منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

لا بديل عن التميز

آراء

مع بداية العام الجديد حلت دبي في مراكز متقدمة في مؤشرات أفضل مدن العالم وأكثرها حيوية وديناميكية، بفضل سياسة دائمة تضعها في صدارة سباق التنافسية والأفضل على المستوى العالمي.

من ملامح تلك السياسة، نتائج مؤشر سعادة المتعاملين مع دوائر دبي الحكومية الذي أعلنه حمدان بن محمد أمس، الذي يبقي دوائر دبي في حالة استعداد لتقديم خدمات أرقى تزيد من جاذبية المدينة للباحثين عن الاستثمار والعمل والسياحة، وبالتالي تقديم أفضل صورة عن جودة الحياة في المدينة، عبر تنافسية حميدة.

المهم في التصنيف، أنه يضع المتميز والمتأخر أمام نفس التحدي، فهو للأول المحافظة على مركزه وللمتأخر الارتقاء، وبالتالي الوصول إلى مستوى واحد، فلا يجوز التفاوت في الخدمات بل يجب أن تكون عند مستوى واحد في التميز والانسجام.نفهم أن خدمات الدوائر التي حصلت على علامات دون المتوسط لا يعني أنها رديئة، بل تعني أنها بحاجة إلى تطوير وأنها لم تصل إلى المستوى الذي يعكس صورة دبي ويواكب معاييرها العالمية. كما أن التفوق لا يعني أن المشوار انتهى بل هو سباق لا يتوقف.

بين الرقمين الأول والأخير (90 و77) نقرأ رسالة مهمة وهي التحفيز نحو الأفضل ووضع صاحب العلامة مهما كانت، أمام التحدي الجوهري لإيجاد الحلول في كيفية الوصول إلى العلامة الكاملة والحفاظ عليها، فالتحدي أمام الجميع، لأن الهدف المصلحة العامة وسعادة المتعاملين. هي الشفافية التي نريدها، فلا مجاملة ولا مبالغة، لأن منطق دبي أن تكون آلية العمل والأداء تسير وفقاً لمعايير الجودة. ونعتقد أن رسالة حمدان بن محمد، وصلت لجميع الدوائر، عبر الإعلان الفوري للدوائر المتقدمة، أنها ستحافظ بل ستزيد مستوى جودة خدماتها، وإعلان الدوائر التي كانت دون المتوسط عن حالة تأهب لتشخيص العيوب وإصلاحها، فحكومة يقودها محمد بن راشد لن ترضى سوى بالخدمة الاستثنائية الريادية.

بالتأكيد هذا هو المطلوب من دون تأجيل، للمحافظة على نهج التميز، وتحقيق سعادة الناس باعتبارها أولوية، ولتكون دبي بالعمل الجماعي أسعد مدن العالم. يعلم الجميع أن دبي مقبلة على تغييرات كبرى بدأت ملامحها تتشكل بتأسيس مجلس دبي، ما يترتب عليه حالة تأهب قصوى لكل القائمين على الخدمات الحكومية لمواكبة المسار الجديد لدبي واقتصادها، وإعداد الخطط وتنفيذها التي ترفع جاهزية دبي نحو تحقيق أهدافها بكفاءة عالية والتي تحقق بالعمل الجماعي وروح الفريق وبجودة متصاعدة لن ترضى دبي عنها بديلاً.

المصدر: البيان