آراء

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

متن إيرانَ لا هامشها

الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤

في اتصال بين وزير خارجية مصر، بدر عبد العاطي، ووزير خارجية إيران، عباس عراقجي، وكلاهما جديد على المنصب العتيد، تمّ التأكيد من جانب الوزير المصري لنظيره الإيراني، على أنه يجب تفادي انزلاق المنطقة إلى مزيد من العنف والتصعيد. هذا مطلب كل عاقل وصادق في مسعاه من أجل خير الناس، كل الناس، لكن دون ذلك خرط القتاد، أو كما يستشهد دوماً حبيبنا ومفكرنا الكبير، الدكتور رضوان السيد: فيا دارَها بالخيف إنَّ مزارَها قريبٌ ولكن دونَ ذلك أهوالُ! نعم مسببات الفوضى ومحركات الفتن كثيرة في منطقتنا، منها الثقافي ومنها الاجتماعي ومنها السياسي ومنها، اليوم، الإعلامي، ومنها الدور الخارجي ومنها الحركات الداخلية. تتفاوت نسبُ كل عنصر من هذه العناصر، كما تتفاوت توقيتات دورها، فتارة يغلب الخارجي على الداخلي، وتارة الاقتصادي على الثقافي، والعكس صحيح. غير أن هناك دوراً ثابتاً أصيلاً لم يتغير، على الأقل منذ 45 عاماً، أي منذ وصول الخميني وتياره لحكم إيران، وهذا الكلام ليس فيه ظلم ولا تجنٍ على القوم،…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

موضوعنا اليوم

الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤

يبحث الصحافي عن مواضيع للكتابة في كل مكان. ويعثر عليها في كل مكان. لكن عليك دائماً الهمّة والمهمة. فهي غالباً لا تأتي إلى أحد، ولا تتساقط من أغصان شجرة تستلقي تحتها. عرفنا في لبنان في القدم جماعة من الرحّل يسمّون النوَّر، أو الغجر. كانوا يتنقلون من مكان إلى مكان، يضربون خيامهم حول الدساكر أو القرى، يغنون ويعزفون الربابات ويرقصون ويصادقون أهل الجوار المؤنث، لكن يرفضون التزاوج من خارج العرق. ويرفضون تسجيل ولاداتهم في أي مكان. سمّوهم في سوريا «أهل طبل وزمر»، ولهم جالية كبيرة في الأردن. كان النَّوَر مثار حكايات كثيرة بسبب نهجهم الغريب في الحياة. وفي أوروبا كانوا جزءاً من الحياة الفنية والشاعرية والبوهيمية. وأيام كنا لا نزال نمارس الانتحار بالتدخين، كانت في فرنسا سيجارة «جيتان» بعلبتها الزرقاء وتبغها الأسود. وكانت هذه سيجارة الشعراء والفنانين والبوهيميين ومساطيل مقلديهم. كان أكبر ندم في حياتي ما أضعت من وقت، والندم الأكبر والأعمق، كان سنوات التدخين. جدتي التي لا تقرأ كانت أكثر…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

بريطانيا بين العنصريين والمتطرفين

السبت ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤

«أوفكوم» هي هيئةُ تنظيمِ الإعلامِ البريطانية، وبعبارةٍ أدق المسؤولةُ عن الرّقابةِ والمحاسبة. قرَّرت رفعَ عددِ المراقبين من 460 إلى 550 موظفاً في أعقاب «انتفاضة العنصريين» مطلعَ هذا الشهر، التي هدَّدت السلمَ الاجتماعي. انتفاضة بُنيت على روايةٍ مكذوبةٍ ادعت أنَّ قاتلَ الأطفالِ الثلاثة في ساوثبورت مسلمٌ ومهاجر، لتعلنَ الشُّرطةُ لاحقاً عدمَ صحَّةِ المعلومات. وبعد الفحصِ تبيَّن أنَّ مصدرَ الإشاعة موقعٌ أجنبيٌّ تمَّ إغلاقه لاحقاً. وقامتْ حساباتٌ على «إكس» بتضخيمِه مع تدخُّلِ صاحبِ المنصَّةِ شخصياً محرضاً بحجَّةِ «حماية البيض». على الأرجحِ ستتكرَّرُ هذه المواجهاتُ نتيجةَ التَّغذيةِ المتطرفةِ - وإنْ لم تقع حربٌ أهليةٌ كما زعمَ صاحبُ «إكس» - وستؤذِي السلم المحليَّ وستضرُّ بالاقتصاد وستقسّم البلادَ إلى مجاميعَ متنافرة. لمعالجةِ المشكلة، سارعتِ السُّلطاتُ البريطانيةُ إلى تشديدِ الرقابةِ على وسائلِ الإعلام الاجتماعي، واعتقلتْ نحوَ ألفِ شخص شاركوا في مظاهرات العنف، وحاكمتهم على عجل. الآن، ما المشتركاتُ بين بريطانيا ومعظمِ دولِ منطقتِنا؟ بريطانيا تشتكي من التحريضِ الخارجي، ومعظمُ دولِ المنطقة تشتكي منها! بريطانيا تعيشُ مرحلةً…

الفكر القيادي عند محمد بن راشد

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

كانت صدفة جميلة بالنسبة لي، أن تتزامن كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً، على منصة إكس (تويتر سابقاً) التي ذكر فيها تأثير القائد في الموظفين، مع مشاركتي في جلسة حوارية نظمتها لجنة الأدباء والقراءة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي حول الفكر القيادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. الجلسة كانت بعنوان: المستقبل يبدأ من اليوم وليس غداً، وهي ضمن مبادرات شرطة أبوظبي التي تهدف إلى تعزيز وترسيخ ثقافة القراءة وتبادل المعرفة، ما يعني أن دور القائد في المؤسسات أو الدول لا يقتصر على ترؤسه المنصب، بقدر الأثر الإيجابي الذي يتركه على الموظفين أو الشعوب. أود أن أشارك القراء نقطتين من النقاط التي تم عرضها ومناقشتها في الجلسة، حيث تناولت المسيرة القيادية الحافلة لقائد عظيم صنع معجزة وأثبت للعالم أنه لا وجود للمستحيل لمن يمتلك رؤية وهدفاً، ومن ثم خطط وعمل بإخلاص وتفانٍ، واستثمر في…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

حياة الماعز.. أي ماعز؟

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

«حياة الماعز» هو فيلم هندي، يقول صانعوه إنه يحاكي قصة واقعية لعامل هندي يدعى نجيب (الذي يحمل بطل الفيلم اسمه)، جاء لدولة خليجية بناء على عقد عمل ليشتغل مع صديقه في شركة، لكنه يقع بين يدي كفيل قاس ومستغل يأخذه للصحراء ليرعى الماعز، وهناك يسومه سوء العذاب! (بعيداً عن كل هذه الدراما، أي بدوي أو عربي يضع قطيعاً من الماعز في صحراء جرداء أصلاً، ويحضر لها راعياً؟!) يقول المدافعون عن الفيلم إنه لا يتعرض لأي فكرة أو ظاهرة في الخليج، إذن فلماذا قال نجيب (البطل)، في أول مشهد، هذه العبارة: أول كلمة عربية أتعلمها، هي (كفيل)، هذا حتى قبل أن يحصل على جرعة ماء؟ والمعروف أن أي جملة حوارية في الفيلم لا توضع عبثاً! نؤمن أن الحياة وجهات نظر، وليست وجهة نظر واحدة، لكن لا يمكن الادعاء أن الفيلم لا يقصد التعرض لشيء، وأنه رؤية سينمائية لرحلة فلسفية يقطعها الإنسان في دروب الحياة للوصول إلى الله عبر أكثر التجارب قسوة،…

زاهي حواس
زاهي حواس
وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق

معرض رمسيس الثاني في ألمانيا

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

أشهر الفراعنة هم بالترتيب الملك توت عنخ آمون؛ لأن مقبرته كُشفت كاملة في وادي الملوك بالأقصر، والملك رمسيس الثاني، الملك المحارب الذي جلس على عرش مصر أكثر من 6 عقود من الزمان. والملك توت نال الشهرة العظيمة بعد أن قام عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر بالكشف عن مقبرته بوادي الملوك، وذلك يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1922م، ولم يكن من الملوك المشهورين؛ حيث حكم وهو طفل في عمر التاسعة ولمدة لا تتجاوز 10 سنوات. أما الملك رمسيس الثاني فهو سيد الفراعنة، وتولّى الحكم بعد موت أبيه الملك سيتي الأول، وحكم نحو 66 سنة، وتزوّج بـ8 ملكات، وأنجب 100 ولد وبنت، وهو من المحاربين العظام، وأول فرعون يوقّع معاهدة، هذا إضافة إلى أنه أعظم البنائين. كان هذا هو ما تم الإعلان عنه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مدينة كولون بألمانيا، وحضره المئات من الصحافيين ومراسلي الأخبار والمحطات التلفزيونية. تحدّث في المؤتمر السفير خالد جلال، سفير مصر بألمانيا، والدكتور محمد…

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

ما زلنا في مسرح العبث

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

مدهشٌ، ومحبطٌ في آن، هذا التكرارُ العبثي، والاستعاداتُ الزمنية، لنفس الأزمات وذات النقاشات في مجالنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط جمعاء. الحق أقول لكم، لو استعرضت مقالات الرأي وصفحات التحقيقات بالجرائد وبرامج الجدل السياسي ومقابلات الساسة، من منطقتنا، أو رسل الدبلوماسية الأميركية والروسية والأممية، ستجد تقريباً محتوى الكلام والأفكار، لم يتغير كثيراً، وكلَّما استبشرنا بكسر حلقة هذه الدائرة المهلكة، عادت فاستحكمت حلقاتها، ولم تفرج! قبل 14 عاماً كان هذا الجواب لمجلة «المجلة»، عن مصادر القلق السعودي في المنطقة... والمصدر الآخر للقلق السعودي، وهو لا يقلُّ خطورةً عن القلق الإيراني، هو طبيعة الدور الأميركي في المنطقة، ومستقبل عملية السَّلام مع فلسطين، التي هي مفتاح أساسي، ولا أقول وحيد، لتثبيت الاستقرار في المنطقة، نحن لا نعلم أي مصير ينتظر القضيةَ الفلسطينية، وماذا ستفعل الإدارةُ الأميركية غيرَ ما فعلت الإدارات التي قبلها، وإلى متى يمكن تحمُّل حالةَ التفتت والفوضى وتفريخ جماعات العنف والتخريب وتأجيل التنمية، بسبب عدم وجود رغبة جادة في السلام من قِبل…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

الهندية الأولى

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

كان من أهم أوجه الشبه بين الأنظمة «الاشتراكية» و«الديمقراطية» توافر الفرص لدى الاثنين. وكانت هذه المسألة خاصة موضع نقاش شهير بين الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف، ونائب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون عام 1959 في موسكو، في جدل عرف باسم «حوار المطابخ»، لأنهما كانا يتباريان في جناح المطابخ من المعرض الدولي. كان الأداء متوازياً تقريباً، بين السوفياتي، الذي تطور من راع إلى زعيم البلاد، والأميركي الفقير الذي أصبح نائباً للرئيس (لاحقاً الرئيس). أعادت كامالا هاريس ذلك المشهد إلى الأذهان وهي تروي، تسبقها ضحكتها الرنانة، كيف عملت – فيما عملت – في مطعم ماكدونالد. وفي بلد هو أم الرأسمالية، انهالت التبرعات بالملايين خلال أيام على فتاة «الهامبرغر» السابقة، بدا وكأنها سوف تهزم أكبر تاجر عقارات في أميركا. فلنكرر: امرأة، سمراء، مهاجرة، فقيرة، ماكدونالد، ثم كاسحة الرؤوس والأحزاب. ماذا، ومن أنهت كامالا هاريس؟ إلى لحظة ترشحها، كانت معركة الرئاسة الضارية بين عجائز، وليس بين عجوزين فقط. وإذ اقتحمت ميدان السباق مثل فرس جامحة، حدث…

جهد تعليمي إنساني وخيري

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

عقدت وزارة التربية والتعليم إحاطة إعلامية مؤخراً تحدثت فيها معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، وقيادات الوزارة، عن الاستعدادات المكثفة للوزارة لاستقبال العام الدراسي الجديد، والتعديلات الجديدة في هذا المجال، والتي تناولتها وسائل الإعلام المحلية بإسهاب، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي، وسنعود إليها واستعراضها في وقفات مقبلة، ولكننا نود الإشارة والتوقف أمام جهد استثنائي تقوم به مؤسساتنا الخيرية، وفي مقدمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الإنسانية، وخليفة بن زايد الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها، من أجل الطلاب محدودي الدخل، ومن أبناء الأسر المتعففة، وحتى لا يتخلف أحد منها عن ركب التعليم، انطلاقاً من قيم الخير، ومساعدة الآخرين التي جُبل عليها مجتمع الإمارات. لقد طرحت العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية برامج خاصة لمساعدة هؤلاء الطلاب وأسرهم، بدعم كبير من الدولة والشركات الكبيرة والبنوك وفاعلي الخير. كما تفاعلت الجامعات والمؤسسات الخاصة بدورها مع هذه المبادرات، تحقيقاً للأهداف الإنسانية السامية لها. وتتنوع المبادرات والبرامج الموجهة لدعم الطلبة المعسرين من أبناء الأسر المتعففة…

الإمارات.. الإنسان أولاً

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

في الإمارات، يزرع الإنسان في كل صباح زهرة الولوج إلى الحياة، مستدعياً الأثر الطيب في العلاقة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان وهذه الأرض التي هي الخيمة، وهي النعمة، وهي الغيمة، وهي النجمة التي تضيء فناء القلب بمصابيح الحب، وتجعل من الحياة باحة خضراء مزروعة بالفرح، تترعرع في حقولها غزلان الأمل والتفاؤل برحلة طويلة تمتد إلى الأفق، مشفوعة بتلاحم الناس أجمعين، وتضامن يحوِّل الحياة إلى مغزل قماشة الحرير، والأيدي عناقيد ترفع الثمار الطيبة، ويدلي الطير بتصريح صريح، بأن هذا البلد، هذه الإمارات، المكان الأوفر حظاً لانتماء الإنسان لإنسانيته والزمان الأجدر بأن يحفظ الود بين التاريخ ومن يكتبون سطوره على صفحات تضاريس وطن، استمد مكانته من تمكينه للإنسان بأن يأخذ بزمام الطموحات ويذهب بعيداً نحو بيت المستقبل، ويطرق أبوابه بجرأة وجدارة، ويقول، هذا أنا أحببت الناس جميعاً، فأحبوني ووضعوني بين الرمش والرمش، وصرت في العالمين العلامة المميزة لرخاء المشاعر وثراء المعاني وغنى الإرادة. هكذا استطاعت الإمارات أن تصنع غد الإنسان، مكللاً بقدرات…

السعد المنهالي
السعد المنهالي
كاتبة إماراتية

بما أن.. إذاً

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

تفرض تلك النقاط الثلاث نفسها والتي تستخدم للإشارة إلى العلاقة المنطقية في الرياضيات (بما أن) و(إذاً)، ويقصد بها وجوب المقدمات للحصول على النتائج، أجدها أمامي تتراقص تارة على شكل وجه ضاحك وتارة يبكي كلما وجدت أماً أو أباً يخبر عن ردود أبنائهم عندما يحاولون توجيههم لأمور معينة. عندما يطلب من ولده مثلاً أن يجتهد في دراسته، لكي يستطيع أن يكمل حياته معتمداً على نفسه، فيخبرك أنه لا يحتاج إلى ذلك، فالأمر بسيط بوجود بطاقة السحب الآلي. أو أن تخبرك ابنتك عندما تحاولين إقناعها بتعلم طريق لإعداد الطعام لنفسها فتتساءل لماذا.. وأين الـ «دليفري». وحالي كذلك فلا أعلم هل أضحك أم أبكي على ما ابتلينا به من اضطرار للتعامل مع عقول انتهجت تلك الطريقة نبراساً لتفكيرٍ غير منطقي. فالحصول على المال لا يستوجب التعب في جمعه، والحصول على الرشاقة لا يستوجب جهداً لصقل الجسم، والحصول على الشهرة لا يستوجب سعياً للنجاح، وهكذا الأمر في متوالية غير المستوجبات لحدوث التحقق. لقد أدى…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

مسطحة!

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

طوال عامين كان العالم يتابع صباحاً ومساءً وما بينهما، أخبار الحرب في أوكرانيا. وأصبحنا نلاحق أخبار مدن لا نعرف أين تقع، وأنهر لا نعرف أين تنبع ولا أين تصب. وذات يوم أفاق العالم المشار إليه، فسمع فلاديمير بوتين، الذي لا يطيق المزاح، يتحدث عن السلاح النووي. وتبعه وزيره الأول سيرغي لافروف، فرفع المسألة إلى حرب نووية. وفي الغرب كان السياسيون والمعلقون أكثر دقّة، فوضعوا الكرة الأرضية على حافة حرب عالمية ثالثة، ورفضوا إنزالها. ويبدو أن السبب (الرئيسي) أنهم اقتنعوا مع الفنان محمد صبحي، أن الأرض مسطحة، إن لم تكن كلها، فجلها كما قال البلغاء. تعودت أن آخذ كل شيء على محمل الجدّ، وخصوصاً أقوال محمد صبحي، لأنني مقدّر كل التقدير أعماله الخيرية. ومن أجل ذلك، فلتنسطح الأرض حتى تنقلب. المفروض أن الحرب مأساة، سواء في الدونباس أو فيما بقي من السودان، أو في غزة. لكن وحشية حرب غزة أزاحت أخبار أوكرانيا (ومعها السودان)، من الصحف والتلفزيونات، والإنترنت، بحيث خيّل إلينا…