الثلاثاء ٢٤ أغسطس ٢٠٢١
أصبحت التحليلات والقراءات تتناسل على مدار الساعة حول الحدث المفصلي الذي هز كل المراقبين عن عودة طالبان ورحيل الولايات المتحدة، وحرك المياه الراكدة في مراكز الأبحاث وخزانات التفكير حول العالم. عقدان من الحرب ضد طالبان ومحاولة بناء دولة في أفغانستان من ولد في تلك المرحلة هم شباب في العشرين اليوم يبحثون عن لغة ومستقبل ومجتمع صنع على عجل، لكنهم مجبرون على التكيف مع الأمر الواقع الآن. الأهم من كل القراءات التحليلية التي تحاول اتخاذ موقف مع أو ضد هو فهم ما جرى... السعي إلى حفريات جادة من قلب الحدث بحثاً عن شهادات وأصوات لمن عاصروا المرحلة، ولادة مجتمع أفغاني متخيل داخل كانتونات ومناطق خضراء معزولة بحماية الولايات المتحدة يتم التعامل معه كأرض موعودة، سرعان ما كان الرحيل عنها محفزاً للمنتمين للأرض محاولة التشبث بالطائرات المنسحبة من الواقع كأحلامهم. لفهم ما جرى الشهادات كثيرة وربما كان من أكثرها صراحة ومسؤولية وشجاعة ما قامت به سارة تشابس الأميركية القندهارية الخبيرة في الشأن…
الإثنين ٢٣ أغسطس ٢٠٢١
المرحلة الحالية صعبة وحساسة، والمنطقة بأسرها تمرّ بأسوأ وأصعب وأحلك الظروف، والمستقبل لا يبدو مُريحاً، بل هو غامض ويصعب توقع أحداثه، تحدياته كثيرة، والخيارات المتوافرة لمواجهة هذه التحديات محدودة، وكل المؤشرات الحالية والمستقبلية، تقود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى الاعتماد على نفسها، والتقارب بشكل كامل، وتعزيز التعاون ونبذ كل خلاف. الإمارات أدركت ذلك، ونبّهت إليه مراراً وتكراراً، وسعت بكل طاقتها للمحافظة على استقرار المنطقة، بذلت جهوداً ضخمة، لا ينكرها إلا جاحد، وهي الآن تمرّ بمرحلة جديدة، مرحلة تواكب تحديات المستقبل والمخاطر المتوقعة، مرحلة مبنيّة على تعزيز التعاون مع الجميع، وبناء الجسور نحو الجميع، وترميم كل تصدعات الماضي، لأن المستقبل لن يكون لمن يعمل منفرداً، أو يعتقد أنه بمنأى عن أي خطر قادم! مصيرنا واحد، هذا ليس شعاراً نردّده، بل حقيقة ثابتة، فنحن في مجلس التعاون كتلة واحدة، العالم كله ينظر إلينا بهذه الطريقة، ومن يضمر الشر للمنطقة، لا يرانا مختلفين عن بعض، حتى لو اختلفت السياسات والتوجهات. إنهم…
الإثنين ٢٣ أغسطس ٢٠٢١
على المراهنين والمستثمرين في «طالبان» أن يفكروا مرتين، لأنَّ معظم الأنظمة الدينية انهارت لعجزها عن الفصل بين أفكارها وإدارة الدولة. تبدو «طالبان» هذا العام غير «طالبان» عندما استولت على الحكم عام 1996. لكنها تظلُّ تحمل المخاطر نفسها ذاتية التدمير. وهذا ديدن معظم الأنظمة المؤدلجة، شيوعية وبعثية وإسلامية. كما نلحظ كثيراً من المتشابهات بين ما يحدث في كابل اليوم، وما حدث في طهران 1979. بدخول الملا، كما جاء آية الله الخميني. كانت للخميني شعبية كبيرة في تلك السنة. وكانت شوارع طهران فعلاً تكتظ بمئات الآلاف من الإيرانيين المتحمسين لاستقباله وتغيير حكم الشاه. ومعظم المرحبين كانوا قوميين أو يساريين أو مواطنين عاديين تواقين للتغيير، والقلة كانت تنتمي للحركة الإسلامية المعارضة التي قادها الخميني ورجال الدين. لم تكن لهم معرفة مسبقة بالحكم الديني الآتي مع الخميني على طائرة «أير فرانس» من باريس. كان الرئيس الإيراني الأول أبو الحسن بني صدر متديناً باعتدال، لم يكن يلبس ربطة العنق، لكنه أيضاً لم يعتمر العمامة، ولم…
الإثنين ٢٣ أغسطس ٢٠٢١
من لا يمشي مع الركب لن ينتظره أحد، وعليه أن يتدبر أمره. أقول ذلك لكل الذين اتخذوا قرارات شخصية ضد لقاحات «كورونا»، وكابروا من دون سند علمي، مخالفين للتوصيات الدولية والمحلية، التي صدرت من الذين قضوا أصعب أيام المواجهة للجائحة وهم يبحثون عن مضادات، تخفف وطأة الفيروس. تلاعب بهم الجهلاء، فإذا بهم يثبتون جهلهم وسيرهم خلف المتشككين، وتمسكوا بالحرية الشخصية، وقالوا إنهم غير مجبرين على أخذ اللقاح، لا جرعة أولى ولا ثانية، هم رافضون للمبدأ من أساسه، فردت عليهم الجهات المعنية، وقالت إنها تحترم قراراتهم، فلا إجبار أو فرض، هذه مسألة اختيارية وطوعية، ونصبت الخيام، وفتحت المراكز، ونشرت النداءات والتعليمات، وأُعطيت الأولوية لمن هم أكثر عرضه للإصابة، ومن لم يستطع الخروج من المنزل ذهبت إليه الفرق المجهزة، وأعلن عن نتائج الاختبارات الأولية على المتطوعين، هنا وفي الخارج، ونشرت النسب، وبدأت مرحلة التلقيح المجاني حتى اقتربت من 75 في المائة للجرعتين، وهي النسبة الأعلى عالمياً. واستمرت الفئة المترددة على موقفها، مستخدمة…
الإثنين ٢٣ أغسطس ٢٠٢١
قبل فترة طويلة كتبت عبر هذه الزاوية عن ممارسة غير صحية ولا أخلاقية انتشرت لبعض الوقت من جانب شركات تستغل الباحثين عن فرص عمل، حيث كانت تقوم باستدراجهم لمقابلات للتوظيف، ومن ثم تبلغهم باختيار أحدهم أو العدد الذي تحتاج إليه، ولكن بشرط الموافقة على العمل لفترة تجريبية لمدة قد تصل لثلاثة أشهر وبدون راتب. وبعد انقضاء الفترة المتفق عليها تعتذر لهم بحجة عدم اجتياز المعايير المطلوبة وتأتي بآخرين غيرهم وهكذا دواليك. خلال الأيام القليلة الماضية تابعت ضجة أحدثها إعلان منسوب لإحدى الجهات وضع في موقع إلكتروني معروف للتوظيف في الدولة، عن بحثها عن متطوعين إماراتيين للعمل في أقسام المشتريات وتكنولوجيا المعلومات على أن يكونوا جامعيين في تخصصات إدارة الأعمال أو المالية أو المحاسبة أو تكنولوجيا المعلومات ممن «يرغبون في اكتساب الخبرة العملية»، وذكرت أن ساعات الدوام لن تقل عن ثمان ساعات ولخمسة أيام في الأسبوع من الأحد إلى الخميس ولمدة تتراوح ما بين شهرين لثلاثة أشهر وبدون أية مكافأة مالية.…
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١
أسبوع مضى على سقوط كابل، وكل ما حولنا يظهر أننا أمام الفوضى الأفغانية، والحيرة التي لا تصيب طرفي الصراع الولايات المتحدة وحركة «طالبان» وحدهما، بل أيضاً العالم وبالطبع المجتمع الدولي ومنطقتنا. فيما يخص «طالبان»، مثلاً، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الحركة، لم تسمه، قوله إن «طالبان» تخطط لإعداد نموذج جديد للحكم لن يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي، لكنه «سيحمي حقوق الجميع»، مضيفاً أن «خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في (طالبان) يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد بالأسابيع القليلة المقبلة»، وهذا يعني أن «طالبان» لا تدري كيف تبلع اللقمة الكبيرة، حكم أفغانستان، أو أنها تحاول إقناع العالم بأنها باتت «معتدلة»، والتصديق بذلك يعد تسرعاً خطيراً. ماذا عن واشنطن؟ الأكيد أن وضعها أسوأ، مثلاً وجود التناقضات التي انطوى عليها خطاب الرئيس بايدن حول «طالبان» وأفغانستان، في ثلاث مرات ظهر فيها على التوالي. مثلاً، يقول الرئيس: «لم أرَ أي شك في مصداقيتنا من حلفائنا في جميع أنحاء العالم...». وعلق على ذلك…
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١
ليس غريباً أن تنفتح الدول على خيارات جديدة في مقاربتها لسياساتها الخارجية وفي علاقاتها الدولية، والإمارات كدولة تنطلق في هذه السياسات من ثوابت تقدم أولوية المصالح الوطنية ومصالح شعبها، وتستند إلى نهج يوازن بين الاقتصاد والسياسة، لن يكون من المستغرب أن تترك التباينات في علاقاتها مع دول اختلفت معها في المواقف، بحثاً عن تقارب وتعاون ينهض بفرص التنمية للجميع. المتغيرات الدولية المتسارعة في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تفرض نفسها في كل حين توجب المراجعة الدائمة لكل ما يعيق التعاون في دفع قاطرة التنمية الدولية إلى الأمام وتعزيز الازدهار للجميع، فالحوار والتعاون هما السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الذي يعتبر الأرضية الأساس لأي تعاون تنموي، وهذا ما تنظر إليه الإمارات كواحد من ثوابت سياستها الخارجية. والأمر كذلك، فإنه سيكون من نافلة القول التأكيد على أن الظرف التاريخي العالمي يقتضي ترك الخلافات والتباينات مع مواقف بعض الدول، وإصلاح العلاقات لتشييد تعاون من نوع جديد، يحتكم إلى المصالح الوطنية، ويسرّع من عجلة التنمية،…
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١
صحة الأطفال والحفاظ عليها مسؤولية أصيلة تقع على عاتق الأب والأم بالدرجة الأولى، هما من يحدد مستوى ومصير الطفل، وهما من يستطيعان حمايته وتقويته والحفاظ عليه من الأمراض، عبر مراقبة واختيار الأطعمة التي يأكلها، وهما من يستطيعان تدمير جهازيه الهضمي والعصبي، إن أهملا في تحديد ما ينفعه وما يضره من أطعمة ومشروبات، فالأطفال لا يدركون ولا يستوعبون كثيراً من الأمور، لكن أولياء أمورهم يدركون ويعقلون ويقرأون ويفهمون. لذا من الضروري جداً اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مصادر السكر في غذاء الأطفال، حتى لا يؤثر ذلك سلباً في صحتهم، ويشكّل خطراً عليهم، لأنه قد يتسبب في أمراض خطيرة عدة، وهذا ما يحمّل الأهل مسؤولية كبيرة، لكنها حتماً ضرورية، وليست مستحيلة، حيث إن هذه الخطوات لا تتطلب الكثير من الوقت والجهد، فليس ضرورياً حرمان الطفل من الأطعمة التي يحبها كافة، لكن يبقى التنظيم ضرورياً لحمايته. لابد من نشر ثقافة تقليل تناول الأطفال للسكريات والحلويات، خصوصاً أن السكر لا يؤثر سلباً في الوزن…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢١ أغسطس ٢٠٢١
على امتداد يومين تقريباً استمعت إلى كتاب صوتي يتتبع سيرة حياة الروائي الكبير نجيب محفوظ، كما كتبها الصحفي المصري محمد شعير، في كتاب أصدره مؤخراً بعنوان (أعوام نجيب محفوظ: البدايات والنهايات)، معتمداً على نص مؤسس ومهم جداً كتبه نجيب بنفسه في عشرينيات القرن الماضي، وكان لا يزال في بدايات حياته، في المرحلة الثانوية تقريباً، وجعل عنوانه (الأعوام) مستلهماً السيرة المعروفة لعميد الأدب العربي طه حسين التي كتبها بعنوان (الأيام). في كتابه، يواصل محمد شعير الحفر في أرض ممتدة ومليئة بالخفايا والفرائد والطرائف والأسرار، تلك هي حياة ومشروع نجيب محفوظ السردي الضخم والشاسع جداً، فبعد كتابه المهم والقيم (أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة) يأتي هذا الكتاب ليسد فجوة ربما، لطالما تساءل عنها الصحفيون ومحبّو نجيب محفوظ، ولطالما سئل هو شخصياً عنها في العديد من اللقاءات: لماذا لم تكتب سيرتك أو مذكراتك أو قصة حياتك؟ فكان، رحمه الله، يقول: الذين يكتبون قصة حياتهم لديهم ما يحكونه، أما أنا فكاتب أعيش حياة بسيطة،…
السبت ٢١ أغسطس ٢٠٢١
كانت البداية مع خبر من بضعة سطور أعلنت فيه وزارة الخارجية والتعاون الدولي إجلاء كافة أعضاء سفارة الدولة لدى أفغانستان، بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدتها، وانتهى الخبر، ليفتح أمامنا المشهد واسعا ولتغمرنا جميعا مشاعر من الفخر والاعتزاز ونحن نشهد تكريم ثلة من أبطال قواتنا المسلحة بـ«وسام الشجاعة» و«وسام الإمارات العسكري» ممن كانوا وراء إنجاز المهمة البطولية التي لخصتها السطور المطمئنة. جاء التكريم تجسيدا لحرص قيادتنا الرشيدة على تقدير المتفانين والأوفياء، ومواقف هؤلاء الرجال البطولية «خلال أداء عملهم في عملية إجلاء الدبلوماسيين الإماراتيين من مطار كابول» الذي كان الوضع فيه خلال تلك الساعات العصيبة لا يوصف من حيث التعقيد والظروف القاهرة. التكريم الفوري نهج قادتنا في تقدير كل مخلص ومتفان لأجل الإمارات في مختلف الميادين والمجالات، ولأبطال قواتنا المسلحة موقع خاص في القلوب فهم الدرع الحصين للوطن وسياجه المتين، مكانة يشعر بها كل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن الغالي، وهي التي قال عنها الرجل الذي يقف وراء أدق تفاصيل ومراحل تطورها…
الخميس ١٩ أغسطس ٢٠٢١
آخر الأحداث الكبرى هذا العام، كان من دون شك، التحول المذهل في أفغانستان، ومن ثم إعلان السيد أمر الله صالح نائب الرئيس أشرف غني أنه (أي أمر الله صالح) لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد. بالتوفيق. فهي مهمة غير سهلة. تكثر في الحالات القصوى، القصص التي تختلط فيها المأساة المبكية بالمهزلة المضحكة، ولنسمها، للاختصار؛ «المأزلة» دمجاً بين حالتين متناقضتين. وشهد العام الراهن أحداثاً عدّة، بعضها عادي روتيني، مثل انتخابات الرئاسة في أميركا، وقانون التمديد لفلاديمير بوتين حتى العام 2036 (ابتداءً من هذا العام، وليس منذ توليه في 7 مايو - أيار 2000). وبدأ خروج بريطانيا من ضلعها الأوروبي، ووقع في مرفأ بيروت ثالث أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، وأعلن البنك الدولي أن ثلث اللبنانيين ينامون بلا عشاء، وأن لبنان يشهد ثالث أسوأ أزمة اقتصادية في العالم منذ القرن التاسع عشر. الحدث الأكثر أهمية في التاريخ قد يحدث فيما تقرأ جنابك هذه السطور (وسَّع الله عليك) ويخرج الرئيس المكلف نجيب…
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١
خاص لـ هات بوست : لطالما ارتفعت أصوات المسلمين عند كل جريمة ارتكبتها داعش مستنكرة ومتبرئة، عن نفسها وعن الإسلام، ونافية وبشدة أن تنتمي من قريب أو بعيد إلى الأفكار التي تحملها سيئة الذكر، وانطبق ذلك وما زال على كل ما يتعلق بالقاعدة وشبيهاتها، ولطالما أيضاً حضرت المؤامرة بكل نظرياتها وحياكاتها لتأخذ مكان الصدارة بكونها المتهم الأول في كل ما تفعله أي جماعة متطرفة. لكن، وبغض النظر عن وجود المؤامرات (أبعدها الله عنا) من عدمه، ورغم بشاعة الجرائم التي ارتكبت في العقدين الفائتين في مختلف دول العالم، من قبل الحركات الإسلامية المتطرفة، علينا ألا نختبىء وراء أصابعنا، ولنعترف آسفين أن كل ما جرى له أساس في أمهات كتب التراث "الإسلامي" التي ما زالت تدرس في المدارس الشرعية والجامعات الإسلامية، حيث عقوبة المرتد القتل، وتهمة الارتداد يمكن أن تلصق وفق أمور لا حصر لها، وعقوبة المثلي الإلقاء من مكان مرتفع، وعقوبة الزانية الرجم حتى الموت، وعقوبة تارك الصلاة الاستتابة أو القتل.…