تحديات «تيك توك» تنتقل إلى حقائب طعام الطلبة

منوعات

أفاد معلمو مدارس حكومية وخاصة بأنهم صادروا أطعمة غير صحية، بنكهات حارة، أثناء تناول الطلبة وجبة الإفطار في الفسحة، مؤكدين أن الطلبة يطبّقون تحديات على موقع التواصل الاجتماعي «تيك توك»، خصوصاً الأطعمة الحارة والحامضة، كمزج رقائق البطاطا (الشيبس) بنكهة حارة جداً مع الليمون، وأكلها دون أن يظهر عليهم أي تأثير، وغيرها من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر في الجهاز الهضمي.

وأكدوا أن جودة وجبات الطلبة التي يجلبونها معهم تقع على مسؤولية ولي الأمر، وعليه الامتثال للقوانين المدرسية التي تتعلق بنوعية الأطعمة التي تحضر لأبنائهم، خصوصاً أن تحديات «تيك توك» أثرت بشكل مباشر في طلبة، كالاستفراغ في الفصل، أو الشعور بالغثيان طوال اليوم الدراسي وغيرهما.

وتفصيلاً، قالت معلمة تربية إسلامية في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، نور علي محمد، إنها لم تكن تعلم بطبيعة التحديات التي يقوم بها الطلبة أثناء الفسحة، إلا حين أصيب أحد الطلبة بالغثيان، وبدأ يستفرغ في الحصة الدراسية، وبعد نقله إلى العيادة المدرسية، وسؤاله عن سبب إعيائه، أجاب بأنه كان يقوم بتحدٍّ مشهور على «تيك توك»، يتمثل في تناول رقائق البطاطا (الشيبس)، بنكهة حارة جداً، والتحدي في هذه الحالة ألّا يظهر على وجهه أي ردة فعل.

وأضافت أنه تم استدعاء ولي أمر الطالب، وتوعيته بأهمية الانتباه لطبيعة الأطعمة التي يحضرها الطالب إلى المدرسة، وعدم السماح له بتناولها خلال وجبة الإفطار، لتأثيرها المباشر في الجهاز الهضمي، ما يؤثر في عدم تركيزه أثناء الحصص الدراسية، بالتالي تؤثر في تحصيله العلمي، في حال كان يتناولها بشكل مستمر خلال الأيام الدراسية، فإن مسؤولية جلب مثل هذه الأطعمة تقع على ولي الأمر.

وقالت إدارية في مدرسة خاصة تدرّس المنهج البريطاني، عائشة محمد، إنه تم توجيه المعلمين والمعلمات بضرورة تفتيش حقائب أطعمة الطلبة، ومصادرة أي نوع من الأطعمة غير الصحية، التي قد تؤثر في الجهاز الهضمي للطلبة، بالإضافة إلى توعية أولياء الأمور بأهمية اختيار الأطعمة التي تزود الطالب بطاقة، دون أن تسبب له عسر هضم أو غيره.

فيما ذكرت معلمة تدرّس المرحلة التأسيسية بمدرسة حكومية، فضلت عدم ذكر اسمها، أن المعلم على وعي تام بتحديات «تيك توك» المستجدة التي عادة ما تكون غير مفيدة إنما تؤثر في صحة الطلبة النفسية والجسدية، وذكرت أن الطلبة يميلون لهذه التحديات لإثبات قوتهم وقدرتهم على التحمل، إلا أن هذا النوع من التحديات يؤثر بشكل فوري في الجهاز الهضمي للطالب، خصوصاً أنها بنكهات حارة جداً، وقد لا تستسيغها معدة الطفل، ما يؤثر في تركيزه وانتباهه للدروس في الفصل الدراسي. في المقابل، أكدت ولية أمر طالب في المرحلة الابتدائية، نورة محمد الحمادي، أن برامج التواصل الاجتماعي، وخاصة «تيك توك» أعطت الأطفال الحماسة والإثارة في تطبيق تحديات تؤثر بشكل مباشر في صحتهم، مشيرةً إلى أن ابنها يلحّ عليها لشراء «رقائق شيبس ذات نكهة حارة جداً» التي يحضرها زملاؤه في الفصل من أجل القيام بتحديات التحمل دون شرب الماء.

وذكرت أن الطلبة بطبيعة الحال، يبحثون عما هو جديد، ويثير الحماسة لديهم دون وعيهم بما سيسببه لهم هذا النوع من التحدي، والواجب على ولي الأمر متابعة حقيبة ابنه، وما تحويه من أطعمة، للحفاظ على صحته وصحة زملائه في الفصل.

وقالت ولية أمر طالبة في الصف الثالث الابتدائي، بمدرسة خاصة، مريم موسى البلوشي، إنه تم استدعاؤها للمدرسة بعد أن استفرغت ابنتها، بسبب أطعمة أكلتها، وسببت لها آلاماً في بطنها، وحين راجعت العيادة المدرسية، واستوضحت عن الأكل الذي تناولته ابنتها، تبين أنها تناولت أطعمة غير صحية لم تحضرها هي، إنما زميلاتها في الفصل كن يقمن بأحد التحديات، ما سبب لها الآلام، فتغيبت في اليوم التالي بعذر طبي.

• معلمات: «مراقبة جودة وجبات الطلبة مسؤولية ولي الأمر».

مواد غير صحية وصبغات

ذكرت أخصائية تغذية، مريم السعيد، أن الغذاء المدرسي للطلبة مهم جداً، نظراً لبقائهم فترة تتجاوز الخمس ساعات متواصلة، ما سيحدد درجة تركيزهم ومستوى انتباههم، ومن المهم أخذ كفايتهم من الأكل الصحي الذي يستمدون منه طاقتهم لآخر اليوم الدراسي. وذكرت أن على أولياء الأمور عدم التجاوب مع رغبات أبنائهم في شراء رقائق البطاطا ذات النكهات الحارة، التي لا تستطيع المعدة استساغتها، نظراً لاحتوائها على مواد غير صحية، وصبغات وغيرها.

المصدر: الامارات اليوم