الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
أيها الأصيل، أيها الجميل، أيها الجزيل في معانيك، الفضيل في مغزاك، جاءتك البشرى على يدي من لدن حكمة، وشيمة، وقيمة، وقامة، وقوامة. لقد وصلت الرسالة، مشفوعة بمفردات الوفاء، والسخاء، وصلت الكلمة الحق وهي تطفو على صهوة إرادة بالغة الصرامة، والقوة، فالمواطن اليوم يشعر بأن الأرض التي شق أفلاجها، وحفر تربتها، وسقى زرعها، وصادق إبلها، وعشق خيلها، قد بلغت مبلغ النجوم، ووصلت إلى حيث تسقط الغيمة قطراتها مدرارة، على سقف أمنياته، وتجعله في العالمين كائناً استثنائياً، مميزاً في تعاطيه مع الحياة، تجعله أخدوداً في تلابيب الصحراء ينضح عذوبة، ترتاده نياق الخير، وتتذلل له جياد الأصالة. المواطن أولاً لأنه في البداية كان النفرة، وفي البداية كان الظفر، وفي البداية كان الكلمة في السطر الأول لنهوض الوطن، المواطن أولاً، لأنه العناية الأولى بالزرع، والضرع، وهو الرعاية لأعشاب الأرض، ومنابتها، وقوتها، وشربها. المواطن أولاً؛ لأنه الدرع، والصد، والمد في دياجير الليالي المدلهمة، والسعي إلى سف جريد الوطن بحبل الأنامل، وميسم اليعين المجردة. المواطن أولاً؛…
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
نقلة نوعية في اتخاذ القرارات الحيوية والمهمة، والتي تمسّ حياة ومستقبل الشباب الإماراتي بشكل خاص، ونقلة نوعية في وضع الحلول الجذرية لمشكلات ظلت عالقة لسنوات طويلة، وبسببها أحجم شباب الإمارات عن خوض تجربة الدخول في القطاع الخاص، سواء موظفون أو روّاد أعمال، هذه النقلات النوعية وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأقرها وتابعها كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووجود هذه الأسماء الثلاثة، كفيل بضمان نجاح حزم «مشاريع الخمسين»، وكفيل بتحقيق أحلام وطموحات الأجيال نحو مستقبل أفضل وأجمل. الحزمة الثانية من «مشاريع الخمسين» تحمل كثيراً من القرارات التي تذلل كل صعوبات التحاق المواطنين بالقطاع الخاص، فقد وضعت حلاً للعديد من المعضلات التي قيدت دخول شباب الإمارات إلى هذا القطاع، ولا يخفى على أحد، أن القطاع الخاص في دولة مثل دولة الإمارات، هو المستقبل للأجيال المقبلة، فالإمارات تتبوّأ مكانة اقتصادية عالية،…
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
العراقيون متحمسون للانتخابات التشريعية المقبلة أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أي بعد شهر من اليوم، وهي الخامسة منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 وإسقاط نظام صدام حسين. مبكراً، منذ أسابيع، أنهت الحكومة الخطة المفترضة، والإجراءات التنظيمية، ووضعت 500 مراقب دولي وأممي لضمان سلامة العملية الانتخابية وسلاستها، التي من المقرر أن يرشح عنها مجلس للنواب يضم 328 عضواً في انتخابات بكرت بموعدها الذي كان مقرراً منتصف العام المقبل. لم هذه الانتخابات لها أهمية قصوى للعراقيين؟ بداية، جاء التبكير بها نتيجة الاحتجاجات الشعبية التي أربكت البيت السياسي وأسقطت حكومة عادل عبد المهدي بعد عام من تشكيلها في 2018. نزل الناس إلى الشوارع محتقنة من ضعف الخدمات، ومن الفساد المستشري في المؤسسات العامة، وحوادث الإهمال والتقصير وضعف المحاسبية والرقابة. لم يكن بمقدور عبد المهدي الذي سبق أن حمل حقائب كبيرة كالدفاع والداخلية والنفط ونيابة رئاسة الجمهورية إلا أن ينسحب من المشهد الغاضب، واضعاً الرئيس برهم صالح أمام مهمة تكليف جديدة، حيث برز اسم السيد…
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
صادف هذا الأسبوع مرور الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، اليوم الذي جرحت فيه القوة الكبرى في العالم، في مكمني قوتها: الاقتصاد والمؤسسة العسكرية. ففي ذلك اليوم استهدفت هجمات انتحارية، نفذها تنظيم القاعدة، بطائرات مدنية، برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك؛ رمز القوة الاقتصادية، كما استهدفت جزءاً من مبنى البنتاجون في العاصمة الأمريكية واشنطن، رمز القوة العسكرية. وفي حينها تنبأ بعض المحليين السياسيين بأن الحدث هو بداية تغيير في موازين القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية، لغير صالح أمريكا، وبأن عالم ما بعد سبتمبر سيكون المقدمة لانهيار الإمبراطورية الأمريكية، والتهيؤ لانبثاق نظام عالمي جديد مغاير للنظام الذي ساد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. أول إسقاطات هذا الحدث، هو تغير السياسية الأمريكية تجاه الدول الأخرى، وعودة المكارثية، بوجهها القبيح، وتقسيم العالم إلى فسطاطين: فسطاط الخير وفسطاط الشر، وأن «من لم يكن معنا فهو ضدنا». أعلنت الإدارة الأمريكية حرباً عالمية على الإرهاب. وضعت أفغانستان والعراق في أعلى قائمة محور الشر، الذي أعلنه…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
توجد هوة كبيرة بين عملية التفكير، وبين الواقع والفعل الذي يفترض أن نمارسه ونقوم بأدائه لتنفيذ مهمة ما أو لإنجاز عمل حتمي يتطلب الدقة والمهارة، ففي بعض الأوقات ننفذ المهام دون رؤية وتمهل ولا تخطيط، وكأن التعود على المسارعة في الأعمال خصلة وميزة، بينما لا يتم الاهتمام بجوهر العمل ولا مخرجاته ومدى جودته. ولعل التحدي الأكبر والأصعب، هو أن يتوازن التفكير ويتماشى مع الفعل، بمعنى أن تلحق العملية التفكيرية وما تخرج منها من قرارات وتوجيهات على أرض الواقع وتبدأ بتحويلها إلى فعل، أي تطبقها كعمل يتم تنفيذه. هذه السلسلة إن صحت الكلمة، مهمة جداً، وكلما كانت قوية ومترابطة كلما كانت النتائج والحلول متواجدة وثرية وماثلة للعيان. وأقصد بالسلسلة: التفكير والمعرفة العمل. في هذا السياق استحضر كلمات للفنان والكاتب والمؤلف وعالم الأحياء يوهان فولفغانغ فون، والذي عرف باسم غوته، لعلها قريبة من الفكرة التي أسوقها، قال فيها: التفكير سهل، أن تتصرف صعب، ولكن أصعب شيء في العالم هو أن تتصرف وفقاً…
الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١
لفت انتباهي في خضم تغطيات إحياء الأميركيين للذكرى العشرين على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الشعب الأميركي - ولا أقول الحكومة فقط - هذه العبارة لسيدة فقدت والدها في تلك الهجمات، قالت (ثيا ترينيداد) إن الأمر «صعب لأنك كنت تأمل أن يكون هذا وقتاً مختلفاً وعالماً مختلفاً»، مضيفة أنه «في بعض الأحيان يبدأ التاريخ في تكرار نفسه لكن ليس بأفضل الطرق». تفسير ذلك هو أن الطرف الذي قام بقتل والد ثيا، والآلاف غيره، ما زال فعالاً بل عاد بقوة أكثر، والمضحك المبكي أن الطرف الذي يرثي ويحيي ذكرى الضحايا اليوم، أي السلطات الأميركية، هي نفسها من تسببت بانتعاش وقوة تنظيم القاعدة اليوم، من خلال «تسليم» أفغانستان لحركة طالبان، التي هي الصديق الصدوق لتنظيم القاعدة! الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي صدم العالم، وأصدقاء أميركا قبل الأعداء، بهرولته المخجلة، من أفغانستان، دافع عن قراره بسحب قوات أميركا من أفغانستان، قائلاً على هامش المراسم التي أقيمت بالذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر: «إن الولايات…
الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١
احتفل العالم يوم الثامن من سبتمبر على استحياء باليوم الدولي لمحو الأمية، الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة عام 1966، وقبلها قامت منظمة «اليونسكو» بجهود عام 1946، ولم يتضح أثرها حتى الآن، وبحسب المنظمة فإن محو الأمية عامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعمل على تعزيز المشاركة في سوق العمل، وتحسين الأحوال الصحية والنفسية للأطفال والأسر، والحد من الفقر، وتوفير مزيد من فرص الحياة. على الصعيد العالمي؛ لايزال هناك 750 مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار يعجزون عن القراءة والكتابة، في حين أن 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية، ويؤدي هذا الوضع إلى استبعاد ذوي المستوى العلمي المتدني وذوي المهارات المحدودة من المشاركة والتعلم واكتساب الرزق وتوفير حياة كريمة. في رأيي أن عدد من لا يجيدون القراءة والكتابة أكبر من تلك الإحصاءات الرسمية بكثير، والمتابع لمستوى اللغة على قنوات الـ«سوشيال ميديا» سيدرك أن شريحة كبيرة ممن لديهم شهادات هم بالفعل أميون. وعموماً فالمفهوم التقليدي للأمية، باعتباره…
الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١
المواطن أولاً وثانياً وثالثاً.. نهج رئيسي ثابت للإمارات وقيادتها، يتأكد كل يوم على أرض الواقع، بعيداً عن الشعارات، بأفعال تسبق الأقوال، ومشاريع ومبادرات استثنائية ومدروسة، تكفل في كل مرحلة تحقيق قفزات نوعية مهمة في التمكين والتوطين، وهو الملف الذي بات يحظى بأقصى اهتمام على رأس أولويات الأجندة الوطنية. المخصصات الضخمة، التي وجّه بها رئيس الدولة، ضمن الحزمة الثانية من «مشاريع الخمسين»، لتحقيق الأهداف المنشودة في هذا الملف، والتي وصلت إلى 24 مليار درهم، واعتماد محمد بن راشد، ومحمد بن زايد، البرنامج الحكومي غير المسبوق لدعم القطاع الخاص لاستيعاب 75 ألف مواطن، خلال السنوات الخمس المقبلة، يشير بقوة إلى التوجه الجاد والحازم في إحداث فارق سريع، وواسع الأثر في بناء مجتمع اقتصادي وطني هو الأكثر تنافسية، يعتمد في الأساس على سواعد وعقول أبناء الوطن، وكفاءتهم العالية، وهو ما ترى فيه الإمارات ركناً أساسياً في أمنها الوطني بمفهومه الشامل، ومرتكزاً حيوياً في تطلعاتها المستقبلية. تأكيدات رئيس الدولة، ومحمد بن راشد، ومحمد بن…
الأحد ١٢ سبتمبر ٢٠٢١
هناك مدارس خاصة في دبي رسومها عالية جداً، بل مبالغ فيها، حيث يعادل سعر رسوم دراسة الطفل أو الطفلة في مرحلة الروضة، أو الابتدائية، أسعار رسوم جامعات عريقة في دولة مثل بريطانيا على سبيل المثال، وهذا واقع، وليس تخيّلاً أو مبالغة. تحديداً أعرف ولي أمر لديه بنت تدرس هنا في الصف الثالث الابتدائي، يدفع لها رسوماً سنوية تعادل تماماً ما يدفعه لرسوم ابنه الذي يدرس في جامعة بريطانية، مع العلم أن الجامعة مصنّفة ضمن أفضل عشر جامعات في بريطانيا! هو ليس الوحيد، حالة أخرى لأحد الأخوة، تدرس ابنته في مرحلة الروضة برسوم تبلغ 31 ألفاً، وابنه في الصف الخامس برسوم 41 ألفاً، وهو يدرس الدكتوراه خارج الدولة برسوم تبلغ 36 ألف درهم! ولاشك في أن هناك نماذج أخرى، وبرسوم أعلى من ذلك بكثير، هذا واقع نعرفه جميعاً، ولكن السؤال المهم هنا: لماذا نرى ازدحاماً شديداً أمام المدارس المعروفة بأنها غالية جداً؟ ولماذا يتهافت أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم في مدارس…
السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١
إنجاز جديد ومستحق يضاف لسلسلة إنجازات السمعة الطيبة والمكانة الدولية المرموقة للإمارات، وللمرأة الإماراتية بانتخاب رزان المبارك رئيساً للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، لتكون أول عربية وإماراتية تعتلي منصباً دولياً رفيعاً في هيئات ومؤسسات دولية. جاء الإنجاز تقديراً لمكانة الإمارات وإسهاماتها البيئية والنوعية المتميزة، وفي الوقت ذاته حمل الكثير من الدلالات باعتباره ثمرة الاهتمام المبكر للدولة لجملة من القضايا والمسائل بفضل الرؤية الثاقبة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن مبكراً بقدرات المرأة، وأهمية توفير فرص التعليم والعمل، والتمكين أمامها، ومضت قيادتنا الرشيدة على ذات المنوال الذي حظي بمتابعة دؤوبة وجهود متصلة من لدن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، وهي تعمل دون كلل لما نراه اليوم من حضور متميز ودور فعال لأخت الرجال في مختلف المجالات والميادين، وجاء هذا الإنجاز العالمي بعد أيام قلائل من احتفائنا بيوم المرأة الإماراتية، والذي…
السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١
ندرك أن الحياة يوجد بها الكثير من التحديات والظروف والأحوال المتقلبة فلا شيء ثابت، ويدرك بعضنا الكثير من المعرفة والعلم والمعلومات لكنه يجد صعوبة في التطبيق. ربما سأل بعضنا لماذا نجد صعوبة في تطبيق ما تعلمناه هنا بالذات، هذا السؤال يتيح لنا الملاحظة العميقة عن ماذا نحن نبحث؟ سنكتشف أن بعضنا يشعر بالفراغ الداخلي ليس لأنه لم يحقق شيئاً ربما وصل إلى النتيجة الظاهرية للشيء الذي يريد لكنه اكتشف أنها لم تشبع شيئاً في داخله، من هنا يبدأ طرح هذا السؤال العميق عن ماذا نبحث نحن؟ الملاحظة تجعلنا ندرك ماذا نريد من هذا الفعل أو هذا الهدف، ماذا يشبع في داخلنا؟ عندما ندرك أن خلف كل الأشياء التي نقوم بها توجد احتياجات أساسية للإنسان فعليها نحن نتحرك ونغذي هذه الاحتياجات من مصادر خارجية ولكن للأسف هذه المصادر ليست دائمة فنفقد هنا توازناً، كما أن هناك من يصل للشيء الذي يريد لكن مازال يشعر بفراغ داخلي رغم أنه حقق النتيجة التي…
السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١
ليس سهلاً أن يُنسى ذلك اليوم المرعب، وحتى بعد عشرين عاماً لا يزال مقلقاً ومخيفاً أن يتكرر مثله في أي مكان من العالم. والمفزع أنه قابل للتكرار. بعد عقدين عدد مقاتلي «القاعدة» ازداد، ومساحات انتشارهم توسعت، والتجنيد مستمر، وأسلحتهم تطورت. موجودون في معسكرات تدريب وقتال في أفغانستان وسوريا والعراق واليمن والصومال وآسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا وأوروبا، وشبكتهم توسعت، هناك «القاعدة في المغرب»، و«القاعدة في جزيرة العرب»، وتنظيم «الشباب»، و«أنصار الشريعة»، و«القاعدة في سيناء»، و«القاعدة في شبه القارة الهندية»، و«هيئة تحرير الشام»، وتنظيم «حراس الدين»، إضافةً إلى حركة أوزبكستان، و«الحزب الإسلامي التركستاني»، و«لشكر طيبة»، و«إمارة القوقاز الإسلامية»، و«شبكة حقاني»، و«الجهاد المصرية» و«جيش محمد» جنوب شرقي آسيا. لماذا خلال عشرين سنة من حروب على «القاعدة» وقتل زعيمها بن لادن، والآلاف من جنوده، ومطاردة البقية، عددهم تضاعف، وخطرهم زاد في أنحاء العالم؟ لأن الحرب اقتصرت على القوة العسكرية. «القاعدة» فكرة وليست قوة. تستطيع أن تزدهر في أي صحراء أو «غيتو»، وبين أي…