الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٩
أثارت الطالبة أميرة النموشي الجدل في تونس، بعد أن حصدت معدل 20 من 20 في اختبار البكالوريا بمادة الفلسفة، الفتاة ابنة التسعة عشر ربيعاً اجتازت الامتحان بعد أن كتبت ست عشرة صفحة بظرف أربع ساعاتٍ، وقد شاهدتُ عدداً من اللقاءات التي أجريت معها ومع عائلتها، من الواضح أنها نشأت على المطالعة والسؤال، وقد اتضح ذلك من نصها الذي نشر في الصحف والمجلات، وأخذ أصداءه المستحقة نسبة إلى سنّ الطالبة، والظرف الذي هو امتحان تقليدي، والزمن المتاح للإجابة عن السؤال الفلسفي. معلوم سبق النظام التعليمي في تونس وتصدره القوائم على المستوى العربي، وبخاصة في التدريس الفلسفي في الثانويات والجامعات، وقد درج على أرض تونس الكثير من الفلاسفة الذين درّسوا فيها من بينهم ميشال فوكو؛ ولذلك فإن الحيوية الفلسفية في بلدٍ مشعّ كتونس إنما يعبر عن عدم الاستسلام للأزمات السياسية، ولا للاضطرابات المحيطة به من دولٍ منهارة، وكرة ثلج الانحطاط تكبر في محيطه وعلى مقربة منه. أجابت النموشي عن السؤال التالي: «قيل…
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٩
لا أظنُّنا سننتهي من سؤال العلاقة بين العلم والدين، إلا إذا توصلنا إلى فهم لغايات الدين، ونطاق اشتغاله غير الفهم الذي ورثناه عن الأسلاف. لقد فكَّر المئات من الناس في هذا السؤال، واختار معظمهم جواباً سهلاً، لكنه غير مفيد، خلاصته القول بالترتيب بين الاثنين أو القول بعدم التعارض. لهذا بقيت القضية شاغلاً لدعاة الإصلاح الديني، الذين رأوها أساسية في النقاش حول مكانة الدين في هذا العصر، وأنها مقدمة على كثير ممَّا يهم عامة الناس. المسألة بذاتها مهمة، لأن حياة البشر المعاصرين، تقودها معارف علمية تطورت في سياقات بعيدة عن الأديان والقيم الروحية. هذا يعني أن الافتقار لفهم صحيح للمسألة، ربما يؤدي إلى احتلال العلم مقعد القيادة، بالنظر لأن الناس يرونه أكثر ضرورة لحياتهم، وبالتالي دفع الدين إلى هامش الحياة. وفيما مضى كنت أظنُّ أن هذا الجدل مرتبطٌ بالاتصال بين المسلمين والغرب. لكن ظهر لي لاحقاً أنه قديم. فقد أثار اهتمام الفيلسوف والفقيه الأندلسي المعروف أبي الوليد بن رشد (1126 -…
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٩
ما زال مسلسل البحث عن وظيفة مستمراً، والغريب هذه المرة أن الباحثين عن الوظائف هم من المتفوقين ممن تخرجوا في الجامعة بتقديرَي «امتياز» و«جيد جداً»، فالوضع الطبيعي أن يحصل هؤلاء على الوظيفة بمجرد تخرجهم، بل إن بعض الدول تصطاد المتفوقين وهم على مقاعد الدراسة فتعرض عليهم الوظيفة قبل أن يتخرجوا، وبمجرد تخرجهم يكون مكانهم محجوزاً ليبدؤوا العمل مباشرة. الاهتمام بالتعليم في الإمارات واضح جداً، فالقيادة دائماً تشجع التعليم والتفوق، والمتفوقون لهم مكانة خاصة عند المسؤولين ففي كل عام يحظى الأوائل في الثانوية العامة باتصال وتهنئة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويحظون كذلك بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إشارة إلى اهتمام سموهما بهذه الفئة، وليس ذلك فقط، بل يحظون بكل رعاية واهتمام، وبالأمس لاحظنا جميعاً حرص الشيخ محمد بن زايد على لقاء أبنائه الطلبة…
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩
تجني الإمارات كل يوم ثمار صدقيتها واتزانها في المشهد الدولي. الحفاوة الصينية بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تؤكد مكانته قائداً عربياً واثقاً بقدرة بلاده على مجاراة العالم المتقدم، فاسم الإمارات بات مرادفاً للدول الحديثة التي حققت معدلات عالية في التنمية والازدهار، في عقود قليلة، مثل غيرها في آسيا، القائدة المقبلة للقارات. نحب أن نرى كيف يستقبل بلد عظيم مثل الصين قائداً إماراتياً. وسم زيارة سموه تصدر ترند الإمارات في وقت قصير. تابعنا الاستقبال الاستثنائي الذي بدت فيه احتفالات تراثية وشعبية، ولاحظنا ارتفاع مستوى الحفاوة في الضيافة، وهذا شأن أساسي لبنات وأبناء الإمارات، يزيدنا ثقة وطموحاً ببلادنا وقيادتنا، فنحن نعرف أن بلادنا نجت من شرور السنوات الماضية في المنطقة بالحكمة والولاء للبيت المتوحد، وأن العالم ينظر إلى ذلك بكثير من الإعجاب الواضح في عمق العلاقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الصيني شي جي بينغ.…
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩
ما أشبه اليوم بالبارحة، فبالأمس كانت أصوات النشاز تصرخ أن «أخرجوا الكفار من جزيرة العرب» في حين كانت صواريخ صدام فوق رؤوسنا وجيشه يحتل الكويت، واليوم تصرخ الأصوات من«المصدر» المحتضن لذات الفكر القديم وعراب الإخوان أو إرهابهم في محاولات من قطر وأبواقها ومرتزقتها لتأجيج شعوب المنطقة ضد المملكة أن أخرجوا الكفار من جزيرة العرب بطريقة مغايرة في المفردات ومتفقة في المضمون تبعاً للمرحلة ومتغيراتها، وذلك بعد أن وافقت المملكة على استقبال 500 جندي أمريكي لرفع العمل المشترك وتعزيز وحماية أمن المنطقة وضمان السلم فيها من العبث الإيراني الذي تجاوز البر إلى قرصنة الملاحة في البحر! الفارق بين الأمس واليوم كبير جداً، ففضلاً عن الفارق الزمني فهناك وعي كبير واستشعار هائل في مجتمعنا في التعاطي مع مكامن الخطر ورصد مصادره حولنا، فنحن بالأمس لم نواجه عدونا كما نواجهه الآن بأدواتنا الخاصة التي جعلته يتراجع بدل الميل ألفا حتى أصبح السعودي حديث وسائل الإعلام في المثابرة والدفاع عن وطنه والحس العالي من…
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩
قلة انتقدت، أو حتى كلفت نفسها عناء التعليق على إعلان استضافة القوات الأميركية في المملكة العربية السعودية. والقلة الناقدة كانت أصواتاً في قطر، الدولة التي تسوق لأي خطاب يعادي جارتها الكبرى السعودية، وتسوق لمواقف متناقضة على أمل إثارة العواطف ضدها. لكن لا صدى للحملة القطرية المعادية. لماذا لم تصبح قضية رأي عام؟ هل لأن الناس ملَّت من هذه الاعتراضات المكررة؟ أم أن المنطقة تغيرت كثيراً؟ أعتقد أن الكثير تبدل. الجيل الجديد الذي بلغ عمراً يستطيع أن يعي سياسياً، نراه يتبنى مواقف أكثر واقعية، وأقل آيديولوجية. في عام 1990، عندما جاء نحو مائة ألف من القوات الأميركية ضمن الاستعدادات لتحرير الكويت، لم يشاهد أحد هذه القوات الهائلة في المدن. تمت ترتيبات وجودهم حتى يكونوا خارج المشهد اليومي في حياة الناس، فلا يشعرون بوجود قوات أميركية. وحتى بعد الحرب وبقاء بضعة آلاف في قاعدة الأمير سلطان في الخرج، في منطقة الرياض، أيضاً أقاموا هناك 12 عاماً، وقلَّما يلحظ أحد وجودهم. وقد سعت…
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩
سالم متعرض العفاري.. مواطن من مدينة العين، متعلم ومثقف، وكان يعمل طياراً، وليس هنا بيت القصيد، فليس هو الوحيد الذي يمتلك مثل هذه المواصفات، لكنه بالتأكيد هو أحد المواطنين القلائل الذي فعل فعلاً رائعاً، وكسر عادات ومظاهر اجتماعية دخيلة على مجتمع الإمارات، بعد أن حكّم لغة العقل مقابل لغة التقليد والتبذير والمباهاة الزائفة، فماذا فعل سالم؟ جاءه من يطلب الزواج من ابنته، ووصل الشاب وبعض من رجال عائلته إلى بيته ليعطوه مهر ابنته، ويتفقوا معه على موعد الزفاف، وحفلة الرجال والنساء، ففوجئوا جميعاً عندما أقسم بأغلظ الأيمان ألا يتكلف الشاب فوق مبلغ المهر الذي دفعه فلساً إضافياً واحداً! وأصرّ بكل ما أوتي من قوة أن ينتهوا في نفس الوقت من عقد القران، ودعاهم على العشاء في بيته، فهم ضيوفه، كما قال.. وبعد الشدّ والجذب الذي حدث من غرابة الموقف، أتمم سالم مراسم عقد القران، ثم اتجه إلى زوج ابنته، وقال له: «أرجوك يا ابني تفهم الموقف بعقل ومنطق، لماذا تصرف…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩
جاء في بيان صحفي «صادم» صدر صباح البارحة عن اتحاد الصحفيين العرب يفيد نصّه بأن: وكالات الأنباء تناقلت عن مصادر «إسرائيلية» (مجهولة كما دائماً) خبراً حول وصول وفد مكوّن من 6 صحفيين عرب في زيارة لإسرائيل تشمل مركز تخليد ذكرى الهولوكوست، والكنيست الإسرائيلي وغيرها! أما في التفاصيل التي لا أساس لها من الصحة فإن الوفد مكوّن من صحفيين ينتمون لكل من: الإمارات، البحرين، السعودية، العراق، وفيما وراء الكواليس فإن أحد الاتحادات الصحفية العربية قد مارست ضغطاً كبيراً على السيد مؤيد اللامي للإسراع في إصدار بيان عاجل بالإدانة، وقد صدر البيان بالفعل، دون أي تثبّت من الموضوع! وبطبيعة الحال، فإن جمعية الصحفيين الإماراتية قد أدانت البيان، وأنكرت أدنى صلة لها بكل ما جاء فيه، وناشدت الاتحاد العام أو أية جهة أخرى عدم الزجّ باسم الإمارات في هكذا أخبار أو مبادرات ملفقة وكاذبة وإحداث شق في العلاقات بين الصحفيين الإماراتيين والأخوة العرب، أو التشكيك في موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية، الذي هو…
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٩
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتوجه هذا الأسبوع إلى الصين، استمراراً لسلسلة طويلة من اللقاءات المتواصلة بين قيادتي البلدين في الأعوام الأخيرة اللتين تتطلعان إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية في راهنها، والاستعداد لمستقبل واعد، ربما يغير معادلات القوى والمراكز في العالم، مع صعود مؤشرات عدة على الثقل الكبير لآسيا القريبة جداً لنا، وللصين، القطب المنادد الجديد. تشير الأرقام إلى أن «نحو 60 % من التجارة الصينية يعاد تصديرها عبر موانئ الإمارات إلى أكثر من 400 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، إلى جانب أن الدولة ثاني أكبر شريك تجاري للصين، مع احتفاظ الإمارات بموقعها بين أكبر الدول تصديراً للنفط، لهذا العملاق الآسيوي، المنافس المقلق لكبار المراكز السياسية والاقتصادية في عالم اليوم. هذا جزء من علاقة متراكمة ومستمرة بين البلدين، بعد 35 عاماً على بدء علاقاتهما الدبلوماسية، وهذه انعكاسات لقوة الصلات التاريخية بينهما في أكبر قارات العالم مساحة، وأكثرها اتساعاً في…
الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩
بمجرد إعلان القوائم المُجمعة لأسماء من لهم حق الترشح والانتخاب لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، سارع كثيرون للإعلان عن رغبتهم في الترشح، رغم أن باب الترشح لم يُفتح بعد، وهذا الاستعجال بالتأكيد مخالف لقوانين المجلس التي تشترط اعتماد الأسماء قبل الترشح، ما دفع باللجنة الوطنية المنظمة إلى أن تُطلق تحذيراتها، وتُنهي هذا التصرف! هذا السلوك البسيط يُعطينا مؤشراً واضحاً إلى عدم وجود ثقافة برلمانية، والأهم من ذلك أن كثيرين ممن أعلنوا ترشيحهم بطرق غير رسمية، وممن سيترشحون «رسمياً»، تنقصهم الخبرة والمعلومات والمعرفة والوعي بأهمية عمل المجلس الوطني، والدور المنوط به، والمواصفات التي يجب أن يتحلى بها العضو! المجلس الوطني ليس «برستيجاً»، وهو ليس مجرد كلام عام في الشأن الوطني والشعبي، كما أنه ليس «بشتاً» وتغطيات إعلامية وظهور في المجالس، وبالتأكيد هو ليس مجرد زيارات خارجية، وحضور فعاليات ومناسبات رسمية، والجلوس في الصفوف الأمامية، وهو ليس مكافأة شهرية، وجواز سفر «أحمر»، وراتب تقاعدي مدى الحياة، هو أهم وأكبر من ذلك بكثير، فهو…
الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩
استطاعت الدول الخليجية العربية عبر العقود الماضية امتصاص واستيعاب السياسات الإيرانية الجامحة بحكمة وهدوء، إدراكاً منها أن الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها هو جزء حيوي من الأمن العالمي، كما وازنت بين أمنها والتفرغ لعمليات التنمية وتلبية حاجات شعوبها، وهو أمر نجحت فيه إلى حد أثار إعجاب العالم وتسابقه للاستثمار فيها. في المقابل كانت إيران على الطرف المقابل من الخليج العربي، تتجه نحو عسكرة كل شيء في البلاد وتسخير مواردها الهائلة نحو التسلح، ظناً ووهماً بأنه يمكن فرض هيمنتها على المنطقة، وأن دول الإقليم والعالم الذي يتغذى اقتصاده على طاقة المنطقة سيبقى متفرجاً وصامتاً تجاه سلوكها الذي يسعى لتقويض الاستقرار ونشر الفوضى لصالح أجندته التوسعية. بين سطور الإعلان السعودي أمس باستقبال قوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة، ما يؤكد الحرص الشديد على أمن المنطقة واستقرارها مع تزايد الأعمال العدوانية الإيرانية في مياه الخليج العربي، وأن العالم لن يقبل ابتزازه من خلال أعمال القرصنة، وأنه لا بد…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٩
على حسابه في تويتر، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه التغريدة: «علمتني الحياة بأننا في زمن نحتاج فيه للكثير من العمل والقليل من الجدل، نحتاج حولنا مزيداً من الحكماء لا السفهاء». قد يصلح البعض لأن يرافقك في كل الأوقات، لكنك في تلك الأوقات التي تعلم تماماً أنها تتطلب الكثير من العمل والجدية فلن تفكر بغير الحكماء والجادين، أما «السفهاء» فلا يفكر بهم أحد إلا في تلك الأوقات المستقطعة بين زمنين، الأوقات التي تهدرها متعمداً لأنك تريد تخفيف ضغوطات الحياة عن نفسك.في أيامنا هذه راجت تجارة الثرثرة، وأصبح للثرثارين مكانة بارزة، يجلس أحدهم أمام كاميرا هاتفه ليتحدث في كل شيء، فيما يعلم وفيما لا يعلم، في تفاصيله الشخصية التافهة، وفي قضايا الساعة، في الهدايا التي تصله، أنواع الماكياج الذي تستخدمه إحداهن، العيادات التي تدعي أنها تتردد عليها، والكثير من التصرفات الغريبة وأحياناً المستهجنة والمرفوضة اجتماعياً!هؤلاء الأشخاص الذين صنعهم المجتمع، وأوصلهم لمرتبة المشاهير، الذين أصبحوا يشترطون مبالغ بمئات…