الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩
«المستقبل لمن يملك أدواته»، قاعدة تنطلق منها الإمارات في مشروعها الحضاري. وبإطلاق «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» فإن الإمارات تصنع قاطرة جديدة تحول دون انتظارها للمستقبل، وتأخذها نحو امتلاك أدواته واستباق تحدياته والإحاطة بأبجدياته، ما يعني بالأساس طفرة كبيرة في مشروعها الحضاري، الذي يمثل الذكاء الاصطناعي أبرز مكوناته. ولأن «مستقبل الدول يبدأ من مدارسها وجامعاتها»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإن إنشاء الجامعة يعد إحدى صور مأسسة صناعة الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن كونه يهيئ البيئة المناسبة لبناء المواهب والعقول المبدعة، التي تبتكر حلوله وتوظف تقنياته، ما يعني التأسيس لسوق حيوية جديدة تتمتع بقيمة اقتصادية عالية تزيد من جاذبية الإمارات، وتضعها على قمة المؤشرات العالمية لقطاع الذكاء الاصطناعي. وتأتي الجامعة أيضاً لتلقي الضوء على أحد ملامح وجه الإمارات الحضاري، وهو تقديم الخير للبشرية، إذ تعتبر أول جامعة في العالم للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقاته…
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩
المسؤولون في المولات التجارية يروّجون لنظرية «المستأجر لو لم يكن رابحاً لبادر بالخروج من المول ولأغلق محله»، ومن هذا المنطلق فإنهم يسمحون لأنفسهم بتجاوز كل الأعراف نظير تحقيق أعلى منفعة ممكنة من هذا المستأجر، فيبالغون في الإيجارات، ويرفعونها متى شاؤوا وبأي نسبة يريدون، ويمارسون ضدهم مختلف أنواع الضغوط لإجبارهم على دفع مبالغ أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر! بالتأكيد نظريتهم فيها شيء من الحق، لكنهم يروجونها لتبرير ممارساتهم الخاطئة، فمن حق كل مستثمر أو تاجر أو صاحب محل أن يربح، ومن حقه أن يروج ويسوق ويجتهد لزيادة ربحه، كما أن الدولة بمختلف أجنحتها ومؤسساتها الاقتصادية والترويجية تعمل ليل نهار لجذب هؤلاء المستثمرين واستقطابهم، وتسعى لجذب العلامات التجارية الشهيرة وجلب رأس المال الأجنبي لتحريك الدورة الاقتصادية، لذلك ليس من حق هذه المولات أن تسهم في تعثر هؤلاء المستثمرين وخسارتهم بممارسات لم يشهد لها العالم مثيلاً! الربح حق مشروع لكل صاحب محل تجاري، ولكن ليس من حق أصحاب المولات استغلال ذلك ومشاركة…
الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٩
هل المنظومة التعليمية والأخلاقية السائدة حالياً قادرة على مساعدة أطفالنا على فهم ومواكبة المتغيرات التي تقود العالم؟ وهل أطفالنا مستعدون لتحديات المنظومة القيمية والتعليمية التي يحملها المستقبل؟ تبادرت إلى ذهني هذه الأسئلة وأنا أرى الفجوة بين عالم أبنائنا وعالمنا، رغم أننا نعيش العالم ذاته. نرى أبناءنا يختبئون عنا في زوايا مجهولة، مظلمة لنا، ومنيرة لهم. في أحيان كثيرة، نجدهم يحلقون في تطبيقات نجهلها، أو ألعاب تتحكم فيها الرياضيات، أو محتوى يحوي منظومات أخلاقية غريبة عنا. في هذين العالمين اللذين يعيش فيهما كلانا، قد نلتقي في بعض المحطات، لكننا نفترق في الكثير منها. وللإيضاح أكثر، يمكن القول إن الجيل الجديد من أبنائنا يعيش المستقبل، ويتعامل مع تفاصيله يومياً في أفكاره ومعتقداته وأحلامه وطموحاته، بينما نعيش نحن الوقائع الحاضر، ونتعكز على الماضي الذي نعتقد أو نتوهم بأنه قادر على تقديم جميع الحلول لمشكلاتنا. لذا نعمل على إجبار الجيل الشاب، الذي لم يُخلق لعصرنا، من خلال إصرارنا على الإيمان بأنه يشبهنا تماماً، وسيبقى…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٩
الإدارة علم قائم بذاته، والممارسات الإدارية الناجحة لم تكن يوماً عشوائية، بل هي خطوات مدروسة ومحسوبة وفقاً لأنظمة إدارية عالمية معروفة، فالمدير الناجح هو ذلك الذي يبني قراراته على أُسس علمية، لا على أهواء شخصية أو مزاجية أو لمجرد إثبات وجوده في المنصب، مُخطئ من يعتقد أن الإدارة هي التفرد بالقرار، وأن المُدير هو حتماً أفضل الموظفين عقلية، وأكثرهم ذكاء وإنتاجية، لمجرد كونه مديراً! الإدارة في كثير من الدول المتقدمة، هي فن اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب، وهذا هو مفصل النجاح، وفي مثال واضح يؤكد ذلك، كان عدد من مسؤولي الدولة في زيارة عمل إلى اليابان، وزاروا مصنع السيارات الشهيرة «تويوتا»، وانبهروا بدقة العمل وسرعته، ووجود أكثر من 23 روبوتاً تجمع وتركبّ جميع قطع السيارة بدقة متناهية تأسر الألباب، وبسرعة فائقة، سأل أحد أعضاء الوفد مدير المصنع: لماذا اخترت أن تبدأ بتركيب الأبواب قبل إطارات السيارات؟ لماذا لم تكن العملية معكوسة مثلاً؟ ففوجئ الجميع بجواب المدير، حيث أكد لهم…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٩
في لفتة ذات بعد وطني، كان الشيخ محمد بن زايد في استقبال رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، لدى عودتهما إلى أرض الوطن، بعد أن أنجزا المهمة الفضائية الأولى، فاتحين الباب لمهمات قادمة. المعاني التي حملها الاستقبال ليست احتفالية واحتفائية في المقام الأول، بل هي رسالة ذات دلالات وطنية من شقين، الأول: أن ما أنجزته الإمارات في مشروعها الفضائي هو الخطوة الأولى، وأن مرحلة أكبر وأوسع بدأت بعد رحلة المنصوري، وأن الدولة ماضية في مشروعها الفضائي وعلى الاستثمار في الشباب، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد في حديثه لرائدي الفضاء، وسبق للشيخ محمد بن راشد أن أكده أيضاً حين تحدّث عن طوابير مقبلة من رواد الفضاء الإماراتيين بعد هذه المهمة. أما الشق الثاني، فهو تأكيد دور الشباب، وأنهم صنّاع الفرق وصنّاع الغد، وأن المراهنة عليهم في تحقيق الطموحات هي الرهان الرابح لتحقيق الريادة دائماً، وأن من يصنع نجاح الوطن هم أبناؤه، فلا أحد غيرهم سيكتب اسم الإمارات في…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٩
نحن لدينا إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نستطيع به، وعلى إثره أن نضع أقدامنا على ضفة النهر، ونغتسل من العذوبة، ونرتوي حتى تعشب قلوبنا بسنابل الوعي، ما يجعلنا نكتسي بسندس الحضارة من دون إفراط ولا تفريط. نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يمكنه أن يتجاوز مراحل التهور، بسلام لأنَّ ما قدمه المغفور له الشيخ زايد، من منظومة أخلاقية تجعلنا مكتفين ولا نريد المزيد، ما آمن به زايد هو الحب، وبالحب ترقى الشعوب، وتتعافى من كل مكروه وخبث وعبث. وهنا نستدعي مقولة الفيلسوف الدانماركي سورين كيركجارد بقوله «من لا يستطيع أن يكشف عن نفسه لا يستطيع أن يحب، ومن لا يستطيع أن يحب فهو أتعس إنسان على الإطلاق». ومن هو أعظم من زايد في الحب، وعشق الحياة، والتفاني من أجل الآخر؟ من هو أنبل من هذا القائد الذي رسخ الوضوح في حياته، كما هو النهر، في الفيافي، وكما هو القمر في الليالي المدلهمة. عندما…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٩
منذ أن نقلت كتبي إلى الطابق الأرضي، وصممت مكتبة جميلة وضخمة، تتسع لكل تلك الأرانب الملونة والثرثارة التي تملأ الطابق العلوي من البيت، وأسئلة الكبار والصغار في العائلة لا تكف عن التناسل.. سألت الصغيرة التي تحمل اسمي: هذه مكتبة حائط جديدة أليس كذلك؟ أتمنى أن تكون لي مكتبة مثلها! انتفضت أمها على وقع الأمنية: لا أريد مكتبات في بيتي، هل تريدين كتباً؟، تعالي هنا واقرئي كما تشائين، لا ينقصني مزيد من أعمال التنظيف! نظرت الصغيرة إلى وجه والدتها الغاضب، وبهدوء ملائكي متحدٍ ومستسلم معاً، أجابت: لا أقصد بيتنا الآن، أقصد بيتي عندما أكبر، لقد كانت كمن سكب برميل ثلج على رأس والدتها، وابتسمت في أعماقي، منتصرة للصغيرة طبعاً! يقول أخي: هل قرأت كل هذه الكتب؟ يسأل الآخر: متى ستقرئين كل هذه الكتب؟ يسأل ثالث: بكم اشتريت هذه الكتب؟ ويضيف: كيف رتبت مكتبتك؟ أجبت كما ترى! تقول شقيقتي: شكل المكتبة جميل وظريف، تقول جارتي: المكتبة متناسقة مع ديكور المكان، تقول الخادمة:…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٩
إلى معرض ليبر الدولي للكتاب في العاصمة الإسبانية مدريد، أوصل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خطاب الإمارات المتسامح الجامع المناهض للظلامية والتعصّب. مع جمع من المثقفين والكتّاب ورؤساء تحرير الصحف المحلية، استقطب سموّه انتباه نخب إسبانية وأوروبية، إلى فاعلية القوة الناعمة الإماراتية، التي أصبحت ظهيراً قوياً لطيفٍ واسعٍ حول العالم يؤمن بشرعية الكلمة، وأحقية الموقف، وشفافية الرؤية. ليست هذه هي المرة الأولى، التي يضع فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، تجربة الإمارات الثقافية عموماً، والشارقة خصوصاً، تحت أنظار المهتمين في العالم، ويقدمها لهم نموذجاً يحتذى به. منذ عقود أصبحت الشارقة، بفضل ما يمثله سموه، ضيفاً حاضراً ومحتفى به، في أعراس الثقافة والكتاب، من لندن وباريس، إلى فرانكفورت وإيطاليا والمكسيك وغيرها. وهو منجز يتحقق بفضل صفتين متلازمتين، ومتكاملتين في شخص صاحب السمو حاكم الشارقة، هما: صفة الحاكم المسؤول عن واقع ملموس، وصفة المثقف المشغول بقضايا تنطلق من الواقع ولكنها تحلّق في سماء…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٩
الغزو التركي لسوريا قوبل بالتنديد به من كل الدول الكبرى، ومعظم دول المنطقة على اختلاف توجهاتها السياسية. لم يكن الرئيس رجب طيب إردوغان مضطراً للإقدام على ارتكاب هذه الخطوة الخرقاء. وحتى رغبته في اقتلاع التنظيم الكردي السوري غير مبررة. «قسد» هو واحد من عشرات التنظيمات في الحرب الأهلية السورية، وهناك أكثر منها خطراً، مثل ميليشيات إيران التي تستوطن في مناطق قريبة من حدود بلاده، شمال غربي سوريا. عندما يغزو سوريا، ويعلن أنه يريد تصفية أكراد سوريا، والتخلص من مليوني سوري لاجئ، نحن أمام قضية ذات أبعاد إنسانية وقانونية، وبالطبع سياسية، خطيرة على المنطقة. وفشلت تبريرات إعلامه، وإعلام قطر، الوحيد في المنطقة المساند لعملية تهجير اللاجئين السوريين، ويحاول أن يقارن بينه وبين التحالف في حرب اليمن؛ متجاهلاً أن شرعية التحالف جاءت من مصدرين يكفي أحدهما للتدخل العسكري: من الحكومة الشرعية اليمنية، ومجلس الأمن الدولي. تركيا لا تستند في غزوها إلى أي إذن من الأمم المتحدة، ولا إلى حق مشروع في الدفاع…
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٩
اليوم وخلال العشرين سنة الأخيرة، حدث ما يشبه الحلم. حدث شيء يثير الصدمة الاجتماعية، حدث تغير في النسيج، حيث القماشة الاجتماعية تغيّرت في سمكها ولونها، وهذا أمر طبيعي يحدث لأي مجتمع انتقل من مرحلة الطفولة الثقافية إلى النضج. ولكن خلال هذه الرحلة حدث ما يشبه القفزة فوق حبل يربط جدارين عاليين حدث انصهار قيم، وبروز قيم أخرى، وحدث اغتراب في المفاهيم، والمصطلحات، والعادات، والتقاليد، والسلوك الجماعي. حدث خلال هذه الرحلة انبعاث أشعة فوق بنفسجية، غيرت من الرؤية، ومن المزاج، والمذاق أيضاً. بدءاً من الملبس، والمأكل، والمشرب مروراً بالعلاقة بين الأفراد، في مجال الأسرة، والعمل، والصداقة، ثم انتهاء بحزمة من الاستخدامات اليومية للغة، وثقافة عامة، نتجت في خضم الانتقالة السريعة، من منطقة الماضي، إلى الحاضر، ويبدو أن العربة الاجتماعية تمر سريعاً على الكثير من القيم، وتتجاوزها، ولا يتم الالتفات نحوها، لأنه ما من فرصة، ولا وقت يسمحان بالتريث، فالعقل منشغل كثيراً بالمستقبل، والقلب متخم بالمشاعر الجديدة، والعين يغبشها النور الساطع، ولا…
فاضل العمانيكاتب سعودي مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٩
قبل عدة أيام، وتحديداً في الخامس من أكتوبر، مر اليوم العالمي للمعلم بعيداً عن كل مظاهر الرمزية الحقيقية لهذه المناسبة العالمية التي تنتظرها بلهفة وفخر كل الأمم والشعوب والمجتمعات التي تُدرك جيداً قيمة ومكانة وتأثير المعلم الذي يُعدّ "الصانع الأول" للحضارة البشرية عبر الأجيال الكثيرة التي تتخرج من تحت يديه. ففي الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفل/يحتفي العالم، كل العالم بالمعلم باعتباره أحد أعظم صنّاع التقدم والتطور البشري ممثلاً بصناعة الإنسان نفسه وهي الوظيفة الكبرى للمعلم. ويُعتبر الخامس من أكتوبر من كل عام، فرصة رائعة لكل الأمم والمجتمعات الذكية لإحياء هذه الذكرى العالمية المهمة التي بدأت فعلياً في عام 1994 بتوصية من منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لجعل الخامس من أكتوبر من كل عام مناسبة دولية رسمية لحشد كل الحكومات والجهود والطاقات لدعم ومساندة وتكريم المعلم. وفي هذا العام 2019، سيكون الشعار العالمي بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي تُطلقه منظمة اليونسكو هو "المعلمون الشباب: مستقبل مهنة التعليم"، وسوف يُصب…
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٩
قبل نحو عشر سنوات فقط من الآن، كانت هناك شركة هواتف عملاقة تعد دون منازع اللاعب الأساسي على ساحة الهواتف الجوالة العالمية، فقد وصلت مبيعاتها إلى نصف السوق العالمية بأكملها، وبلغت أرباحها 13 مليار دولار سنوياً، وكانت هي أول من قدم لعالم الهواتف الذكية، ولم يكن لدى أي إنسان شك أبداً في أنه لا يمكن أن يكون لعالم الهواتف الذكية مستقبل خارج هيمنة هذه الشركة. بالتأكيد الجميع يعرفها، فشركة «نوكيا» كانت على كل لسان، لكن بالعودة للوقت الحاضر فقد زال أثر هذه الشركة تماماً، وانهارت بشكل كامل، حيث باتت علامتها التجارية مملوكة من قبل شركة HMD، وعلى الرغم من محاولتها استغلال الحنين للماضي، فمبيعاتها لاتزال صغيرة للغاية، ولا تقارن بمبيعات شركات صينية عمرها بضع سنوات فقط! بالطبع لا يمكن أن يأتي انهيار شركة بحجم نوكيا من الفراغ، فالانهيار لم يكن انسحاباً تدريجياً من مجال ما للتركيز على مجال آخر، والحفاظ على جزء من قوة الشركة، بل كان انهياراً كاملاً، تسبب…