هالة بدري
هالة بدري
مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي

معاً نحو مستقبل أكثر إبداعاً

آراء

كثيرةٌ هي الدروس والمبادئ التي تعلمها الإنسان على مدار التاريخ، عبر الحضارات التي أسسها، ومن المبادئ التي أجمعت، وتُجمِع، العقول النيّرة على أنها أساسية في نهوض الحضارات وبنائها، مبدأ العمل الجماعي، الذي لولاه لم يكن ممكناً لتلك الحضارات أن تُبنى. التعاون والتحالف والتضامن من مؤشرات القوة في أي مجتمع، ويعكس مستوى الوعي والنضج الذي يتمتع به أفراده.

عبر ثقتنا بقدرات بعضنا بعضاً، وعملنا معاً بجهود منظَّمة ورؤية مشتركة، يمكننا أن ننجز الكثير، فالعمل الجماعي يفتح لنا آفاقاً تساعدنا على تشكيل ملامح مستقبل أجمل للجميع. ولا يمكننا الحديث عن العمل الجماعي، دون أن يتبادر إلى أذهاننا تجربة دولة الإمارات، التي يشكل فيها مبدأ التعاون والعمل بروح الفريق، ثقافة راسخة، أفضت إلى منجزات مبهرة لدولة فتيّة بين دول العالم المتقدم.

وسيراً على خطى قيادتنا الملهمة، لدينا في «دبي للثقافة»، قناعة راسخة بقيمة التعاون والعمل المشترك مع شركائنا من جميع القطاعات، الخاصة والعامة، ونفعل شراكاتنا، على الدوام، للارتقاء بالمشهد الإبداعي لإمارتنا نحو العالمية، ودعم مجتمعنا الإبداعي، وإشراكه في هذه المهمة، منطلقين من ثقافة الاحترام والتفاهم، وتبادل الموارد والخبرات. ولا أجد نموذجاً يعبر عن روح الفريق وتضافر الجهود لتحقيق هدف مشترك، أجمل من نموذج العمل الجماعي الذي شهدناه في ورشة «مسرعات القوز»، التي عقدناها أخيراً، لوضع أولويات عملنا في الفترة القادمة، لتطوير منطقة القوز الإبداعية، وتعزيز مكانتها كمركز إبداعي حيوي متكامل، كجزء من خططنا لتطوير الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، وتحقيق رؤية «استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

التعاون والتفكير بشكل جماعي، هما كلمة السر للنجاح والإنجاز، وهو ما شهدناه في «مسرعات القوز»، التي أظهرت تحالفاً مثالياً بيننا وبين شركائنا من الجهات الحكومية والخاصة، ومن أفراد المجتمع الإبداعي، فتلاقت الأفكار، وتم تبادل الخبرات، والتوصل إلى خطة عمل وخارطة طريق لإحداث تطوير حقيقي ومستدام في المشهد الإبداعي لمنطقة القوز، يشارك فيه الجميع، ويأخذ بعين الاعتبار، احتياجات ومتطلبات المبدعين الذين يشكلون المنطلق الأساسي في هذه العملية التطويرية، وأهم المستفيدين منها، في صورة مشرقة، تعكس الإيجابية الفائقة للتعاون بين الجميع.

المجتمعات المبدعة، هي بالضرورة مجتمعات متعاونة، يشارك في تشكيل نهضتها وتقدمها وابتكارها جميع القطاعات فيها، فالابتكار والإبداع عملية جماعية، قوامها أفراد يتمتعون بعقلية ريادية يقدمون أفكاراً جديدة، ويطورون حلولاً مستدامة. من هنا، لا بدّ من تكريس مفهوم التعاون والشراكة بين جميع القطاعات ومكونات المجتمع، من أجل رسم غدٍ أكثر بريقاً، ومستقبلٍ أكثر إبداعاً لإمارتنا، ولكل من يعيش على أرضها.

المصدر: البيان