زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

رفع الستار

آراء

كانت احتفالية منظمة اليونسكو، الأسبوع الماضي، باليوم العالمي للغة العربية (18 كانون الاول / ديسمبر) مثار إعجاب الضيوف وغبطة المنظمين (أعضاء المجموعة العربية). عدد الفعاليات ونوعيتها وعدد الحضور ونوعيتهم، كل ذلك صبّ في وعاء النجاح لإنهاض هذا اليوم العالمي المولود حديثاً.

لم يقتصر الاحتفاء بيوم العربية على محضن المبادرة «اليونسكو»، بل تجاوزه كما كنا نأمل وكما ينبغي، إلى بعض الدول العربية التي تفاعلت مع المناسبة، لا كما يليق بها بل كما يليق بالوقت الضيق المتاح. بأمل أن تكون احتفالية الأعوام القادمة بإذن الله أكثر تنوعاً وانتشاراً وجدوى.

هناك دول عربية لم تحفل بالاحتفالية البتة، ولم تلقِ لها أي اهتمام أو اعتبار، وسنعذّر لهذه الدول بأن الوقت القصير المتاح بين تاريخ القرار وتاريخ الاحتفالية كان هو الحائل الوحيد عن المشاركة لهذا العام.

في هذا الصدد، يجب في المقابل أن نشكر دولاً ومؤسسات ثقافية وإعلامية عربية شاركت مع اليونسكو في الاحتفالية وأسهمت بقوة في إنجاح يوم العرب. والشكر مضاعف بالطبع لهيئات ومؤسسات سياسية ووسائل إعلام اجنبية لم تغفل عن الإشادة باللغة العربية في يومها العالمي. امتنان خاص، أقدمه بالنيابة عن شباب العرب، إلى نادي برشلونة العالمي على لفتته النبيلة بتهنئة العرب باليوم العالمي للغة العربية. يا الله كم هي ذكية هذه اللفتة، اسمحوا لي الآن أن أقول: «الإنسان» يكمن في التفاصيل!

الأهم من كل هذه التفاصيل الاحتفالية، هو استحضار المغزى من هذا اليوم العالمي، وإنه يمثل رفع ستار عن عرض مستمر طوال العام لدعم اللغة العربية وإبرازها في المقام اللائق لها وترويجها بين أبنائها أولاً ثم بين أبناء الجيران.

نريد أن يجيّر شباب العرب بعض إسهامهم في دعم اللغة الحربية السائدة في الشارع العربي اليوم إلى دعم اللغة العربية التي تستحق هي أيضا «حركة مقاومة» للدفاع عنها.

* * * *

وفي سياق الحرب والمقاومة، سأشير وأشيد بالتوضيح الذي نُشر في هذه الصفحة الأسبوع الماضي من الأمير الحسن بن طلال، عن مقالي «القدس و الأعداء الجدد».

لن أدخل في تفاصيل الرد وتبيان المراجع التي استندتُ اليها في مقالي، لسببين، أولاً: لأنني أحترم الأمير الحسن بن طلال شخصياً، وأثمن جهوده وأطروحاته الوحدوية والتنموية للمجتمع العربي. وثانياً: لأن ما كنت آمله وأطمح فيه من تبديد القلق بشأن الصراع الأردني / الفلسطيني المتخوَّف على القدس، قد بدّده سمو الأمير في رده بكل وضوح ونقاء، فما حاجتي بعد هذا في أن أطيل القلق والجدال؟!

شكراً للأمير الحسن، وحفظ الله القدس من كيد الاعداء.

المصدر: الحياة