التخلص من العلاقات السامة

آراء

استكمالاً للحديث عن العلاقات السامة التي تناولها مقال الأسبوع الماضي، أتوجه بالشكر لكل من علّق على المقال.

ويستعرض مقال اليوم بعض المقترحات لمعالجة العلاقات السامة، التي يمكن أن تكون تجربة صعبة ومؤلمة للطرفين، لذلك يجب أن ننتبه إلى صحتنا النفسية، ولا نترك لأحد أياً كان أن يتحكم في مجريات العلاقة ويوجهها كيفما يشاء، خاصة إذا انعكس ذلك سلباً على حياتنا، فلن يستطيع شخص فرض نفسه علينا ما لم نعطه هذه الفرصة بإرادتنا، ونحن من نحدد مساحة وجود الطرف الآخر، وحتى نتخلص من العلاقات السامة لابد من اتخاذ الخطوات اللازمة، ولا نكتفي بالشكوى.

فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمعالجة العلاقات السامة، أولاً: التعرف إلى السمية: أول خطوة هي إدراك أنها علاقة سامة، حيث يمكن أن تأخذ العلاقات السامة أشكالاً عديدة، ولكنها غالباً ما تشمل سلوكات مثل التلاعب والإساءة العاطفية والاستغلال والابتزاز العاطفي وعدم الاحترام. ثانياً: وضع الحدود: بمجرد التعرف إلى السمية، من المهم وضع حدود لحماية أنفسنا، وقد يتضمن ذلك تقليل الاتصال مع الشخص السام، ورفض المشاركة في السلوك السام، وتوضيح ما سنتحمله، وما لن نتحمله.

ثالثاً: البحث عن الدعم: التعامل مع العلاقة السامة يمكن أن يكون مرهقاً عاطفياً، لذا من المهم البحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة أو معالج متخصص إذا تيسر ذلك، يمكن أن يساعدك هؤلاء في معالجة مشاعرك ومساعدتك في التحقق من سمية العلاقة، وتقديم الإرشادات حول كيفية التعامل مع الوضع.

رابعاً: العناية الذاتية: العناية بأنفسنا ضرورية عند التعامل مع العلاقة السامة، يمكن أن يشمل ذلك المشاركة في الأنشطة التي تجلب لنا السعادة، وممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل، أو إعطاء الأولوية للنوم والتمرين الرياضي. خامساً: النظر في إنهاء العلاقة: في بعض الحالات، أفضل طريقة للتعامل مع العلاقة السامة هي إنهاؤها بشكل كامل، وقد يكون هذا القرار صعباً، ولكن في نهاية المطاف قد يكون أفضل شيء لصحتنا العقلية والنفسية، ولابد أن نتذكر أنه لدينا الحق في وضع الحدود وإعطاء الأولوية لرفاهيتنا وحالتنا النفسية في أي علاقة، ويجب ألّا نخاف من اتخاذ خطوات لحماية أنفسنا من الأشخاص السامين.

من الناحية الأخرى، كيف للأشخاص الذين يتم وصفهم بالسمية التعامل مع الأمر، المشكلة الأساسية أن الشخص السام لا يدرك ذلك، بل بالعكس قد يعتقد أن الطرف الآخر هو السبب، يلخص موقع «ماستر كلاس» بعض الطرق أهمها الانفتاح، وتقبل النقد أو النصح عندما يلفت الطرف الآخر نظرنا لهذا الأمر، ثم الاعتذار عند الضرورة، وعدم المكابرة، فليس عيباً أن يعتذر الإنسان، ثم أن يقوم الشخص بتقييم نفسه بصفة دورية، ويمكن أن يتم تدوين الأفكار والخواطر أو استشارة من نثق برأيهم وحكمتهم، ومن المهم الوعي الدائم ومراجعة تصرفاتنا إذا شعرنا بتغير أو ضيق من الطرف الآخر، كذلك التعامل مع الصدمات الماضية، فقد يحدث أن يكون سبب السمية لدى الشخص هو مروره بتجربة سيئة، فيعكس هذه التجربة على المحيطين به، بالتالي لابد أن يتعامل الشخص مع الصدمات الماضية، ويتصالح مع نفسه حتى لا يكون مصدر إزعاج وألم للآخرين ولنفسه.

المصدر: الامارات اليوم