الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨
قبل أيام عدة، تفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، سير العمل في مختلف مرافق مطار دبي الدولي، واطمأن سموه بنفسه على راحة المسافرين، وتأكد من تسهيل إجراءات سفرهم ووصولهم من وإلى المطار. وزار سموه كاونترات «طيران الإمارات»، وشاهد الإجراءات الخاصة بأمتعة المسافرين، والتأكد من تذاكر السفر وصلاحيتها، وكل الأمور المتصلة بتوفير سفر آمن وسلس للمسافرين دون إبطاء أو تأخير، بعيداً عن الإجراءات المعقدة التي قد تسبب تأخير المسافرين عن موعد إقلاع الرحلات. هكذا هو محمد بن راشد، لا يكتفي بالتقارير المكتوبة، ولا يعشق الجلوس في المكتب، ويفضل دائماً النزول إلى الميدان، ليطمئن ويتابع، ويتأكد من تنفيذ جميع الأعمال الحكومية من دون تعقيد، هكذا هو في الإدارة لا يؤمن بالإدارة عن بُعْد، بل هو أقرب إلى تفاصيل العمل من المسؤولين أنفسهم. فضّل زيارة المطار في وقت يعج فيه بالمسافرين، وفي وقت زادت فيه الحركة على معدلاتها الطبيعية، وارتفعت فيه الأعداد بشكل ملحوظ، ليطمئن أن الإجراءات مرنة…
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨
لقد بات ومن المؤكد أن أمر وموضوع «تسييس الحج»، من الأدوات التي توظّفها السياسة القطرية في مواجهة السعودية ودول الرباعية العربية، للرد على الإجراءات المتخذة ضدها، لدفعها إلى وقف دعم الإرهاب، ففي 20 يوليو الماضي، أعلنت الرياض، السماح للمواطنين القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، بدخول أراضيها بصورة استثنائية، بأن يتوافد الحجاج القطريون إلى المملكة جواً، وعبر أي خطوط جوية أخرى، غير الخطوط القطرية.. في المقابل، ادعت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» القطرية، أن هذه الضوابط تمثل قيوداً على حرية الحج، وتسييساً للشعائر الدينية، وتوازى ذلك مع مطالبة وزارة الأوقاف القطرية بتوفير ضمانات إضافية، لتأمين سلامة الحجاج القطريين، وتسهيل قيامهم بأداء الشعائر. في المقابل، أدى حجاج بيت الله الحرام في العام المنصرم، مناسك الحج بكل طمأنينة ويسر، مشيدين ومثنين على ما قدم لهم في أرض «الحرمين الشريفين» من تساهيل وعناية واهتمام. بما فيهم حجاج بيت الله القادمون من الأراضي القطرية. إن مطالبة قطر ودعوتها بتدويل الحرمين الشريفين وتسييس الحج، يتماشى، وبشكل…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨
لم يكن هناك توقيت أفضل للمقالة التي كتبها السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأميركية، الأمير خالد بن سلمان، والتي نشرتها «عرب نيوز» نهار الاثنين. المقالة التي حملت عنوان «لماذا يجب التصدي لسلوك إيران الخبيث لا استرضاؤه؟»، والتي تعزز موقف الرياض الراسخ إلى جانب حليفها التاريخي الولايات المتحدة، تأتي في وقت وصلت الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران فيه إلى ذروتها. لقد حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من «اللعب بذيل الأسد»، وأضاف قائلاً إن «الحرب مع إيران هي أم الحروب». أما ترمب فرد على هذه التهديدات عبر وسيلة الاتصال المفضلة لديه والأكثر فعالية، إذ غرد قائلاً: «لا تهدد الولايات المتحدة من جديد أبداً»، مضيفاً أنه من شأن مزيد من التهديدات أن تأتي «بعواقب لم يعانِ منها إلا قلة عبر التاريخ». على طهران أن تأخذ كلام الرئيس الأميركي على محمل الجد، إذْ أثبت هذا الأخير، مراراً وتكراراً، أنه ليس رجل كلام؛ بل رجل أفعال. فعلى عكس سلفه باراك أوباما، «خطوط دونالد…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨
هذه هي الإنجازات الحقيقية، وهذه هي رسالة الدول المتحضرة، وهذا هو دور القادة المتميزين، ففضلاً عن بناء دولهم وإسعاد شعوبهم، يساهمون في حل مشاكل العالم والإصلاح بين المتخاصمين، فمشهد يوم البارحة في أبوظبي كان متميزاً ومختلفاً، ويجعل كل إماراتي يفتخر ببلده وقيادته، بل ويجعل كل شريف في العالم يشعر بأن الخير لا يزال موجوداً، وما زال هناك قادة في العالم يمتلكون الحكمة والبصيرة الثاقبة والرغبة الحقيقية في أن يعم الأمن والسلام هذا العالم. إن ما حققه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من إنجاز لم يتمكن من تحقيقه الكثيرون من قبله، فبحكمته ورغبته الحقيقية في إنهاء أزمة حقيقية بين بلدين شقيقين نجح في إنهاء خصام وجفاء، بل وحرب استمرت عشرين عاماً بين الجارتين إثيوبيا وإريتريا، وهذا الإنجاز ليس إنجازاً سياسياً فقط، بل بالدرجة الأولى هو إنجاز إنساني كبير، فقد شاهدنا جميعاً خلال الأيام الماضية لقاء الأسر من كلا البلدين، والأشخاص…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨
عدد القادمين إلى الدولة، عبر مطار دبي الدولي، بلغ نحو 13 مليون مسافر، في الفترة من شهر يناير وإلى شهر يونيو من عام 2017، وزاد بنسبة 3% خلال الفترة ذاتها من العام الجاري 2018، ولا أدري هل للأشباح مكان يمشون فيه بمدينة دبي مع وجود هذه الملايين البشرية، التي تتهافت على المدينة كل دقيقة وساعة في اليوم؟ سؤال نتمنّى سماع إجابته من قناة الكذب والتلفيق «الجزيرة»، وأخواتها المواقع الإخبارية التي تعمل بالريال القطري! المراكز التجارية كذلك تعج بالزوّار، ومن الصعوبة بمكان أن تجد موقفاً لسيارتك في أيٍّ من مراكز دبي التجارية الكثيرة والمنتشرة في كل مكان، وفي هذا التوقيت الصيفي، ولا أعتقد أن للأشباح دوراً في ذلك، فلم يثبت أنها تقود السيارات إلى الآن، إلا إذا كان مطلقو شائعات الأشباح يرون ما لا نرى، ويسمعون ما لا نسمع! من السهل إطلاق الشائعة، ولا أسهل من التزوير والكذب، لكن من السهل أيضاً كشف هذا الكذب، فهو لا يدوم طويلاً، خصوصاً إن…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨
دولة الإمارات أُسّست على حب الخير ونشره في ربوع الدنيا، ومنهجها تكريس السلام والتعايش في العالم، وسبيلها إلى ذلك إصلاح ذات البين ورأب الصدع بين الأشقاء، وتقديم كل العطاء الممكن لرفد التنمية بين الشعوب. القمة الثلاثية التي شهدتها الدولة أمس، وضمّت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأسياس أفورقي، رئيس إريتريا، وآبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، أنهت أطول صراع شهدته منطقة القرن الإفريقي أنهك الاقتصاد وعطّل عجلة التطور، وكان الأَوْلى أن تُوجّه الجهود للتنمية الشاملة في كل المنطقة، مثلما حقنت هذه المصالحة التاريخية دماء الشعبين، وأغلقت الباب بقوة في وجه عواصم تريد التخريب والتدمير، بهدف السيطرة على منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر. تؤكد هذه المصالحة مكانة دولتنا الحبيبة في العالم، تلك المكانة القائمة على التدخّل الإيجابي البنّاء في شؤون الآخرين، وإنفاق الجهد والموارد لمصلحة الشعوب، والسعي لحقن الدماء والتصدي لمحاولات نشر الفوضى، وهي كلها عوامل تصبّ في مصلحة الاستقرار العالمي،…
الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨
القائد العظيم الذي حقق بالإقناع وتغليب المصالح ما يشبه المستحيل حينما أسس دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما أسس لدولة الخير، تلك التي تسعى لخير الأمم، قريبة وبعيدة، وحل مشكلات حدودية أرهقت الدول وأهدرت موارد الشعوب. ليس غريباً على ذلك القائد الاستثنائي أن يأتي أبناؤه من بعده ليعززوا ذلك المبدأ ويصبحوا من رموز الخير لشعبهم والشعوب المجاورة. فرق شاسع بين دولة تسعى لخير الشعوب ودول أهدرت مقدرات شعوبها لخلق الفتن والحروب في محيطها وأبعد منه. فرق ما بين الأرض والسماء بين دولة تبني مشاريع تنموية عملاقة، وتسعى جاهدة ليعم الأمن والسلام والاستقرار منطقتَنا والعالم، ودولة لا همَّ لها إلا خلق مزيد من الحروب وصب الزيت على نيران الفتن الطائفية وإشعال فتيل الحروب والدمار أينما وكلما سنحت لها فرصة. تأملت ردات فعل العالم على المصالحة التاريخية التي أنهت عشرين عاماً من الخلافات والحروب المنهِكة بين إثيوبيا وإرتيريا، وكان اسم الإمارات العربية المتحدة، عرّاب المصالحة التاريخية، العنوان الأبرز لهذه المصالحة. وليس خافياً على…
الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨
منذ وقت طويل وأنا أتأمل باستغراب أسلوب تشجير الشوارع في المملكة، في كل مناطقها تقريبا، لكني كنت أخشى التعليق على هذا الوضع لأن المسألة فيها «نخلة»، وأخشى أن يبادر المدرعمون بالمزايدة على الوطنية عندما أتحدث عن وضع النخلة في غير موضعها المناسب بسبب وجودها في الشعار الرسمي للدولة، بل إن الخشية قد تكون ممن لا يترددون في إضافة هالة من القدسية وإضفاء بعد ديني عليها نتيجة تخريجات خاصة بهم. لست متخصصا في علم النبات أو التشجير أو البيئة، لكن الأمر لا يحتاج الى تخصص وإنما إلى مشاهدة فقط، فعندما نشاهد مئات من أشجار النخيل اليابسة المنحنية المغروسة قسراً في طريق طويل في منطقة حارة ورطبة كمنطقة جازان مثلا، لا بد أن يتساءل المشاهد ما هو سبب الإصرار على ذلك، ولماذا لا يتم اختيار أشجار أخرى مناسبة لطبيعة المكان وتحقق الفائدة المرجوة منها. الآن هناك طرح واسع في موقع تويتر من متخصصين في البيئة وتخطيط المدن والعلوم الزراعية وغيرهم من ذوي…
الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨
«ظلت الإمارات تتقدم دول الشرق الأوسط من حيث التنوع الاقتصادي والتسامح والانفتاح الاجتماعي، وتعتبر نموذجاً مثالياً للتنمية والازدهار في العالم العربي، وتلعب دوراً إيجابياً في صيانة وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة»! هذه ليست كلمات مسؤول إماراتي، ولا هي جزء من مقال كاتب من الإمارات أو حتى من الدول العربية، هي كلمات واقعية، لا يمكن إدخال عنصر المجاملة فيها، فهي صادرة من شخصية مرموقة ذات وزن عالمي كبير، هي كلمات شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، وواحدة من أضخم وأكبر دول العالم اقتصادياً، لذا فهي كلمات محسوبة ومقصودة بعينها في كل حرف وكل كلمة!هذه هي الإمارات الحقيقية التي يعرفها العالم أجمع، وهذه هي الصورة المُشرقة التي ارتسمت في عقول وقلوب جميع الأصدقاء الحقيقيين في مختلف قارات العالم، وهي الصورة المشرقة في قلب كل عربي لم يتلوث بذلك الفكر المنحرف، ولم يتأثر بكذب وزيف تلك الأقلية من المدّعين الحاقدين! اقتصادياً.. الإمارات هي ثاني أقوى…
الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨
في مقالي المعنّون «عقولنا ليست عقول عصافير»، حدثت غلطة مطبعيّة وذكر اسم عبد الله بدلاً من عايض، ومن هو الذي لا يعرف الدكتور الداعية الشيخ عايض القرني (وهل يخفى القمر)؟!، لهذا أعتذر وأرجوه أن (يمسحها بوجهي). وقد رد السيد الحبيب الجفري على مقالي الذي كان موجهاً له وللشيخ عايض القرني، وفي الواقع كان ردّه مؤدباً يشكر عليه، وها أنا ذا أبادله الأدب وأزيد عليه قائلاً: إن آراءنا تحتمل الصواب والخطأ. أنا أؤمن تماماً بما جاء في القرآن الكريم، أما ما عدا ذلك فيحتمل الأخذ والرد. ومن حسن الحظ أن الشيخ عايض تراجع بشجاعة أدبية عن رواية كرامة أو حادثة لعمر بن الخطاب: من أنه عندما مات وأدخلوه القبر، أخذ هو يسأل الملائكة لا العكس: من ربكم ومن نبيكم وما دينكم. وهذه الكرامة لا تختلف عن رسالة نهر النيل، ولا صيحة: يا سارية الجبل. أكرر أنا أؤمن يا شيخ حبيب بالقرآن مثلما أنت تؤمن به، والمعجزات والكرامات هي للأنبياء فقط، فحقاً…
الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٨
بعد زيارتين ناجحتين للرئيس الصيني إلى الشقيقتين الكبريين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية في عام 2016، يصل اليوم فخامة شي إلى دولة الإمارات في زيارة تاريخية يترقبها حكومة وشعب الإمارات على حد سواء، فوصول أحد أصدقاء الإمارات في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين لا شك يعتبر حدثاً مهماً، وما بعد هذه الزيارة بلا شك سيكون مختلفاً عما كان قبلها، وتصريحات الطرفين تؤكد أنها زيارة ستفيد مستقبل البلدين والشعبين، وستزيد متانة العلاقة بين البلدين الصديقين. الرهان على الصين ليس على حساب العلاقات مع الغرب، فكلا الطرفين تربطنا بهما مصالح مشتركة، والصينيون أثبتوا أنهم أكثر وفاءً والتزاماً مع أصدقائهم، وأثبتت الصين أنها دولة متوازنة في علاقاتها الدبلوماسية وفي مواقفها السياسية، وبلا شك أنها تمتلك حساً أخلاقياً تفتقده بعض دول العالم الكبرى! لقد أدركت الصين مؤخراً أن عليها وضع خطوط عريضة لسياستها تجاه المنطقة العربية بأسرها، فقامت في عام 2016 بإصدار وثيقة «سياسة الصين تجاه الدول العربية»، التي تكشف حرص القيادة الصينية…
الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٨
تفاصيل مهولة تضمنها التحقيق الذي قامت به شبكة «بي بي سي» عن فضيحة القرن وأكبر فدية في التاريخ بلغت 1.15 مليار دولار دفعتها قطر لجماعات إرهابية. ورغم أن القصة ليست جديدة، فقد سبق أن كشفت عنها صحف دولية مثل «فايننشيال تايمز» و«نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، فإن تفاصيلها الجديدة الموثقة بالأدلة، سواء الرسائل النصية أو الصوتية، تشرح كيف أن سرطان دعم الإرهاب انتشر ليتغلغل بين أركان الدولة القطرية بمؤسساتها المدنية والعسكرية، فالصفقة التي تم خلالها تمويل جماعات إرهابية بمبالغ خيالية تجعلها تواصل إرهابها لعشر سنوات قادمة على الأقل، اشترك فيها جهاز المخابرات وهذا ربما يكون أمراً مفهوماً في مثل هذه الصفقات المشبوهة لدولة مثل قطر، غير أن الخطير جداً مشاركة وزير الخارجية القطري الذي يفترض أنه قائد الدبلوماسية في بلاده وليس مفاوضاً مع جماعات إرهابية، وكذلك مشاركة الخطوط القطرية كناقل لمبلغ الفدية بينما هي طائرات مدنية، وفوق هذا، التمويل الشخصي لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة لـ«حزب الله» بمبلغ 50…