الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠٢١
قصة القومية والوطنية، ومعظم الجدالات الدائرة حولها، هي قصة المسافة بين نظامين اجتماعيين: نظام يقدس استقلال الفرد، ويتجسد الآن في التيار العام لليبرالية، في مقابل نظام يقدس الجماعة ولا ينظر للفرد إلا من زاوية انتمائه إليها. وهو نظام يجسده - ولو على نطاق مصغر - القول الشائع عندنا «وش ترجع؟»، وهو سؤال معناه: إلى أي جماعة تنتمي؟ ويقال عادة بقصد تحديد المسافة بين السائل ومن يتلقى السؤال. الجدل حول مكانة الفرد قديم في الفلسفة. وربما يكون قد بدأ مع مقولة أرسطو الشهيرة «الإنسان حيوان اجتماعي»، أو «حيوان سياسي» كما ذكر في مكان آخر. ومقصود هذا الفيلسوف الكبير أن فضائل الإنسان وقابلياته لا تتبلور ولا تنمو خارج الجماعة. ومن ذلك مثلاً أن اللغة والقابلية للكلام، هي صلة الوصل بين الفرد وعالمه، فبقدر استعمالها ينشط عقله وتزداد قدرته على فهم العالم. ولو اعتزل العالم وعاش في صحراء، أو نشأ بين حيوانات الغابة، فقد ينمو متوحشاً أو شبيهاً بالمتوحشين، ولن يكتشف الطريق إلى…
محمد الجوكرمستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠٢١
وضعتنا جائحة «كورونا» أمام التحدي من أجل بذل الجهود لمعالجة الآثار السلبية التي خلفتها لمكافحة هذا الوباء الخطير؛ على واقع الحياة عامة والرياضة خاصة، وتهدف النشاطات الرياضية ذات الطابع الإنساني إلى تحقيق أهداف عديدة، ويتجسد هذا المعنى بصورة لافتة بمبادرة وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ولجنة دوري المحترفين عن تسمية «الجولة 15» من دوري الخليج العربي بجولة «الأخوة الإنسانية»، في إطار إسهام رياضي في دعم وتعزيز المهرجان، حيث يرتدي لاعبو فرق الدوري والطواقم التحكيمية والإدارية للفرق شعارات مهرجان الأخوة الإنسانية، عند نزولهم إلى ملاعب المباريات. كما يسهم نجوم الفرق المختلفة بدورينا في الترويج للمهرجان، من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصل رسالة المهرجان إلى فئات المجتمع الذين يتابعون مباريات البطولة، وتلعب الأندية بنشر شعارات المهرجان وألوانه خلال مباريات الفرق بـ «الجولة 15» للترويج لقيم وأهداف المهرجان، وتعريف الجمهور واللاعبين والقائمين على الأندية بقيم الأخوة الإنسانية، وإن كنت أتمنى أن يشارك عدد من الزملاء الإعلاميين…
الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠٢١
أثبتت أزمة انتشار فيروس «كورونا»، بشكل مؤكد، أن النموذج الغربي، خصوصاً الأوروبي، في إدارة الأزمات، ليس هو النموذج الأفضل، بل عكس ذلك تماماً، فالقارة العجوز أظهرت للعالم أسوأ تعامل مع أزمة «كورونا»، ومع ذلك، ورغم جميع البراهين والأدلة الواقعية، ومن واقع المقارنات والمقاربات مع دول شرق آسيا عموماً، ودولة الإمارات تحديداً، فإن الغرب لايزال يكابر، ومازال يعيش حالة نكران، ويصعب على تلك الدول الأوروبية التي تصنّف نفسها بأنها «متقدمة»، أن تعترف بأنها اليوم تعيش الماضي أكثر من الحاضر! أوروبا فشلت بدرجة كبيرة في اختبار «كورونا»، الذي لم تكن مستعدة له على الإطلاق، حيث أثبت الفيروس وجود مشكلات بنيوية في أنظمة الصحة، ووجود نقص كبير في الكوادر الطبية، ونقص حتى في أبسط المواد الأولية والأساسية اللازمة للكادر الطبي، في الوقت الذي تمكنت دولة فتية صغيرة في المساحة والسكان، مثل الإمارات، من تقديم نموذج مشرّف للتعامل العلمي والإداري والإنساني والاقتصادي مع الوباء، وأظهرت كفاءة فائقة في استعدادها اللوجيستي والبنيوي له. الإمارات تمكنت،…
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١
دبي، بجهودها الكبيرة، ومبادراتها المتواصلة، منذ بداية جائحة «كورونا»، وضعت صحة المجتمع وسلامة جميع أفراده أولوية مطلقة، وكانت في كل مرحلة من مراحل استراتيجيتها المدروسة في المواجهة مع هذا العدو الشرس، تقدم ضمان الأمن والاستقرار للمواطنين والمقيمين والزوار، في صدارة رؤيتها وخططها وإجراءاتها، لتسريع عودة الحياة الطبيعية للجميع، بما يكفل سلامة عيش كل فرد وعدم تأثره بأي تبعات سلبية جراء الجائحة. اليوم، وبعد النجاحات الكبيرة التي حققتها دبي، بحرص قيادتها، وجهود مؤسساتها وفرق عملها، نجد ابتعاداً ملحوظاً عن الالتزام بإجراءات وتدابير الوقاية من مجموعات لم تقدم حرصاً كافياً على جهودنا جميعاً للوصول إلى اللحظة التي تنفسنا فيها الصعداء، وفرحنا بعودة دورة حياتنا إلى سابق عهدها، وهو ما تطلب حزماً أكبر بتشديد التعامل مع المخالفات، وتطبيق بعض الإجراءات الجديدة. تعمّد الإخلال بالإجراءات الاحترازية أو تجاهلها، يحتاج إلى هذا الحزم والقوة، خصوصاً مع تكرار الجهات المختصة مراراً التأكيد على ضرورة الالتزام، وتقديمها التوعية الكافية في كل المراحل وعبر كل الوسائل، كما أن…
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١
من أبرز المحطات في روزنامتي السنوية العطلة التي أمضيها بمنزلي في الريف الإنجليزي، محاطاً بمناظر خلّابة ومهيبة للأراضي الخضراء الرائعة التي نشأتُ على حبها. ففي ذلك المكان أشحن طاقتي من جديد لمواجهة مختلف التحديات التي تعترض طريقي. لكن الأمر قد اختلف هذا العام. في الحقيقة، يقلقني كثيراً المسار الانحداري الذي يبدو أن أوروبا وبريطانيا وأميركا تنزلق إليه على مختلف المستويات تقريباً. فالعديد من الأشخاص الذين ألتقيهم يبدون خشيتهم مما يخبّئه المستقبل، أو يعبّرون عن غضبهم من القيود التي فُرِضت عليهم ولم تجلب لهم أي منافع تُذكَر حتى تاريخه. لقد ضاق الناس ذرعاً في هذه البلدان بإغلاق حدودهم ومطاراتهم وموانئهم أمام الأعمال والسياحة. وعمدت شركات الطيران إلى تسريح عشرات آلاف الموظفين، ولا شك في أن العديد من هذه الشركات سيُصاب بالإفلاس. عالمنا قريةٌ كونية مترابطة. ولذلك فإن تحويل تلك البلدان إلى قلاع محصّنة يقود إلى الخراب. أمّا الحدود المفتوحة فتنقذ الاقتصادات من الانهيار الذي يمكن أن تتسبب فيه البطالة الجماعية، ويكفي…
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١
الإجراءات والتدابير ضد انتشار فيروس كورونا تؤخذ بناءً على الواقع الفعلي، وبناءً على الحاجة الماسة لها، وتعتمد على درجة الانتشار وخطورته المتوقعة في الضغط على القطاع الصحي، ومتى ما اقترب الفيروس من هذا المؤشر بدرجة أو بأخرى، تبدأ الحكومة فوراً في اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية أكثر صرامة، لذا فالمجتمع وأفراده مطالبون دائماً وأبداً بالالتزام بالتعليمات والتدابير كافة التي تصدر بين فترة وأخرى، دون جدل، ودون تذمر، ودون تغافل! في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها العالم، ونواجهها هنا معهم، لا وقت لإثارة نقاشات كثيرة، بل الوقت الآن للتعاون مع كل الجهود الحكومية، فالجميع اليوم مسؤول عن الجميع، وعلينا جميعاً الالتزام التام بالقرارات كافة، متى ما صدرت، لا يهمنا الاستفسار عنها، لماذا صدرت، ولا يهمنا توقيت صدورها، فهناك من يواصل العمل الليل بالنهار، لحمايتنا والمحافظة على صحتنا، وهناك من يفعل المستحيل لوقف انتشار الفيروس، وهناك من يتفانى بإخلاص ومشقة لمكافحته وعلاج المصابين به، وهؤلاء جميعاً ممثلون في اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث،…
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١
وكأن وزارة الصحة عبر وزيرها ومتحدثها الرسمي تقول قد أعذر من أنذر، فبعد تلميحات متكررة منذ بداية ارتفاع أعداد المصابين بعد تدنيها إلى أرقام قياسية مبشرة بالاقتراب من خط الأمان، انتاب القلق المسؤولين عن إدارة الأزمة، وربما لا يدرك غير العاملين في المجال الصحي الدلالات المزعجة لارتفاع أرقام الإصابات حتى لو كانت طفيفة، وكيف يمكن للوضع أن ينفجر بشكل مفاجئ عند نقطة ما إذا عاد المنحنى للارتفاع، لذلك هناك أسباب منطقية للقلق والتأكيد على ضرورة الالتزام التام بالإجراءات الوقائية وإلا فلا مناص من قرارات تعود بنا إلى مرحلة قاسية لا يريد أحد العودة إليها. الحلول ما زالت ممكنة وبسيطة، إذ لا تزيد على وقف الاستهتار بأهمية استمرار الوقاية وفق التعليمات والمعايير التي حددتها وزارة الصحة، ويعرفها الجميع؛ التباعد الاجتماعي، الالتزام بوضع الكمامات بالشكل الصحيح، نظافة اليدين. فهل هذه صعبة أيها الناس. والمتوقع أن تراقب الوزارة الوضع بدقة من الآن فصاعداً فإن لم تلمس تجاوباً جيداً فإن مسؤوليتها سوف تفرض عليها…
الجمعة ٢٩ يناير ٢٠٢١
قدم الأديب والمحقق العربي أحمد تيمور باشا، مجموعة من الكتب المهمة والجميلة التي تعكس جانباً من حياة العرب الاجتماعية، وتفاصيل أحوالهم اليومية، مما يندر الانتباه له، أو إفراده في كتب مستقلة، فقام بجمع شتات القصص والأخبار من بطون كتب التاريخ، ودواوين الشعر، فاستخلص منها صوراً عجيبة عن رفاهية الحياة اليومية في العصور الأموية، والعباسية، والفاطميين والمماليك. من هذه الكتب، كتاب «لعب العرب»، وكتاب: «خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب»، وله كتاب آخر عنوانه «الحب والجمال عند العرب». أحمد تيمور باشا (توفي ١٩٣٠م) من أهم رجال النهضة العربية، وصاحب أكبر مكتبة خاصة في العصر الحديث، قدم خدمات جليلة في حفظ كنوز التراث العربي، وحمايته من الضياع. ونظراً لاطلاعه الواسع، ووفرة الكتب والمخطوطات لديه، فقد تسنى لأحمد تيمور باشا أن يلتقط جماليات الأخبار، والقصص، ويتحف القارئ بدقائق فريدة عن أحوال تاريخ العرب، وتفاصيل عاداتهم وتقاليدهم. يظن المرء أن العصور الإسلامية المبكرة تعاني من صعوبة العيش، وشظف الحياة، وقلة موارد الأكل والشرب،…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٩ يناير ٢٠٢١
شاركتُ قبل ثلاثة أيام عن بُعد في ندوة علمية أقامتها اللجنة الفاتيكانية للحوار مع الديانات الأخرى (برئاسة الكاردينال أيوزو)، موضوعها: «التطرف الديني: المسيحيون والمسلمون في الفهم والتعاون والاستجابة». وقد شارك في الجلسات الست زهاء العشرين متحدثاً من آسيا وأفريقيا وأوروبا، من المسلمين والمسيحيين، واثنان أو ثلاث من أميركا. وفي حين انصرف البعض من الباحثين المشاركين، وبينهم أساتذة ورجال دين وسياسيون (زعيم جمعية نهضة العلماء بإندونيسيا مثلاً) إلى التأريخ والتصنيف، انصرف البعض الآخر بعد التشخيص إلى اقتراح سياسات. ما انتهت ظواهر العنف وممارساته الناجمة عن التطرف، والدليل على ذلك الأحداث بالعراق وفرنسا وفي دول الساحل الأفريقي ونيجيريا. وفي حين ما تزال المواجهة في هذا الجانب أمنية تقوم بها الجيوش والجهات الشرطية؛ فإنّ الوجه الآخر للظاهرة ذاتها أنّ هناك مرحلة جديدة في استخدام العنف (وباسم الإسلام أو من دون) لأسباب جيوسياسية واستراتيجية، ومن جانب الدول التي صارت تتدخل مباشرة أو تقود ميليشيات ومرتزقة. أما الهمُّ الآخَر الذي يعني الجهات الدينية مثل الفاتيكان…
الجمعة ٢٩ يناير ٢٠٢١
هناك عمل عظيم ينال به المرء الموفق أجراً عظيماً، لو أنه عرفه لبذل فيه ماله وما ملكت يداه، وكثيرٌ من الناس يخطئ طريق هذا العمل، ويحظى به آخرون يدخره الله تعالى لهم ويعينهم عليه؛ إنه تفريج كُرُبات أناس قد تتشابك حلقات الشدائد عليهم ولا يجدون من يفرجها عنهم، فيقوم ذلك الموفق بتفريجها كحل العقال، فينال الأجر العظيم، جزاءً له من جنس عمله، وهو ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، وروى أيضاً من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة،…
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١
احتفاء أبناء الإمارات، خلال الأيام القليلة الماضية بمناسبة جميلة جليلة، مرور 49 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة، عبّر عن حجم الفخر والاعتزاز بقائد هو بمثابة الأب الحاني للجميع، وجسد مكانة رفيعة تربعها سلطان القلوب والخير عند الجميع، وقد تحققت بحكمته وقربه من أبنائه المواطنين جميعاً. يجوب مختلف مناطق الشارقة، ينثر مشاريع الخير والنماء، ينحت بين جبالها ووديانها سبل وصور جمال العطاء والبذل ونشر الخير لكل ما فيه خير الإنسان، وسطر للإمارات مكانة متقدمة ودوراً ريادياً ملهماً في عالم الثقافة والمسرح والإبداع وصناعة الكتاب وتوثيق التاريخ وبيان محطاته ومفاصله، خاصة ما يتعلق بتاريخنا العربي والإسلامي، وبالذات الخاص بمنطقتنا من خلال مؤلفاته التي أثرت الذاكرة الوطنية والمكتبة العربية والإسلامية والعالمية في إطار مشروعه الثقافي النهضوي، في تجربة ساطعة مضيئة هي ككتاب مفتوح لكل باحث وراغب في الاستفادة والاستزادة من العلم. شواهد وبصمات شيخنا الجليل في كل مكان…
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١
التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم، تفرض على الجميع، دولاً وحكومات ومجتمعات، رؤى وأدواراً مختلفة، في مقاربتها للمستقبل، وتعاملها مع تحدياته، وبرغم ما أحدثته جائحة «كورونا» من توجهات لدى دول عديدة نحو الاهتمام والانشغال بالشأن الداخلي، إلا أن الحكمة تتطلب عكس ذلك تماماً، فلن يستطيع أحد العبور الآمن إلى المستقبل دون توحد عالمي قوي. ما أدركته الإمارات وقيادتها مبكراً، كان دافعاً وراء دعواتها الدولية المستمرة للتكاتف، وهو ما أكده محمد بن راشد منذ بداية الجائحة، وجدد التأكيد عليه أثناء مشاركته في قمة العشرين في السعودية، بتشديد سموه على أن «الحكمة تقول إن مصلحتنا جميعاً في التعاون.. وإن قوّتنا في التكاتف.. وإن مصيرنا جميعاً واحد». هذه السياسات والدعوات تثابر الإمارات على ترسيخها بخطوات عملية، وجاءت أمس بصورة لافتة، من خلال مشاركتها الرفيعة بعدد من الوزراء، في أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» 2021، وتأكيدها أن حكومة الإمارات بقيادة محمد بن راشد، تركز على ترسيخ الشراكات العالمية ودعم الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة…