علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤
هذا هو الاسم الذي يطلق على الشاشة الزرقاء التي يعرضها نظام التشغيل «مايكروسوفت ويندوز» عند حدوث خطأ كبير في النظام، أو يواجه النظام مشكلة كبيرة. وهو ما ظهر على شاشات الحواسيب عندما تعطل النظام يوم الجمعة الماضي، وفقاً للإخطار الذي أرسلته شركة «كراودسترايك» للأمن السيبراني إلى عملائها، بعد العطل الذي سبّب هلعاً واضطراباً في البنوك وبعض أسواق المال العالمية، وبعض المستشفيات التي ألغيت مواعيد مُراجعيها، ووسائل الإعلام التي انقطع بثها. وكان الأكثر تأثراً هو حركة الطيران في بعض المطارات، وشركات الطيران الكبرى التي واجهت تأخيراً أو تعطلاً في رحلاتها، لأن مجرد تأخير واحد لبضع دقائق قد يؤدي إلى فوضى شاملة لجدول إقلاع وهبوط الطائرات في مطار أو شركة طيرن ليوم كامل. وهو ما حدث فعلاً وأدى إلى إلغاء أو تأجيل رحلات بعض شركات الطيران، وأحدث إرباكاً في حياة المسافرين والعاملين في هذا القطاع، لجأت معه بعض الدول إلى إعادة إصدار تذاكر الطائرات يدوياً، وتسجيل جدول الرحلات بقلم «فلوماستر» على سبورةٍ…
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
كنت جالساً أتأمل الوجوه المارّة في ذلك الزقاق الحجري الضيق في جزيرة «كابري»، وهي عادة جميلة وأحبها كثيراً، مثل نوع من التأمل في الحياة ومجرياتها من خلال قراءة الوجوه، والشخوص العابرة، وفجأة ظهر لي وجه كأني أعرفه أو مختزن في قاع الذاكرة، فقلت: الجاحظ! دونما أي تفكير، هل الصور المكتوبة والتي نقلت لنا عبر كتب التاريخ والسير والحكايات على مر التاريخ، يمكنها أن تتحول إلى صور واقعية تمشي على الأرض؟ وهل هناك من حقيقة بشأن فلسفة التناسخ عبر الأزمان، وعبر الأرواح؟ لِمَ حين رأيت ذاك الرجل في عمره أمس، وفي ذلك الزقاق في كابري البحرية، البعيدة عن البصرة البحرية، قلت إنه الجاحظ، وأعتقد أنه يمكن أن يكون عائشاً عبر الأزمان في جلباب مختلف، وفي مهنة لا تمت بصلة لمهنته القديمة الكتابة والتدوين والحياة من خلال السخرية والظرف، والبحث عن المزحة والضحكة في كل وقت، فعاش فرحاً يحب المعرفة، باحثاً عن الجمال، دافناً تحت قدمية كل القبح الذي وهبته إياه الطبيعة…
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
التصعيد المتبادل بين الحوثيين وإسرائيل، يشكل خطراً يصعب السيطرة عليه، ويصعب تحجيم اتساعه في المنطقة. هذا التصعيد العسكري، يؤثر في أمن باب المندب، وحركة التجارة العالمية، ونقل الطاقة في البحر الأحمر، وأمن موانئ الدول المطلة على المنطقة. والتصعيد لا يقتصر على البحر الأحمر، بل يصل مدينتي حيفا ويافا، المطلتين على البحر المتوسط. تم في العام الماضي، رصد 200 محاولة فعلية لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي، بصواريخ أو طائرات مسيرة، ويذكر أن المسافة بين إسرائيل واليمن، لا تقل عن 2000 كم. وظلت شبكة التصدي الأرضية من الدفاع الجوي الأمريكية – البريطانية، هي الموكلة بالتصدي والردع. وكانت مقاتلات واشنطن ولندن، تقومان متفرقتين أو بعمليات مشتركة، في قصف أهداف مختارة في اليمن. منذ 3 أيام، نجحت طائرة مسيرة من طراز «صمد 3»، وهي إيرانية الصنع، تعتبر من الطرازات الحديثة ذات المدى الطويل، وذات رادار فعال، وجهاز توجيه جديد، في الوصول إلى مبنى يبعد عن السفارة الأمريكية في تل أبيب عدة أمتار. اعتبرت إسرائيل هذه…
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
تفاعل شعبي واسع مع خطوة النائب العام للدولة المستشار الدكتور حمد الشامسي، بإجراء تحقيق فوري مع المقبوض عليهم من الجنسية البنغالية الذين تجمهروا وأثاروا الشغب في عدد من شوارع الدولة يوم الجمعة الماضي. وأظهرت التحقيقات التي باشرها فريق من أعضاء النيابة العامة مع المتهمين المقبوض عليهم، التي جرت بإشراف مباشر من النائب العام عن أنهم ارتكبوا «جرائم التجمهر في مكان عام والتظاهر ضد حكومة بلدهم، بقصد الشغب ومنع وتعطيل تنفيذ القوانين واللوائح، وتعطيل مصالح الأفراد وإيذائهم وتعريضهم للخطر والحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم وتعطيل حركة المرور والاعتداء على المارة، فأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيق»، وأمر النائب العام بإحالة المتهمين لمحاكمة عاجلة. كانت رسالة النائب العام واضحة للجميع، حرص خلالها على تذكير كل من يقيم على أراضي الدولة الالتزام بقوانينها. وكما قال معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة «الإمارات دولة مؤسسات ونظام يحمي الجميع ضمن نموذج قائم على القانون والتنوع والأمان»، وأن «قرار النائب العام…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
يقول الكاتب البريطاني نيل جايمان: «الكتابة تشبه الطبخ كثيراً، أحياناً لا تنفش الكيكة التي تعدها مهما حاولت، لكن من وقت إلى آخر ستجد أن طعم كعكتك أحلى من كل توقعاتك وأحلامك بها»! ولقد أصاب الهدف تماماً، وعليه ليس غريباً إذا سمعت صحفياً يحدثك عن مطبخ الجريدة، باعتباره المكان الذي يضم كبار الصحفيين من أهل الحرفة والخبرة، حيث تتخذ القرارات الخاصة بكل ما سيظهر في الجريدة صباح الغد. لذلك فمن الملاحظ جداً براعة الكثير من الكتاب والصحفيين في فن الطهي، وشغفهم به والتفاتهم الدقيق لمضامين وتفاصيل الوصفات، الخلاصة إذن: إن الكتّاب يطبخون كما يكتبون تماماً، لأن الكتابة عندهم تشبه الطبخ كثيراً، ولكلا الفنين أسرار ومعادلات لا يعرفها إلا أصحابها! يؤكد الكاتب المصري محمد عبدالنبي في كتابه «الحكاية وما فيها» أن أي شخص يهتم بالكتابة لا بد أن يكون مهتماً بالطبخ كذلك، ولو على سبيل الفضول، لأن إنتاج طعام طيب وشهي ومفيد لا يبتعد كثيراً عن إنتاج عمل فني طيب وشهي ومفيد!…
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
يحمل الدكتور غسان سلامة سيرة أكاديمية نادرة في العالم العربي، وخبرة دولية حافلة، يضاف إليهما منصبه وزيراً للثقافة في لبنان، يوم كانت مهمته الأهم إعداد مؤتمر القمة العربي الذي حمل مبادرة المملكة العربية السعودية لقيام الدولة الفلسطينية. ودرّس سلامة العلوم السياسية طوال ثلث قرن في الجامعة الأميركية (بيروت)، والجامعة اليسوعية، وفي معهد العلوم السياسية في باريس، حيث كان أشهر تلامذته شاب يدعى إيمانويل ماكرون. وعمل مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في العراق وليبيا وغيرهما. منذ أسابيع صدر للدكتور سلامة كتابه الثالث عن «وضع العالم» كما رآه وعايشه، دبلوماسياً وأستاذاً، بعنوان «إغواء المريخ». ولا يترك بقعة نزاع من بقاع الأرض من دون أن يتناولها بجهده البحثي الصعب. يتهيأ لي أن غسان سلامة هو توأم أمين معلوف في عناصر شتى: كلاهما حقق نجاحه في فرنسا، وباللغة الفرنسية. كلاهما نقل قضاياه وقضايا العالم أجمع إلى المسرح الإنساني العالمي. كلاهما كتب باللغة العربية قبل الفرنسية. كلاهما جاء من بيئة ثقافية واحدة في لبنان. وكلاهما جعل…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٢٠ يوليو ٢٠٢٤
فقط مليمترات قليلة بين الرصاصة ودماغ السيد دونالد ترمب كانت هي الفارق بين الحياة والموت، ربما شبه معجزة، لم يكن كثيرون ليصدقوها، حتى ذهب بعضهم إلى القول إن المحاولة على حياة الرئيس السابق ليست حقيقة بل هي مسرحية. وأُوضّح أنها حقيقة، وأن ما أنقذه هو الحظ. قبل أزيز تلك الرصاصة حول أذن ترمب، كانت النخبة الأميركية قد وصلت إلى شبه اتفاق على أن أيّاً من الرجلين، جو بايدن ودونالد ترمب، لا يصلح - كلٌّ لأسباب مختلفة - أن يقود هذه الأمة الكبيرة، ولكن منذ متى كانت النتيجة النهائية في الانتخابات تقررها النخب، من يقرر النتيجة في أي انتخابات وفي أي بلد هم العامة، فمزاج العوام هو الفيصل، وكثيراً ما يختلف مع العقل والمنطق، يحكم المزاج الشعور العام بالرفض أو القبول، وتقرره العواطف التي يدغدغها الإعلام المدفوع بالمصالح. مع إطلاق الرصاص على منصة ترمب، والصور المصاحبة في تلك اللحظة، سجل ترمب انتصاره شبة المؤكد - إلا إذا حدثت معجزة - فلم…
السبت ٢٠ يوليو ٢٠٢٤
وسط أعلى أصوات وضوضاء الحرب منذ 1948، صوَّت الكنيست الإسرائيلي ضد قيام دولة فلسطينية «لكونها تشكل خطراً على وجود إسرائيل ومواطنيها». الذين كانوا يعتقدون أن فائدة الحرب الطاحنة في غزة هي إقامة الدولة أبلغهم البرلمان الإسرائيلي أن الموقف العام لا يختلف إطلاقاً عن موقف نتنياهو، وغانتس، ويوآف، وغفير، والحريديم وسائر العصابيين. لم ينتبه العالم الذي كان يتحدث بكل ثقة عن الدولة أن إسرائيل ترى فيها خطراً عليها، وليس حلاً للشعب الفلسطيني الذي طردته من أرضه، ومنزله، وشردته في الخيام وأراضي الآخرين. بعد حرب غزة، كان جو بايدن أول من وعد بالدولة الفلسطينية. وبدا للحظات أن الشرق الأوسط المزروع بالألغام في كل بوصة منه يشهد بصيص أمل بعيد، وأن الثمن الرهيب المدفوع في غزة أدى إلى فتح ثغرة في جدار الموت واليأس. لكن الرد الإسرائيلي جاء بالإجماع: 68 نائباً يهودياً ضد، مقابل 9 نواب عرب. في هذه الطريقة وهذا التوقيت، أبلغت إسرائيل من يهمه الأمر أن المظاهرات ضد نتنياهو في تل…
زاهي حواسوزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤
أعلنت المملكة العربية السعودية عن الانتهاء من مشروع التنقيب الأثري في موقع حليت، الواقع في محافظة الدوادمي بمنطقة الرياض. وفي الحقيقة يعد موقع حليت من أكثر المواقع الأثرية التي أجريت به أعمال التنقيب الأثري، ما يدل على مدى أهمية الموقع الذي يعد من أقدم مستوطنات التعدين في الجزيرة العربية، ويعود تاريخه إلى العصر الإسلامي المبكر. وعلى الرغم من أن مساحة الموقع حوالي 200 متر طولاً و100 متر عرضاً، فإن الشواهد الأثرية تنتشر على سطحه بشكل ملحوظ، خصوصاً مع وجود كسر الأواني والأدوات الفخارية والزجاجية، وكذلك الكم الكبير من الرحى والمدقات الحجرية المستخدمة في تطويع المعادن... وظل موقع حليت أحد مواقع التعدين خلال العصرين الأموي والعباسي. وقد ورد ذكره في المصادر التاريخية المبكرة باسم «معدن النجادي»؛ نسبة إلى مالكيه من أبناء «نجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص» (رضي الله عنه). وقد أظهرت نتائج الأبحاث الكشف عن سوق المستوطنة، والمكون من وحدات معمارية وغرف متلاصقة ذات مداخل جانبية بالقرب من…
الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤
وأنت تقرأ في الصباح الباكر صحيفتك اليومية.. وأثمد السلام يمشط جفنيك.. ترى كلمة لها وقع الرنين المغناطيسي في شأنك وفنك وتشعر أننا أصبحنا محطة استراحة لمشاعر كل من طاردتهم وحشية الغابات الضارية وكل من أنهكتهم ضربات شمس الحروب المفزعة وقضت على أحلامهم شعارات صفراء باهتة استولت على مصائرهم وباعت في السوق السوداء دماءهم واستباحت حقوقهم الإنسانية. الإمارات تقدم دروساً في الرحمة والتواصل وحفظ حقوق الإنسان والعناية بشأنه وفنه ورعايته وحمايته وتطويقه بسلسال الذهب وتقليده قلادة الفرح. الإمارات في المحيط العالمي مثال للدولة الراعية لمشاعر الناس الحامية لحقوق الإنسان، وهي الأنامل المدوزنة لمعايير العلاقات بين الدول لذلك نرى في كل دولة من عالمنا المعاصر هناك معلَماً إماراتياً يشير إلى وجود اسم الإمارات كصديقة للآخر تحمل راية الشفافية بحزم وترفع علم التناغم مع الصديق والشقيق على حد سواء؛ لأن الإيمان لدى قيادتنا الرشيدة أن العالم يسكن غرفة واحدة وما الصدام إلا قنبلة تدميرية شاملة لا تبقي ولا تذر ولا منتصر في الكراهية،…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠٢٤
الاغتيال الجسدي أو المعنوي، أبرزُ الأسلحةِ التي تشهر في وجهِ الشخصيات المؤثرة في أي حقل. من السياسيين إلى العلماءِ إلى رجال الدين وحتى الفنانين. ورغم أنَّه يستهدف الموت، مثله مثل القتل، لكن لفظة «اغتيال» ارتبطت بقتل الشخصياتِ البارزة والمعروفة بتأثيرها في مجتمعاتها. والتاريخ سجَّل قوائم من الرؤساء ذهبوا غدراً نظيرَ مواقفهم الفكرية أو السياسية، ومن التاريخ الحديث أسماء مثل الرئيس الأميركي جون كيندي، ورفيق الحريري، ومحمد أنور السادات. ارتكاب القتل لا يعني أن أسباب الاستهداف ذات قيمة أو معنى، مثل كل الجرائم الجنائية قد يكون خلف كل هذا العناء من التخطيط والتنفيذ، أسباب تافهة وحسابات شخصية لجذب الانتباه كما حصل مع المهووس بالممثلة الأميركية جودي فوستر، الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي رونالد ريغان لإثارة إعجابها، أو هذا الأخير توماس ماثيو كروكس الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الأقوى اليوم دونالد ترمب. كروكس شاب مراهق، أرعن، لا يملك رؤية سياسية أو هدفاً عميقاً، تائهٌ وبسيط، سجَّل نفسَه ضمن قوائم الجمهوريين،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤
أفتح صفحات أصدقائي على الفيسبوك، أو على منصة إكس، فأجدهم إما غارقون في خلافات ومعارك عبثية، يسمونها خطأ خلافات ثقافية، أو أنهم يشتكون ويتذمرون من كل شيء تقريباً: ارتفاع الأسعار، انقطاع الكهرباء، الكلفة الباهظة لقضاء العطلة، الزحام، ضغوطات الحياة، يشتكي الرجال من طلبات النساء، والنساء يشتكين من سلبية الرجال وتحرشاتهم، الآباء والأمهات يشتكون من ضغوطات امتحانات الثانوية على أبنائهم، وتعقيدات التقدم للجامعات، الأبناء متمردون دائماً، و.. وهكذا كل يغني على ليلاه! أما أصحاب الخلافات الثقافية، التي تعكس صراعات شخصية في الأساس، فإنهم يُذكّرونني بعبارة تنسب للروائي «غارسيا ماركيز»، الذي يقول: «عندما لا تكون السياسة ممكنة، تحوَّل إلى الثقافة»، ما يعني أن كل خلاف أو معركة ثقافية، هي في أصلها محاولة للوصول إلى مطالب واحتياجات وانتقادات ومعارضات وأهداف سياسية، فشل أصحابها في الوصول إلى ما يريدون، فتحولوا بها إلى الثقافة، لتكون المعارك بذلك محاولة تنفيس لمآزق سياسية ليس إلا، وباختصار، كما قال ماركيز (ما لا تستطيعه في السياسة، حققه بالثقافة)! أما…