الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
الملاحظ أن جل مواقف الإدارة الأميركية الجديدة حيال القضايا الدولية، من السعودية إلى روسيا مروراً بالصين، ودول الخليج، ومصر، كانت نتاج أسئلة صحافية موجهة، تنسيقاً، أو آيديولوجياً، والتنسيق هو الأرجح، وهذا يحدث دائماً. شاهدنا الأسئلة الموجهة تلك في إيجاز الخارجية الأميركية، والبيت الأبيض، وبالمقابلات الصحافية، وآخر مثال على ذلك عندما سئل الرئيس جو بايدن ما إذا كان يعتقد بأن الرئيس بوتين قاتل، وأجاب: «نعم». وعليه فإن السؤال هنا هو متى يُسأل متحدثو الإدارة، أو الرئيس الأميركي نفسه، سؤالاً مباشراً وواضحاً، ومثلما سُئل عن الرئيس الروسي؟ متى يُسأل بايدن هل تعتقد أن المرشد الإيراني قاتل؟! وهذه ليست مناكفة إعلامية، بل حقائق، حيث تحتل، وتدمر إيران أربع عواصم عربية، سواء كان هذا الاحتلال احتلالاً عسكرياً، أو احتلالاً تخريبياً بسطوة السلاح. وطهران، وبأمر من المرشد الأعلى، قتلت المعارضين في مظاهرات عام 2019. وقتها، وفي 23 ديسمبر (كانون الأول) 2019 تحديداً، نشرت وكالة «رويترز» تقريراً خاصاً قالت فيه: «لم يكد يمضي يومان على الاحتجاجات…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
مثل نسمة تهطل من سماء صافية تلون أحلام الناس بالطمأنينة، مثل نثة تزيل عن الكواهل تعب الجفاف، والجفاء، مثل بثة تفتح مواسم البوح بانشراحة، وحبور، مثل تغريدة تجعل الكون نشيداً إنسانياً خالداً، مثل بحر يرتل آيات الانسجام ما بين الموجة والسواحل... هكذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في صلب الأزمات يكون الميسم، والبلسم، والاسم الذي يشهر نصل المودة ما بين الإنسان والإنسان، هكذا هو سموه في المحن، جدول العطاء الذي يتسرب وعياً، بين الضلوع، ويمنح القلوب أكسير الإرادة، والعزيمة الفائقة. في غضون الجائحة التي ضربت هوادج العالم، كان لسموه الموقف البطولي في التصدي، ودرء الخطر ليس عن الإمارات، بل وعن كل دول العالم التي وصلتها قوافل الخير، والإغاثة قادمة من بلد التعاضد، والتعاون، حاملة شعاراً واحداً، من المشرق حتى المغرب، الأمر الذي يوضح بأن محمد بن زايد، بوعيه، وثقته بما يقدمه للإنسانية جمعاء، قائد إنساني يطوي في جلباب…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
ليس سهلاً أبداً أن تسبق العالم، وليس سهلاً على الإطلاق أن تُنجز ما عجزت عن إنجازه دول كثيرة، بمختلف مستوياتها، صغيرة كانت أم كبيرة، كما أنه ليس من السهل أبداً أن تنجح بامتياز في التعامل مع أزمة عالمية خانقة لم تمر على البشرية، وعلى مر العصور، درجة حدتها وتأثيرها، واحتار الجميع في طريقة وآلية التعامل معها، فاختلفت التوجهات، واختلفت السياسات، واختلفت طرق المواجهة، ومع ذلك نجحت الإمارات بامتياز في هذا التحدي العالمي الكبير! نعم نجحت الإمارات في إدارة أزمة جائحة «كورونا»، وانتشار هذا الفيروس الذي كاد يدمر العالم. نجحت في التعامل مع هذه الأزمة الخطيرة، بل نجحت بامتياز، وبشهادة العالم ومنظماته، وبالأرقام الحقيقية المؤكدة، فقد وصلت الحملة الوطنية للتطعيم إلى هدفها الذي أعلنت عنه أخيراً بتطعيم 52.46% من الفئة المستهدفة من إجمالي سكان الإمارات، وتم تقديم اللقاح إلى 70.21% من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وقدمت الإمارات سبعة ملايين جرعة لقاح ضمن أكثر من 205 مراكز طبية في مختلف مناطق…
السبت ٢٠ مارس ٢٠٢١
في زمن الصحوة، قرر أحد معارفي زيارة أخته المتزوجة من رمز صحوي في قرية جبلية، وتفاجأ عندما اقترب من البيت، ببابه مفتوح، والصراخ يتعالى. دخل فاستهال مما رأى، وصدمه المشهد التراجيدي، فالصهر يضرب زوجته، أخت الزائر، ووالد الصهر الثمانيني يحطّم أغراض مطبخها ويلقي بها يمنة ويسرة، ويردد؛ زدها، زدها، صدق الله (واضربوهن) مشجعاً ومغرياً ابنه بالتطاول على شريكة الفاقة، ورفيقة الزمن الشحيح، ومُشرّعناً قسوته بالدليل. قال ذلك المعرفة؛ وقفتُ صامتاً أمام شخصيتين، تمثلان حقبتين زمنيتين بائستين، وانتابني ألم مصدره أن كلاً منهما يرى نفسه نموذجاً مثالياً للتديّن، وأضاف؛ خرجتُ متحسراً كوني لم أفزع لأختي بأدنى مواساة، ولم أنجح في الاحتجاج على وحشية الأرحام ولو بمفردة (عيب). فيما حدّثني أحد الأصدقاء العرب عن زميل له كان أيام الجامعة (دنجواناً)، مُسرفاً في العلاقات العاطفية المرفوضة شرعاً ونظاماً، وعندما أتيحت له فرصة الالتحاق بركب الصحوة قلب لماضيه الأسود ظهر المجن الأبيض، واستعاض عن مراهقة العشرينات، بنزوة الغرق في أنواع الزيجات، والغريب إصراره على…
السبت ٢٠ مارس ٢٠٢١
ليست مصادفة أن الأتراك يرغبون في مصالحة جماعية، لأنهم خسروا حلفاء مثل الولايات المتحدة، وأسواقاً مهمة في أوروبا والخليج، وأصبحت قواتهم منتشرة تدير المعارك في آسيا وأفريقيا بدلاً من رجال أعمالهم ودبلوماسييهم. وكل ما حققوه من مكاسب مادية من وراء تجارة النزاعات الإقليمية تبخر سريعاً بمليارات الدولارات نتيجة العقوبات الأميركية. لم أفاجأ، مثل كثيرين، عندما تخلى الرئيس التركي عن دعم ضيوفه، الإخوان المسلمين، الذين حولوا إسطنبول إلى مقر لعملياتهم العدائية لما وراء الحدود. لكن يبدو أن تركيا منهكة واستسلمت في هذه المرحلة، فهي لن تستطيع أن تستمر في الحروب في شمال العراق وسوريا وطرابلس الليبية وطرابلس اللبنانية وضد مصر والسعودية وأرمينيا، وغيرها. التمويل المالي لهذه المشاريع العسكرية المجنونة المكلفة تناقص كثيراً، والخسائر الداخلية تزايدت. هل تغيرت تركيا إردوغان أم أنها مجرد وقفة مؤقتة تحاول استعادة توازنها؟ وهل اقتنع الإردوغانيون العرب بفشل المهمة؟ المحور التركي الإقليمي خسر معاركه، بخروج «الإخوان» في مصر، ومحاصرة «النهضة» في تونس، وعجزه عن السيطرة على الشمال…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
منذ زمن طويل، ونحن نحمل التعليم أوزار ما حدث من تلكؤ في مسيرتنا النهضوية، وما تفشى من تشدد، وبعده الإرهاب، واستيطان خطاب الكراهية، وضعف المنتج التعليمي الظاهر على الطلبة، والانتقال من تجربة فاشلة إلى أخرى من غير إحداث نقلة توعوية تؤسس للمستقبل في جوانبها الإنتاجية والعلمية، من خلال العناصر البشرية التي تتدرج في مراحل التعليم وصولا إلى الحصول على الشهادات.. طبعا هذا القول ينطبق على أغلب المنتج التعليمي، وإن كانت هناك نسبة متفوقة، فأنا أعيد ذلك إلى طموح فردي، تقف مِن خلفه الأسرة كداعمة لذلك الفرد. عن إنشاء «وحدة التوعية الفكرية» في جميع إدارات التعليم والجامعات؛ باستهداف تعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية، والتصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال. يجوز لنا التوقف لكي نراجع هذه الحزمة التي أعلن عنها معالي الوزير، وأول وقفة: أن معاليه ابن الوزارة تدرج في عدة مناصب تعليمية إلى أن تقلد منصبه الوزاري، وأثناء تواجده عمليا كانت ملاحظات الكتاب، ورجال المجتمع يشيرون بأصابعهم جميعها إلى أن الخلل في…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
هكذا درجت العادة هنا في بلادنا، نسمّي الأعوام بتسميات، ونخصص كلّ عام لقيمة أو مبدأ نعززه في نفوس أبنائنا، ونستنهض من خلاله الهمم، في ملمح من ملامح الإبداع بالعمل الحكومي في الإمارات. «عام الخمسين».. هكذا كانت التسمية هذه المرة، حيث النقطة المفصلية الكبرى في تاريخنا التي نودّع فيها 50 عاماً، ونستقبل 50 جديدة، ونرسل عبرها رسائل كثيرة إلى الداخل والخارج. أبرز هذه الرسائل أننا نقول لكل الإماراتيين: إن ما سيتمّ تحقيقه في الأعوام الخمسين المقبلة ينبغي ألا يقل عما تم تحقيقه في الخمسين الماضية في الإنجاز والقيمة والتأثير. في «عام الخمسين» نقول لأبنائنا: علينا مهمّة جديدة تتمثل في إعادة إحياء مهمّة الآباء المؤسسين في البناء والتنمية، وتحقيق قفزات جديدة نحو مستقبل مستدام، بنفس الروح، ونفس الإرادة، ونفس الهمة والعزم. وحين نطلب من الأجيال ذلك، نصبغ ملامح الخمسين الجديدة بملامح التأسيس، وكما كان معنا بالأمس قيادة لديها رؤية مستقبلية، فلدينا اليوم قيادة لها الرؤية نفسها، وتستمد من الآباء المؤسسين العزم نفسه…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
عاد الحديث مجدداً عن الأزمة السورية، وعلى أصعدة مختلفة، منها ما هو معلن، ومنها ما هو مجرد تسريبات وتكهنات، لكن المتأمل لتلك التصريحات يجد أنها مثيرة للأسئلة أكثر من كونها تقدم حلولاً. مثلاً تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في حديثه لصحيفتنا هذه قبل يومين، بأن السوريين وقعوا في «فخ الحرب اللا منتهية»، وإنَّ على الجميع أن «يشعر بالخجل» بسبب الفشل في وقف «المأساة السورية»، وقوله، أي بيدرسن، إن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة منتصف العام الحالي «ليست جزءاً» من مهمته بموجب القرار الدولي 2254 الذي «يتحدث عن انتخابات بموجب دستور جديد. هذه الانتخابات يجب أن تُجرى وفق أعلى المعايير الدولية بمشاركة من السوريين في الشتات». وعليه، هل هذا الأمر ممكن، أي دستور جديد، وانتخابات نزيهة؟ وهل يمكن إعادة التطبيع مع الأسد وسط عقوبات بريطانية جديدة، وعقوبات أميركية سابقة، أهمها قانون قيصر، وعقوبات أخرى؟ ورفض أوروبي أخير للتطبيع مع الأسد؟ وهل يمكن أن تقبل إيران، رغم المحاولات الروسية، بتقديم حلول…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
دور محوري وفاعل، وجهد ضخم، ذلك الذي تقوم به الهيئة الاتحادية للضرائب منذ بداية تطبيق النظام الضريبي في دولة الإمارات، لا شك في ذلك أبداً، فالهيئة أخذت على كاهلها منذ اللحظة الأولى مهمة توعية مجتمع واقتصاد عاش منذ نشأته دون أن يدفع ضريبة، أو حتى يفكر في إمكانية تطبيقها، وهذا العمل لا شك في أنه ليس سهلاً على الإطلاق. وتولت الهيئة كذلك، وباقتدار، تهيئة بنية تشريعية وفنية ذات مستوى عالمي، يعتمد أحدث النظم المعمول بها، لتطبيق النظام الضريبي الجديد في الدولة، وبشكل يضمن حماية الحقوق، وشفافية التعاملات. كما طوّرت من أنظمتها الإلكترونية، بما يتماشى مع تطور الإمارات ونهضتها، كل ذلك وأكثر جهد مقدر لا يمكن لأي منصف أن يتجاهله، ولكن وكما يُقال لا يخلو الأمر من «شوائب»، هنا وهناك، ربما تكون غير مرتبطة، ولا علاقة لها بقانون الضريبة، أو لائحتها التنفيذية، بل يمكن إرجاعها إلى سبب آخر، مرتبط بإرث قديم، وممارسات معروفة من سنوات طويلة، ومازالت موجودة، مثل ذلك الكفيل…
الثلاثاء ١٦ مارس ٢٠٢١
لخصت الرسالة الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى أجيال المستقبل رؤية قيادتنا الرشيدة لدور الشباب في مسيرة البناء ودلالات تمهيد الأرضية الصلبة لجيل التمكين الذي تسلم الراية من جيل التأسيس. فقد أكّد سموه للمشاركين في الدورة الثالثة من مجلس «محمد بن زايد لأجيال المستقبل2021» والتي انطلقت افتراضياً أمس الأول بعنوان «واقع جديد.. آفاق جديدة» أنهم «شركاء في الوطن، والجيل المقبل الذي سيحمل الراية في المستقبل». لسموه رؤية ثاقبة في بناء الأجيال ورسم خريطة المستقبل اعتماداً على وجود «بوصلة» يسترشد بها الإنسان، ومتى ما غابت ضاع المرء وما أؤتمن عليه. تجتمع فيها مجموعة من القيم والمفاهيم تصب في تحديد مسارات طريق بناء الوطن وإعلاء شأنه. في الدورة الحالية من مجلس أجيال المستقبل الذي ينظمه دورياً مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، حشد من الفعاليات والمتحدثين يزيد عددهم على 36 متحدثاً، عبر محاوره الثلاث «عالم متغير»، و«فرص جديدة»،…
الثلاثاء ١٦ مارس ٢٠٢١
خلال أسبوع واحد أطلقت ميليشيا الحوثي عشرات الصواريخ وطائرات الدرونز في سماء أربع مدن سعودية، فضلاً عن محاولة إيرانية متعمدة للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية وإحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة التي تم استهدافها بطائرة مسيرة قادمة من البحر، كل هذه الأعمال التخريبية حدثت تحت أنظار العالم، وتحت عين أمريكا (المغلقة) التي ما إن رفعت تصنيف ميليشيا الحوثي عن قائمة الإرهاب حتى تضاعفت الهجمات التخريبية الموجهة لمصادر الطاقة ومحطات النفط السعودية، فضلاً عن صواريخها الموجهة لأحياء يقطنها المدنيون في عدد من مدن المملكة! منذ بدأت عاصفة الحزم لتحرير اليمن بتنسيق بين قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بعد انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية في اليمن والخراب والدمار الذي حل بعد الانقلاب، منذ ذلك الوقت وقوات التحالف تواجه إيران في ساحة اليمن لا مجرد ميليشيا مارقة كانت تقطن الكهوف ولا تحتكم على صاروخ باليستي واحد لتصبح اليوم وبفضل الإمدادات العسكرية الإيرانية تطلق الصواريخ والطائرات إيرانية الصنع في سماء…
الثلاثاء ١٦ مارس ٢٠٢١
انتفاضة على مستوى «الهوية» والسأم من تردي الأوضاع يسود الجو العام في اليمن ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية التي قامت بما يشبه الانتحار الذاتي لمنح الأمل لوكلائها ملالي طهران لتحسين صورتهم التفاوضية مع الولايات المتحدة والدول الغربية، لكن ذلك كلّف الحوثيين انبعاث يقظة اليمنيين في الداخل والخارج، معتبرين أن المعركة مع ميليشيا الحوثي هي معركة وجودية، وذلك على أثر محاولة التوسع وتهديد مأرب وتعز ومناطق أخرى، ووصول حالة الاختطاف للحالة اليمنية إلى مستويات متردية، إضافة إلى حالة التعنت لأي طروحات تفاوضية، تحاول الميليشيا اللعب على عامل الوقت واستفزاز أمن السعودية بإمدادات الطائرات المسيرة والصواريخ البدائية التي تستهدف المدنيين، لكنها تسعى إلى البعث برسائل تفاوضية للمجتمع الدولي لإشراك الميليشيا كطرف نزاع لإنهاء الحرب، لكن بمعزل عن نقطة جوهرية لا يتم طرحها وهي أن الخطأ في المقاربة للملف اليمني، ولا تزال لم تتجاوز مسألة التوصيف، حيث ميليشيا الحوثي الإرهابية في المقام الأول هي تواجه اليمنيين واليمن من الشرعية إلى اختطاف المؤسسات العامة والخاصة…