الإثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠
لا جدال في حق الناس بالتغريد والتدوين في «الترند» العالمي حول تطورات فيروس كورونا، وقد أعلنت دول كبرى حالة الطوارئ، وبلغ التأهب أقصى حدوده ودرجاته، وتعددت بؤر انتشار الوباء، على نحو فاق كل التوقعات. هذا وباء خطر يشغل الناس على امتداد الكرة الأرضية، ومثلما يحدث في بلادنا وجوارها، يحدث أيضاً في بلدان أخرى، ومن المعروف أن شركات الاتصالات حول العالم، تحقق عوائد تجارية عالية هذه الأيام، بسبب كثافة استخدام الهواتف وشبكة الإنترنت، والمتابعة المستمرة للأخبار وتطورات الوباء، والتفاعل معها. لكن بعض أوجه التفاعل تغريداً وتدويناً ضارة جداً، وتعيق جهود الأنظمة الصحية والفرق الطبية العاملة في الميادين، فمنها ما ينطوي على «معلومات» خاطئة عن المرض، ومنها ما ينشر نصائح أو طرقاً للعلاج، لا تمت للطب بأية صلة، اعتماداً على نصائح دعاة أو عشّابين، ومشاهير تواصل اجتماعي ينقلون عنهم. هذا فيروس جديد، لم تعرفه المختبرات قبل ديسمبر الماضي، وما لم يبتكر العلماء لقاحاً له، فلا الأعشاب مفيدة، ولا أية وسيلة أخرى، سوى…
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠
فيروس كورونا لم يزل يتصدر اهتمامات العالم أجمع، من كل الطبقات والفئات، من القمة إلى القاعدة، لا صوت يعلو فوق صوته، وقد ألغى كل الأولويات ليظلّ وحده على رأس القائمة، وهو أمرٌ طبيعي فلا شأن يعلو على حياة الإنسان وصحته. هذه الأوبئة والجوائح مثل فيروس كورونا المستجد الحالي مخيفة - وحقّ لها - وذلك لسرعة انتشارها وشدة فتكها بالناس، والجهل المطبق بها فضلاً عن علاجها أو اختراع لقاحٍ لمقاومتها، وقد مرّت البشرية بأمثالها كثيراً، وهي أبدا لا تخلّف إلا المرارة والألم لدى كل الناجين منها بما تأخذه من أحبة وأقارب. كم كان مثيراً ورائعاً التغيّر الذي طرأ على الفتاوى الصادرة من عددٍ من البلدان العربية ومن الجهات الرسمية فيها في مواجهة هذا الفيروس الخطير وهو خطابٌ لم يكن معهوداً من قبل لأسبابٍ متعددة؛ ذلك أن المؤسسات الدينية الرسمية كانت تخضع من قبل لسلطة خطاب جماعات الإسلام السياسي ورموزها بشكلٍ أو بآخر باستثناء الأحداث الكبرى التي لا تستطيع المؤسسات الدينية مخالفة…
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠
وقت كتابة هذه السطور كانت أزمة فيروس كورونا الذي ازعج العالم أيما إزعاج لا تزال قائمة، ومع ظهور السطور للنور ربما تكون الأزمة قد استفحلت بزيادة أعداد المصابين حول العالم، وقد تكون المعجزة في طريقها إلى الحل عبر اكتشاف الأمصال اللازمة لمواجهة الوباء الأشد هولاً منذ وباء الكوليرا الذي ضرب البشرية في أوائل القرن العشرين. والشاهد أنه مهما يكن من شأن قادم الأيام، فإن فكرة الأزمة التي تعيشها البشرية اليوم، قد ذكرت الجميع باللغة الصينية، وربما هذا من مصادفات القدر الغريبة، حيث إن الإشكالية نشأت في الصين أول الأمر، ثم انتقلت تالياً إلى بقية بقاع وأصقاع الدنيا. في اللغة الصينية التي ترسم بالأشكال، تعني كلمة الأزمة (فرصة أو خطر)، وعلى المرء أن يختار ما الذي يريده لنفسه، وهل يفضل البقاء في دائرة الخطر المهلك، أم أن يسعى عبر الفرصة المتاحة لاستغلال المشهد، بمعنى أن يفعل ما يستطيع ليقلص الخسائر ويعظم المنافع والأرباح. ما رأيناه في الصين مثير حقاً، إذ لم…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠
كما في كل حالات انتشار الفوضى، وحين اختلاط الحابل بالنابل، وعندما يزداد الغموض، ويكثر تداول الأخبار، وتصبح وسائل الإعلام بيد الجميع، في مثل هذه الأوضاع فإن أكثر ما ينتشر ويروج هي الإشاعات، صناعتها وتناقلها دون تفكير وتثبت، وبالتالي شيوع حالة من الخوف والقلق جراء محتوى هذه الإشاعات التي في غالبيتها مبالغ فيها أو كاذبة! إن كمية الأخبار غير الدقيقة والإحصاءات والقصص الخبرية الملفقة والمقالات والصور والنكات التي تضخها وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن المواقع الإخبارية والصحف والقنوات الإخبارية حول انتشار فيروس كورونا أكثر بكثير من تلك الأخبار الدقيقة والصحيحة والواردة من جهات ومنظمات صحية أو طبية رسمية أو معتمدة! هناك جهات مستفيدة من الإشاعات بلا شك طالما أن ازدهار الإشاعات سيقود إلى ترويج سلع أو بضائع أو أية خدمات أخرى، فتحت وطأة القلق والذعر يندفع الناس للشراء دون تفكير، كما حصل مع الإقبال على شراء الكمامات مثلاً التي اتضح لاحقاً أن كورونا لا ينتقل بالهواء بقدر انتشاره بلمس الأسطح التي…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
حسب منظمة الصحة العالمية، أمس، فإن 70% من المصابين بفيروس كورونا في الصين تماثلوا للشفاء، ويبدو أن هذا الخبر مفرح وسيسعد الملايين من البشر حول العالم، وهو يؤكدما ذكره خبراء المنظمة سابقاً من أن الصين نجحت من خلال التدابير التي اتخذتها في تلافي عدد كبير من الحالات، ما يعني أن الفيروس يمكن احتواؤه.. هذا الخبر يعزز ما أشار إليه فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، من أن الوباء تصاعدت حدته حتى استقرت في الفترة من 23 يناير إلى 2 فبراير، ثم بدأت تراجعاً مستمراً منذ ذلك الحين. في الإمارات، كان الاستشعار بالفيروس والاستعداد له مبكراً، وكانت الإجراءات استباقية واحترازية، وهذا ما يجعل المواطنين والمقيمين اليوم يشعرون بأن هناك جهداً كبيراً يبذل من خلف الكواليس وبكل هدوء من أجل الحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان والحفاظ على صحة الجميع.. وهذا ما جعل الإجراءات التي تم اتخاذها، والتي تعتبر إجراءات غير معتادةلدى الناس، محل قبول، سواء بتأجيل الدراسة أو التحذير من السفر…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
أعطيت جائزة مصطفى وعلي أمين «لشخصية العام» هذه السنة للأستاذة سناء البيسي. كان الكوميدي الأميركي الأسود ديك غريغوري يقول إنه لو تسنى ذلك للأفرو أميركيين، لاقترعوا لجون كيندي ثلاث مرات. ولو كنت عضواً في جائزة مصطفى وعلي أمين، لكنت لا أزال أقترع لسناء البيسي حتى الآن. كل كاتب له متذوقوه ومعجبوه ومن يخالفونه، أحياناً بسبب سياسته، وأحياناً بسبب اهتماماته، وأحياناً بسبب أسلوبه، وأحياناً بسبب المنبر الذي يطل منه. ولست أعرف كاتباً يحقق مثل هذا الإجماع حوله مثل سيدتي وأستاذتي ومولاتي سناء البيسي. وأقول مولاتي هنا كما ترد في غنائيات أحمد شوقي، بلهجة ووقع الولاء الذي لا يناقش. فمنذ أن بدأت قراءة سناء البيسي، لم أقع مرة على وهن أو ملل أو تكرار أو هبوط أو انهزام. منذ السطر الأول تشدك من يدك كأنك طفل. وتدهشك من سطر إلى سطر كأنك في جولة على عالم ديزني. كل باب جديد ومفرح. تحب ما هو حقيقي وتطرب لما هو خلف الحقيقة. ويحدث لك…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
تقولُ إحدى السيدات «أجدُني أتذكر كلام معلمتي في المرحلة الابتدائية بين الفينة والأخرى كلما تجاوزتُ مرحلة دراسية بنجاح، أجدني أحلق في ذاكرتي لأجد نفسي أمامها وهي توجه لي كلماتها المحبِطة بأنه من المستحيل لن أتجاوز المرحلة الثانوية لأنها تظن أنني فاشلة ولا أمتلك قدراً كافياً من الذكاء الذي يساعدني ويؤهلني لذلك». وتكمِل كلماتها قائلة: «كنتُ أذهب إلى والدتي وعيناي تتأججان بالدموع لانزعاجي، فتخبرني بأهمية التغاضي عن الكلمات السلبية، وأنه يجب أن أضيف إلى معجمي ثلاث كلمات (ذكية ودكتورة وناجحة)». الخطوات التي تساعد على تقوية شخصية الطفل تكمن في التعزيز المعنوي من خلال مدحه والثناء عليه باستمرار عند تحقيق أي إنجاز، وتشجيعه على اتخاذ القرارات بنفسه وتحمل تبعات قرارته، حتى ينشأ الطفل قوي الشخصيّة، ناجحاً في حياته. فإذا كانت البيئة التي ينشأ فيها الطفل تغرس فيه القيم الإيجابية، وتشجعه على تقدير الذات وتعلّمه آليات فن الحوار الناجح مع الآخرين، فسوف يصبح واثقاً من نفسه ومحبوباً في المحيط الذي يعيش فيه، كما…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
عدت قبل يومين من إحدى العواصم الأوروبية مرورا بأبوظبي التي توقفت رحلة المواصلة فيها 7 ساعات، تخيلت وضعي لو أن قرار منع السفر من وإلى الدول التي حددتها وزارة الداخلية، ومنها الإمارات، قد صدر وأنا عالق هناك خلال تلك الساعات السبع، كيف سأتصرف؟! لذلك كنت أرجو أن يمنح القرار مهلة للمواطنين والمقيمين للدخول أو الخروج للدول المذكورة على غرار المهلة التي منحت قبل إغلاق منافذ السفر البرية مع دول الخليج، أو على الأقل إرشاد المواطنين لما يتعين عليهم فعله، فليس كل مسافر قادر على تحمل مصاريف الإقامة والمعيشة لمدة تتجاوز مدة سفره المعلومة التي قد تكون رحلة عمل قصيرة أو إجازة خاطفة برفقة العائلة! ولا شك عندي أن الدولة ستقف إلى جوار مواطنيها كما تفعل دائما وستفتح السفارات السعودية صدورها قبل أبوابها لتقديم كل مساعدة للمواطنين العالقين في تلك الدول والترتيب لعودتهم، فقد مدت الدولة يد العون لانتشال المواطنين المخالفين الذين سافروا إلى إيران فكيف بالمواطنين الذين سافروا بشكل نظامي…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
العالم في حالة فوضى ورعب بسبب كورونا. وكل دولة تسارع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية كوقاية من تفشي الفيروس، وأهم أنواع الاحتراز إبطال التجمعات، وقد اتخذت دولتنا العديد من القرارات التي تحد من الاختلاط إلا في الحدود الضيقة لكي تتمكن من فرز الحالات، ولنا في التاريخ الإسلامي قدوة فحين ضرب الطاعون مدينة عمواس وكان يتواجد بها الجيش الإسلامي بقيادة أبوعبيدة عامر بن الجراح، أمره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن لا يدخل أحد إلى عمواس وأن لا يخرج منها أحد - في هذا روايات مختلفة تذهب بعض الروايات أن عمر أراد الذهاب إلى عمواس فنصحه بعض المهاجرين بعدم الذهاب - حتى إذ استنكر البعض فعل عمر بن الخطاب بحجة أن قراره يعد هرباً من القدر، فكان رده: نهرب من قدر الله إلى قضاء الله. وفي هذا الرد قامت مدرستان في الفكر الإسلامي وهما: (القدرية والجبرية). ونحن في هذه الشوطة العالمية (كورونا) يحق لولي الأمر اتخاذ القرار الذي يحمي البلاد والعباد، ليس…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
يبدو كما لو أننا نشهد نهاية العالم. خلت الملاعب، والأسواق، والمسارح، ودور السينما، من روادها. وتناقصت حركة المطارات، والرحلات الدولية، والمعابر البرية، والسياحة. ألغيت المؤتمرات والاحتفالات، وأغلقت دور للعبادة من كل الأديان. مع هذا لا يوم يمر بلا وفيات ومصابين جدد من «كوفيد - 19»، والمصابون في العالم تجاوزوا المائة ألف، في الطريق إلى المليون قريباً. وبعد أن كانت دولة واحدة مصابة، منذ ستة أسابيع، أعلنت نحو 90 دولة عن وصول الفيروس إلى سكانها. انتشاره السريع اليوم، وغموض المستقبل، دفعا العالم للهلع والإجراءات غير المسبوقة في التاريخ الحديث. فهل الهلع مبرر؟ هل نلوم وسائل التواصل الاجتماعي، أم نظريات المؤامرة، أم السياسيين؟ الحقيقة الأكيدة هي أن الوضع خطير، والآتي، ربما أعظم. تجمع التقديرات الطبية على أنه لن تكون هناك لقاحات، ولا علاجات متاحة، ربما، قبل نهاية العام. الخطورة في سرعة انتشار العدوى وتضاعف الإصابات، وبالتالي، من واجبات الحكومات أن تذهب إلى أقصى حد حتى تقلص انتشار الفيروس إلى نهاية العام، على…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
عاماً بعد عام، تسجل الإمارات مراتب متقدمة في المسار الأممي نحو التوازن بين الجنسين، عبر سياسات وتشريعات تسبق مسعى الأمم المتحدة، بتناصف الكوكب في عام 2030، بعد أن حلّت الإمارات في أحدث التصنيفات الدولية، في الترتيب 26 عالمياً، والأولى إقليمياً، نحو الوصول لهذا الهدف. التصدي للفجوات بين الجنسين على كافة المستويات، بدأ مع تأسيس الاتحاد، وتطور بمرور السنوات، ما أتاح للمرأة في الإمارات، فرصة مثالية لتحقيق المساواة، لم تتوفر حتى في الدول التي تبنت هذا النهج في وقت أبكر، حيث اتبعت الحكومة سياسة التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة، من منظورين، الأول إنساني، باحترام حقوقها، والتأكد من حصولها عليها، والثاني، من منظور اقتصادي، حيث تظهر دراسة للأمم المتحدة، أن زيادة مشاركة النساء في قوة العمل إلى حد المساواة مع الرجال، تزيد الناتج المحلي بنسبة لا تقل عن 12 % في الإمارات. المتابع لتمكين المرأة في الإمارات، يرصد بسهولة، كيف ترقت إلى المناصب، وتوجد في كافة قطاعات الأعمال والإدارات، سواء الحكومية أو…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
قرار جريء جداً، لم يجرؤ على اتخاذه إلا قائد شجاع، لم يفكر فيه أحد من زعماء العالم بأسره، كما لم تمتلك أي دولة في كل أنحاء العالم الشجاعة الكافية لاتخاذ قرار مثله، خصوصاً في ظروف راهنة صعبة، ووسط مخاوف وقلق عالمي، وفي وقت ينتشر فيروس معدٍ تسبّب في ارتباك معظم الحكومات، وجعلها تترك التفكير في أي شيء آخر، وتركز جل اهتمامها في كيفية وقاية مواطنيها، وحماية بلادها من تفشي هذا المرض. إلا قائد عربي وعالمي واحد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لم يقتصر تفكيره على مواطني بلده، ولم يغلق أبواب الأمان والسلامة أمام أحد، تفكيره ذهب إلى أبعد من حدود الإمارات، ليس لأنه أفضل من غيره في الإمكانات والتجهيزات، بل لأنه الأكثر إنسانية ومحبة لنصرة ومساعدة البعيد والقريب، والأكثر جرأة وشجاعة من غيره عندما يتعلق الأمر بإنقاذ البشر، وتوفير الحماية والأمان للعرب أينما كانوا. فعل ما لا يمكن أن يفعله أحد غيره، سخّر كل الإمكانات لنجدة العرب…