حمدان بن محمد: «إكسبو دبي» يجمع تاريخ الشعوب بمستقبل العالم وطموحاته

أخبار

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن «إكسبو 2020 دبي» يكتسب أهميته من شمولية تمنحه تفرداً كبيراً، كحدث عالمي يجمع تحت سقف واحد ملامح مهمة من ماضي الشعوب وتاريخها، وتراثها الإنساني بكل ما يتسم به من تنوع من جانب، وتطلعات العالم وطموحاته إلى المستقبل، وما أعدته له مختلف دولها من ابتكارات واختراعات وأفكار، تضمن للأجيال المقبلة الحياة الكريمة ورغد العيش من جانب آخر، في مزيج نادر يسمح بمزيد من التقارب بين شعوب العالم، وبناء جسور جديدة للتواصل في ما بينها، على أساس من الإلمام الكامل بكل العناصر التي تميز مجتمعاتها.

وأشاد سموه بالحضور الإفريقي المتميز ضمن التجمع العالمي الذي يضم 192 دولة، حيث تسلط المشاركة الإفريقية الضوء على التطور الكبير الذي تشهده أغلب دول القارة، على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتقنية، في الوقت الذي تسعى إفريقيا إلى خلق واقع جديد تتجاوز فيه تحديات الماضي، وتفتح معه صفحة جديدة توظف فيها التقنيات الحديثة لزيادة الاستفادة من مواردها الطبيعية الغنية، ولتحجز موقعاً متقدماً في ركب التقدم العالمي.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها سموه إلى مقر «إكسبو 2020 دبي»، يرافقه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لـ«إكسبو 2020 دبي»، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كان في استقبال سموه ومرافقيه، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي»، ريم بنت إبراهيم الهاشمي.

وشملت الزيارة اثنين من الأجنحة الإفريقية المشاركة في الحدث العالمي الذي يضم مشاركات 192 دولة، إضافة إلى عدد كبير من المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية، ما يجعل «إكسبو دبي»، مع انعقاده للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، الحدث الأكبر من حيث المشاركة في تاريخ المعرض العالمي الذي يعود تاريخ انطلاقه للمرة الأولى إلى عام 1851.

وزار سمو ولي عهد دبي جناح ساحل العاج المقام بـ«منطقة التنقل» في «إكسبو»، حيث اطلع سموه على مكونات الجناح الذي تسعى من خلاله الدولة الغرب إفريقية للتعريف بملامح مهمة من نهضتها الاقتصادية والثقافية، من خلال أكبر تجمع عالمي يشهده العالم منذ بداية أزمة جائحة «كوفيد-19»، حيث يعكس الجناح بتصميمه المستوحى من البيئة والثقافة الإفريقيتين، طموحات ساحل العاج للمستقبل تحت الشعار الذي اختارته لجناحها، وهو «الطريق إلى إفريقيا الجديدة».

ويتناول الجناح قصة التطور الذي مرت به ساحل العاج منذ الاستقلال، وانتقالها من مجتمع يعتمد بصورة أساسية على النشاط الزراعي، الذي لايزال يشكل جزءاً مهماً من بناء هيكلها الاقتصادي، إلى تنويع الاقتصاد والتوسع في الأنشطة الصناعية، في حين يعرض الجناح للفرص الاستثمارية المتاحة بساحل العاج، في ضوء التوسع في العديد من المشروعات المستقبلية، ضمن قطاعات متنوعة تشمل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية وغيرها، في حين لم يغفل القائمون على الجناح إبراز الموروث الثقافي لشعب ساحل العاج وعاداته وتقاليده، انسجاماً مع أهداف «إكسبو 2020 دبي» في ناحية تحقيق التقارب الثقافي والإنساني بين الشعوب.

كما زار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم جناح دولة رواندا، المستوحى من تاريخها، والمقام في «منطقة الفرص»، ويعكس مضمونه رحلة شعب رواندا من فترات مضت حافلة بالتحديات، إلى الغد المشرق الذي يمضي إليه بكل التسامح لتجاوز صعاب الماضي، في حين جاء تصميم الجناح للتعبير عن هذه الرحلة من خلال مراحل اليوم المختلفة، بدءاً من الغسق، ومن ثم ظلمة الليل التي تعبّر عن أهوال الحرب التي عانتها رواندا في عام 1994، ومن بعدها ظهور ضياء الفجر إيذاناً بميلاد عهد جديد حافل بالأمل، ويليه النهار بكل ما يحفل به من اجتهاد وعمل من أجل حياة أفضل.

واستوحى جناح رواندا مكوناته من تاريخها الذي اتخذته أساساً لتطورها، بينما يعرض للخيارات التي يواصل بها شعب رواندا مسيرة التطوير مع التركيز على محاور بعينها، من أبرزها الحفاظ على البيئة الغنية التي تميز الدولة الواقعة في وسط قارة إفريقيا، وتشتهر بغاباتها الاستوائية وتنوع بيئتها الفطرية، إضافة إلى تنمية القطاع السياحي مع الاستفادة من مقومات الجذب الطبيعية المنتشرة في أرجائها، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات وأنشطة «الاقتصاد الأخضر».

وفي ختام الزيارة، أعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، عن تقديره لكل ما شاهده من معروضات وأفكار وابتكارات تروي قصة شعوب حملت طموحاتها إلى دبي، من أجل الاستفادة من هذا التجمع العالمي غير المسبوق من حيث حجم المشاركة، في التعريف بحضاراتها وما تطمح إلى تحقيقه من طموحات تنموية وابتكارية لمستقبل أفضل.

المصدر: الامارات اليوم