الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩
ألا يعد سفاهة ما قام به رئيس وزراء كندا ووزيرة خارجيته من تصفية الحسابات مع السعودية باستخدام قضية مراهقة سعودية، بعد هروبها من عائلتها أثناء وجودها في الكويت، واعتصامها بفندق في مطار بانكوك لتطلب اللجوء، في وقت يطالب عقلاء كندا رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية بإيجاد حل يمهد لاستئناف العلاقات مع الرياض؟ من غير المعتاد أن تقفز دولة أخرى لعرض استقبال فتاة صغيرة (مراهقة) فارة من عائلتها، وهي لم تتقدم أصلاً إلى السلطات الكندية! لقد سارعت وزيرة الخارجية لإصدار قرار بقبول رهف «لاجئة سياسية»، من دون المرور على الخطوات الإجرائية المعتادة التي تستغرق عادة نحو 20 شهراً قبل منح اللاجئ حق اللجوء. وما أكثر الفارين من جحيم الحروب والإرهاب.. والطالبين للجوء حول العالم الذين يعانون مما لا تعاني منه رهف. والأكثر إثارة للاستغراب أن وزيرة الخارجية الكندية، التي تسببت «تغريدة» منها في القطيعة الراهنة بين الرياض وأوتاوا، كانت شخصياً في استقبال الفتاة المراهقة حين وصولها إلى تورونتو؛ بل قدمتها إلى الصحافة…
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩
من يتتبع سوق الأسهم السعودي على مدى سنوات الماضية ولنحدد منذ 2008 وهو وقت الأزمة المالية العالمية «الأميركية» التي حدثت وتسبب بالكثير من الخسائر والإفلاسات، وحصل بأسواق المال متغيرات كبيرة وكان مؤشر السوق الأميركي أقل من عشرة آلاف نقطة، واليوم نتحدث عن 24 ألفاً وتجاوز بفترة سابقة 26 ألفاً، والأسباب كثيرة ولعل أهمها نتائج الشركات الأميركية خاصة التكنولوجية والاقتصاد الأميركي، بمعنى السوق الأميركي تجاوز قاعه في الأزمة المالية مرتين تقريباً، وهذه طبيعة أسواق المال طبقاً لاقتصادها ومعطياتها حتى لا يكون حكماً عاماً. وحين نقارن السوق السعودي خلال هذه الفترة، تراجع المؤشر في مارس 2009 إلى مستويات تقارب 4068 نقطة، ونحن اليوم نتحدث عن مستويات تقارب 8400 نقطة وأكثر، أي ارتفاع يفوق 100 % وقد مر السوق بمراحل وتذبذبات خلال هذه الفترة «عشر سنوات» هل المؤشر يعكس ربحاً أو خسارة للمتعاملين؟ بالطبع لا على إطلاقه، ولكن يعتمد على نوعية الأسهم والاستثمار، لكن الثابت هو أن الاستثمار بشركات رابحة والجيدة وبشراء بأسعار…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩
على الفضائيات الدولية، وفي بعض المقالات التحليلية، يتبرع بعض الإخوة المعلقين من العرب، خصوصاً على الفضائيات التابعة لدول أجنبية، التي تملأ الساحة الإعلامية اليوم، بالقول بنبرة جازمة حول العلاقات العربية - الإيرانية بشكل عام، ومن جهة خاصة العلاقات الخليجية - الإيرانية. خلاصة قولهم في هذا الملف إن «الأفضل والأكثر حكمة، وربما توفيراً في الجهد والمال» أن يتوافق الخليجيون مع إيران! وهذا القول بأشكال مختلفة وبعبارات متغيرة ينقله أيضاً بعض المحللين الخليجيين، على الأقل في الندوات المغلقة. لا أريد ولا أرغب ولا أسمح لنفسي بالدخول في مناقشة النيات، فذلك علمه عند الله، ولكن أريد أن أناقش الموضوع من زاوية تحكيم المنطق العقلي. أعرف مسبقاً أن البعض لن يروقه هذه التحليل، فنحن كعرب اليوم منقسمون في كثير من القضايا، والناس تنقسم في الآراء بسبب خلفيتها السياسية أو تحيزها المسبق، أو بسبب معلومات ناقصة أو غير متوفرة، أو في بعض الأحيان من أجل المناكفة والنكاية لا غير. كل ذلك وارد وممكن، فطبيعة الاختلاف…
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩
كان العام ٢٠١١ مهيأ بالفعل لكل ما حدث؛ آفاق مسدودة في عيون الشباب العربي في مختلف العواصم، وثورة اتصالية جديدة تم استثمارها لبناء منصات للأصوات الغاضبة وحالة من ترقب الفرصة للانقضاض على كل ذلك من القوى ذات الطموحات التوسعية في المنطقة. لا مبادرات ولا خطط ولا قيادات تقدم شيئا جديدا، فكان الشارع قابلا للتثوير واستخراج أسوأ ما فيه من تطرف وحدة وعنف. تحولت الدوحة إلى جهاز مالي وإعلامي وسياسي في قلب المنطقة لإدارة ذلك الخراب، وأخذت طهران خطواتها ضمن مشروعها القائم أصلا والمتمثل في تصدير الثورة، بينما اتجه النظام التركي للتحالف مع المشروع والدفاع عنه والبحث عن نفوذ جديد في المنطقة. ولأن الثورة أصلا وبذلك النموذج الذي شهدته العواصم العربية لم يعد نموذجا صالحا للتغيير ولا أداة يمكن أن تبني مستقبلا، ولأن الفوضى التي اشتعلت كانت خرابا ودمارا وتطرفا لم تعرفه المنطقة منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية، ولأن دول الاستقرار في المنطقة وجدت أنها أمام لحظة تاريخية تستدعي موقفا محوريا في…
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩
المملكة.. الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية والإسلامية دائماً تقف إلى جانبهم، تستشعر مشكلاتهم، وهي الحاضرة في المقدمة تعطي وتساعد وتساند.. وهذا ليس بغريب منذ عهد المؤسس رحمه الله.. بجهود لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها أو إنكارها. تأتي الأولوية لليمن الشقيق من خلال إعادة الاستقرار التعليمي والاقتصادي والصحي، وقبل كل هذا الاستقرار السياسي الذي يعود على المنطقة بالسلام ومنع أي تدخلات خارجية تزعزع استقلالية اليمن وحفظ أمنه وأمن الدول المجاورة، بل كل المنطقة. نتيجة لكل ما سبق وأكثر.. واستناداً للأمر السامي رقم 11964 وتاريخ 9 /3 / 1438هـ القاضي بتأسيس البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.. انطلق البرنامج بمنهج يشمل كلاً من البعد الإنساني والتنموي والاقتصادي.. في المجالات كافة التي تمسّ حياة المواطنين داخل اليمن.. الإطار العام للبرنامج.. المشروعات الأساسية العملاقة وبرنامج المساعدات العام، والقروض، والمشروعات الاستثمارية. هدف البرنامج الكبير هو تنمية اليمن عبر بناء الإنسان وإعمار المكان.. وقد أخذ الدعم السعودي أنماطاً متعددة من منح مالية ومشروعات تنموية وقرارات سياسية…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩
الوصايا العشر للمسؤولين في الإدارة الحكومية، لم يضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اعتباطاً في نهاية كتابه الجديد «قصتي»، وهي لم تكن مجرد خاتمة للكتاب، كما أنها ليست مفصولة عن بقية فصوله التي تحدث فيها سموه عن طفولته وحياته وتجربته الرائدة في الحكم والإدارة، بل هي خلاصة واقعية لخبرة خمسين عاماً، فالوصايا جاءت لتعكس ممارسات حقيقية لمسها سموه وشاهدها وكافحها وقضى على بعضها طوال السنوات الماضية، وهو يضعها اليوم ليستمر في تأكيدها والقضاء على سلبياتها للوصول إلى المرتبة الأولى التي يطمح إليها محمد بن راشد دائماً. وصايا سموه هي في الواقع ممارسات واقعية لبعض المسؤولين، يفعلونها أحياناً بقصد الحفاظ على المنصب، ومن غير قصد أحياناً أخرى افتناناً بقوة المنصب واستغلالاً له، فسموه لم يأتِ بها من فراغ، ولم ينقلها من عوالم أخرى، بل رآها ولمسها خلال مسيرة خمسين عاماً قضاها في خدمة الوطن، تعامل خلالها مع عينات مختلفة من المسؤولين والبشر، ومع طبائع بشرية مختلفة، وصفات مختلفة،…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩
لأننا نريد أكثر من منتخبنا الوطني، فنحن راضون أقل، على ظهوره في الدور الأول من بطولة آسيا، التي نستضيفها، ونملك فيها أفضلية الأرض والجمهور، ونتطلع إلى أكثر من الوصافة في نسخة 1996، والبرونز في دورة 2015. فوز واحد على الهند، وتعادلان أمام البحرين وتايلاند، بداية جيدة من حيث الأرقام، فقد تصدّرنا المجموعة الأولى، وحققنا المطلوب واقعياً في العبور إلى الـ16، لكن الإيقاع العام في المباريات الثلاث، لم يكن مُرضياً لجماهير الأبيض، والإعلام الرياضي المحلي، ولا سيما التحفظ الشديد في الهجوم، وعدم بروز نجومنا المعروفين قارياً في أدوار فاعلة، يرسل رسائل عن قوة فريقنا، وتنافسيته، أمام كبار آسيا. كلنا يطمح لأن يشاهد الأبيض في النهائي، متوجاً بالذهب، فهذا المنتخب حصيلة جهد وطني متراكم وطويل، سعياً إلى مكانة كروية رفيعة في آسيا والعالم، ولا نريد أن تمر هذه الفرصة، دون أن نستثمرها بأقصى طاقاتنا، ونجتاز أكثر من اختبار، يُظهر ما أنجزته الإمارات في تطوير رياضتها المحلية، وتهيئة كل السبل الممكنة لنهضتها، خلال…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩
خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، رعاه الله، صاحب المبادرات الإنسانية العالمية. والإنجازات المشرفة للمسلمين جميعاً والذي كان ليس مستغرباً؛ عندما اختاره أكثر من مليوني شخص، من بين ستة ملايين شاركوا في التصويت عبر موقع شبكة روسيا اليوم الإخبارية، أبرز شخصية عربية لعام 2016، وهو الذي صنفته مجلة، فوربس الأمريكية، أكثر الشخصيات تأثيراً ونفوذاً عام 2016، عندما حل في المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 16 عالمياً. استطاع جلالته أن يجمع قادة 50 دولة إسلامية، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، في تجمع لم يسبق له مثيل في القمة العربية الإسلامية الأميركية، من أجل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف ومكافحة طرق تمويله، والذي يعبث بأمن واستقرار المنطقة العربية والعالم أجمع. ووجه جلالته بالبدء بتأسيس: «أكبر مركز عالمي لمحاربة الفكر المتطرف» (اعتدال) بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة الدول العربية المشاركين بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض. ومنذ أسابع قليلة مضت، ومن منطلق حرص المملكة بقيادة…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩
قبل أيام، استهدف الحوثيون بعملية إرهابية غادرة احتفالاً للجيش اليمني، بواسطة طائرة «درون» إيرانية الصنع، حملت 30 كيلوغراماً من المتفجرات، انفجرت في الهواء فوق المنصة الرئيسية لكبار الضيوف، وأسفرت عن سقوط 6 قتلى و18 جريحاً من أفراد الجيش اليمني، الذين كانوا يحيون الاحتفال بحضور عدد من كبار قادة الجيش. هذا الهجوم مثَّل انعطافة خطيرة أمام اتفاق السلام المبرم في استوكهولم منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ لكن هذا الهجوم لم يكن هو الانتهاك الوحيد الذي ارتكبه الحوثيون منذ بدء وقف إطلاق النار في الحديدة. فقد بلغت الانتهاكات نحو 500 انتهاك مسجل، ناهيك عن خرقهم لالتزامهم في السويد من خلال عدم الوفاء بمواعيد الانسحاب النهائية من ميناء الحديدة، التي حددتها الأمم المتحدة، كما لم يتم التوافق على إجراءات بناء الثقة، وهو ما يضع اتفاق استوكهولم بعد مرور أكثر من شهر على إبرامه، على حافة الانهيار، بتعنت الحوثيين وعدم تنفيذهم لالتزاماتهم التي أقروها ووافقوا عليها مسبقاً أمام المجتمع الدولي. ربما ليس جديداً…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩
ما الذي علينا فعله في عالم تسوده التغيرات المفاجئة، لن ينفع أن نرى أنفسنا خارج العالم، إذا كنا قد تخلصنا من عبارة (خصوصيتنا) فعلينا أن ننظر للأمر اليوم من زاوية عملية، نبدأ العمل لصنع دورنا الذي نستحق أن نساهم به في نماء هذا العالم بعد إقرارنا أننا جزء منه. تبارز الكتاب والصحفيون في المملكة على ترديد كلمة العالم أصبح قرية، اندلعت تلك المبارزة قبل حوالي ربع قرن، في زمن لم تسد فيه الإنترنت والسوشل ميديا وقبل أن يزداد الوعي الإنساني بالشراكة الكونية في قضايا تمس الكون كالاحتباس الحراري والتجارة العالمية، وقبل أن يصبح عدد الطائرات في الجو مئات الألوف في الدقيقة الواحدة، وقبل أن يتاح لك أن تشاهد في يومك الواحد نكتة أميركية وحادثة صينية ومأساة بورمية وفيلم أميركي. كانت فكرة أن العالم قرية نبوءة أصبحت في الجيل الحالي حقيقة، لو جلست بالصدفة في لندن إلى جوار سائح صيني فبعد قليل من التحايا ستشعر أنك تعرفه ويعرفك، سيسألك بعض التوضيحات…
الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٩
هل سننتهي ان نعتمد المقولة: صدق ما تريد تصديقه، تصلك يومياً آراء وحقائق ومعلومات وأفكار ونصائح وحكم في كل شيء وعن كل شيء وكل شيء تعني هنا كل شيء بالمعنى الحرفي، لا يوجد موضوع أو مجال دون أن تغطيه هذه النشرات المتدفقة: الطب والدين والعلم والرياضة والسياسة. أفضل ما يقال عن هذه النشرات خليط من قصص بني إسرائيل التي لا يفرق أصحابها بين الحقيقة والأسطورة، تضعك أمام الشيء ونقيضه، تصلك رسالة مزينة بغرافيك تقول لك إذا أردت إنقاص وزنك فعليك تناول ثلاث وجبات يومياً، وأخرى بنفس الزخارف تقول خمس وجبات خفيفة، ثم تأتي أخرى وتقول وجبة واحدة يومياً هي الرجيم الأمثل، ستقرأ أن طبقة الأوزان تتوسع وبعدها بدقائق قليلة ستستلم رسالة تقول إن طبقة الأوزان تتعافى ولله الحمد. ما الذي يمكن أن تفعله في هذا الكم من المعلومات المتناقضة، لا يتوقف عند معلومات تقع في حيز اهتماماتك، تفرض النشرات المتدفقة عليك موضوعات لم تكن يوماً من اهتمامك، لا تعرف عنها…
الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٩
نحن في الطريق الواضح إلى العام 2050، حيث توقع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن نحتفل فيه بتصدير آخر برميل نفط، معتبراً أن استثمارنا اليوم في التعليم وقطاعات التنمية الجديدة، شرط أساسي للاحتفال، وليس الحزن على نضوب الذهب الأسود، ذلك أن التكيّف مع استحقاقات المستقبل، يبدأ الآن، إذْ لا مفاجأة مع التخطيط العلمي السليم في القرن الحادي والعشرين. استشراف سموه كان في القمة الحكومية في العام 2015، و«أسبوع أبوظبي للاستدامة»، مستمر منذ 2013، ويحضره اليوم عشرة رؤساء جمهوريات من آسيا وأفريقيا، وخبراء ورواد في التكنولوجيا التي تشكل جوهر التطور الهائل في الاستدامة، وتشتبك مع قطاعاتها كافة، ومن المرجح أن تسيطر تماماً على المفاصل التنموية، الرئيسة والفرعية، في العقود الخمسة المقبلة، وما بعدها. في السنوات العشر الماضية، قطعنا مسافات بعيدة في الطريق إلى العام 2050. ولا تعترينا المخاوف الموسمية في كل عام من انهيارات أسواق النفط وتقلباتها السعرية، مع التصميم على تنويع مصادر الدخل، وتدشين مشروعات ضخمة في…