الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠
ليست دول العالم الثالث هي وحدها التي فيها التسيب والغفلة والضحك على الذقون، بل إن دول العالم الأول قد يحدث فيها ذلك، وهذه حادثة قرأتها، وأتمنى أن تشاركوني في الإعجاب ببطلها الذي استفاد من دون أن يؤذي أحداً، وخرج وانسل منها في النهاية مثلما تنسل الشعرة من العجين. والحكاية وما فيها يا سادتي... إنه خارج حديقة حيوان (بريستول) توجد ساحة لوقوف السيارات تتسع لـ150 سيارة و8 حافلات، ودائماً هي (فُل) – أي مكتملة العدد - من كثرة ما يتقاطر عليها الزوار، وعلى مدى 25 عاماً كان يدير هذه المواقف رجل لطيف يقوم بتحصيل الرسوم (1.40 جنيه إسترليني) عن كل سيارة و(7 جنيهات) عن الحافلة، وكان يحافظ عليها من أي سرقة أو تعدٍ، وكثيراً ما نفحوه أصحابها (بخشيشاً) على أمانته. وفي أحد الأيام بعد 25 عاماً كاملة من العمل المتواصل بدون تسجيل حالة غياب واحدة لم يعد مراقب المواقف يحضر للعمل، لذا اتصلت إدارة حديقة الحيوان بالبلدية تطلب إرسال موظف آخر…
الإثنين ٠٦ يوليو ٢٠٢٠
بداية لابد من التأكيد على أن مجالس إدارات الشركات المساهمة العامة، هي أساس الثقة بالشركة، وهي عامل رئيس ومهم في نجاح هذه الشركات، وكذلك فشلها، لكنّ هناك عنصراً آخر يعطي بعض هذه الشركات قوة إضافية، ونجاحاً شبه مؤكد، وهو نسبة حصة الحكومة فيها، التي عادة ما تراوح ما بين 30 و60%. ومن المعروف أن هناك شركات أسسها القطاع الخاص، ودخلت فيها الحكومة بحصص، وبهذا الدخول تضاعفت أهمية هذه الشركات، وأصبحت لها صدقية، وموثوقية، وأسهم وجود الحكومة في نجاحها، فالحكومة عادة ما تقدم الكثير من التسهيلات لهذه الشركات، سواء بإعطائها أراضي، أو مشروعات، أو أفضلية، وهنا لابد أن يعرف الجميع أن نجاح هذه الشركات لا يعتمد فقط على كون إدارتها إدارة كفوءة وناجحة، بل يعتمد بشكل مباشر على الدعم والتسهيلات الحكومية! وهذا يعني بكل وضوح أن الأساس في تحقيق هذه الشركات أرباحها الضخمة، يعود إلى وجود الحكومة داعماً أساسياً لها، بغض النظر عن مدى قوة أو ضعف مجالس إدارتها. هذه الحقيقة…
الأحد ٠٥ يوليو ٢٠٢٠
إلى أن يحين موعد الانتخابات الأميركية، بعد خمسة أشهر، لن يسقط النظام الإيراني، والأرجح لن يتراجع عن نشاطاته العدوانية داخلياً وخارجياً. بعد ذلك التاريخ، قد تتبدل الأمور. حينها، كل الاحتمالات مفتوحة، وستعتمد على من يكون الساكن في البيت الأبيض. لكن قبل الخوض في قراءة الحرب الاقتصادية والسياسية بين واشنطن وطهران، الأفضل، ربما، فهم تجارب العقوبات الاقتصادية الأخرى. فالحظر الذي عاشه نظام صدام حسين في العراق، بين أعوام 1990 إلى الغزو وإسقاط النظام 2003، يماثل كثيراً العقوبات القاسية على طهران اليوم. الدرس من تلك التجربة، أن العقوبات لم تفلح في تغيير صدام ولا إجباره على تغيير سياساته. مثل هذه الأنظمة المتسلطة تحكم بقبضة أمنية، ولا تبالي بعذابات مواطنيها. وفوق هذا كانت تقلب اللعبة لصالحها. فنظام صدام تمكن من استغلال المؤسسات الدولية للدفاع عن مواقفه، فمنظمة محترمة، مثل اليونيسيف، كانت تنساق وتصدر بيانات معتمدة على معلومات مكذوبة، تدعي إحداها وفاة نصف مليون طفل عراقي جراء العقوبات، وقد أظهرت البحوث اللاحقة أن…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٤ يوليو ٢٠٢٠
انفجرت في الكويت قضية سياسية ساخنة تمحورت حول ما يمكن أن يسمى «أشرطة القذافي» المسربة، ودار جدل كبير، وأظنه سوف يستمر لفترة، وقد تكون له مفاعيل سياسية مستقبلية. هذا المقال عن المستقبل وليس عن الماضي، ولكنه يركن إلى أحداث الماضي القريب ليحاول استخلاص العبر. المشهد عربي والأزمة عربية (سياسية وفكرية وسلوكية) وليست فقط محلية، صلبها من جهة غياب المشروع الوطني المدني النهضوي الحديث، ومن جهة أخرى توظيف سلبي في السياسة لمعتقدات الأمة. يحدث التطور عند الأمم عندما يصبح الناس أحراراً في التفكير، وعندما يسجن الفكر يتحول المجتمع إلى الاستبداد، ولا أكثر وضوحاً من سجن الفكر إلا في فكر الإسلام السياسي بتعدده المذهبي. يمثل مدخل المشهد كتاب قرأته منذ فترة وكان بعنوان «أشرطة صدام: آلية عمل داخلية لنظام استبدادي 1978 – 2001» لمؤلفين هما ديفيد بالكي وكيفن وود، صدر عام 2011 واطلع المؤلفان وسمعا الأشرطة (صوت وصورة) التي تركها نظام العراق السابق بعد سقوطه، وهي تسجيلات للقيادة العليا من النظام. اللافت…
الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست : يقول المختص في الشأن البيئي دكتور فهد تركستاني أن شجرة واحدة يمكنها أن تمنح تبريداً يعادل ما تعطيه 10 أجهزة تكييف خلال 20 ساعة إضافة لتوفير أكسجين يكفي 4 أشخاص ليوم واحد. ولو سمحنا لأنفسنا بأخذ جولة على بعض احياء جده لوجدنا عدد الشجر الذي تم اغتياله وتقطيعه يفوق الوصف. كثير من الشوارع تم تصفيتها وتم تحويلها من خلال مناشير مجهولة المصدر الى حطب يتم بيعه لمطاعم المندي. تستغرب ذلك النشاط في الهدم والقلع وخلال ساعات يتم حلق الشارع عن بكرة ابيه. تتساءل عن هيئة أولئك الناس الذين يقومون بهذا الفعل هل هم من موظفي البلدية أم أنهم أناس تسلطوا على مقدرات الوطن ونهبه وتصحيره والانتقام حتى من زرعه. سؤال اتوجه به الى أمانة مدينة جده عن تلك الاشجار التي تم تقطيعها وبقيت شاهدا على جريمة من قام بها. لماذا تزرعونها لسنوات وتقتلعونها في ساعات؟ لماذا بعد أن تنعمنا بظلها وفرحنا بخضرتها وزينتها وصوت زقزقة…
الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠٢٠
كلنا نتذكر مؤتمرات القمة العربية والتي كان فيها القذافي مهرجها بامتياز من خطاباته في تلك المرحلة والتي كنا نعتقد أنها صادقة ومعبرة عن شعوب المنطقة رغم أن القذافي وسياساته تدل بشكل واضح على تناقضات شخصيته فلقد كان له رؤية غريبة عجيبة لحل المشكلة الفلسطينية وفي نفس الوقت ما سببه من مآسي لبعض الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في ليبيا في تلك الفترة ورميهم على الحدود مع مصر وأن الحل لهم هو بالعودة إلى بلادهم فلسطين، وللأسف أن القيادات العربية في تلك المرحلة كانت تجامل القذافي بنياته الصادقة في محاولة لإظهار التماسك العربي الرسمي في تلك الظروف ولكن القذافي حقيقة لم يكن بذلك الرئيس أو الشخصية الأرجوزية البهلوانية البلهاء بل إنه كان يخطط ويخدم مصالح ضد الوحدة العربية التي كان يدعي أنه وريثها الشرعي من الحقبة الناصرية، رجل أهدر قدرات بلاده وشعبه في أفكار بلهاء حاول أن يكون هو محور تلك السياسات فقد ادعى أنه كفر بالعروبة وبأفكار الوحدة مع بعض الدول…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠٢٠
هناك من بدأ استغلال أزمة «كورونا» لتحقيق مكتسبات، مثل: عدم دفع مستحقات إيجارية، أو المطالبة بتسهيلات معينة، رغم أن القطاع الذي يعمل به لم يتأثر بدرجة كبيرة. هذا ما بدا واضحاً في الآونة الأخيرة، لكن في المقابل هناك من تضرر فعلياً، وبدرجة كبيرة جداً من هذه الأزمة، وكثير منهم اضطروا إلى إيقاف النشاط نهائياً خلال فترة ثلاثة أشهر تقريباً، هؤلاء يحتاجون اليوم إلى دعم وتسهيلات حكومية مباشرة وسريعة حتى يستطيعوا الوقوف مجدداً بعد أن أصابهم فيروس كورونا المستجد بضربات شبه قاضية! ولعل معظم المحال الصغيرة يمكن تصنيفها ضمن الفئة الثانية، فئة الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس، وتقييد الحركة، خصوصاً أن معظمها كانت خلال السنتين الماضيتين وقبل ظهور الفيروس في «ووهان» تصارع من أجل البقاء، وليس من أجل تحقيق ربح، وكانت تعمل ليل نهار من أجل المحافظة فقط على أعمالها في مستوياتها الدنيا، إلا أن ظهور الفيروس كان مثل تلك القشة التي قصمت ظهر البعير! وهؤلاء، أصحاب هذه المحال، لايزالون يعانون،…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠٢٠
هناك فرق شاسع بين من يود الانتقاد لمجرد الانتقاد، وبين من ينتقد لأجل التطوير والتحسين. في أحد اللقاءات الإعلامية قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، للدكتور سليمان الهتلان: "لا تتردد في نقدي ونقد أي قصور تراه في أداء حكومتي ". نحن على يقين تام بأن هناك الكثير من جوانب القصور في الحياة، ولن يكون شيء مكتمل في هذه الحياة، لذلك وبكل تأكيد سيكون هناك قصور في الأداء، ومن واجب الفرد الذي يعيش في المجتمع الانتقاد بما يراه للتحسين من الأداء والتطوير من الأسلوب والانتقال من المراكز الأخيرة للمراكز الأولى. الانتقاد عبارة عن حركة صحية للجميع، سواء كان الفرد أو المؤسسات وحتى المجتمعات. يجب علينا العمل يداً بيد لتطوير المجتمع الذي نعيش فيه، ولكن للأسف الشديد هناك بعض الأشخاص جعلوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، وينتقدونهم لأنهم انتقدوا بعض الأمور الخاطئة التي رأوها أمام أعينهم ولم ينقلها لهم أحد، أو سمعوا إحدى الشائعات. إذا أردنا الانتقاد يجب علينا أن…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠
علَّمتنا السنوات الماضية حجمَ المأساة التي تنتظر أهالي الخرائط التي تتصدَّع وتتحوَّل ملعباً للشهيات الإقليمية والإرادات الدولية. والحقيقة أنَّنا لم نتوقع، رغم معرفتنا بهذه الخرائط، أنْ تتَّصفَ بهذا القدر من الهشاشة، وأنْ تتسرَّبَ إليها الرياح سريعاً مهددة بإعادة تشكيلها بمعزل عن إرادات أبنائها. تدفعك المشاهد أحياناً إلى أسئلة غير جائزة أصلاً وبينها: هل يؤدي سقوط المستبد إلى سقوط الخريطة معه؟ وهل الخيط الأمني الصارم هو ما يحفظ وحدة البلدان المتعددة لأنَّه يمنع لهجاتها وألسنتها من التعبير عن نفسها؟ وهل سلامة الخرائط مرهونة بوجود رجل صارم وجيش لا يرحم، أكثر مما هي مرهونة بقرار قديم بالتعايش بين مَن حشرتهم صدف التاريخ والجغرافيا في بقعة معينة لا يسهل ترتيب الطلاق في حدودها؟ قبل عقد من الزمن كان زائر سوريا يشعر أنَّها دولة قوية. وكان شائعاً قبل ذلك القول إنَّ حافظ الأسد يُعدّ مفاوضاً بارعاً لأسباب عدة، في طليعتها أنَّه لم يسمح للخارج بامتلاك أوراق في الداخل السوري. وكان الزائر يخرج بانطباع أنَّ…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠
مؤشر مقلق للغاية، ذلك الذي كشف عنه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، بانخفاض سنّ تعاطي المخدرات من 16 عاماً إلى 12 عاماً، وهي سن أقرب إلى مرحلة الطفولة، من مرحلة المراهقة، فهؤلاء يمكن اعتبارهم أطفالاً، لأنهم في المرحلة الابتدائية ربما، وهذا مؤشر خطير ومقلق ومخيف في آنٍ واحد، ومن يدمن المخدرات في مثل هذه السن المبكرة جداً، لن يتمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي، بل ربما يفقدها سريعاً، إذا لم يجد من يعتني به، ويعود به إلى أمل الحياة الطبيعية! جميع المختصين يؤكدون أهمية دور الأُسر الرقابي على الأبناء، ومنعهم من مخالطة أصدقاء السوء، إضافة إلى ضرورة وضع ضوابط وقواعد لخروج الأبناء وعودتهم إلى المنزل، ووضع خطط وبرامج لشغل أوقات فراغهم في ما ينفعهم، ولا أحد يعارض أو ينكر أهمية دور الأسرة في معالجة أو منع انتشار هذه الظاهرة المقلقة، لكن حتى لا نظلم أحداً، فالأسرة أيضاً أول وأكثر المتضررين من إدمان الأبناء، وعلى أفرادها يقع همّ ثقيل جداً، همّ…
الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠٢٠
لعل القرار الصادر من قبل معظم الحكومات بفتح الاقتصاد تدريجيا ثم فتحه بالكامل لاحقا لم يأتِ من فراغ بل لحاجة ملحة وهو أن لا يتوقف رتم الحياة عند حدود فايروس أوقف الكرة الأرضية برمتها. ومع خطورة هذه الجائحة لاحظنا أن الكوكب بأكمله تغيرت به معالمه فتوقفت كل أنشطة الحياة دون استثناء عدا أولائك الجنود اصحاب الرداء الأبيض الذين اخذوا على عاتقهم أكبر مسؤلية لحماية البشرية. ومع كل التحذيرات والارشادات لكيفية التعامل مع هذا الوباء الا أننا نقف محتارين من سلوك بعض البشر في ذلك الاندفاع للخروج والاختلاط والعودة الى الفوضى السابقة. تختلف ثقافات الشعوب من شعب لآخر في مدى استيعابها لمسؤولياتها وإلى فرض نظام جديد من التكيف السلوكي تجاه مثل هذه الجوائح.. فالشعب الياباني والألماني مثلا لديهم التزام صارم بتطبيق تعاليم وزارات الصحة ولذلك تجد ان نسب الاصابات تكاد تكون مقبولة وان عجلة الجائحة بدأت تبطيء شيئا فشيئا. على النقيض تماما هناك شعوب تسعى الى الانتحار والأخذ بنفسها وغيرها للهاوية…
الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠
دخلت انا وصاحبي الى محل الملابس الرجالية الجاهزة (الغتر والعقل والأشمغة والطواقي والملابس الداخلية) وأبتدر رفيقي سائلا صاحب المحل: عندك سرول سنة؟! رد البياع نعم عندي ثم التفت يسألني: وانت وش بغيت؟ قلت مداعبا: عندك سروال شيعة؟! عندها ارتفع صوت صاحبي مقهقها حتى استلقى من شدة الضحك على "الربقه"؟!. انتهى الأمر بالدفع والشراء ثم غادرنا المحل لكن كلمة "سروال الشيعة" سارت تتخابط وتتلاطم في ذهني هي وسروال السنة وقام هذا الصراع الذهني يستدرج الأسئلة تلو الأخرى. هل عندما يدخل القطيفي أو الإحسائي في حاجته للملابس الداخلية ينص في طلبه على كلمة سروال السنة ثم قلت في نفسي ربما أن للشيعة سروالا مذهبيا كما هو الحال مع سروال أهل السنة والجماعة؟ وهل يكون مثلا (سروال الرضا) تعبيرا عن الراحة أو لعلهم يسمونه (آية الأستار سروالي) لكن هل تجد في وصف سروال السنة أي نفس طائفي؟ أم أن الحاجة هي التي اقتصت وصفه كذلك لتمييزه عن القصير الذي يرتفع فوق الركبة بما…