والغيمة الممطرة، والموجة الصارمة، تحيي السواحل بأبيض الفطرة، ونصوع الغريزة. هكذا تقدم الإمارات نفسها للعالم، فياضة بالحب، ريانة بالشوق إلى وجود تتحد أطرافه، وتتوحد نواصيه، وتلتحم مشاعره لتصبح السماء سقفه، والأرض سجادته، والجهات الأربع سياجه المنيع. هكذا يفكر قادة الإمارات، وهكذا يفيضون توقاً، واشتياقاً، وعشقاً، لأرض لا تعرقل جداولها كأداء، ولا تعيق أشجارها هوجاء. هكذا الإمارات، نسجت خيوط طموحاتها بإبرة الوعي المكلل بأخلاق الصحراء النبيلة، والتوج بقيم النخلة الأصيلة، هكذا هي في التاريخ عنوان محبة، وفي الجغرافيا نهر عطاء، وفي الرواية ثيمة الصدق، والإخلاص. هكذا هي الإمارات وجدت في الكون، أكسير نجاة للعالم، وترياق…
السبت ٢١ نوفمبر ٢٠٢٠
باريس للسلام، خطوة نحو الأرض، خطوة نحو سلام مستدام، واستدامة تنمية من أجل عالم لا تشوبه «الأنا» المتغطرسة، ولا تعكر صفوه كراهية متربصة. في كل تجمع إنساني، في كل محفل دولي، في كل نبس من أجل رقي الإنسانية، نجد الإمارات حاضرة بقوة، فاعلة بصرامة، متفاعلة بحزم، تعمل بكل جزم على تأسيس بشرية تفهم معنى وجودها وتعي كيف تحافظ على هذا الوجود من شر ما حقد، وحسد، وتجسد في روح شيطان رجيم، ومعتد أثيم، ومشاء بنميم. هذه هي الإمارات في سياستها، بقوتها الناعمة تمشي بقوة الضمير، وصلابة المبدأ، وعزيمة المؤمنين بأنه لا حياة إلا للذين وضعوا سلامة العقل من غش المعتقدات الزائفة، موضع الحاجب من الجبين، وموضع الرمش من العين. في هذا المنتدى الباريسي، وفي أجواء فرنسية تطل على شتاء الأبيض الناصع، وقطر الندى الشهم، أجمع المنتدون على رفض الإرهاب بكل أشكاله، ورفض إلصاق هذا العمل المشين بأي دين أو ملة، بل هو من عمل الشيطان البشري الذي تربص، وتلصص، واستطاع أن يضرب بمخالبه الرثة البلد الجميل، كما طالت أنيابه الصفراء النمسا، وبلداناً أخرى في الشرق والغرب على حد سواء. منتدى باريس خطوة عالمية باتجاه درء الخطر، وتوجيه النظر إلى عالم يجب أن يتسلح بالوعي، ويخرج من شرنقة تسديد الطلقات ضد الأبرياء، هو منتدى أطلق صرخة مدوية في وجه الإرهاب، وأعلن…