الإثنين ٠٢ مارس ٢٠٢٠
مع كل أزمة عالمية، يظهر الإعلام الغربي بأبشع صوره، وأسوأ أشكاله، مندفعاً بدافع الخبث والحقد اللذين يضمرهما تجاهنا، فيتعمّد تكثيف الأخبار بصورة سلبية مقيتة، رُغم أن الجميع يعلمون علم اليقين أننا لم نكن يوماً طرفاً في تلك الأزمات، فلم نكن سبباً في الأزمة المالية العالمية، ولا علاقة لنا من قريب أو بعيد بظهور وانتشار «كورونا»، لكنهما الخبث والغيرة العمياء واستخدامهما في قلب الحقائق! حالنا كحال جميع دول العالم، لا نختلف عنها شيئاً، معرضون مثلها للأزمات العالمية، ووصول الأمراض والفيروسات العابرة للقارات، فنحن نقطة ربط عالمية بين قارات العالم، وبلادنا وجهة مفضلة لملايين السياح والزوار من غرب الكرة الأرضية وشرقها، لذا فلا غرابة أبداً أن يصل إلينا فيروس ظهر في الصين، وليس عيباً أن نعلن عن حالات مصابة، بل لنا الحق في أن نفتخر بأن تجهيزاتنا واستعداداتنا وإجراءاتنا الاحترازية واحدة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، والأهم في ذلك أننا نتعامل مع المشكلة بشفافية ووضوح وباهتمام منقطع النظير. ومع ذلك…
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠٢٠
مع خصوبة الخيال لدى صنَّاعِه، لا يُمكنُ لك تصوُّر الحدود التي يمكن الوصول إليها. مصيبة اليوم، هي فيروس كورونا المخيف، الذي وُلِدَ في الصين وَرَضَعَ في كوريا وحَبَا في إيران، ومشَى في إيطاليا، ورَكَضَ في بقية المعمورة، من الولايات المتحدة، غرباً، حتى اليابان شرقاً، ومن أصقاع الشمال إلى صحارى الجنوب. هو فيروس، سريع الانتشار، ما يقال حوله، جهلاً، أكثر مما يقال علماً، إلا من أهل الشأن طبعاً، وفي مقدمهم منظمة الصحة العالمية، لكن لست أعلم لم يؤثر بعض الناس الإصغاء إلى مصادر مجهولة أو جاهلة، عِوَضَ الأخذ عن أهل العلم، لأنَّ الطريق الراشد هو أنْ نسألَ أهلَ العلم إنْ كنَّا لا نعلم. مقاطع فيديو، أو رسائل صوتية، أو صور أو غرافكيس أو نصوص، حول أصل الفيروس وطرق الوقاية أو الشفاء منه، عبر «واتساب» أو «تويتر» أو «فيسبوك»، ينتشر مثل الوباء نفسه، من أناس مجاهيل، لكنَّها - بأسف - تجد من يهشُّ لها ويبشُّ ويمنحُها طبلة أذنِه وثمرة فؤادِه. غير أنَّ…
الأحد ٠١ مارس ٢٠٢٠
قبل شهر وعلى مدى أسبوعين، بين القاهرة وتونس، التقيت بعدد من الباحثين المصريين والتونسيين، في حوارات خاصة ببرنامج (حديث العرب) الذي أقدمه على قناة «سكاي نيوز عربية». دارت حواراتنا في قضايا متنوعة، حسب تجارب الضيوف وتخصصاتهم، إلا أن الموضوع المشترك في أغلب اللقاءات، سواء في الحوارات الخاصة بالبرنامج أو في أحاديثنا الجانبية، خارج الاستوديو، كان حول التراث: علاقة أزمات الراهن بالتراث، كيف نقرأ التراث بعيون الراهن، متى يكون التراث نافعاً أو ضاراً للتعاطي مع الواقع المعاصر، وكيف ينظر المثقف الناقد لتراثنا، بغثه وسمينه. أسئلة وآراء كثيرة في العلاقة بين الراهن وبين التراث، وهي – في الغالب - أسئلة طرحت كثيراً منذ عقود طويلة، تعود للواجهة عند طرح السؤال القديم الجديد: لماذا تقدموا ولماذا تأخرنا؟ أعجبت بصوت العقل في أغلب الحوارات التي دارت حول هذا السؤال الذي ربما يعده البعض جدلياً ومكرراً بينما هو أساسي ومتجدد في زمن نجتر فيه قصص التراث وبعض وقائعه لمعالجة آلامنا، من فقر التنمية إلى فيروس…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠
منح الحوثيون الجنسية اليمنية لعدد من اللبنانيين والإيرانيين والعراقيين. جاء هذا الخبر في قناة العربية. خبر كهذا لا يمكن أن تقبله إلا في ظل الأوضاع العربية السائدة أو في مسرحية كوميدية. ثمة مثل شعبي يقول: (طاح العريان على المتويزر). ما الذي يمكن أن يجنيه لبناني أو إيراني أو عراقي من فائدة من الجنسية اليمنية في ظل الأوضاع السائدة. فرصة حياة جديدة, فرصة عمل, تعليم راقٍ للأطفال, مكان هادئ للتقاعد. رغم دوافع الفضول الكبيرة إلا أني لم اسع لمعرفة الأسباب التي دفعت هؤلاء للحصول على الجنسية اليمنية. اكتفيت بالوجه الفانتازي من القضية مع التوقع أن إيران تريد أن توحد بين مرتزقتها في الدول الأربع. تقرأ بين فترة وأخرى نشرة تعلن عن أفضل الجوازات في العالم وأسوأ الجوازات في العالم. معيار الأفضلية يقوم على عدد الدول التي يؤهلك الجواز دخولها بدون فيزا. تقع الدول الأربع المذكورة أعلاه وإيران وسوريا في قائمة أسوأ جوازات. ضاق بهم العالم الفسيح. لا يحصل مواطن هذه البلدان…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠
اختتمت أمس، فعاليات معرضي الأنظمة غير المأهولة «يومكس»، والمحاكاة والتدريب «سيمتكس» 2020 اللذين أقيما برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» على مدى ثلاثة أيام شهدت تسابق شركات إماراتية متخصصة وعالمية لعرض أحدث ابتكاراتها وأجهزتها ومعداتها في المجال. النجاح الكبير للمعرضين تمثل في حجم المشاركة العالمية والإقبال الذي شهداه، وما تجلى فيهما من تقدم وتطور قدرات الشركات الإماراتية المشاركة هذه المرة بحضور نوعي قوي، وما المروحية المسيرة «قرموشة» إلا خير دليل على ما وصلت إليه صناعاتنا الوطنية المتخصصة في هذا الميدان. «يومكس»، و«سيمتكس» - كما قال سموه- «يجسدان دور دولة الإمارات المهم في توفير المنصات العالمية الفاعلة للحوار حول القطاعات الحيوية التي تهم حاضر العالم ومستقبله»، وأن المشاركة الكبيرة والنوعية فيهما، والتي تتزايد، تجسد الثقة العالمية الكبيرة في قدرة الإمارات على تنظيم أكبر الفعاليات الدولية في المجالات المختلفة، وسياساتها الداعمة لكل ما يحقق التنمية…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠
لا شيء أشد خطراً ولا أشد فتكاً بالمجتمعات من الجهل، أينما يوجد تجد التخلف، والجهل بؤرة للإرهاب، وبؤرة للتطرف، وبؤرة لنشاطات عصابات المخدرات وغيرها، هو باختصار بؤرة لكل جرائم ومشكلات العالم، لذا وبكل اختصار أيضاً إذا أراد العالم مكافحة الإرهاب والتطرف والكراهية، فليبدأ بمكافحة الجهل أينما كان! صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أدرك ذلك جيداً، وأدرك أن الوطن العربي بحاجة ماسة إلى تخطي هذا العائق الكبير، خصوصاً أن الأمية طالت حتى الآن أكثر من 30 مليون شخص دون سن الثامنة عشرة في العالم العربي، ليبلغ متوسط الأمية في منطقتنا العربية 17%، وهي نسبة كبيرة إذا تمّت مقارنتها بحجم التطوّر التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، ويوسع من حجم الفجوة بين المجتمعات ذات النسب المرتفعة في التعليم، والأخرى التي تعاني تزايد الأمية، ما يستدعي حشد الجهود لطرح الحلول المعالجة لهذه المشكلة المتفاقمة. لذلك جُمع الخبراء والمختصون والأكاديميون في دبي ليعقدوا ملتقى «تحدي الأمية»، هذا الملتقى الذي استمر على مدار…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠
نحن في بلد الممكن، فلا شيء مستحيلاً هنا، قبل خمسة عقود بدأت قصة لا تنتهي فصولها، بل تزيد يوماً بعد يوم، حين تذكر الإمارات يقفز إلى الذهن الإنجاز السريع المتقن، وتصدير الإيجابية ونشر الانفتاح والتسامح. دلالات بالغة الأهمية نرصدها من مؤشر القوة الناعمة للدول، واحتلال الإمارات المركز الأول إقليمياً و18 عالمياً في سباق لا يتقنه إلا المؤمنون بقدراتهم وقدرتهم على التأثير. فعلى المستوى الإقليمي والعربي، تقف الإمارات في صدارة المشهد، بلا منافس، ما يضع على عاتقها مسؤوليات وطنية وإنسانية وقومية إضافية تدعم مسارات نشر التواصل والانفتاح وتوزيع أمصال الإيجابية في الإقليم وفي مواجهة الصراعات والتخلف والفقر والأمية، وتجديد الأمل بالتغيير للأفضل. والإمارات تؤكد بهذا التصنيف أن المهم هنا، ليس امتلاك عناصر القوة الناعمة فقط، فهناك دول عريقة تمتلكها، لكن الأهم هو كيف تديرها. أما دولياً، فإن الدلالة الأهم، أن تأثير الإمارات الإيجابي تجاوز حدود الإقليم إلى حدود الإنسانية كلها، وأن تنافسية الإمارات في القوة الناعمة باتت مع الكبار في هذا…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠
الكثير سيُكتب عن الرئيس الراحل حسني مبارك، لكن القليل سينصفه. فالناس لا تتذكر من رئاسته، ربما، إلا أيامه الأخيرة، الثورة، الشارع، المحاكمة، وراء القضبان، المستشفى، «البيجاما». برهة من الزمن شوهت تاريخاً من ثلاثة عقود حقق فيها أكثر ممن سبقه. فجأة صار رئيساً بعد مقتل أنور السادات الذي كان زعيماً استراتيجياً متفرداً، غيّر المنطقة، وأنقذ مصر من مآلات خطيرة. ولكل من رؤساء الجمهورية الثلاثة نجاحات وإخفاقات، وفق سياقات تاريخية مفهومة، وأهمية رئيس مصر من أهمية مصر بوصفها دولة محورية في الشرق الأوسط تؤثر في محيطها. مبارك، بعد اغتيال السادات، قاد البلاد إلى خارج دائرة الخطر. فالمتآمرون نجحوا في قتل السادات لكنهم فشلوا في إضعاف النظام وتعطيل مشروع السلام الذي كان الهدف الرئيسي من اغتياله. ولم تفلح الحملة الضارية من قبل سوريا وليبيا وإيران في ثني عزيمة الرئيس الجديد مبارك. ولم تدفع احتفالات المعارضة بنبأ اغتيال السادات، مبارك للهرب من تركة الرئيس القتيل، بل حافظ على خطه السياسي ووفى بالتزامات بلاده. لم…
الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠٢٠
خلال السنوات الخمس المقبلة ستتحوّل منطقة حتا إلى واحدة من أفضل وأكثر مناطق جذب السياحة الشتوية في دولة الإمارات دون شك، تذكروا ذلك جيداً، فما تشهده حالياً من تحولات في نمط وطريقة المشاريع السياحية، يجعلها قادرة وبقوة على المنافسة سياحياً وجذب آلاف الزوار في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد أن يكتمل عقد المشاريع المنتقاة بعناية في هذه المنطقة الجبلية المختلفة في طبيعتها وبيئتها عن بقية مناطق إمارة دبي. الجميل في مشاريع حتا السياحية أنها متفردة، لا تشبهها مشاريع أخرى في أيّ من مناطق الإمارة، وهذه ميزة فريدة تضمن استمرارية الطلب السياحي على المنطقة، وبشكل كبير، ويكفي أن نعرف أن حجوزات الغرف و«التراكات» والأكواخ في مشاريع «حتا وادي هب» و«حتا تريلر»، دائماً محجوزة بالكامل، ولأشهر متباعدة، وطوال أيام الأسبوع، ما يعكس حجم الطلب عليها، وحجم الإقبال، وحجم محبة الناس والزوار لمثل هذه المشاريع المختلفة، على الرغم من بُعدها عن مركز مدينة دبي، فالناس تنشد التميز، وتنشد الهدوء، وتنشد الطبيعة، وتنشد الابتعاد عن…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠٢٠
المقولة التي نلوكها باستمرار عن صعوبة إرضاء الجميع (رضا الناس غاية لا تدرك) ليست صحيحة فقط، بل إنها المقولة التي عادة ما تصدمنا في تلك المواقف التي نظن أنها بديهية، وأن على الجميع أن يتفقوا عليها دون جدل أو نقاش، لكن يبدو أن الاتفاق حول البديهيات أصبح مستحيلاً في هذه الأيام التي نما فيها عند كثيرين شعور التباهي بالجهل والعناد! لقد أصبح سائداً بل ومقبولاً جداً هذا الجدل الذي يلجأ إليه البعض لتعزيز مواقفهم الخاطئة، والذي قد يخرجك من ثبات عقلك، لأنك تعلم أنهم لا يريدون الإقرار بالحق أو الاعتراف بالخطأ، بقدر ما يريدون القفز فوق المنطق جهلاً وعناداً! فالدكتور مجدي يعقوب مثلاً الذي حل ضيفاً كريماً على دبي منذ أيام وتم تكريمه بوسام الشيخ محمد بن راشد للعمل الإنساني، قد بلغ من العلم والتقدير مكانة رفيعة قلما يصل إليها أحد في مجال تخصصه، وقد التقيته في أحد المطارات منتظراً كأي راكب، محتملاً المتاعب وتأخر مواعيد الرحلة، دون أن يثير…
الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠٢٠
لطالما تم تلقيننا بأنه حتى نصل للريادة لا بدّ لنا من تسخير التخصّص وتوظيف الموارد البشرية وفقاً لذلك التخصّص، وبأن هذا هو المسار الوحيد نحو الريادة ومراتب الاستدامة العليا. وبصورة عامة فقد تم تأسيسنا بأن الشهادة العلمية هي مفتاح الريادة وليس نوع المعرفة المكتسبة - وإن كانت خارج الإطار الأكاديمي التقليدي- وأن المتخصّص في الطب أو الهندسة على سبيل المثال حتى يبدع ويصل للريادة لا بدّ له من الالتزام بالتخصّص الذي درسه، وأن لا يتصور نفسه متفوقًا في مجال آخر. ومن غير المعقول أن يعيد الإنسان توجهاته، وإنْ كان اختياره لذلك التخصّص أو الوظيفة مخالفاً في الأساس لميوله الطبيعية للمجال الذي قد يبدع فيه ويفوق فيه كل التوقعات، وليس فقط أن يتقنه ويصبح محترفاً فيه، وهنا تكمن الإشكالية وما هي القيمة التي نتحدث عنها ليل نهار كمجتمع عربي ومسلم، هل هي ثقافة الحياة أم ثقافة الموت؟ وهل هي ثقافة الريادة كمفهوم وممارسة صمّاء أم كفكر يهدم الانتظار المعرفي؟ وهل نقبل…
الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠٢٠
مع راتب شهر مارس المقبل، ستبدأ حكومة دبي العمل بمنظومة المخصصات المالية الجديدة لموظفي الدوائر الحكومية، البالغ عددهم نحو 47 ألف موظف، موزعين على 46 دائرة وجهة، وإثر هذه المنظومة ستكون هناك زيادات على الرواتب، وفقاً للجدول الجديد، وستشمل جميع من هم تحت مربوط الدرجة الوظيفية، ومن هم في وسط وأعلى من وسط المربوط، ويستثنى حالياً من تجاوزوا المربوط إلى حين البت في أمر زيادتهم من عدمها، من قبل لجنة التسكين المركزية. ومع بداية التطبيق، لا شك في أن هناك من سيعترض، وهناك من لن تعجبه نسبة الزيادة، ولا شك في أن بدء التطبيق سيفتح باب ملاحظات عملية وواقعية من الدوائر، وباب المطالبة بإعادة النظر في بعض الوظائف التي تستحق أفضل، والجميل هنا أن دائرة الموارد البشرية منفتحة على كل ذلك، ورغم أن التعديلات مرّت على جميع الدوائر، وباب المراجعات مازال مفتوحاً إلى نهاية هذا الأسبوع، إلا أن مدير دائرة الموارد البشرية، عبدالله بن زايد الفلاسي، أكد أن «الدائرة لديها…