رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
تعاظمت قصة المعارض نافالني الروسي - البريطاني المتكأكئة من عدة سنوات بادعاء أن الاستخبارات الروسية حاولت تسميمه، ونجّاه الطب البريطاني من الموت. المحكمة البريطانية اتهمت ضباط مخابرات روسية بالعملية، وأصدرت على اثنين منهم أحكاماً غيابية. ودول الاتحاد الأوروبي سارت وراء بريطانيا في فرض عقوبات ذات طبيعة دبلوماسية على روسيا الاتحادية. والآن وليس عندما ثبتت الادعاءات بحكم المحكمة، أجابت روسيا بإجراء مماثل على دبلوماسيّي الدول التي تضامنت مع بريطانيا، وهو الأمر الذي تظلمت منه ألمانيا الاتحادية باعتبار أنه لا دخل لها في النزاع! في العادة، فإن العقوبات المتبادلة وخلال الحرب الباردة وما بعدها، كانت تجري في العالم الغربي بين الولايات المتحدة وروسيا السوفياتية ثم الاتحادية. إنما في العقدين الأخيرين تعددت المشكلات الأمنية والسياسية بين روسيا والأوروبيين، ومن جورجيا وأبخازيا وإلى المشكلتين المهمتين الأخيرتين في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وإلى روسيا البيضاء. وتقع كل هذه المشكلات بحسب المحللين تحت عنوان: عودة روسيا الدولة العظمى بمصالحها الاستراتيجية الباقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وهو…
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
في بلد يصبح الإنسان محور الجدلية في تطوره، ورقيه، ونهوضه، وصعوده إلى هامات النجوم، وفي قلب الغيمة الممطرة، هذا الديدن، وهو مهماز العطاء الذي يميز الإمارات عن بقية الدول، وعندما يوضع الإنسان، مواطناً أو مقيماً في صميم العلاقات المتساوية والمتوازنة، والمتناغمة، والمنسجمة، ضمن سياق ثقافي، يختزن في أحشائه القناعة بأن وحدة الهدف، تقع في الثنايا، وأن الغاية هي صناعة مجتمع تتعانق في المشاعر كما هي أغصان الشجرة الواحدة، وكما هي أجنحة الطير التي تحلق في السماء لتلون وجه الأرض بزرقة سماوية صافية، نقية، شجية، ثرية، أثيرية، غنية بمعدن الحب، وتمضي في الحياة، كما هي قطرات الندى على وريقات اللوز. هذا هو معنى الحقوق، ولكن تبقى الواجبات هي النهر الذي يغذي أشجار الحقوق ويمنحها خضرتها، وينوعها، ويفوعها، ولدانتها، ونضوجها، وتأثيرها المباشر في البناء، والتطور، والنشوء والارتقاء. على كل من يمشي على عشب هذه الأرض تقع الواجبات، كما يستلهم الحقوق، ولا يمكن لكيان اجتماعي أن يحظى بالنضارة، البريق، الأنيق دون أن تتحد…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: على اختلاف تفاصيل الأحداث الجارية في العالم العربي، يمكن للمتتبع ملاحظة قاسممشترك واضح، وهو ميل الشعوب إلى التعايش بعيداً عن التفرقة الطائفية والمذهبية، ومللها بشكل عام من استخدام معتقداتها الدينية كمطية للمصالح السياسية هنا وهناك، سيما عندما تصاب بخيبة أمل من ملوك الطوائف تلك، وتواجه الواقع الاقتصادي السيء دونما حلول مباشرة. ولطالما كان تقسيم الشعوب إلى طوائف ومذاهب وملل وسيلة فضلى للسيطرة عليها، بحيث تستخدم الطائفية كسلاح جاهز للاستعمال بيد أي مؤامرة يراد لها أن تحاك، ويمثل الولاء هنا الغطاء الذي يبرر أي اقتتال قد يطال في أحيان كثيرة أفراد الأسرة الواحدة. ورغم أن الولاء لحزب أو زعيم أو طائفة لا ينبع من الدين دائماً، بل له منابع عديدة، إلا أنه حري بنا التعريج على مصطلح "الولاء والبراء" الذي يعد ركناً في الثقافة الإسلامية الموروثة، ويشكل أساساً معتمداً في تحديد العلاقة مع الآخر، حيث المعيار هو الشرك والتوحيد وفق المفهوم التقليدي للإسلام، وبناءً على رأي "ابن…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، اعتماد الرابع من فبراير من كل عام «يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية»، هو إقرار من المجتمع الدولي بأهمية المبدأ في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في العالم، وتحقيق تقدم وازدهار ورخاء الشعوب، وإقرار بدور الإمارات التي تبنت الأخوة الإنسانية منهاج عمل ومحوراً رئيساً من محاور سياستها الداخلية والخارجية، واعترافاً وتقديراً عالمياً عظيماً لصاحب الفكرة وحكمته ورؤيته الثاقبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. الرابع من فبراير 2019 سجله التاريخ بحروف من ضياء ونور، بتوقيع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على وثيقة «الأخوة الإنسانية» مع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي حل ضيفاً على الإمارات وأهلها في أول زيارة للبابا لمنطقة الخليج والجزيرة العربية. توقيع الوثيقة التاريخية في عاصمة الإنسانية وفي رحاب صرح زايد المؤسس كان تأكيداً إماراتياً بالالتزام والحرص على إرث باني الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ومؤسس صرحها الشامخ…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
التاريخ الإنساني المضيء الذي تصنعه الإمارات، يسجله العالم، اليوم، ضمن التقويم النبيل للبشرية جمعاء، ليكون تاريخاً تحتفي فيه الإنسانية وأجيالها بأجل معاني الحضارة وقيمها السامية في السلام والتعايش والأخوة والمحبة. هدية الإمارات للبشرية في العام الجديد، باعتماد الأمم المتحدة المبادرة، التي قدمتها بشأن الاحتفال بـ«يوم عالمي للأخوة الإنسانية» في 4 فبراير، تضيف إنجازاً مهماً لرسالة الإمارات العالمية ورؤيتها الإنسانية، التي باتت استراتيجية كبرى في فكر قيادتها، وأولوية قصوى في حقيبة دبلوماسيتها النشطة دولياً، لترسيخ الأخوة والتضامن عالمياً، وما هذا الإنجاز إلا ثمرة مثابرة الإمارات، التي حققت سبقاً تاريخياً في مأسسة نشر التسامح والتعايش والحوار والسلام العالمي، لإيمانها العميق والأصيل بأهمية هذه القيم للارتقاء بالإنسان، وتعظيم شأنه وتمكينه وتنميته، وضمان مستقبله الأفضل. الرابع من فبراير تاريخ لا ينسى، فهو يوم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الاستثنائية، التي تم توقيعها في حدث تاريخي، استضاف فيه محمد بن زايد، راعي الأخوة الإنسانية، الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
لم يعد بالإمكان «الصراخ» بما فيه الكفاية عما يحدث من استهتار صريح لحي طيبة في جدة. في كل مرة تتجه شكوى أهالي الحي إلى جهة بعينها، فتجد الردود الجاهزة الباردة «يبقى الحال على ما هو عليه»، وفِي أحيان يتبرأ المسؤول بحجة عدم الاختصاص، ليولي الناس وجوههم إلى جهة أخرى. وبعد الصراخ والطرق، لم يعد من جهة نولي وجوهنا إليها سوى الأمير خالد الفيصل، فيا سمو الأمير: منازلنا طفحت بالمياه الارتوازية «العميقة والسطحية» وشوارعنا لم تعد شوارع بل حفرا أصبحت مقابر لسياراتنا وإن لم تلتهمها، فالشقوق العميقة تتسبب في أعطال يومية، ومياه الصرف جرت في عروق الأرض فلم يعد هناك أرض صلبة، والأرض الرخوية أضرت بأساسات البيوت، وكأن هذا لا يكفي، فجيء بالأشياب والوايتات لتواصل تدمير الشوارع، وتخنق الشارع الرئيس الوحيد في الحي، والشكوى من سرعة سائقي الوايتات لا تخص حيا بعينه، أو طريقا بعينه، فهؤلاء مدوا حبل الاستهتار من غير حذر. كما أن المسطحات المائية المنتشرة في حي طيبة حدث…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
مرت علينا هذا الأسبوع الذكرى الأولى لرحيل العلامة محمد شحرور، المفكر المفسر الذي أطلق موجات ضخمة من النقاش حول مفاهيم استقرت قرونا متوالية. غرضي ليس تبجيل المرحوم شحرور، مع أنه جدير به. قد يؤدي تمجيد الأشخاص إلى تصنيمهم، بحيث يمسي عسيرا تجاوز آرائهم. إن قيمة المفكر رهن بما يفتح من آفاق جديدة، تمكن المتلقي من تجاوز موقعه في تاريخ المعرفة. كما لا أنوي تكرار الآراء القيمة للمرحوم، فهي منشورة ومشهورة. ما يهمني حقا هو تفصيح الفكرة التي ربما لم يصرح بها، لكنها تلوح للمتأمل بين السطور أو في النهايات غير الواضحة. لقد أشرت في مقالات سابقة إلى ما ظننته عناصر رئيسية في تفكير المرحوم شحرور، وبينها باختصار شديد: أ) إن الحياة تجربة، وب) إن الدين يعالج جانبا من قضايا الحياة، كما إن العلم يعالج جانبا آخر، والفن يعالج جانبا ثالثا، وكذا الأخلاق والأسطورة. وت) إن الإنسان – كل إنسان – شريك فاعل/ متفاعل في تلك التجربة، في تطوير مساراتها…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: بعث الله تعالى رسوله محمد (ص) حاملاً رسالة للعالمين، ختم بها الرسالات وأعلن بصريح العبارة اكتمال الإسلام ووصول الإنسانية لسن الرشد، بحيث بات بإمكانها الاعتماد على ذاتها في العيش دونما رسالات جديدة، وفق هدى من الله رسمت خطوطه الوصايا التي تراكمت عبر التاريخ، تدريجياً منذ ابتداء الأنسنة، وانسجاماًمع اتساع المدارك والمعارف. ولم توجه هذه الرسالة للعرب دون غيرهم، ولا لسكان الشرق الأوسط فقط، وإنما للناس جميعاً {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} (الأعراف 158)، وباعتبارها الخاتم فهي بالضرورة تحمل أحكاماً ستتناسب مع مختلف الأزمان وحتى قيام الساعة، لا تتغير بتغير الظروف، ويمكن للمتمعن بآيات التنزيل الحكيم ملاحظة أن الإسلام واسع النطاق، يضم تحت جناحيه كل من آمن بالله وعمل صالحاً {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت 33)، والعمل الصالح مفتوح للإبداع قدر ما نشاء. ولما كان الإسلام دين شامل، أكد الله تعالى أنه دين الفطرة…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
كل ما أنتجه مرض «كورونا» يدعو إلى المقت والألم، ولكن في طيات هذا الوباء، وفيما تحت ملاءته الساخنة، تعلمنا كم هي بلادنا رائعة وهي تفرش شرشف الحرية أمامنا، وكم كنا نرغد براحة واسعة لا تسعها الدنيا، وكم هي الحرية في بلاد تنعم بكل مقومات الحياة الباذخة، المترفة، الثرية بكل ما تهفو إليه النفس وتتمناه. بلاد تفيض بمعاني الحياة الرائعة، وتطفو على موجة من المدهشات، المذهلات، ما يجعلك تشعر بأنك ضيعت عمراً، والأشياء الجميلة كانت تفلت من بين رموشك، كما تنزلق الأجنحة نحو منخفضات سحيقة. اليوم وأنت في ظل مخاوف «كورونا»، وما يتبعها من احترازات، تحس بأنك خنت حريتك، وأنك بعت عمرك بثمن بخس، عندما انكفأت في مكانك، أو أجلت مواعيد السياحة الداخلية، تشعر أن الحياة في بلدك سلبت منك، وعندما أهملت النظر إلى كل مكان من هذه المساحة الجغرافية المطوقة بقلائد من جمال، وأساور من رونق لا مثيل له إلا هنا في الإمارات، هذه الحرية التي تتوخاها اليوم، تبدو مثل…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
لقاء استثنائي يسبق عاماً استثنائياً، عاماً أضاءت قيادة صنع التاريخ شعلة الأمل والتفاؤل فيه من الآن، بإرادة قوية وموحدة على أن يكون العام الأعظم في مسيرة الإمارات، فما يبثه لقاء محمد بن راشد وأخيه محمد بن زايد أمس، يتجاوز الطمأنينة والثقة، إلى إذكاء حافز ينهض بكل طاقات الوطن، في تلاحم وتكاتف أقوى، لتعظيم إنجازات ونجاحات دولة باتت في عامها الخمسين علامة للتفوق والسبق والحضارة. ما حققته الإمارات في عام 2020، والذي لا تزال دول متقدمة تعاني الارتباك من صعوباته وآثاره السلبية، تفوق تفردت به عالمياً، حوّلت من خلاله هذا العام الذي لم يشهد تاريخ كوكبنا أكثر صعوبة منه، إلى عام إيجابي، بإنجازات غير مسبوقة يستمر إعلام الدنيا إلى اليوم بوصفها بأنها منارات وشموع أضاءتها الإمارات في حلكة الجائحة. محرك كل ذلك ليس سراً، فمسارعة قيادة الوطن، إلى تحصين كل فرد فيه، سواء كان مواطناً أو مقيماً أو زائراً، والمتابعة الشخصية المباشرة والمستمرة من محمد بن راشد ومحمد بن زايد، لكل…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
شهد التاريخ أوبئة عدة (الجدري، الكوليرا، الطاعون، شلل الأطفال، وغيرها من سلالات متعددة من الإنفلونزا الفيروسية القاتلة)، وتزامن مع كل جائحة إشاعات وهلع حول العالم عند انفراج الوباء باكتشاف اللقاح وأشهرها لقاح الجدري الذي عكف الطبيب الإنكليزي ادوارد جينير أعواماً على أبحاثه لينقذ البشرية بفكرة لقاحه التي استمدها من روح الوباء نفسه وأمصال يتم تصنيعها من قشور الجدري، مما شكك حتى العلماء والباحثين، فما توصل إليه أفضى إلى شن حملات مضادة شديدة ضد اختراعه الذي أنهى حقبة من الرعب المصاحب لوباء شرس فتك بحوالى نصف مليار من البشر وشوه ملايين أخرى. ما يحدث اليوم من بث الذعر والإشاعات والتشكيك في لقاحات كورونا هو امتداد لذلك التاريخ المليء بالأحداث المشابهة، وممانعة البعض حول تلقي اللقاح لا يعدو كونه ممانعة وقتية لن تطول، فهم أقرب للرضوخ إذا تعلق الأمر بالعودة إلى حياتهم الطبيعية والاستمتاع بها دون خوف ووقاية أنفسهم من الفايروس الذي قضى على أكثر من مليون شخص حول العالم ولكن تأخير…
حسين شبكشياعلاميّ ورجل اعمال سعوديّ وعضو مجلس ادارة شركة شبكشي للتّنميّة والتّجارة وعضو مجلس ادارة مؤسّسة عُكاظ للصّحافة والنّشر
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
مع كتابة هذه السطور، كانت ردود الفعل الكبيرة من مختلف وشتى دول العالم تتسارع، والإجراءات الاحترازية المشددة تعود مجدداً للتعامل مع السلالة الجديدة المحورة والمتطورة من جائحة كوفيد – 19، التي انتشرت بشكل عنيف ومدمر وسريع للغاية في المملكة المتحدة. وأدى هذا الانتشار إلى أن تغلق المملكة المتحدة على نفسها عن العالم، ليقوم العالم بإجراءات مشددة أدَّت إلى عزل نفسه عنها بداية من الدول الأوروبية نفسها، وكأن «بريكست» أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يصبح أكثر شراسة وأشد وحشية. ظهر المسؤولون البريطانيون على وسائل الإعلام المختلفة ليتواصلوا مع الشعب لأجل إبلاغهم عن وضع الصحة العامة في بلادهم، وكانوا فزعين ومرتبكين، وبدلاً من أن يبثوا الطمأنينة في الشعب البريطاني وبالتالي في العالم، أثاروا الفزع والخوف والهلع والقلق والشك والريبة. وحتماً كانت الإجراءات المتتالية من دول أخرى حول العالم للتعامل مع الوضع البريطاني، الذي كان بحسب وصف وزير الصحة البريطاني نفسه - الذي قال إنَّ «الوضع قد خرج عن السيطرة» - سبباً…