د. علي بن تميم
د. علي بن تميم
رئيس مركز أبوظبي للغة العربية

معرض الرياض للكتاب.. معرفة تخدم نهضة الحاضر وتطلعات المستقبل

الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٢

لعلّ أصدق صورة عن الحراك الثقافي الاستثنائي الذي تشهده المملكة العربية السعودية الشقيقة، تتجلى في أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب، ليس فحسب في الإقبال الجماهيري، وخصوصًا الشباب، على الكتاب، بل كذلك في الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تعكس حالة مبهجة من الاهتمام بالثقافة والإبداع والفنون، وكأننا في عيد يضجُّ حيوية وفرحًا ويزخر علمًا ومعرفة، ويشعّ إيجابية وأملًا بالحاضر والمستقبل. مشهد ليس غريبًا على المملكة، التي لطالما كانت الثقافة واللغة العربية من ركائز مشروعها الأصيل، على مختلف الصُّعد، ولطالما كان الكتاب هو المحرّك الأول لكل هذا الحراك المعرفي، فالصروح المعمارية والإبداع الهندسي والتطور التقني وغيره ليس وليد صدفة، بل هو امتداد لوعي عميق بأن المعرفة هي المستقبل، وإذا تجوّلنا في أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب سنشعر بقيمة العلم والكتاب واللغة، ونجد أنفسنا أمام حالة ثقافية متميّزة وضعت اللغة العربية منطلقًا لمشاريعها وجهودها، فالدورة الحالية التي تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة تشهد تنوّعًا في الطرح والمضمون وتخاطب المثقفين والناشرين والمبدعين في حقول الأدب والترجمة والفنون وتوفّر لهم بيئة مثالية للقاء وتبادل الخبرات والمعارف في مختلف المجالات. نعم هذا هو دور معارض الكتب؛ أي أن تكون حواضن أصيلة للمعرفة الفكرية والإنسانية النبيلة، وبيئة مثالية للارتقاء بمختلف صنوف الإبداع، ولطالما كانت دولة الإمارات شريكًا للمملكة العربية السعودية في نهضتها المعرفية والحضارية، حيث…

جابر عصفور.. فارس ترجّل عن صهوة الكلمة

الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢

نعاصر في هذه الأيام واحدة من كبرى التظاهرات الثقافية، التي أسهمت على مر العقود في إبراز المكانة المرموقة لجمهورية مصر العربية، بصفتها نقطة فاعلةً في الثقافة العربية ومنبراً وقبلة للمثقفين والأدباء والمفكرين العرب، وإحدى أهم الأدوات التي ربطت ثقافتنا وتاريخنا العريق مع الثقافات الأخرى، ومدت إليها جسور التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والأدب والفكر والفنون. أتحدث هنا عن «معرض القاهرة الدولي للكتاب» في نسخته الثالثة والخمسين، التي تؤسس على نحو جديد للجهود الحثيثة المبذولة لتعزيز مكانة اللغة والثقافة العربية بين ثقافات العالم، وتضع السبل لتوحيد آليات ربطها بثقافات العالم المختلفة. ولقد حرصنا في «مركز أبوظبي للغة العربية» على المشاركة في هذا الحدث الثقافي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة العربية، لما للقاهرة، في قلوب المثقفين العرب وعقولهم من مكانة وقيمة متميزة، فقد جمعتهم تحت سقف واحد، ومهدت أمامهم طريق الربط بين ثقافتهم والثقافات الأخرى، من خلال ما تقدمه من فعاليات وملتقيات ثقافية ملهمة، وأعمال مهمة شكّلت نقاطاً مضيئة في السجل الثقافي لمصر والمنطقة بأكملها. وقد حرصنا أن تجيء مشاركتنا الأولى في هذه المنصة الثقافية استثنائيةً وغنيةً بالمبادرات والمشاريع النوعية، التي تجسّد أهداف المركز، وتتلاقى بشكل كبير مع أهداف معرض القاهرة الدولي للكتاب، فنحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى توحيد الجهود، وصياغة رؤى مبتكرة ومتجددة، لنرتقي باللغة العربية، ونعزز ريادتها العالمية…