الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١
ألم تكن أقوى قوة استخبارية في العالم، وتعرف ماذا سيحصل في أفغانستان بمجرد الإعلان عن نية أميركا في الخروج منها؟ ألم تكن تتخيل المشهد الذي سيبدأ في رسم نفسه فوق تلك الخريطة الوعرة في طبيعتها الصخرية، وطبيعتها البشرية، وطبيعتها السياسية؟ وجدت أميركا نفسها بين خيارين: البقاء في أفغانستان، ضد رغبة أكثرية الأميركيين وأكثرية الأفغانيين وأكثرية العقلاء في العالم. أو أن تخرج وتتحمل تبعات الانسحاب التي هي عادة، أصعب بكثير من تبعات الاحتلال. في الدخول أو الخروج، الأثمان الأخلاقية والإنسانية والعسكرية والمعنوية، التي تدفعها أميركا، باهظة جداً. لا هي نزهة في الإياب. أما الثمن الأغلى فيدفعه في الحالتين، «المتعاونون» أو «الخونة» الذين تعاملوا مع المحتل. وهؤلاء هم طبقة من المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، خاسرون إن قبلوا هذا الفريق أو ذلك. منبوذون هنا الآن أو لاحقاً هناك، وهاربون من المنتصرين، في هذا الاتجاه أو المعاكس. في لؤم ودم بارد، يكرر التاريخ نفسه. الأميركيون يواصلون المفاوضات مع «طالبان» في قطر،…
الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١
يؤمن بضرورة أن يكون الكتاب في كل يد، والمكتبة في كل بيت، والمعرفة تعم ربوع الوطن لتضيف المزيد والمزيد إلى إنجازاته اليومية.. معرفة تمتد لتنتشل الأمة من عثراتها كي تستعيد مكانتها اللائقة بها. يؤمن أيضاً بأهمية أن يتزود كل البشر بالثقافة، التي تمنحهم الأمل وتعلمهم التسامح، وتجنبهم التطرف والتشدد، وترتفع بوعيهم لتنقذهم من الحروب والصراعات.. ثقافة تزرع في نفوسهم السعادة، وترتقي بهم ليبصروا العالم بعين تتذوق كل هذا الجمال الذي يحيط بهم من مختلف الجهات. لم يتوقف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوماً عن العمل على هذا الهدف وتحويله خطوات عملية على أرض الواقع، والقصة طويلة من الصعب أن نحيط بفصولها كافة في هذه السطور. البداية كانت في العام 1982، مع انطلاق الدورة الأولى من معرض الشارقة للكتاب. في تلك اللحظة كان بإمكاننا أن نقرأ ملامح رؤية استراتيجية تتعلق بضرورة الارتقاء بقيمة ومكانة الكتاب، ولكن المشكلة الكبرى التي يعرفها كل مهموم بحال…
الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١
يقترح عليّ البعض مشاهدة أفلام كوميدية لكن لدي مشكلة معها وهي أني لا أضحك بسهولة. الكوميديا أنواع، هناك التهريجي البريء الذي يجذب الأطفال حتى سن العاشرة، وهناك التهريجي الذي به تلميحات جنسية واضحة لجذب المراهقين حتى سن العشرين، وهناك تهريج الكبار الذي يوظف الإباحية في مواقف لا تخطر على البال لإضحاك الجمهور. هناك الكوميديا السوداء وهي التي تتخذ من موضوعات جادة مادة للسخرية مثل فيلم كوميدي يسخر من هتلر أو قصة كوميدية حدثت في مسرح جريمة، والكوميديا الجادة/الساخرة، وهي التي تضع شخصيات في منتهى الجدية في موقف في منتهى الهزل، مثل شارلي شابلن أو المسلسل الشهير «مستر بين» أو شخصية «د. روماك» في فيلم «الطائرة!» أو الشرطي فرانك دريبن في The Naked Gun، وهذه الأمثلة الثلاثة الأخيرة هي الكوميديا المفضلة لدي. بكل بساطة، نحن نضحك لأننا نرى الواقع مقلوباً في الكوميديا، وعقولنا تفهم الواقع ولا تفهم صورته بالمقلوب، فيتولد الضحك عندما يرى العقل الصورة مغايرة أو مقلوبة ويفسرها على أنها…
الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١
عادت حركة «طالبان» لحكم أفغانستان، والمسألة مسألة وقتٍ ليتم الإعلان عن ذلك رسمياً، والصور المقاطع المصورة والخطابات الصادرة من طالبان جميعها تشهد بأن شيئاً لم يتغير في أيديولوجية هذه الحركة أو أساليبها، فنفس العنف والتطرف والاستهانة بالبشر وحياتهم ما تزال عناوين بارزة لا تخطئها العين. بعد عشرين عاماً من تحالفٍ دوليٍ قادته الولايات المتحدة الأميركية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ها هي تنسحب بشكل مثيرٍ للجدل، في سرعته وتعجّله، وهو انسحاب يبدو وكأنه فرار خائفٍ من معركة كانت توصف بأنها الحاسمة ثم تلاشت شيئاً فشيئاً، حتى حدث الانسحاب الذي هو أقرب للهزيمة. الانسحاب المتعجل ترك خلفه أسلحةً متقدمةً وآلياتٍ حديثةً، بعضها لم يتم فتحه ولا استخدامه بعد، ومقاطع استيلاء عناصر «طالبان» عليها تملأ الفضاء، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ويذّكر بما جرى في مدينة الموصل العراقية، حين استولى عليها «تنظيم داعش»، وأخذ كل السلاح والعتاد الأميركي المتقدم، ثم عاث في العراق وسوريا فساداً وتحركت خلاياه في كل العالم. الحديث عما…
الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١
قيل إن للموسيقى أثراً يتجاوز الحِكم والفلسفات، ولعل الرياضة لا تختلف عن الموسيقى في هذا المجال، لما لها من قوة تأثير إيجابية هائلة تتجاوز اللغات والثقافات. سواء كانت الرياضات فردية أم جماعية، أولمبية أم غير أولمبية، وسواء أكان ممارسها هاوياً أم محترفاً، فجميع الرياضات والرياضيين يتكلمون لغة واحدة، تتكون حروفها من مبادئ وقيم سامية، كالنزاهة والعدالة، والتعاون والانضباط، والإصرار وروح التحدي. ولا يقتصر أثر الرياضة على تعزيز اللياقة البدنية لممارسها فحسب، بل إنها تقوي المناعة، وتنشط الصحة العقلية، وتقوي ثقة الإنسان بنفسه وتقديره لذاته، ويعتبرها البعض «إكسير السعادة» وأفضل علاج للاكتئاب والقلق. كما أن الرياضة من أفضل وسائل الترفيه والتربية، ورافد مهم للنمو الاقتصادي من خلال ما يعرف بالسياحة الرياضية، إذ تتنافس الدول على استضافة بطولات دولية تحقق للدولة المستضيفة الكثير من العوائد على المدى القصير والبعيد. ويمتد أثر الرياضة الإيجابي أيضاً إلى متابعيها، لما تضفيه من أجواء حماسية وممتعة أثناء متابعة المنافسات. وتعرف الرياضة كأداة لنشر قيم السلام والتقارب…
الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١
الإمبراطوريات تجرح، وتموت، والإمبراطوريات تسقط وتتساقط، والإمبراطورية الأميركية الأقوى في التاريخ ليست استثناء، وقد جرحت من قبل وإن اختلفت ردودها على تلك الجراح، وكل ما تصنعه أميركا اليوم هو «الانسحاب» من العالم و«الانعزال» في الداخل. جرحت أميركا في «بيرل هاربر» فكان الرد هو دخولها الحاسم في الحرب العالمية الثانية، وجرحت أميركا في «فيتنام» وكان الرد هو الانسحاب، وجرحت أميركا في 11 سبتمبر (أيلول) وكان الرد هو الحرب على الإرهاب، وتوقياً لمزيد من الجراح اعتقدت أميركا أن انسحابها من العالم سيحميها ومنطق التاريخ يقول عكس ذلك. وجراحٌ أخرى، فعندما فجر عناصر «حزب الله» اللبناني مشاة البحرية الأميركية وسفارتها في بيروت 1983 قرر الرئيس ريغان سحب القوات، وعندما أسقط إرهابيو القاعدة في الصومال هيلوكوبتر «بلاك هوك» أميركية قرر الرئيس كلينتون سحب القوات، والأمثلة كثيرةٌ. الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتسليمها لحركة طالبان سيتم تفسيره بالهزيمة، فـ«طالبان» و«القاعدة» و«داعش» تعلمت جيداً أن أميركا يمكن إنهاكها بالإصرار والعزيمة والثبات على الإرهاب، وهذا الشعور الطاغي على…
الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١
تغريدة جميلة ومعبّرة، تلك التي كتبها رجل الأعمال الإماراتي الشهير خلف الحبتور، حيث قال فيها «تعلمت ألّا أوظّف معاونين أضعف مني، وأن أعمل دوماً مع من هم أكثر علماً وخبرة مني في اختصاصاتهم، وأستفيد من علمهم لتحقيق النجاح، والوصول إلى الأهداف التي نسعى إليها»، واختتم التغريدة قائلاً «إن كنت تخوض معركة، فليكن معاونوك أقوى منك، لتحقق النصر». مثل هذا الفكر، يجب أن يسود في أذهان جميع المسؤولين التنفيذيين في مختلف الأماكن، فالموظف الجيد الذكي المتمكن، هو عون لرئيسه ومسؤوليه، وليس خطراً عليهم، كما يعتقد كثيرون، فأن تكون قائداً على مجموعة «أُسود»، بالتأكيد أفضل وأقوى بمئات المرات، من أن تكون أسداً، وتقود مجموعة من الضعفاء، ومحدودي الفكر! البعض يعتقد أن خلف الحبتور مؤمن بذلك كونه رجل أعمال، ومالك مجموعة شركات مختلفة، لذلك فإن نجاح موظفيه يعني بالضرورة زيادة دخل وأرباح، تعود عليه شخصياً بالفائدة، معتبرين أن مثل هذه القناعة قد تصلح في القطاع الخاص، لكنها حتماً لا تصلح في الفكر الحكومي،…
الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١
لا يخفى على متابع أن «تنظيم الإخوان» يقف حالياً أمام مأزق كبير، بل ومعضلة وجودية، فالانتكاسات تتوالى، والخسائر أكثر من أن تحصى، وآخرها في تونس. داخلياً، يعاني «التنظيم» من انقسامات وانهيارات حادة، وانسحابات متزايدة، وتفكك تنظيمي وفكري، بالتوازي مع غضب يشتعل داخل قواعده. أما على مستوى الرأي العام العربي فحدّث ولا حرج، فالمسكّنات ما عادت تجدي نفعاً، و«الشعارات الرنانة» لم تعد تنطلي على الشارع، فيما العبء يشتدّ على الرعاة الإقليميين الذين باتوا يراودهم التفكير في التخلص من «الجماعة»، خاصة بعدما أصبحت خارج الخدمة والتجربة في دول عربية كبرى، فضلاً عن سمعتها السيئة في المجتمع الدولي. ونرى أن سقوط «الجماعة» في عالمنا العربي كان أمراً حتمياً، خاصة بعد أن انكشفت بوضوح بشاعة «ربيع الفوضى» بكلّ أوهامه وترّهاته، فيما وقفت الشعوب على عنف «التنظيم» الحقيقي، وأدركت أنه تنظيم إقصائي، يحتكر تمثيل الإسلام، وينكر الدولة الوطنية، بل ويبيح الخروج عليها، ويتبنّى شعارات دعوية، يتخفى خلفها شعار رئيسي هو: «الغاية تبرر الوسيلة». كان السقوط…
الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١
تنظر الإمارات وقيادتها إلى التطوير الحكومي المتواصل كمهمة عظيمة لها تأثيرها الأساس في مسيرة تنمية الوطن وتطور اقتصاده، وازدهار ورفاه أبنائه، والارتقاء بجودة حياتهم وضمان مستقبلهم، وبفضل هذه الرؤية المتقدمة التي تعهدها محمد بن راشد بالرعاية المباشرة في قيادته لحكومة الإمارات باتت الدولة اليوم مرجعاً عالمياً للتطوير الحكومي. الإنجازات التي حققتها الدولة في هذا المجال، كانت مشهودة عالمياً، فقد عاكست حكومتنا ما ألمّ بالحكومات أجمع خلال الظرف العالمي الاستثنائي بسبب الجائحة، واستطاعت أن تحافظ على استمرار عملها وخدماتها في جميع مراكزها، وأثبتت جاهزية وقدرة كبيرة في التعامل مع كل التحديات، بل وحققت نقلات نوعية في تطوير أساليبها. هذا النجاح الواضح كانت روافعه عوامل قوة رسختها المبادرات النوعية لقيادة حكومة الإمارات والتي انتهجت مبكراً فكراً متفرداً يقوم على أن الحكومة سلطة للناس ولخدمتهم والتسهيل عليهم، وهو ما يجدد التأكيد عليه محمد بن راشد خلال إعلانه نتائج تصنيف النجوم لمراكز الخدمات الحكومية، بقوله: «خدمة الإنسان وتسهيل حياته ستبقى ركيزة رئيسية في مسيرة…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٤ أغسطس ٢٠٢١
تعرفت على مصطلح (إدارة الوقت) أثناء دراستي الجامعية، والتخصص في علم الإدارة العامة، بدا لنا يومها مصطلحاً جديداً، وغير مطروق في حياتنا العامة، فقليلون في تلك السنوات من كانوا يتصورون أن الوقت من الأهمية، بحيث تُفرد له إدارة وتخصص علمي مستقل، وفيما بعد اتسعت مفاهيم الإدارة واهتمامات الإدارة وعلومها، فظهرت إدارات لكل اهتمام وتخصص: كإدارة الإبداع، إدارة الصناعات الثقافية، إدارة الأزمات، المخاطر، وغيرها كثير، بما يواكب تطورات وتعقيدات الحياة بشكل عام. أما إدارة الألم أو العناية بالمريض بعد العملية الجراحية فعلم قائم بحد ذاته، تعتني به المستشفيات، ويتخصص فيه أكثر الطلاب نباهة، وهو التخصص الذي يعنى بإدارة غرف الإنعاش أو إدارة حالة المرضى الخارجين من غرف العمليات ما بعد التخدير، في الحقيقة لقد خطر ببالي هذا التخصص وأنا أتصفح كتاباً في غاية الأهمية، هو (ألف اختراع واختراع- رحلة إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية). وكأي عربي ومسلم، فأنت لا تحتاج لمن يثبت لك مدى إسهام الحضارة الإسلامية وتأثيرها في الحضارة الإنسانية…
السبت ١٤ أغسطس ٢٠٢١
مر علينا عيد جلوس الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يصادف 6 أغسطس، مشبعاً بذكريات خالدة وإنجازات هائلة، وقفزات حضارية وإنسانية غير مسبوقة، توّجها تصريح سياسي في دولة عظمى بأن مستوى جاهزية بنيتهم التحتية والتقنية، يجب أن يتحسن ويتطور ليماثل وطن السعادة دولة الإمارات. وجاء إعلان سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عن مبادرة «زايد الملهم» وتطوير منصة عالمية متكاملة للإلهام باسم الوالد المؤسس، لتكون مبادرة عالمية مهمة، أحوج ما نكون لها اليوم لتسهم في نقل رسالة والتزام إنساني للإيجابية والإلهام. إن ما حبانا الله به من نعم جاء ثمرة لإخلاص وعطاء وبناء وتخطيط مستمر منذ عام 1966، ولأن الشكر والحمد باب لدوام النعم، ولتخليد ذكرى الوالد المؤسس وإسهاماته وباقي الآباء المؤسسين، نوصي باعتماد يوم ذكرى عيد الجلوس يوماً وطنياً للإلهام الوطني، نستلهم منه العبر والدروس، التضحيات والظروف والصعاب، وحجم الجهود التي بُذلت لنصل اليوم…
السبت ١٤ أغسطس ٢٠٢١
الإقامة الذهبية للأوائل مخزن عطاء، ورسن فكرة معطاء، هذا هو ما تفكر فيه القيادة، وهذا هو ديدن تطلعاتها نحو جيل يقلّب الصفات، ويغوص في اللجج، وينهل من عذب المعرفة ليكون في الوطن شجرة ثمارها من إبداع، وقطفها من يراع. الأوائل نهج ومبدأ، وتطلع ورؤية، هم الكتاب الذهبي الذي تفتحه الإمارات للعالم كي يقرأوا النون والقلم، وما يسطرون، وما يشرحون، وما يقدحون، وما يكرعون، وما يرشفون، وما يمنحونه للوطن، وما يقدمونه لأهلهم، وما يبشرون به مجتمعهم من مهارات، وبريق في النواصي والمنصات. الذين يمسكون بزمام الفرادة هم النوارس التي تحلّق في الفضاء كي تهب السماء ضوءاً، وتمنح الأرض خصوبة، وتسير في الدروب رؤوساً متوجة بالظفر، مكللة بالنصر، زاهية بالعرف والمعرفة، باهية بفلسفة العطاء مقابل الفرح، وديمومة النهوض، واستدامة التطور، والازدهار. الإمارات التي تكرّم المتفوقين، لا تقبل إلا بالدرجات العلا، ولا تلتقي إلا مع الذين وضعوا نصب أعينهم الرقم (1)، والذين تشربوا من بيئة الإمارات معاني الاستثنائية، ومغزى الأحلام الصافية، والأقلام التي…