صلاة بشار الأسد

آراء

تداول كثيرون فيديو صلاة بشار الأسد قبل أمس و هو يسابق الإمام، صباح العيد، في التسليمتين، كما لو كان يعد الثواني للعودة عاجلاً إلى مخبئه. و هو فعلاً يعد الدقائق و الثواني خوفاً من الآتي: نهايته.

أي شرعية لــ «حاكم» لا يقوى أن يختلط بشعبه و يشارك علنياً في احتفالاته.؟ من أَمِنَهُ شعبُه أَمِن شعبَه. تلك هي الحكمة الذهبية لأي قيادة تبحث عن شرعيتها. و تلك هي مقياس الرضا الشعبي عن القيادة و أدائها. فكلما ازداد قرب القيادة من شعبها كلما تعمقت شرعيتها و زاد رضا الناس عليها. أما من يحتمي من شعبه بالمدرعات و أجهزة الأمن و عناصر من حزب الله والحرس الثوري فليس أمامه سوى انتظار نهايته و هي قريبة.

بشار الأسد يقتل يومياً ما يقارب المائتي سوري، ناهيك عن الموت الجماعي لآلاف السجناء و المعتقلين الذين لا يدخلون في إحصائية الموت اليومي، و مع ذلك ما زال الرجل يبحث عن تسوية سياسية؟ والتسوية عنده هي أن يبقى رئيساً للسوريين. أي حماقة هذه؟

المؤسف أنه كلما اشتد الخناق على بشار جاءه «فرج» – و لو مؤقتاً – من المجتمع الدولي. فما مهمة الأخضر الإبراهيمي الجديدة في سوريا سوى نافذة للتسويف و المماطلة يموت عبرها المزيد من السوريين و يعيد من خلالها بشار ترتيب أوراقه السياسية وصفوف جيشه و شبيحته. ثم ننتهي إلى ما انتهى إليه كوفي أنان.

قلناها كثيراً و قالها قبلنا السوريون الذين يعرفون عز المعرفة عقلية بشار ومن حوله: لا لغة يمكن أن يفهمها بشار سوى لغة الجيش الحر! فمن اعتلى السلطة عنوة و بالمؤامرات و قبضة الرعب لا يمكن أن يتركها طواعية أو احتراماً لرغبة شعبه! و إلا لما استعجل بشار صلاة العيد راكضاً نحو مخبئه و هو لا يفكر في أمر غير السلامة من قبضة جيش السوريين الحر.

و تلك هي اللغة التي يفهمها بشار الأسد. لا لغة غيرها يمكن أن تصل أذنيه!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٦١) صفحة (٢٤) بتاريخ (٢١-٠٨-٢٠١٢)