الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠٢٥
اليوم الكثير من الأهالي الواعين، لا يخافون على تحصيل أبنائهم للعلم والمعرفة واكتساب اللغات، بقدر تشوقهم، وتخوفهم في الوقت نفسه، لمعرفة مواهب أبنائهم، وما منحهم الله من هدايا ربانية، يمكن صقلها، وتنميتها، وتوجيهها الاتجاه الصحيح والمبدع، فالموهبة يمكن أن تكون داخل قفص صدر الطفل، وتظل حبيسة حتى تدفن بحكم العمر والإهمال، إذا لم تجد الاكتشاف من الأهل والمعلمين والمدرسة، ويمكن أن تموت وهي خديج لم تكتمل بعد، إن وجدت معارضة من المجتمع، وتحقير من الأقارب، وتقاعس من الأهل، في حين في الدول المتحضرة يسعون مبكرين لاكتشاف مواهب أطفالهم، ومحاولة المكافأة عليها بتقديم المحفزات كافة، والتشجيع الدائم، وزج الطفل نحو التجريب، ومواجهة الجمهور، ووسائل الإعلام بما يملك من مواهب، بحيث لا يكبر الواحد منهم إلا وترافقه موهبة أو هواية يمكن أن تكبر وتطغى على تخصصه الدراسي، وبالتالي يدخل من خلالها إلى ميادين العمل والنجاح في الحياة، وهناك من يتخلى عن دراسة ما يخطط له الأهل من مهن بعيدة عن نفسه، وما…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥
في اليوم الدولي للتعليم، تعود كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتذكرنا بأن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو قوة تُشكّل ملامح المستقبل. في الإمارات، حيث يلتقي الطموح بالابتكار، تتجسد هذه الرؤية في حلم يجعل التعليم ركيزة أساسية للارتقاء بالفرد والمجتمع، مع الحفاظ على القيم الوطنية الأصيلة التي تُشكل هوية هذا الوطن. تصوّر طفلة صغيرة في إحدى مدارس الإمارات النائية، تقف أمام جهاز لوحي موصول بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تشرح الدروس بناءً على مستواها الشخصي. تخيّل أن هذه الطفلة، التي ربما كانت ستواجه صعوبات تعليمية بسبب نقص الكوادر، أصبحت الآن قادرة على التعلم بكفاءة طفل يدرس في مدرسة خاصة في مدينة كبرى. هذه ليست مجرد صورة خيالية، بل رؤية يمكن تحقيقها عبر استثمار حقيقي في التعليم الشخصي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، واستمرار تعزيز الكوادر المؤهلة القادرة على دمج التكنولوجيا في التعليم، وهذا ما تعمل عليه الجهات المعنية لتبقى الإمارات نموذجاً يحتذى…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥
عندما ترفع الثقافة مشاعل النبوغ في مضارب الناس الأوفياء، وعندما تبدو الثقافة قناديل وعي بين زقاق أهلها، وعندما تخرج الثقافة من بين ثنيات وجدان عشاق الفن، وعندما تمد الثقافة للمدى خيوط التواصل بين مراحل التاريخ، وتصبح في الزمان أغنية على لسان الطير، وعندما تتمتع الثقافة بحلي الازدهار، مرصعة على النحور، والصدور، وعندما تصير الثقافة مناهل لعذوبة الأحلام، وعندما يتكئ الإنسان على عصا الوعي المنسوج من أهداب الثقافة، عندما يحدث كل ذلك، تزدهر حقول الأوطان بالعشب القشيب، وترتفع قامات أهلها، وتسمو جباههم، وتشمخ رؤوسهم، وتصبح أعناقهم جذوعاً لنخيل التطور، والنمو. وفي الإمارات بفضل العشاق.. عشاق الحياة أصبحت الدولة اليوم واحة خضراء يانعة أغصان أشجارها، رائعة ثمارها، لأن الوعي بأهمية الثقافة، هو سر ذلك النهوض المبجل، وهو سبر هذه السماوات المرصعة بالنجوم، وهذا المدى الممتد بين سين السياسة الثقافية، وصاد الصيرورة، التنموية، واستدامتها، وعلو كعبها، وصفاء أجوائها. الثقافة في الإمارات، ليست ترفاً اجتماعياً، وإنما هي ملاءة مخملية، تخبئ تحت قماشتها طموحات، يبلغ…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٥
في تلك البقعة القصية من شمال غرب القارة الأفريقية، حيث أرض شنقيط، موئل حفظة كتاب الله ومنارة العلم والفقه والشعر، البعيدة عنا جغرافياً والقريبة منا وجدانياً، امتزجت الحكمة والحنكة الإماراتية والموريتانية لتثمر مبادرات وشراكات وجهوداً مباركة لأجل تعزيز السلم في المجتمعات، لا سيما تلك التي أثخنتها جراح ومرارات الغلو والتطرف والإقصاء والفرقة والتعصب والجهل بسبب انعدام ثقافة السلام والتسامح وحسن التعايش. ومن أبرز ثمار تلك الشراكة، احتضان العاصمة نواكشوط مؤخراً الملتقى الدولي الخامس للمؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم، بمشاركة ورعاية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، وبتنظيم حكومة بلاده بالشراكة مع منتدى أبوظبي للسلم. وأشاد، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، بجهود دولة الإمارات في نشر ثقافة السلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش. كما نوه بجهود منتدى أبوظبي للسلم في «التأصيل لثقافة السلام والعمل على نشر روح الوئام وقيم الاعتدال والتآخي التي هي جوهر ديننا الحنيف»، مؤكداً أن ترسيخ روح الحوار والحرص على المصالحات أصبحا من أهم أولويات القارة الأفريقية؛…
السبت ٢٥ يناير ٢٠٢٥
أكتب هذه المرة من سويسرا، حيث فعاليات «دافوس 2025»، المنصّة العالمية التي تجمع سنوياً أكثر من 3 آلاف شخصية من القادة وصُنَّاع القرار وكبار الشخصيات من أكثر من 130 دولة، والحدث الأبرز الذي يجمع أكبر عدد من الشركات في القطاع العام والخاص من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد. المشاهدات كثيرة ومتعددة، غير أنّ الحضور الإماراتي البارز والقويّ، أضاف زخماً لافتاً للفعاليات، عبر أجندة نوعية حافلة، حملت جوانب كثيرة من طموحاتنا التنموية، وجسَّدت نهجنا في بناء شراكات فاعلة، وهدفت في مجملها إلى فتح مزيدٍ من الآفاق الدولية لشركاتنا الوطنية وقطاعنا الخاص. في أروقة «دافوس»، رصدنا عن قرب تعاظم دور الإمارات المؤثِّر، ومكانتها الاستثنائية، وتزايد الثقة الدولية بقدراتها وكفاءاتها وشركاتها الوطنية وقطاعها الخاص، ورؤيتها الاستباقية، ونموذجها التنموي المتفرد. لامسنا ردود الفعل العالمية الشغوفة بتجربة بلادنا في بناء الاقتصاد الأقوى والأسرع، ونجاحنا في الارتقاء بتجربتنا التنافسية في القطاعات كافة، وإيجاد حلول جديدة وغير تقليدية للتحديات، الأمر الذي يعكس مصداقيتنا، والثقة الدولية بدورنا…
الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥
في الأحوال الحالكة والصعبة يسطع نور الإمارات ومواقفها في الوقوف والتضامن مع الأشقاء والأصدقاء. وما يميز إمارات الخير والمحبة عدم الالتفات للقيل والقال، وإنما العمل بصمت وإيثار للخير، ويظل ما سجلته من مواقف في رصيدها الوطني والتاريخي شاهداً على ذلك. وخلال المحنة الأليمة التي مرت بأهلنا في قطاع غزة، كانت الإمارات العون والسند لهم بالمواقف والأفعال التي شملت تقديم العون والمساعدة، واستضافة المرضى والجرحى، وغيرها من صور الدعم والمساندة، جنباً إلى جنب مع الدعم الكامل لقضيتهم العادلة في المحافل الدولية. وفي إطار التوجيهات السديدة لقائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نفذت الإمارات مؤخراً المرحلة الأكبر من عملية «الفارس الشهم 3»، لتقديم المساعدات الإغاثية لسكان قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان هدنة إنسانية هناك، الأمر الذي يوفر فرصة لتعزيز الجهود الإغاثية وتخفيف معاناة المتضررين. خلال العملية، سيرت الإمارات قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة، محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية…
الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥
للعام التاسع على التوالي، ومنذ 2017، تتصدر عاصمتنا الجميلة قائمة المدن الأكثر أماناً، فالشارع في أبوظبي سجادة من حرير، تسير عليها الأقدام بسلاسة، دون تعثر، والأماكن العامة تبسط جناح اللطف، والعطف، وترف المشاعر، وبذخ الوجوه التي تنعم بابتسامات، كأنها أجنحة الفراشات، وكل ذلك يحدث، لأن الحب الذي بنى عرشه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبح اليوم سماء صافية، الناس العشاق نجومها، والفرح يلون زرقتها. وكذلك في دبي، هذه الأيقونة، هذه السيمفونية، التي تترنم بألحان النقاء، ونغم إماراتي صرف، لا يشبه إلا نفسه. ولم تزل القيادة الرشيدة تنمق اللوحة التشكيلية وتعمّق الجمال فيها، برونق المشاعر الصحراوية البهيّة، لم تزل القيادة الرشيدة تدوزن أوتار الجمال في هذا البلد، والذي تتعاظم منمنماته في مختلف المجالات، وتكبر أشجار الطموحات، حتى بدت اليوم إماراتنا، أغنية على لسان الطير، وصارت أنشودة ترددها حمامات الحنان، كل ذلك يحدث، والناس أجمعون يرون هذا البلد الأكثر أماناً ونظافة، يسبقهما نقاء القيم، والخلق الرفيع.…
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥
إنني أعبر عن فخري واعتزازي، بما أحمله لقادة الدولة الكرام، ممثلين في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعزه الله وحماه، من إعزازٍ وتقديرٍ وإجلال، وكذلك ما أحمله من عميق مشاعر الوفاء والولاء والمحبة والاحترام، لسموه، ولأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ولأخيهما سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، بل وأيضاً أعبر عن فخري واعتزازي، بمسيرة الإمارات العزيزة، التي تعتمد في ظل قيادتها الحكيمة، على الإيمان بالله، والثقة بتأييده ونصره، والعمل لما فيه خير الوطن والمواطن، حتى أصبحت دولتنا ولله الحمد، وهي دولة التقدم والرخاء والاستقرار، التي تساهم بجدٍ وفعالية، في كافة التطورات الإيجابية في العالم. لقد تعلمنا من صاحب السمو رئيس الدولة، ومن إخوانه قادة الدولة الكرام، ضرورة تحديد توقعات ومستويات عالية للأداء والإنجاز، وإعطاء أولوية قصوى، لمبدأ تحمل المسؤولية لدى الجميع -…
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: بعد عقود من العيش في جمهورية الخوف والقمع، وجدنا أنفسنا نحن السوريين وجهاً لوجه أمام دولة مهترئة، تحتاج لإعادة بناء من الألف إلى الياء، على جميع الأصعدة، سواء التعليمية أم الصحية أم العمرانية والاقتصادية، والأهم من ذلك الاجتماعية والإنسانية. وإذ ينشغل الناس بالبحث عن أولادهم المفقودين ولملمة الجراح، أو التفتيش عن لقمة العيش، ينشغل البعض بنقاب المرأة، وسط هاجس رئيسي يتردد في المجتمع، عن مدى سعي السلطة الجديدة، مستقبلاً، لفرض الحجاب على النساء في العمل أو المدارس أو بشكل عام كما في بعض التجارب للدول ذات الصبغة "الإسلامية". حتى الآن يحاول المعنيون تقديم التطمينات بألا مساس بالحريات العامة، إنما فيما يدعى "تصرفات فردية" وضمن فضاء الحرية الجديد راجت الدعوات للحجاب والنقاب، عبر ملصقات في الشوارع أو سيارات تحمل مكبرات صوت تجول في المناطق السكنية، ولا تستثني المناطق التي أغلب قاطنيها من المسيحيين، مما استفز البعض ووجدوا في ذلك بداية الاتجاه نحو "الأفغنة". عن نفسي أميل للتجاهل،…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥
انطلقت مبادرة جديدة لتعزيز مسيرة العمل الإعلامي في الدولة، في إطار الحراك النوعي الذي تشهده ساحتنا الإعلامية بقيادة معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس الإمارات للإعلام، تجسيداً لرؤى قيادتنا الرشيدة وما توليه من رعاية واهتمام ودعم للإعلام والإعلاميين وحملة الأقلام ورجال الفكر والثقافة، وتقديرها لدورهم ورسالة الإعلام باعتباره شريكاً مهماً في مسيرة البناء والتنمية منذ مراحل مبكرة واكبت عهود ما قبل قيام الدولة والتأسيس والتمكين، وصولاً إلى العهد الميمون والزاهر في ظل قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. مبادرة «خبراء الإعلام» التي أطلقها معاليه مؤخراً تتضمن لجاناً استشارية للمكتب الوطني للإعلام، وتهدف إلى «تقديم رؤى استراتيجية وأفكار مبتكرة تساهم في تمكين رؤية القيادة الرشيدة للإعلام». وقال المكتب الوطني للإعلام، إن هذه المبادرة «تأتي في إطار التزامه بالعمل على تعزيز دور الإعلام في نشر الوعي وتطوير المحتوى الإعلامي بما يتماشى مع معايير المهنية ويخدم…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥
التدخل الحكومي والدعم، لا يحتاجان بالضرورة إلى تحميل موارد الخزينة أموالاً أو أعباء إضافية.. التدخل المطلوب والأمثل هو التشريع والتنظيم، والأهم من كل ذلك هو الاقتراب من نبض السوق، ومعايشة شؤونه، ومعرفة حاجات الناس، سواء كانوا من المستثمرين، أو المستخدمين والمستهلكين، بما يصب في المصلحة الوطنية العليا، ورؤية الحكومة. وهناك دائماً قرارات استراتيجية لا تحتاج إلا لبعد نظر كي تحقق الرؤية والهدف المطلوبين، وهي قرارات تمر مرور الكرام عند اتخاذها، لكنها تترك أثراً كبيراً في المستقبل الذي يفترض أن يتم رسمه بعناية لتحقيق الأفضل للبلاد والعباد. عندما قرأت إعلان دائرة الأراضي والأملاك في دبي عن السماح بتحويل أراضي بعض المناطق في دبي إلى نظام التملك الحر، عادت بي الذاكرة 30 عاماً إلى الوراء عندما اتخذ الشيخ محمد بن راشد في العام 1995 قراراً شجاعاً بزيادة الأدوار المسموح ببنائها على الأراضي المطلة على شارع الشيخ زايد، إلى 50 دوراً بعد أن كان الحد الأقصى للبناء لا يتجاوز أل 20 دوراً. القرار…
الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥
«هذه أول مرة لي في الإمارات والمنطقة أتيت من سنغافورة لأعرض منتجات شركتي في (أسبوع أبوظبي للاستدامة). علمت بأهمية المعرض خلال أحد المعارض التي شاركت فيها بأميركا العام الماضي، وقررت الحضور. لديّ موعد غداً وبعد غد مع أربعة منافذ بيع شهيرة هنا ستشتري منتجاتنا، هذا بالنسبة لنا نجاح كبير، سننطلق من هنا لبقية دول المنطقة، بالتأكيد حجزت لدورة العام المقبل، وأتوقع أن يكون لنا مقر دائم هنا خلال عامين». قبل 10 أعوام حضرت جلسة حوار مع أحد كبار المسؤولين الذين أسسوا قطاع الطاقة المتجددة في أبوظبي، وحكى كثيراً عن صعوبات البداية، وكيف كان عدم الترحيب بالتعاون أو عدم تصديق جدية فكرة التحول نحو الطاقة النظيفة، من قِبل المؤسسات البحثية والشركات الكبيرة المتخصصة حول العالم بقولها: «أنتم في الأساس بلد نفطي، ما شأنكم بالطاقة النظيفة». حكى أيضاً كيف تغيرت الحال وباتت هذه الشركات نفسها تسعى إلى السوق الإماراتية، وكيف أن عدداً من الأشخاص الذين لم يرحبوا بعروض التعاون وقتها، يعملون حالياً…