الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢
تستهويني القراءة في علم النفس، وأتمنى أن يتم إدراج كتاب مقدمة في علم النفس في المراحل التعليمية كافة، فمعرفة النفس البشرية وفهم الإنسان لذاته يساعد بدرجة كبيرة جداً في حل المشكلات، بل تلافي وقوعها من الأساس، حيث يحدث تقارب وتفاهم بين الناس، ولاشك أن أغلب مشكلاتنا الحياتية ناتجة عن مشكلات في التواصل والتعبير، ونقص الوعي بطبيعة الشخصيات التي نتعامل معها. إن معرفة المرِء ذاتَه هي أساس معرفة العالم ومعرفة المولى عز وجل، وقد صاغها الفيلسوف إيكارت ميستر بأن سبيل المرء الوحيد إلى معرفة الله هو أن يعرف نفسه. وقال تعالى في سورة فصلت (53) «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآْفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ». لقد أسّس المفكر السويسري كارل يونج علم النفس التحليلي، وهو نهج تحليلي شامل للعلاج يسعى إلى تحقيق التوازن والاتحاد بين الأجزاء الواعية وغير الواعية من العقل، وقد أطلق على هذا الفرع من علم النفس «علاج يونج»، وهو مبني على فكرة أن اللاوعي هو مصدر الحكمة…
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢
تحلق الإمارات مجدداً نحو مكانتها المستحقة بين نجوم السماء بإنجازات غير مسبوقة في مجال الفضاء، هذا المجال الحيوي والمتقدم الذي يعطيه محمد بن زايد ومحمد بن راشد الرعاية والمتابعة المباشرة، دليل على أهميته في رؤية واستراتيجية الدولة التنموية، ويضعان الاعتماد على الكفاءات الوطنية المؤهلة في كافة علوم الفضاء أساساً وعماداً لبلوغ أقصى درجات الإنجاز والنجاح والتفرد في هذا القطاع. الفخر الكبير الذي عبّر عنه رئيس الدولة ونائبه، باختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي كأول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية في 2023، هو فخر لكل الإمارات وأبنائها، فهي تقود تباعاً فتوحات علمية مبهرة للعرب في هذا المجال الذي ظل حكراً على دول متقدمة قليلة، وتضيف رصيداً تاريخياً في إسهاماتها الحضارية والعلمية التي تخدم البشرية، إذ إن الإمارات بهذا الإنجاز تصبح الدولة الـ11 في التاريخ التي تشارك في مهمة طويلة الأمد في الفضاء. ما يميز الخطوات الاستراتيجية للإمارات في مجال الفضاء أنها استطاعت في وقت قياسي…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢
أعداء التغيّر هم في الحقيقة ثلة قليلة جامدة لا تريد ألواناً متعددة ولا تطويراً ولا تقدماً ولا رقياً، يريدون أن يستمر كل شيء كما هو، وقد تجدهم دوماً يرددون: «الله لا يغير علينا»، عداوتهم للتغير ناتجة من فهم قاصر لطبيعته، فهم يجهلون أن أي عملية تطور لأي مجتمع وتقدم وبناء حضاري لا يمكن أن تتم إلا إذا وضع التغير شعاراً لها، لا يفقهون أن المناهج التعليمية ستكون قاصرة إذا لم تحاول أن تبني جيلاً مختلفاً متوثباً بالتفكير ويحمل شعلة من برق التميز. وبطبيعة الحال وكما في كل أمة من أمم الأرض لدينا ثوابتنا ولدينا قيمنا، نعليها ونفتخر بها، وتذهب وترتقي معنا، نحن نحتاج من بعض العقول أن تبدأ في رؤية العالم وكيف يتطور وكيف يتقدم، أقول إن التغير البناء والحقيقي المفيد يبدأ من العقل نفسه، يقول الدكتور وليم جيمس، الذي يعد من رواد علم النفس الحديث، والذي نشر كتباً مؤثرة في علم النفس الحديث وعلم النفس التربوي: «الإنسان يمكن أن…
السبت ٢٣ يوليو ٢٠٢٢
لكم تغزّل الشعراء في قصائدهم، وعزف الملحنون في ألحانهم، إعجاباً وشوقاً واعتزازاً بـ«دبي» وأهلها وحكامها.. ولكم أطلقت عليها عدة أسماء أخرى لاقت قبولاً واستحساناً عند أهلها والمقيمين على أرضها، منها «دبي الوصل.. دبي دار الحي.. دبي لؤلؤة الخليج.. دبي فينيسيا الخليج..». لقد استطاعت هذه المدينة الواقعة على ضفاف الخليج العربي، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ترسيخ مكانتها مركزاً عالمي متنامي الأهمية للمال والأعمال والتجارة والسياحة والثقافة، لتصبح هذه المدينة التي وضع أسسها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الوجهة المفضلة للعيش والإقامة بالنسبة للمستثمرين والكفاءات من جميع أنحاء العالم. دبي لفتت انتباه العالم أجمع، وما زالت تبهره بشكل دائم، لإنجازاتها المتطورة وتنافسيتها المستمرة لدول العالم، كما استطاعت أن تجبر الإعلام العالمي على متابعة تطورها وإنجازاتها المذهلة، لأنها تعتبر من أكثر أسواق العقارات سخونة في العالم، وأسرع أسواقها المالية نمواً، وعلى أرضها أقيم أعلى مباني العالم، وأكبر مولاته. وفي سياق الإشادة…
السبت ٢٣ يوليو ٢٠٢٢
هذه هي الثيمة في الحكاية الإماراتية، وهذه هي الشيمة في السجايا التي تربى عليها أبناء الإمارات، لذلك وهم يجوبون العالم كسائحين أو طلاب علم أو رجال أعمال، فهم يحملون سمعة الإمارات في ضمائرهم، ويمسكون بتلابيب الالتزام الأخلاقي أينما حلوا، وأينما رحلوا لأنهم تعلموا هذه القيم من ثقافة بلد قامت، وتأسست على مبادئ لا تفرط بالثوابت، ولا تتساهل مع الأخطاء التي تشوه الصورة، وتسوف المعنى، وتسف في نسيج العلاقة مع الآخر، كل هذه الحزم من القيم جعلت من الإمارات أيقونة سحرية، تجذب القلوب، وتلهب العقول، وتجعل من حب الآخر لها مرسوماً فطرياً لا يقبل أنصاف الحلول، ولا يتواءم مع أشباه المشاعر. هنا في هذا البلد نجد اليوم حب الآخر منبثقاً من الحميمية التي يكتسبها في تعامله مع أبناء الوطن الذين صاروا في نظر الآخر القصيدة الملحمية، والتي منها يستلهم الزائر والمقيم شكل الحياة الزاهية، ورونق معطياتها، ومهارة عطائها. اليوم الإنسان الإماراتي موجود في كل أرجاء العالم، مستكشفاً التضاريس، والتفاصيل، وفي جيبه…
السبت ٢٣ يوليو ٢٠٢٢
القيمُ النبيلة مفهومٌ راقٍ عظيم، يعرفه من خَبر ديننا الإسلامي العظيم الذي جعل القيم إحدى ركائزه الأساسية، وهي القيم التي بُعث النبي، عليه الصلاة والسلام، لإتمامها فيتحلى بها البشر، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق»، فأفاد أن إخوانه من الأنبياء والمرسلين أرسلوا بهذه القيم، فما من أمَّة تتخلى عن شيءٍ من تلك القيم، حتى يبعث الله لها رسولاً ليعيدها إلى القيم المُثلى التي يحبها الله تعالى ويريدها من عباده، وكان مسك الختام لعُصبة الأنبياء سيدنا محمد بن عبدالله، عليه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه، فبُعث ليتمم مكارمها، وكأنها كانت قد أوشكت على التمام فكانت بعثته لَبِنة ختام المكارم الخُلُقية، فختم على تلك القيم بخاتم إِلَهي لا يقبل التبديل والتغيير، حتى وصفه الله تعالى بأنه «على خلق عظيم»، وهو وصفٌ لدينه، كما ورد. وكان جوهر تلك القيم احترام الفطرة الإنسانية التي هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، وأنه لا تبديل لخلق الله، الفطرة…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢
في الحياة بعض المهام والأشغال من الطبيعي أن نتوقف عن ممارستها بعد مضي فترة من الزمن، فنتركها لمن يأتي من خلفنا ويكملها، ولكنْ هناك مهام وأعمال لصيقة بنا، ولا يمكن تجاهلها، ويجب دوماً ممارستها والعمل وفقها دون تردد، لأننا في المحصلة النهائية سنستفيد منها، ومن هذه المهام القراءة والسعي نحو المعرفة، وهو ما يعني التعلم الدائم. هذه المهمة لا تتوقف عند سن محددة، ولا عند مرحلة دراسية. يقول رائد صناعة السيارات الأمريكي هنري فورد: أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز، سواء كان في العشرين أو الثمانين. أدرك أن الناس يختلفون في أهدافهم وتطلعاتهم، ولكن رغم كل هذه الاختلافات تبقى القراءة هي العنصر والحاجة التي تجمع الجميع دون استثناء، بمعنى أن القراءة مهمة لكل من يتطلع أن يكون له مكان في المجتمع المعرفي، وفي أي مجتمع ينشد التطور والتقدم، فالقراءة قوة شخصية وحياتية لكل من يتوجه نحوها. ومن يقرأ فستجده يتمتع بخبرات تتجاوز مرحلتهم العمرية كثيراً، وفي أحيان تتجاوز حتى…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢
من واقع العمل اليومي والمتابعة يلمس المرء حالة «الغياب» والانفصال عن الواقع الذي تعيشه بعض أقسام «الاتصال المؤسسي» والتي من باب إضفاء هالة على عملها تضيف كلمة «الاستراتيجية» لمسمياتها، ولا تكتفي بذلك بل وتستعين بشركات للعلاقات العامة لتزيد من الفجوة القائمة بينها وبين الجمهور الذي تستهدفه وسائل الإعلام التي تحرص على التواصل معها لنقل المعلومة الصحيحة والموثوقة للرأي العام. للأسف بعض تلك الأقسام تتجاهل حقيقة الواقع الذي فرضه دخول منصات ومواقع التواصل الاجتماعي على المشهد العام، حيث يجري تداول المعلومات والمقاطع بالصوت والصورة من دون انتظار لموافقات أو تصريحات، بحيث وضعت المؤسسات في موقف الملاحق والمتابع لما يجري بدلاً من أن تأخذ هذه المؤسسات السبق وتكون المبادرة في نشر المعلومات والأخبار المتعلقة بها. بعض أقسام «الاتصال المؤسسي» في دوائرنا نشيطة للغاية وأجادت في توظيف منصات وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بها بطريقة مبتكرة واحترافية، وتحرص على إطلاع المتابعين والرأي العام بأي مستجدات أولاً بأول، ولكن العتب على المؤسسات الأخرى التي لا…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
اتجهت أنظار العالم خلال الفترة الماضية نحو دول الخليج العربي، وذلك لاحتضان المملكة العربية السعودية قمة جدة للأمن والتنمية، التي حضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وكلٌ من مصر والأردن والعراق، والحقيقة يجب أن تُقال: إن الأنظار اتجهت نحو دولنا قبل الزيارة بأشهر، خصوصاً مع ارتفاع أسعار البترول عالمياً، وترقب عالمي لنتائج زيارة الرئيس الأميركي، ومحاولته زيادة إنتاج البترول في دولنا، ولكن محاولته لم تنجح لكون دولنا ملتزمة بعقود والتزامات «أوبيك» و«أوبيك بلس»، وبعد كل ما أثير حول الزيارة ونتائج البيان الختامي، فمن هو يا ترى الرابح الأكبر؟! بوجهة نظري أن دولنا الخليجية هي الرابح الأكبر في هذه المحاولة السياسية الأميركية، فقد صرّحت المملكة العربية السعودية بأنه لا توجد أي خطة لزيادة إنتاج النفط، وهذا ما صرحت به الإمارات من قبل، فنحن في هذا الملف نعمل مع شركاء دوليين ومنتجين عالميين، لدينا اتفاقيات معهم وملتزمون بمبدأ العرض والطلب والحاجة العالمية للنفط، وهذا الأمر ليس مرهوناً بأي…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
مرّ وقت طويل على غياب صديقتها المقربة لذا فقدت أمل اللقاء بها مجدداً لأنها لم تكن تجيب على المكالمات الهاتفية، وفي أحد الأيام أصرت على إحياء هذه العلاقة من جديد، لذا أرسلت لها باقة ورد لتتفقد حالها وتطمئن عليها، وفي اليوم التالي حدث ما خالف جميع توقعاتها حين شاهدتها في حديقة منزلها على غير العادة والغضب قد اعتراها وهي تقول باستياء: لا أحب الورد وأرفضه وعلى الأخص منك. يعيش الشخص حالة من التعاسة والتسول العاطفي حين يسلم مفاتيحه الداخلية إلى الخارج، لأنه يمتلك نظرة محدودة لذاته فيرفع سقف توقعاته من الآخرين وينهار عند عدم تلبيتهم احتياجاته، أحياناً لا يدرك بعض الأشخاص أهمية الاكتفاء الذاتي إلا بعد مواجهة الكثير من الصراعات والتجارب المخيبة للآمال التي لم تأت بلا شك من فراغ بل من عدم التحرر من سجن الاحتياج للآخرين. الاكتفاء الذاتي يوفر صلابة نفسية قوية، لذا تسعد بوجود الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتك، إلا أنك لا تنهار حين ينهال عليك فيض…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
ولجت لجة الحضور، فوجدت الاحتفاء بمستوى القامة، وشعرت بأن في فرنسا تبدو العلاقة كأنها العناقيد منضدة بمشاعر الحب والاعتزاز بقامة رجل له في قلوب العالم مساحة خضراء بهية نابضة بدقات ساعة الحلم الإنساني. هكذا شمخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو يتوسط مستقبليه، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي علت الابتسامة محياه، معبراً عن دفء التواصل والعلاقات الحميمة بين رجلين لهما الصوت والصيت في منصات العمل السياسي العالمي، ولهما الأثر الطيب في صناعة السلام والأمن الإنساني الذي تنشده شعوب العالم وتتمناه وتنتظر منه المزيد لكي ترقى الحضارة. وتزدهر على يدي زعيمين خرجا من مدرسة واحدة، وهي ثقافة وحدة الوجود، ورؤية الاندماج مع الطبيعة بكل ما تحمله من جمال، ورونق، ومهارة في تشكيل لوحة الكون. هكذا أصبحت الإمارات في ضمير قيادتها الرشيدة، وهكذا تلاقت مع محبي الحياة وعشاق الجمال في كل منازل الوجود، إيماناً من القيادة بأن العالم كساه الكثير من الغبار، واعتراه السعار،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
يستعد أبناؤنا هذه الأيام للتسجيل في الجامعات وهم بصدد قرارات مصيرية في حياتهم وحياة المحيطين بهم، ولكن أجد أن نسبة بسيطة جداً من الطلاب يعرفون ماذا يريدون على وجه الدقة والأغلبية العظمى في حيرة كبيرة وإن لم يكونوا في مدارس خاصة فيها مرشدون أكاديمون نجد الأبناء يتخبطون بين رغبات الأهل ونصائح الأصدقاء، وبالطبع كل ينصح من منظوره الشخصي وليس من منظور سوق العمل واحتياجات المستقبل، بعض الأهالي يحاولون المساعدة بالإرشاد والتوجيه، وبعض الأهالي يصرّون على أن يدرس أبناؤهم تخصصاً معيناً. فما التخصصات الأفضل لأبنائنا، خصوصاً في حال لم يكن الأبناء قد قرروا بأنفسهم ما يرغبون فيه؟ بحكم خبرتي في هذا المجال، أقترح أن يحاول الأبناء معرفة أي الموضوعات تستحوذ على اهتمامهم، وما الأمور التي يجدون فيها متعة لمعرفة المزيد، وما الموضوعات التي تثير فضولهم أكثر، ولا يجدون صعوبة في تعلمها، من ناحية أخرى يجب النظر للمستقبل ومدى القابلية للحصول على وظيفة في هذا المجال أو إنشاء عمل خاص، أو كلاهما،…