الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١
في عالم سريع التغير، كانت الإمارات أول من حمل إلى العالم دعوات التضامن والتكاتف، للتعامل بكفاءة وضمن شراكة حقيقية، مع تحديات المرحلة المقبلة، بإدراك مبكر منها بأن تكلفة التركيز على التباينات في وجهات النظر ستكون باهظة على الجميع في ظل ما يظهره المشهد العالمي من تطورات وقضايا ملحة، لذلك جاءت توجهاتها ومساعيها المخلصة لترميم العلاقات الإقليمية، كأولوية مهمة لتقوية فرص المنطقة ككل في مواجهة مستجدات العالم الجديد. زيارة محمد بن زايد التاريخية إلى تركيا اليوم، ولقاؤه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومجمل المباحثات على أجندة هذه الزيارة، ترسم مساراً جديداً لبناء توافقات إقليمية أكثر صلابة كفيلة بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة وفتح آفاق جديدة للتنمية أمام دولها وشعوبها، وهو ما تؤمن به الإمارات بعمق، وتخدمه بمثابرة ضمن سياستها العقلانية والمتوازنة التي تقدم الحوار والتفاهم وبناء جسور التعاون لتحقيق ازدهار الجميع، على أي قضايا أخرى قد تقف حجر عثرة في طريق هذه الأولوية، وهو ما تتطلع هذه الزيارة إلى ترسيخه كنهج…
الثلاثاء ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١
في الذكرى الخمسين لقيام اتحاد الإمارات، تتداعى التجارب والمواقف والمشاهد اليومية التي عشتها منذ العام 1971 وحتى يومنا هذا، وحين أعود بالذاكرة إلى الوراء وأستذكر كيف كانت البدايات، وأشاهد الواقع الذي وصلنا إليه اليوم من مراتب تضعنا في مصاف الدول المتقدمة في العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، تترسخ لديّ القناعة بأن بلادنا حظيت بقيادة استثنائية عرفت كيف تتعامل مع تحديات التأسيس لتُحصّن الاتحاد، وتنطلق بنا إلى آفاق من العمل والإنجاز في نموذج عز نظيره في التاريخ الحديث. ولأن رد الفضل إلى أهله صفة متجذرة من صفات مجتمع الإمارات، أردت من خلال هذه المتابعة أن أنقل بعض الانطباعات الشخصية والتجارب العملية حول صفات وسجايا قيادة دولة الإمارات، هذه القيادة التي كانت وما زالت «عمود البيت» وسراجه الذي نستنير به، ونقتبس منه معاني الانتماء والوفاء والخصال الحميدة التي تمثل ركناً أساسياً من أركان منظومتنا القِيَمية والتي رسخها وعززها قادتنا، إذ لم تكُن قراراتنا وتوجهاتنا يوماً إلا منسجمة مع قيمنا ومبادئنا وموروثنا المحلي.…
الإثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢١
هل يعد الحظ جزءاً من فلسفة الرزق؟ إذا كنّا لا ندرك الكثير عن الرزق فإننا بالتالي لا نستطيع أن نعَرّف الحظ، ولا ما هو مكمن مصدره، هل هو من الغيب أم من لعبة الحياة؟ لذا تصعب التفرقة بينهما أحياناً، لأنهما يتداخلان ويشتركان في تقاطعات كثيرة، والرزق ليس بالضرورة هو المال الفائض عن الحاجة أو الأملاك والممتلكات، قد يكون الرزق أمراً يعده الكثيرون أنه من مستحقات حياتهم التي يعيشون، لكن هو في حقيقته الرزق بعينه، فالسعادة لا يمكن إلا أن تكون رزقاً وخيراً وفيراً، والصحة هي أجمل الأرزاق على الإطلاق، زينة الحياة الدنيا هم أرزاق مقسمة، لا يشعر بمرارة عدم وجودهم إلا من حرم من لذة طعم الأبناء، العلم لا يناله إلا المرزوقون أو المحظوظون، ويمكننا أن نعدد أنواع الأرزاق التي يمكن أن نتلقاها، ولا نتخيل حياتنا بدونها، لكنْ قليل منا الصبور الشكور، وجود صديق مخلص من نعم الرزق، العمل رزق بغض النظر عما نتقاضاه منه، لأن العمل يشعرك بقيمة وجودك،…
الإثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢١
قبل سنوات أجرت الجامعة الإسلامية بالتعاون مع إدارة التعليم في المدينة المنورة دراسة ميدانية عن ظاهرة التنمر في المدارس شملت 1148 طالبا وطالبة، أشارت إلى أن نسبة انتشار الظاهرة كانت %43 من الذكور و%38 من الإناث. وهذه النتيجة غير مفاجئة وأكدتها نتائج TIMSS 2019. حيث إن نسبة التنمر في المملكة أعلى من النسبة العالمية. والتنمر هو قرار، وحماية الطالب من تأثيراته قرار، والقرار كما يقول العلماء يخضع للكثير من التأثير العاطفي والاجتماعي والمعرفي حتى يصدر، مما يدفع للتساؤل، هل يمكننا أن نغير قرار الطالب في مسألة التنمر وتوجيهه نحو اختيار الحوار والمنطق والسلوك المهذب في تعامله مع زملائه، ونبذ ما يدفعه للتصرف ضد مصلحته بشكل عام؟ الإجابة توجد لدى ما يسمى بعلم الاقتصاد السلوكي والذي بحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD أنشئت له الكثير من المنظمات في التعليم وغيره، أكثر من 250 وحدة حول العالم للاستفادة منه في تغيير قرارات الناس دون أن يشعروا بأن في ذلك تعديا على حريتهم…
الأحد ٢١ نوفمبر ٢٠٢١
على أثر الكشف عن تورط نواب بريطانيين في أنشطة ترويج لمجموعات ضغط ولمصالح مرتبطة بشركات أو دول أخرى، وتقاضي أجور مقابل ذلك، وأبرزها جلسات نقاش للهجوم على السعودية، انطلقت مطالبات ببريطانيا للتحقيق في ذلك، واعتباره فضيحة. حدث كل ذلك بعد أن أقر النائبان، كريسبين بلانت عن حزب المحافظين، وليلى موران عن حزب الديمقراطيين الأحرار، باستخدام مكاتبهما في البرلمان للمشاركة في جلسة نقاش حول السجناء بالسعودية. والفضيحة ليست في استخدام أروقة البرلمان لأعمال لا تخص البرلمان، الذي تنص قواعد مجلس العموم فيه على عدم استخدام النواب المرافق البرلمانية في عمل غير برلماني. الفضيحة الحقيقية، والصارخة، هي تلقي أشخاص، سواء كانوا برلمانيين أو خلافه، أموالاً مقابل المنافحة عن حقوق الإنسان، حيث يفترض أن يكون دافع أي متحدث دافعاً أخلاقياً، ونابعاً عن إيمان بالقيم والقوانين التي يدافع عنها المتحدث. هذه هي الفضيحة الحقيقية، وهي عمل لا أخلاقي، ولا علاقة له بحقوق الإنسان، وفي أميركا يقال «إذا قتلت شخصاً فاستعن بمحامٍ، وإذا قتلت عشرة…
الأحد ٢١ نوفمبر ٢٠٢١
نحتفل منذ بدأنا هذا العام بالذكرى الخمسين على تأسيس دولتنا، وبالنسبة لنا كإعلاميين يعد الأمر تحدياً لا مثيل له، إذ يتعين علينا العمل على مبادرات مبتكرة لإثراء هذه الذكرى والخروج بها عن السياقات المعتادة في الاحتفال. عن نفسي كان «الأرشيف» باستمرار زادي في هذه التحديات، وقد تمكنت خلال مسيرتي المهنية من ارتشاف كنوزه باستمرار والخروج به من الجمود الذي أحيط به إلى أشكال جاذبة، فكل ما نراه اليوم من علو شأن وتقدم إنما هو في أساسه بذور صغيرة، بدأ في زرعها القادة، وهم موقنون أن ثمرها قادم لا محالة. كلما تصفحت الأرشيف، وجدت ما يستحق أن نقف أمامه بهدوء وتأمل، وكان أرشيف جريدة «الاتحاد» مصدري الأثير في ذلك، وكلما تصفحت الأعداد التي واكبت إعلان الدولة الاتحادية زادت هذه الحالة لدي. مثلاً أعداد جريدة الاتحاد الصادرة عام 1972، وجدت صفحة تصدرت فيها أسماء الناجحين في أول ثانوية عامة بدولة الإمارات بعد الاتحاد، ولم يزد عددهم على العشرات، ومع تتابع تصفحي للجريدة…
علي محمد فخروشغل منصب وزير الصحة ووزير التربية والتعليم سابقاً في البحرين. متخصص في كتابة مقالات في شؤون الصحة والتربية والسياسة والثقافة.
الخميس ١٨ نوفمبر ٢٠٢١
أثبتت الانتفاضات الشعبية التي تفجرت في العديد من أقطار الوطن العربي، عبر السنوات العشر الماضية، عجزها عن تحقيق أهدافها المعلنة. وكان أهم أسباب ذلك: العجز والنواقص في أعداد وخبرة وكفاءة الكثير من القيادات الشبابية. الأمر الذي أفسح المجال لانتهاز تلك الفرصة، وسد تلك الثغرات القيادية من قبل قوى حزبية أو نقابية مارست القيادة الانتهازية، غير المالكة للقيم الأخلاقية السوية، الأمر الذي قاد إلى ارتكاب أخطاء وخطايا، ما ساعد على تراجع وانتكاس الكثير من انتفاضات الشباب الجماهيرية، وعلى نجاح الدولة العميقة في إطفاء ألق عربي كان واعداً بأن يكون مبهراً وعميقاً. من هنا تبينت الحاجة لضرورة التحاق ملايين الشابات والشباب العرب بالأحزاب القائمة، أو خلق أحزاب جديدة إن لزم الأمر، وبالنقابات بكل أنواعها، وبالتنظيمات المهنية، وبالجمعيات الأهلية الفاعلة، عسى أن تتبع ذلك الالتحاق جهود شبابية لتجديد فكر واستراتيجيات وممارسات تلك القوى المدنية التي يلتحقون بها، واستلام القيادة من أيادي قيادات ترهّل بعضها، أو استسلم، أو اختُرق من قبل مغريات المال، أو…
الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠٢١
هكذا وصفت محاضرة أقامتها شرطة أبوظبي ضمن فعالياتها التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يصادف الرابع عشر من نوفمبر، مرض السكري بأنه «داء العصر المر». جاءت الفعالية ضمن مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي نفذتها مختلف الجهات الصحية في البلاد للتوعية بالمرض ودرء مخاطره. من تقوده الظروف لزيارة أو مراجعة «مركز إمبريال لندن للسكري» في العاصمة يلفت نظره العدد الكبير من الشباب والشابات الذين يعانون من البدانة التي تمثل مقدمة للإصابة بالسكري والأمراض الأخرى المرتبطة بها كالشرايين والقلب وغيرها. وبحسب ما ذكر مركز أبوظبي للصحة العامة في معرض احتفائه بالمناسبة أيضاً بأنه تم تشخيص 15.4% من سكان الإمارات بمرض السكري، وفقاً لإحصائيات الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة. كما أشار المركز إلى إحصائية عالمية ذكرت أن الإصابات بمرض السكري بلغت 537 مليون شخص بالغ، وبلغ البالغون المصابون بمقدمات السكري والذين هم عرضة للإصابة بالسكري نمط (2) 541 مليون شخص، في حين كانت الوفيات 6.7 مليون شخص. أرقام مقلقة ومخيفة، لحالات تتعطل معها طاقات…
الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠٢١
عندما أسس الملك عبد العزيز (رحمه الله)، المملكة العربية السعودية، كانت بلداً فتياً؛ قبائل يسكنون صحراء واسعة توحدت تحت راية رجل شجاع، في إقليم جغرافي غمره الاستعمار الأجنبي، وجلب إليه متغيرات ثقافية كانت إضافة معرفية لهذه البلدان، وأهمها دور التعليم المختلفة والمراكز الثقافية والخبرة العتيقة في بناء الدول الحديثة. كان الاستعمار، رغم آثاره النفسية والوطنية، سبباً مباشراً في تحضر المناطق التي استعمرها؛ شبكات الطرق، والتعليم النوعي، والثقافة الغربية عامة. السعودية لم يمر عليها استعمار، ولم تكن يوماً تحت حكم أجنبي، ورغم ما تحقق للملك عبد العزيز ورجاله من وحدة صف، واستقرار داخلي، كان المؤسس يعلم أن بلاده بحاجة إلى أن تبني نفسها تنموياً، وتقدم خدمات لسكان هذا البلد الفسيح من طبابة وتعليم وطرق وكل ما كان وقتها يمثل الدولة المدنية، بالأخص كانت الأهمية الكبرى في بناء سياسي، وبث عروق دبلوماسية في أنحاء العالم تمثل السعودية التي تأسست حديثاً أمام العالم والمجتمع الدولي. لم يتردد الملك عبد العزيز، وهو رجل فطين…
الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠٢١
خاص لـ هات بوست: اشتكت إمرأة في إحدى الدول العربية على زوجها الذي مارس عليها عنفاً شديداً، وصل إلى حد طعنها بالسكين، ثم نقلت الشكوى، تطلب النصح، إلى شيخ معروف وأحد أساتذة الشريعة في جامعة مشهورة، له برنامج على إحدى المحطات، ولم يتوان الشيخ عن وصف شكواها بالمبالغة، "على عادة النساء"، ورأى أنها لا بد قد استفزت زوجها حتى اضطر لفعل ما فعله، ثم لا حل أمامها إلا أن تقبل بوضعها وتتذكر حسناته. قد يبدو الأمر مفهوماً من "شيخ" نشأ على اعتبار المرأة هي الشر على هذه الأرض، ابتداء من التفاحة والطرد من الجنة، مروراً بأغلب المعاصي، انتهاءً بالنار التي أغلب سكانها من النساء، أو أغلب النساء سكانها، معلقات من شعورهن وأثدائهن، مع كل ما في الطريق من موروث محمل بحكايات تحالف المرأة مع الشيطان لغواية الرجل، السيد المبجل الذي هيأ الله له كل أسباب المتعة، وأهمها هذا الكائن الأقل منه شأناً، والناقص عقل ودين، لكنه حامل الفتنة، ولا بأس…
الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠٢١
بين خبر فوز الإمارات باستضافة مؤتمر «Cop28» الذي يجمع رؤساء العالم لبحث شأن المناخ، وبين الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي»، وبين حدث اليوم معرض دبي للطيران، وغيرها قبلها وبعدها، تثبت الإمارات أنها جديرة بكل هذه الملتقيات والمؤتمرات التي ترعاها، والأحداث الاقتصادية الكبرى التي تدعو لها وتقيمها، والفعاليات الرياضية الكبرى التي تضعنا على خريطة السياحة الغنية والنخبوية، والتي يتابعها العالم، مثل فورمولا 1، والمعارض الدولية التي اتخذت من الإمارات مكاناً وأرضاً تقدم جديدها وحديثها من المبتكرات، وقفزات المستقبل في تخصصاتها، مثل معرض دبي للسيارات، ومعرض أيدكس، ومعرض دبي للطيران اليوم، ما هي إلا دليل واضح على تعافي الإمارات من تداعيات الجائحة المرضية، وإفرازاتها الاقتصادية الموجعة على كافة المرافق ومناحي الحياة الاجتماعية، وتصميمها الواضح على تجاوز أراجيف الآخرين من أعداء النجاح، والمغرضين لأسباب فيهم أو من أجلهم، لقد وعينا وآمنا بأن التفكير الذي يسبق الآخرين، لابد له من ضريبة، دفعناها لنتعلم، ولتزيدنا ثقة في النفس، وخير من يخبرك بتلك الثقة التي يجب…
الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠٢١
للمرة الألف، أزمة لبنان مع الخليج والمجتمع الدولي، ليست في تصريحات الوزير جورج قرداحي، الذي اختير للمنصب أساساً بسبب مواقفه المعروفة، بل هي أكبر، ولو استقال قرداحي فماذا عن تصريحات وزير الخارجية التي كشفتها صحيفة «عكاظ» بالصوت؟ أزمة لبنان أعمق وأخطر، وهي في كيفية الحفاظ على ما تبقى من الدولة، وخصوصا اتفاق الطائف. وتظهر أزمة لبنان أكثر بعد تصريحات زعيم «حزب الله». والقصة ليست ما قاله زعيم الحزب الإرهابي عن السعودية مؤخراً، فهو أقل من أن يؤثر في دولة القرار والاعتدال، وإنما حول حديثه عن عدم استقالة قرداحي، وكل ما يخص الشأن اللبناني، لأن السؤال الآن بات: من هو رئيس الوزراء، حسن نصر الله، أم دولة الرئيس نجيب ميقاتي؟ وما الذي تبقى لهيبة منصب رئيس الوزراء، كون نصر الله لا يملك الثلث المعطل وحسب، بل ويتحكم في رئاسة الوزراء، ومن يبقى من الوزراء ومن يرحل؟ ما الذي تبقى من هيبة رئيس الوزراء وصلاحياته؟ وعليه فإنه حفاظاً على ما تبقى من…